من الصحافة البريطانية
نشرت الصحف البريطانية من الغارديان مقالا للكاتب سايمون تيسدل بعنوان “الصقور من كل الأطراف مستعدون للانقضاض، إذا ما تباطأت إيران في المحادثات النووية“.
ويقول الكاتب إن التحذيرات المنسقة التي صدرت الأسبوع الماضي من الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي، بأن “الوقت ضيق” لإحياء اتفاق يحد من أنشطة إيران النووية “تثير سؤالا مزعجا: ما الذي ستفعله الحكومات المعارضة (الغربية) إذا استمر نظام طهران المتشدد، كما يبدو مرجحًا، في التباطؤ مع تكديس الموارد اللازمة لبناء سلاح نووي؟”
وأشار المقال إلى أن إسرائيل ترى أن كل تأخير في المفاوضات “يجعل إيران أقرب إلى قنبلة نووية”، مستشهدا بتصريح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد الذي قال “يجب أن نتحرك. يجب أن نوضح أن العالم المتحضر لن يسمح بذلك”.
أما وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن فقد كان أكثر حذرا، حيث أبدى استعداد واشنطن “للانتقال إلى مسارات أخرى إذا لم تغير إيران مسارها.. (لكن) ما زلنا نعتقد أن الدبلوماسية هي الطريقة الأكثر فعالية”.
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، من جانبها، ترى أن المفاوضات المتوقفة تقترب من لحظة “حاسمة”.
ويضيف الكاتب أن “الخوف حقيقي. يعتقد أغلب اليهود الإسرائيليين – 51 في المئة – أنه كان على إسرائيل مهاجمة إيران قبل سنوات خلال (المراحل الأولى) من تطويرها النووي، بدلاً من انتظار تسوية تفاوضية”، وذلك نقلا عن استطلاع رأي جديد في إسرائيل.
ويري أن الأخطار واضحة، ومنها رد الفعل المحتمل للرئيس الإيراني المحافظ، إبراهيم رئيسي، على الضغوط الغربية.
ويضيف “يقول حلفاؤه المتشددون (حلفاء رئيسي) الذين يسيطرون على جميع مراكز القوة الإيرانية إن المحادثات ستستأنف قريبا، لكنهم لم يحددوا موعدا لها. للأسف، تم استبدال المفاوض النووي الرئيسي عباس عراقجي بآخر متشكك وهو علي باقري كاني”.
وهناك عقبة جوهرية تواجه الحكومات الغربية التي تدفع باتجاه استئناف مفاوضات فيينا، حسب المقال، وهي أنه “بالنسبة إلى رئيسي ووزير خارجيته، حسين أمير عبد اللهيان، فإن الحصول على تخفيف للعقوبات من خلال إحياء الاتفاق النووي ليس على رأس أولوياتهما. ويعتقدان أنه إذا لزم الأمر، يمكن لإيران أن تدبر أمورها بدونه”.
وأشار الكاتب إلى خط آخر في استراتيجية الرئيس الإيراني، يتمثل في إصلاح أو تعزيز العلاقات مع الدول العربية، ومن ذلك الزيارات التي قام بها أمير عبد اللهيان مؤخراً إلى مصر وسوريا ولبنان، كما التقى بقادة الإمارات العربية المتحدة. و”بعد شهور من المحادثات السرية مع المملكة العربية السعودية، التي استضافها العراق، قد يتم استئناف العلاقات الدبلوماسية المحدودة (بين طهران والرياض) قريبًا”.
وحذر المقال من أنه إذا حدث ذلك فسيكون خطوة كبيرة نحو إعادة تأهيل إيران، وانهيار التحالف الإقليمي المناهض لها والمدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل، لكن إصرار رئيسي على استمرار الدعم على مستوى المنطقة لـ”حركات المقاومة”.
وبشأن مفاوضات فيينا يقول الكاتب “من غير المرجح أن يتخلى رئيسي عن عملية فيينا من جانب واحد، الأمر الذي من شأنه أن يصب في مصلحة أعدائه. وبدلاً من ذلك، عندما يعود المفاوضون الإيرانيون في نهاية المطاف فإنهم سيضعون شروطاً أكثر صرامة، مثل الفوائد الاقتصادية على المدى القريب والقابلة للقياس، مقابل الامتثال”.
وتوقع تيسدل أنه مع استمرار المحادثات، ستتوسع قدرات إيران النووية بلا هوادة. وفي مرحلة ما، قد يدعو القادة الغربيون المحبطون إلى التوقف والتحول إلى ما يسمونه “الخطة ب”.
وتابع “لا يعرف أحد، في ما يبدو، ما يستتبعه ذلك – ولكن ربما تكون الأخبار سيئة”.
وبالنظر إلى “عداوة إسرائيل العميقة والازدواجية الأمريكية السابقة والعجز والتردد الأوروبي، فإن نهج رئيسي له منطق متعنت محدد. لكنه يتجاهل محنة المواطنين الإيرانيين الذين يعانون من الفقر بسبب العقوبات. إنه يتجاهل مخاوف الانتشار النووي ويهدد بحدوث شقاق دائم مع الديمقراطيات الغربية”.
واختتم الكاتب مقاله قائلا “الأسوأ من ذلك، أنه (نهج رئيسي) يفتح الباب أمام الصقور من كل الأطراف الذين يروجون بتهور للحلول العسكرية بينما، في الواقع، لا توجد مثل هذه ‘الحلول'”.
نشرت صحيفة التلغراف مقالا افتتاحيا بعنوان “تهديدات فرنسا ضد بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي أدت إلى عزل ماكرون بشكل متزايد“.
وقالت الصحيفة إنه بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنها فرصة لجعل بلده اللاعب الرئيسي في التكتل. ومع تأثر ألمانيا بتاريخها وقرب رحيل أنغيلا ميركل من منصب المستشارة الألمانية، سعى ماكرون إلى قيادة الاتحاد من خلال اقتراح تكامل أكبر. و”من المفارقات العميقة أن الاتحاد الأوروبي لم يدعم الخط المتشدد لفرنسا بشأن حقوق الصيد في القنال (الإنجليزي)، ومع ذلك، وبدلاً من قبول الإجماع، فإن ماكرون مصمم على اتباع مسار عمل أحادي الجانب”.
وأشارت الصحيفة إلى أن دولا أخرى أعضاء رفضت دعم مطلب فرنسا بفرض عقوبات (على بريطانيا)، ووافقت فقط على “مزيد من العمل الفني وفقًا لروح ونص اتفاقية الخروج. وترك هذا ماكرون يبدو منعزلا، لكن مع انتخابات الربيع المقبل يصعب رؤيته وهو يتراجع”.
وقالت التلغراف إن صيد الأسماك يشكل نسبة ضئيلة من الاقتصاد الفرنسي، “لكنه يمثل قضية سياسية مهمة في المناطق الساحلية الشمالية (بفرنسا) حيث يكون اليمين هو الأقوى”.
وأشار المقال إلى أن الوزراء الفرنسيين “يطلقون جميع أنواع التهديدات، بما في ذلك قطع خط الربط الكهربائي بين فرنسا وبريطانيا. في خضم أزمة الطاقة سيكون هذا أمرًا خطيرًا. والآن يهدد الصيادون الفرنسيون بإغلاق القنال في الفترة التي تسبق عيد الميلاد، وبالأخذ في الاعتبار المشاكل في سلاسل التوريد التي شهدناها مؤخرا، فإن ذلك قد يكون له تأثير كبير على واردات المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية”.
واختتمت الصحيفة “إذا كان ماكرون هو (الأوروبي الجيد)، كما يدعي، فعليه ترك هذه الأمور ليتم تسويتها من خلال المحادثات بين المفوضية الأوروبية وحكومة بريطانيا”.