من الصحافة الاسرائيلية
كشف تقرير صحافي إسرائيلي ان رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل أجرى مباحثات مع وزيرة الاقتصاد الإسرائيلية أورنا باربيفاي تركزت على سبل دعم العلاقات التجارية والاقتصادية بين الجانبين.
وذكر التقرير الذي أوردته هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”) أن السلطات المصرية معنية بتعزيز العلاقات التجارية مع إسرائيل وزيادة حجم التبادل التجاري عبر معبر “نيتسانا” المعبر الحدودي البري التجاري الرئيسي بين إسرائيل ومصر.
وأبدت وزيرة الاقتصاد الإسرائيلية وفقا للتقرير موافقتها على التوجه المصري، وقالت إن “الإمكانات موجودة ونحن الآن بحاجة إلى أن نرى كيف نحقق ذلك”، وأشارت القناة إلى أن المباحثات بين كامل وباربيفاي أجريت الأسبوع الماضي.
وأشار التقرير إلى أن مصر مهتمة بزيادة الصادرات والواردات بسلع إضافية مثل الإسمنت والحديد والكيماويات وغيرها من المواد، علما بأن معبر “نيتسانا” يشهد يوميا عبور شحنات من البضائع المختلفة منها سلع غذائية، ومنتجات كيماوية ومواد بناء وخضروات مجمدة وأسماك مجمدة ومغزولات ومنسوجات ونايلون وأجهزة كهربائية وتوابل وزجاج.
على عكس الادعاءات الإسرائيلية والمطالب بعزل إيران وفرض عقوبات عليها، إلا أن علاقات الأخيرة مع الدول العربية تحسنت، وبشكل خاص مع بدء ولاية الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، الذي يوصف في إسرائيل بـ”المتشدد” و”المتطرف”. ويبدو في هذا السياق أن سياسة إسرائيل فشلت، خاصة على خلفية اختلافها، وربما تناقضها أيضا، مع سياسة الإدارة الأميركية، ورغبتها بالعودة إلى اتفاق نووي جديد تضاف من خلالها تعديلات على الاتفاق النووي الموقع في العام 2015.
وأشار المحلل العسكري في صحيفة “يسرائيل هيوم”، يوآف ليمور إلى أن قلقا يسود في إسرائيل من “تسجيل دفء في العلاقات مؤخرا بين إيران وعدد من الدول المعتدلة في المنطقة”، ما يعني أن إسرائيل خسرت رهانها بأن تقف الدول العربية “المعتدلة” إلى جانبها في حلف ضد إيران. وعزا ليمور “دفء العلاقات” إلى ما تصفه الحكومة الإسرائيلية بـ”السياسة السلبية” التي تتبعها الولايات المتحدة في القضية النووية، فيما طالبت إسرائيل بأن تنفذ واشنطن خطوات متشددة ضد طهران.
وأضاف ليمور أنه منذ انتخاب رئيسي، “تبذل إيران جهدا كبيرا في تحسين علاقاتها مع دول في الشرق الأوسط، وبينها تلك التي تعتبر معتدلة، وأبرزها السعودية، وبعد سنوات من القطيعة بين الجانبين تتزايد احتمالات استئناف العلاقات الدبلوماسية بين هذه الدول وبضمن ذلك فتح قنصليات”.
وتابع ليمور أنه “في موازاة ذلك، سُجل دفء في العلاقات بين إيران وقطر أيضا، كما جرت محادثة هاتفية أولى ومفاجئة بين وزير الخارجية الإيراني، أمير عبد اللهيان، ونظيره الأردني” أيمن الصفدي.
وأكد ليمور على أنه “في إسرائيل يتابعون هذه الخطوات بقلق بالغ. وهي لا تدل فقط على ثقة الإيرانيين المتزايدة في الحلبة الإقليمية والدولية، وإنما على إدراكهم أيضا أن مغادرة الولايات المتحدة للمنطقة أوجدت بالنسبة لهم حيزا كبيرا للعمل والتأثير. وذلك، من بين أسباب أخرى، من أجل إحداث توازن أيضا مقابل ’اتفاقيات أبراهام’، التي ترى فيها إيران تهديدا كبيرا على مصالحها في المنطقة”. ويذكر أن هدف إسرائيل من وراء “اتفاقيات أبراهام”، إضافة إلى تطبيع العلاقات مع دول عربية وفق مبدأ “السلام مقابل السلام”، هو تشكيل حلف مؤلف من دول في المنطقة، وفي مقدمتها إسرائيل، ضد إيران.
وأشار ليمور إلى أن مسؤولين إسرائيليين بحثوا هذا الموضوع مع نظرائهم الأميركيين في عدة مناسبات. واعتبر الجانب الإسرائيلي خلال هذه الاتصالات أن “ثمة حاجة إلى دعم وتأثير أميركيين من أجل إحداث توازن مقابل جهد الإيرانيين لضم قسم من الدول إلى جانبهم”.