من الصحافة الاسرائيلية
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية مزيدًا من التفاصيل حول الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن مع وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس حول قرار اسرائيل بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في عدّة مستوطنات في الضفة الغربية.
وبحسب ما أوردت القناة 12 الإسرائيلية كانت المحادثة “حادّة” وتشير إلى أوّل “خلاف جدّي” بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية الجديدتين.
وأبلغ بلينكن غانتس بأنّ قرار التوسّع الاستيطاني “مثير للإحباط، وإشكالي ولم يُنسّق معنا، ويصعّب علينا ويقوّض الاتفاقيات بين البلدين.. وإن كان كل هذا لا يكفي، فقد أصدرتم إعلانا آخر عن لتسويق 1300 وحدة استيطانية” في إشارة إلى إعلان وزير الإسكان الإسرائيلي، زئيف إلكين، عن مناقصة لتسويق وحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية، يوم الإثنين.
وأجري الاتصال بإنذار قليل قبل أن يتصّل بلينكن بغانتس، وأبلغه فيه بأنّ الإدارة الأميركية ستصدر بيانا حول قرار التوسع الاستيطاني، وهو ما صدر بعد ربع ساعة فقط.
يذكر أن غانتس يتواجد في “زيارة أمنية” خارج إسرائيل، لم يعلن عنها رسميًا، أو عن وجهته، التي يحظر نشرها بحسب القناة 12 الإسرائيلية.
وذكر المراسل السياسي لصحيفة “هآرتس”، يوناثان ليس أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، قدّر أنه يستطيع الانعطاف نحو الشقّ اليميني في حكومته والدفع “ببناء رمزي” في المستوطنات، على أن يشجّع الشقُّ الآخر في الحكومة، أي حزبا “العمل” و”ميرتس”، المجتمع الدولي على احتواء هذا القرار.
ووصفت الصحيفة قرار بينيت بالتوسع الاستيطاني بأنه “مخاطرة محسوبة”، “لم يتوقّع أي شخص ألا يمرّ قرار كهذا بصمت في أوساط قيادات الحزب الديمقراطي. حقيقة أن في الوقت ذاته، وبشكل غير مخطّط، اندلع نقاش علني إضافي بين البلدين حول إعلان إسرائيل ستّة مؤسسات حقوق إنسان فلسطينية على أنها إرهابية، زادت الطين بلّة”.
ووفق الصحيفة رغم أن الحديث عن “احتكاك فائض عن الحاجة، يشوّه العلاقات بين البلدين”، بتعبير الصحيفة، إلا أنه “من ناحية بينيت، للانتقادات من واشنطن إيجابيات أيضًا، وإلى درجة كبيرة تصب في صالحه وتزوّده بأرباح سياسية”، فمن جهة تعزّز التصريحات العلنية الحادة من قيمة عدد الوحدات الاستيطانية الذي قرّر بناءها ووصفتها الصحيفة بأنها “مقلّصة نسبيًا”، ومن جهة أخرى “هناك فهم في مكتب رئيس الحكومة بصعوبة الدفع بخطط مشابهة في المسقبل، سواء بسبب الخشية على سلامة الائتلاف الحكومي، ويستطيعون الآن توجيه أصابع الاتهام للإدارة الأميركية والمجتمع الدولي”.
قدّر رئيس الحكومة الإسرائيليّة نفتالي بينيت أنّ اتفاق التناوُب بينه وبين رديفه يائير لبيد الذي يشغل حاليا منصب وزير الخارجية، “لن يتمّ”.
جاء ذلك بحسب ما كشفت القناة الإسرائيلية 12، والتي أوردت أقوالا كان بينيت تفوّه بها خلال “محادثة مغلقة” مع مقرّبين منه الشهر الماضي.
وقال بينيت بحسب التسريبات، إن “هناك احتمالا كبيرا بأن التناوب لن يتحقق، أقدر أنه لن يتمّ”.
وأضاف أنه “من المحتمل أن تتفكك الحكومة بين تمرير الميزانية وبين موعد التناوُب، وذلك لأسباب عدة”، لم يذكرها.
وتعقيبا على ذلك قال بينيت في تغريدة عبر “تويتر” إنّ “يائير لبيد وزير خارجية ممتاز وشريك… وصديق”.
وذكر أن “المنشورات الأخيرة (التي أوردتها القناة) لا تعكس موقفي، وبالتأكيد لا تعكس التزامي بالاتفاق معه. لقد تصافحنا” في إشارة إلى أنه باق عند موقفه من التناوب وفق ما يزعم.
وأضاف بينيت: “منذ تشكيل الحكومة، يبذل يائير جهودًا كبيرة للحفاظ على استقرارها… بمسؤولية”.
وقال: “سوف نتجاهل الجعجعة… وسيتم تمرير الميزانية، وستواصل الحكومة دفع إسرائيل إلى الأمام”.
بدوره، قال لبيد في تغريدة: “نحن لن نشغل أنفسنا بالهراء، ولن يتمكنوا من إفساد الأجواء الجيدة في الحكومة، وسنواصل العمل معًا بشكل جيد لصالح دولة إسرائيل”.
وأضاف في تغريدة أخرى نشرها لاحقا: “آسف لإحباط خصومنا، لقد تحدثت الليلة مع بينيت عن كل المحاولات الشفافة (لافتعال) شجار بيننا قبل الموازنة”، مشيرا إلى أن ذلك “لن يحدث”.
وتابع: “كل من رئيس الحكومة وأنا لدينا هدف واحد: تمرير الميزانية وتقوية الحكومة، ولن أشتغل بالتسريبات والتسجيلات التي لا يُقصد منها إلا إلحاق الضرر”.