من الصحافة الاميركية
علقت صحيفة واشنطن بوست على تعطل خدمات فيس بوك وانستجرام وواتساب، أمس الاثنين، لنحو 6 ساعات، وقالت إنه أحد أكبر الاضطرابات التي تحدثت لمليارات من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات.
وتعذر الوصول إلى فيس بوك والخدمات التابعة له انستجرام وواتساب وماسنجر لساعات للعديد من المستخدمين الذين رأوا عجلة دوارة فى تطبيقاتهم لم تكمل تحميلها مطلقا. وتسببت في حدوث فوضى واسعة النطاق لأولئك الذين يستخدمونها للتواصل، خاصة مستخدمي واتساب على مستوى العالم، وكذلك الشركات والأشخاص الذين يعتمدون على التطبيق لإجراء الأعمال.
وقال رئيس فيس بوك، مارك زوكربيرج بعد عودة العمل فى التطبيقات: نأسف للتعطيل اليوم، أعلم مدى اعتمادكم على خدماتنا لبقاء متصلين مع الأشخاص الذين تهتمون بشأنهم.
وقالت واشنطن بوست إن الانقطاع الذى استمر لساعات يسلط الضوء مرة أخرى على الحجم الهائل لقوة شركة فيس بوك، وهو أمر يخضعه المنظمون والمشرعون فى الولايات المتحدة للتدقيق عقب كشف معلومات جديدة من قبل عاملين سابقين بالشركة يؤكدون فيها إهمالها فى القضاء على العنف والمعلومات الخاطئة على منصتها.
ولم تقتصر المشكلة على المستخدمين لفيس بوك من الخارج. فقد توقفت منصة الاتصالات الداخلية لفيس بوك “Workplace ” طوال أغلب ساعات العمل أمس الاثنين، بحسب ما قال شخص مطلع على الأمر. ومع لجوء الموظفين لأدوات أخرى مثل Slake، وجد كثيرون أنفسهم قد خرجوا منها أيضا لأن آلية فيس بوك للدخول عليها لم تكن تعمل، بحسب ما أفاد شخص آخر مطلع رفض الكشف عن هويته.
وعن سبب حدوث العطل، قالت كورتيني ناش، محللة الأبحاث البارزة في شركة فيريكا الأمنية، إن شيئا ما حدث داخليا في فيس بوك أحدث اضطرابا في إعدادات الشبكة بشأن الكيفية التي يتحدث بها فيس بوك إلى باقي العالم والدخول إلى الإنترنت.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا لمراسلها باترك كنغزلي تناول فيه التقارير التي جاءت في وثائق “باندورا” حول أملاك العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
وتم اتهام الملك باستخدام شركات وهمية مسجلة في منطقة البحر الكاريبي لشراء 15 عقارا، تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من 100 مليون دولار، في جنوب شرق إنجلترا، وواشنطن العاصمة، وماليبو، كاليفورنيا.
وقالت انه لم تكن عمليات الشراء غير قانونية، لكن كشفها أثار اتهامات بازدواجية المعايير، فكان رئيس الوزراء الأردني، الذي عينه الملك، قد أعلن في عام 2020 حملة على الفساد شملت استهداف المواطنين الذين استخدموا الشركات الوهمية لإخفاء استثماراتهم الخارجية.
محامو الملك عبد الله أخبروا الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ)، الذي نشر التقرير، أن ممتلكاته الأجنبية تم شراؤها حصريا بثروته الشخصية وليس بالأموال العامة.
كانت الادعاءات ضد الملك عبد الله جزءا من تحقيق كبير، يُعرف باسم Pandora Papers، أجراه الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين بالشراكة مع أكثر من اثني عشر منفذا إخباريا دوليا، بما في ذلك الواشنطن بوست والغارديان. بناء على تسريبات لما يقرب من 12 مليون ملف من 14 شركة خارجية، وجد التحقيق أن الملك عبد الله كان من بين 35 من القادة الحاليين والسابقين، بالإضافة إلى أكثر من 300 مسؤول عام، استخدموا شركات وهمية في الخارج لإخفاء ثرواتهم وإخفاء نقل تلك الثروة إلى الخارج.
لا تُظهر الوثائق بالضرورة وجود مخالفات، لكنها تعتبر جديرة بالملاحظة لأنها تكشف عن مدى تمكن بعض القادة السياسيين من تجنب دفع الضرائب على ثرواتهم والتهرب من المساءلة والتدقيق العامين.
بعد لحظات من إصدار التقرير، قال الأردنيون إن موقع الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين يبدو أنه قد تم حجبه في البلاد، في إشارة إلى أن النظام الملكي كان قلقا من تداعيات ما تم كشفه في وقت حساس للبلاد وملكها.
على الرغم من أن الحلفاء الغربيين ينظرون إلى المملكة باعتبارها شريكا رئيسيا في الحملة ضد الجماعات المتطرفة، وركيزة أساسية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وجزيرة استقرار في منطقة مضطربة، فقد عصفت بها الصراعات الداخلية في الأشهر الأخيرة.
أثار سوء استخدام الأموال العامة وارتفاع معدل البطالة وسوء الإدارة المتصور لوباء فيروس كورونا، غضب السكان وزاد من الإحباط تجاه العائلة المالكة.
وقال المحلل السياسي الأردني عامر السبالية: “حدثت مشاكل كبيرة في الأشهر الأخيرة – أزمة النظام البيروقراطي ووفيات فيروسات كورونا وأزمة العائلة المالكة.. الآن تأتي هذه القضية الحساسة للغاية التي تمس جميع الأردنيين”.
وقبل ستة أشهر وضع الملك عبد الله، أخاه غير الشقيق الأمير حمزة، قيد الإقامة الجبرية بعد اتهامه الأمير بالتآمر عليه. سامح الملك الأمير، الذي أحرج الملك في السابق من خلال التحدث علانية ضد فساد الحكومة، لكن المحكمة سجنت لاحقا اثنين من شركاء الأمير المزعومين.
في الأشهر الأخيرة، حاول الملك عبد الله تعزيز مكانته من خلال التأكيد على إمكانية الاعتماد عليه كحليف للغرب ولاعب رئيسي في دبلوماسية الشرق الأوسط. والتقى مؤخرا بالرئيس بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، بعد عدة سنوات من العلاقات المشحونة مع أسلافهم.
وقال السبالية إنه في الوقت الذي بدا فيه أن الملك عبد الله قد تجاوز المنعطف، فإن الكشف الجديد “قد يكون حافزا للناس للعودة إلى الشوارع”.
والملك عبد الله واحد من بين عشرات القادة الحاليين والسابقين الذين تم الكشف عن استثماراتهم في الخارج. ومن بين القادة الآخرين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تبين أن عشيقته السابقة المزعومة اشترت شقة في موناكو ورئيس وزراء جمهورية التشيك أندريه بابيس، الذي قيل إنه اشترى عقارات في جنوب فرنسا باستخدام هيكل خارجي معقد والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الذي باع قصرا في لندن إلى شركة كراون العقارية، وهي ملكية ائتمانية مملوكة رسميا للملكة إليزابيث الثانية وتوني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق، الذي تجنب دفع ضرائب تزيد قيمتها عن 400 ألف دولار عندما حصل هو وزوجته شيري على عقار في لندن من خلال شراء الشركة الخارجية التي تملك العقار.