من الصحافة الاسرائيلية
قال كاتب إسرائيلي إن الاستنتاجات التي توصل إليها الإسرائيليون حتى الآن في ما يتعلق بفك الارتباط عن قطاع غزة، والانسحاب منه في 2005، تشير إلى تشكل أساس معقول للافتراض أنه عندما تسمح إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية، فسوف تنشأ هناك عملية مماثلة لما شهده قطاع غزة بعد الانسحاب منه“.
وأضاف مردخاي ليفمان في مقال على موقع نيوز ون أن “ازدحام الأحداث التي حلت بإسرائيل في الأشهر الأخيرة، خاصة التقارير اليومية عن وباء كورونا، صرف انتباه الإسرائيليين عن التجربة الإسرائيلية في العقود الماضية، مع العلم أنه في أيلول/ سبتمبر 2005، أي قبل 16 عامًا بالضبط، تم الانتهاء من انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، الأمر الذي أنهى أيضًا السيطرة والوجود الإسرائيليين هناك، بعد أن حكمته إسرائيل لمدة 38 عامًا”.
وأوضح أنه “في 14 حزيران/ يونيو 2007 في نهاية سلسلة من المعارك القصيرة، سيطرت حركة حماس على قطاع غزة، ووسعت نفوذها العسكري والميداني على المستوطنات القريبة من قطاع غزة، ومنذ ذلك الحين تم فتح حساب دموي بين إسرائيل وبين حماس في غزة، ويمكن اعتبار الحصار أو جزء منه على قطاع غزة، أحد مؤشرات هذه المواجهة، لأن إسرائيل من جهتها تكرر موقفها بأنه لن يتم رفع الحصار إلا إذا وافقت حماس على نزع السلاح من قطاع غزة”.
وأكد أنه “إذا نظرنا إلى الوراء، فإن إسرائيل تعمل وفق قاعدة فرق تسد، وبالتالي فإن الوحدة بين الفصائل الفلسطينية لن تتحقق وفق التصور الإسرائيلي، مع العلم أن تهديد حماس لم يعد موجهاً فقط ضد إسرائيل، ولكن أيضا ضد حكم السلطة الفلسطينية نفسها في الضفة الغربية، وهناك أساس معقول للافتراض أنه إذا سمحت إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية، وعندما تسمح بذلك، فإنها ستخضع لعملية مماثلة لتلك التي حدثت في قطاع غزة”.
وأشار إلى أن “إسرائيل في هذه الحالة ستجد نفسها قريباً تحت تهديد إطلاق الصواريخ من الضفة الغربية باتجاه مدن كفار سابا وبيتاح تكفا وضواحي تل أبيب، وبعبارة أخرى، فإن الدرس المستفاد من فك الارتباط مع قطاع غزة هو الحفاظ على أسلوب الحياة الحالي في الضفة الغربية، ومنح استقلالية محدودة للسلطة الفلسطينية، بينما تتولى إسرائيل السيطرة على الأرض”.
وختم بالقول إن “فك الارتباط الإسرائيلي مع قطاع غزة حقق إنجازاً سياسياً واضحاً آخر، وهو أنه لا توجد، ولن تكون هناك رغبة إسرائيلية للتفاوض مع الفلسطينيين، طالما أنه لا يوجد ضمان واضح لتنازلات إقليمية مهمة، وطالما أن قضية حق العودة للاجئين الفلسطينيين ليست كذلك، بعد أن تمت إزالتها من جدول الأعمال”.
تواجه الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينيت “محنة استراتيجية” تنبع من عدم توافر “خيار عسكري تقليدي فعّال وموثوق به من شأنه أن يحبط نوايا إيران النووية” في الوقت الحاليّ، بحسب ما ذكر المحلل العسكري للموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” (واينت)، رون بن يشاي.
وعدمُ امتلاك إسرائيل، خيارا عسكريا موثوقا وفعالا ضد إيران حاليا؛ “سيتغيّر في المستقبل غير البعيد”، وفق بن يشاي الذي شدّد على أنّه “حتى ذلك الحين، تحتاج إسرائيل إلى الولايات المتحدة وحلفائها، الأمر الذي سيتطلّب منهم تغيير سلوكهم تجاه طهران”.
وبحسب تقرير الصحيفة، فقد “شهِد الفصل الإيراني في خطاب رئيس الحكومة، نفتالي بينيت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكثر من أي شيء آخر، على المحنة الإستراتيجية التي تجد إسرائيل نفسها فيها في الفترة الحالية، بعد التقدُّم السريع للبرنامج النووي الإيراني، وفي ظلّ تغيير الحكومة في طهران”.
ولفت التقرير إلى أنّ بينيت “استغلّ منصة الأمم المتحدة لتوجيه نداءٍ شبهَ يائس للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، في محاولة لتشديد موقفهم بشكل ملحوظ تجاه إيران… (كأن تُجرَّب) وسائل أخرى في الأسابيع المقبلة إلى جانب الدبلوماسية لوقف الاندفاع نحو الأسلحة النووية”.
وأشار إلى قلق إسرائيليّ “بشكل أساسي لأن القيود التي فرضها الرئيس (الإيراني) السابق، حسن روحاني على طموحات النظام في الحصول على أسلحة نووية، لم تعد موجودة، منذ أن تولى… (الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم،) رئيسي المحافظ… ورجاله، إدارة مؤسسات الحكومة”.
وذكر التقرير أن “محنة حكومة بينيت، التي تمّ التعبير عنها في خطابها (خطاب بينيت) في الأمم المتحدة، تنبع من حقيقة أن إسرائيل -في الوقت الحالي- ليس لديها خيار عسكري تقليدي فعال وموثوق به، من شأنه أن يحبط بمفرده نوايا إيران النووية وبأثمانٍ معقولة”، لافتا إلى أنّ إسرائيل لا تحتاج فقط إلى إحباط قدرة إيران على الوصول إلى قدرة نووية عسكرية، و”لكن أيضًا عندما تتحرك (إسرائيل)، فإنها ستمنع إيران من إعادة بناء تلك القدرة لسنوات”.
وأوضح أنه “يمكن التقدير بأنه إذا تمّ تفعيل خيارات الهجوم المستقلّ المتاحة حاليًا في الترسانة الإسرائيلية، قد تكون الفعالية ’أقل من الكمال’”، مضيفا أن “هذا هو الوضع الحالي فقط، (إذ) يمكن لأي شخص مطّلع على إسرائيل والقدرات التي تم تطويرها فيها، أن يدرك أنه في المستقبل غير البعيد، سيكون لدينا خيارات عسكرية تقليدية وموثوقة وفعالة للهجوم في ’دائرة ثالثة’ أبعد من 1000 كيلومتر من الأراضي الإسرائيلية”، ومشيرا في الوقت ذاته، إلى أن ذلك لن يتضمّن “سفك دماء بشكل غير معقول”.