من الصحافة الاسرائيلية
شددت الصحف الاسرائيلية على أهمية استقرار المملكة الأردنية الهاشمية صاحبة أطول حدود لها مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، لما في ذلك من مصلحة إسرائيلية من الدرجة الأولى.
وأوضحت يديعوت أحرنوت في افتتاحيتها التي كتبها الجنرال عاموس جلعاد، أنه “في الفترة الأخيرة تنطلق ادعاءات تقضي بأن إسرائيل تعمل بشكل مغلوط إذ تضاعف كمية المياه التي توردها للمملكة الأردنية الهاشمية، التعليل الذي يبدو مقنعا ظاهرا، أن الأردن يقترب من إيران – عدو إسرائيل اللدود – وبالتالي، فإنه لا يجوز إثباته بمضاعفة كمية المياه، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما هو النهج الصحيح؟”.
ونوهت إلى أن “الأردن برعاية اتفاق السلام معها، تمنحنا عمقا استراتيجيا حتى حدود العراق”، وأضافت: “تعالوا نتصور رحلة جوية أمنية من مطار بن غوريون شرقا؛ فحدود 67 توجد على مسافة قصيرة للغاية، الضفة الغربية تمنح عمقا استراتيجيا أمنيا، نهر الأردن في منتصف الطريق حتى اجتياز المنطقة الجبلية، عاصمة الأردن والصحراء، وصولا إلى العراق، كل هذا المجال ذو معان هائلة، وشكل في الماضي أرضا خصبة لهجمات عسكرية ضد إسرائيل، أو خشبة قفز لمنظمات من أجل مهاجمة إسرائيل”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “الحدود الطويلة جدا بين إسرائيل (فلسطين المحتلة) والأردن، لو كانت بمسؤولية إسرائيل الحصرية، لاستوجب ذلك نشر قوات بحجم هائل وبكلفة عالية جدا على تل أبيب، وبدلا من ذلك، تتمتع إسرائيل بواقع مريح للغاية تتمثل بحدود هائلة، بلا عمليات ومؤامرات عسكرية معادية”.
وأفادت بأن “إيران تتوق لتوسيع الجبهة من لبنان إلى سوريا ومن سوريا إلى الأردن، وهنا لنا أن نتصور مليشيات موالية لإيران تنتشر على مسافة عشرات الكيلومترات من تل أبيب”، متسائلة: “من هي اليد الخفية التي تسمح بهذا الواقع الاستراتيجي المريح وتوفر مقدرات هائلة على إسرائيل؟ إنها الأردن بما تمتلكه من قوات أمن واستخبارات”.
وأكدت “يديعوت” أن “التعاون الأمني هام لأمن إسرائيل وبلداتها، ويكفي هذا فقط كي يشجع مساعدة مكثفة للأردن”، منوهة إلى أن “المملكة الهاشمية، هي عمود فقري في هامش العلاقات الأمنية الخاصة بين إسرائيل والدول العربية، التي كانت أسوأ أعدائها وأصبحت شريكتها”.
وقالت: “لقد اتخذ المشهرون بالأردن خطوات معادية تجاهه لدرجة التخوف من أن يكونوا معنيين بانهيار المملكة، فهل حدث دراماتيكي بهذا القدر سيخدم أمن إسرائيل؟ الجواب؛ لا، فالأردن يمكنه بسهولة كبيرة بناء على مزاياه الأساسية، أن يتحول إلى ساحة للعمليات، هو أرض خصبة للعنف ولسيطرة إيران وفروعها، وهكذا بلا مبالغة سيشكل خطرا على قدرة إسرائيل على التصدي للتهديد المركزي لأمنها؛ الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
ورأت الصحيفة أن “جوهر الحل في بناء قوة الجيش الإسرائيلي، وإلى جانب ذلك، مطلوبة حكمة كجزء من القوة العامة، وهذه ينبغي أن تجد تعبيرها بمساعدة مكثفة للأردن، وبقدر ما تكون العلاقات أوسع نطاقا، يزداد احتمال استقرار الأردن”.
ونبهت إلى أن “المصلحة الإسرائيلية، تكمن في تعريف استقرار المملكة كهدف من الدرجة الأولى، وعليه فإنه ينبغي مضاعفة كمية المياه التي تعطى للأردن إلى جانب المساهمة في اقتصاده، وهكذا فإنه يتم تحسين دوره العام في أمن إسرائيل”.
لا يزال موضوع الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية يشكل نقطة خلاف بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية، بعد أن حظيت اسرائيل بدعم كامل من قبل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، لكن الرئيس الجديد جو بايدن، وطاقمه في البيت الأبيض، ووزارة الخارجية، ومكتب الأمن القومي، يرون جميعا أن إقامة المزيد من الوحدات الاستيطانية من شأنها أن تعرقل أي حلول سياسية مع الفلسطينيين.
يستعيد الإسرائيليون لاسيما المستوطنين منهم ما عاشوه من مواجهة حامية مع إدارة الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما، من فرض قيود صارمة على إعلان المشاريع الاستيطانية من جهة، واستصدار قرارات دولية تدينها، ما أوصل العلاقات بين تل أبيب وواشنطن إلى حائط مسدود.
اليوم وفي ظل محاولة إسرائيلية واضحة لعدم تكرار ما واجهوه إبان إدارة بايدن، فقد كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن “يوسي دغان، رئيس المجلس الاستيطاني في الضفة الغربية، ذهب في زيارة لواشنطن، ومن المتوقع أن يلتقي بعشرين من أعضاء الكونغرس الجمهوريين والديمقراطيين الذين يزعمون أن إدارة بايدن تضغط على نفتالي بينيت رئيس الحكومة لتجميد البناء في المستوطنات، زاعما أن تجميد البناء الاستيطاني قد يؤدي إلى انشقاق في إسرائيل”.
وأضاف التقرير أنه “رغم موافقة الحكومة الحالية بالفعل على خطط بناء استيطاني خارج الخط الأخضر، فإن دغان يعقد حاليًا سلسلة اجتماعات طويلة في واشنطن مع أكثر من 20 عضوًا في الكونغرس ومجلس الشيوخ والجمهوريين والديمقراطيين، ضد ما يسميه ضغط حكومة بايدن؛ للحد من إقامة المزيد من المشاريع الاستيطانية في المستوطنات الإسرائيلية، بهدف إنشاء مجموعة نشطة في الكونغرس تكافح تجميد البناء”.