عبداللهيان: الشركات الايرانية مستعدة لبناء معملين لإنتاج الطاقة الكهربائية
أكد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، أن “ملف العلاقات التجارية والسياحية والاقتصادية كان وما زال مفتوحا أمام الجانبين، فالشعبان الصديقان والكريمان لديهما اتم الاستعداد لاستئناف الرحلات السياحية فيما بينهما للتعرف على المناطق الأثرية والتاريخية الموجودة في البلدين الشقيقين، وهذا التبادل للزيارات الذي حرمنا منه الفترة الماضية بسبب جائحة كورونا”.
ولفت عبداللهيان إلى أن “إيران تعتبر ان لبنان بلد شقيق وصديق وشريك في هذه المنطقة، ونحن على اتم الاستعداد لتقديم كل اوجه الدعم والمساندة والمؤازرة الاخوية الى لبنان الشقيق لمساعدته على تجاوز المرحلة الصعبة الذي يعاني منه في الوقت الراهن”.
وشدد على أن “الشركات الايرانية المتخصصة لديها اتم الاستعداد في فترة زمنية لا تتجاوز الـ18 شهرا من بناء معملين لانتاج الطاقة الكهربائية بقوة الف ميغاوات، الاول في بيروت وآخر في الجنوب، ونحن لدينا الاستعداد الكامل لانجاز هذا المشروع الطموح من خلال الخبرات الفنية والتقنية والهندسية الموجودة لدى ايران وبالاستفادة من الاسثمارات الايرانية اللبنانية المشتركة”.
كما اعتبر أنه “من ابسط مفاهيم الحقوق الدولية ان يكون باستطاعة بلدين صديقين وشقيقين كإيران ولبنان أن يمضيا قدما في توقيع اتفاقيات تفاهم ثنائي في هذا المجال، ولكن بطبيعة الحال شرط ان ينال ذلك موافقة من الجانب اللبناني. ونحن على استعداد كامل للمبادرة من خلال الخبرات الفنية والهندسية الايرانية للمساهمة فورا في اعادة ترميم وبناء مرفأ بيروت الذي دمر من خلال الانفجار الهائل الذي استهدفه، والقيام في حال طلب الجانب اللبناني هذا الأمر”.
وتابع: “نعتبر لبنان بشعبه وجيشه وحكومته وبمقاومته لديه قدرة كبيرة على الوقوف بكل صمود وبطولة بوجه اطماع الكيان الصهيوني والاخطار الذي يشكلها هذا الكيان. ونحن في هذا الاطار لا يسعنا الا ان نستذكر بكل احترام واجلال الارواح الطاهرة المكرمة لشهداء المقاومة الكبار الذين بذلوا دماءهم الزكية للذود عن هذا البلد الشقيق لمواجهة الصهاينة من جهة والتكفيريين من جهة أخرى”.
وثمّن “الدور الكبير الهام والبناء الذي يقوم به لبنان في مجال مواجهة العدو الصهيوني، نعلن هذا بصوت عال من بيروت اننا لا نعترف سوى بدولة واحد اسمها فلسطين، وعاصمة هذا الدولة القدس الشريف”. وأضاف: “في جانب المحادثات التي اجريتها مع المسؤولين السياسيين المحترمين في لبنان، تطرقنا سويا الى المفاوضات الاقليمية التي تقودها ايران. وتعتبر ايران ان مسألة الحوار والمفاوضات هي السبيل الأمثل والاكمل الذي يؤدي الى خروج الغرباء من هذه المنطقة والذي يؤدي الى حلحلة كافة المشكلات التي لا زالت عالقة في ربوع هذا الاقليم”.
وأبدى إيمانه بـ “الحوار ان كان في مقاربة الملفات الإقليمية او الدولية، ونعتبر ان اعتماد خيار الحوار هو من شأنه في نهاية المطاف حل الملفات الاقليمية والدولية على حد سواء. وفيما يتعلق بملف المفاوضات الايرانية السعودية هناك مسافة جيدة قطعت حتى الآن. أما ما يتعلق بالملف النووي السلمي لايران فنعتمد المفاوضات بشكل اساسي، وقد تحدثت بشكل مسهب مع وزير الخارجية اللبناني خلال اللقاء حول هذا الموضوع، ونعتبر ان المفاوضات التي تحفظ الحقوق المشروعة والعادلة للشعب الايراني هي المفاوضات التي تطمح اليها الحكومة الايرانية”.
وأشار إلى أنه “اذا كانت هناك نية جدية صادقة وحقيقية لدى الطرف المقابل في مجال العودة الى هذه الاتفاقية وتطبيق كافة الالتزامات والتعهدات التي كانت قد أخذتها على عاتقها، في هذه الحالة فإن الجمهورية الاسلامية لديها الاستعداد الى العودة الى مندرجات هذا الاتفاق، ولكن لا نعتمد الاشارات والمؤشرات الشفهية التي تصدر من الاميركيين في هذا المجال ولا نعتمد الوعود الواهية التي تصدر عن الدول الاوروبية في هذا المجال، بل ان معيارنا الاساسي المعتمد من قبلنا هو رفع العقوبات وعودة كافة الاطراف الى الاتفاق النووي واذا تم هذا الامر، فإيران كانت ولا تزال الدولة الأكثر التزاما بمندرجات هذا الاتفاق”.
بموازاة ذلك، أفاد بوحبيب بأنه نالقش مع عبداللهيان “العلاقات بين البلدين والنية في التوجه نحو تحسينها وتطويرها. ونحن نعلم أن العلاقة الاقليمية مهمة بالنسبة لبلدنا الصغير، لذلك نتمنى كل النجاح للمفاوضات التي تقوم بها ايران أكان مع المملكة العربية السعودية أم مع دول مجموعة الـ٥+١ في فيينا، لأن نجاحها ينعكس ايجابا على لبنان”.