التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 9/5/2015
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
8 أيار/ 2015
المقدمة
على الرغم من عدم اكتمال المعلومات وتوفر الادلة والتفاصيل المتعلقة بملابسات حادثة الاعتداء على مهرجان للرسوم المسيئة للرسول (ص) ومقتل المتهمين بتدبيره، الا ان التعليقات والانظار اتجهت جنوبا نحو مدينة غارلاند بالقرب من مدينة دالاس بولاية تكساس، لكننا لم نشهد نفس الاهتمام المفرط احيانا لدى الاعلام الاميركي بالحدث من قبل مراكز الابحاث الاميركية حيث استمر تركيزها على احداث واوضاع دول المنطقة.
سيستعرض قسم التحليل انعقاد قمة كامب ديفيد بين الرئيس اوباما وزعماء الدول الخليجية، منتصف الاسبوع المقبل، وفي الصدارة تعثر العدوان السعودي على اليمن واضطرار الرياض تعديل قائمة اهدافها اكثر من مرة. ادارة الرئيس اوباما حشدت جهودها تمهيدا لتبني القمة حلا سياسيا للأزمة في اليمن بعد انتفاء اي من الخيارات الاخرى.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
وراثة عرش المملكة السعودية
رحب مركز ويلسون بحصيلة الصراعات الداخلية التي اسفرت عن بروز “رجل واشنطن المفضل، محمد بن نايف” على سكة تتويجه ملكا. واستدرك بالقول ان الصيغة الراهنة “رافقتها توترات جديدة ترخي ظلالها على العلاقات الاميركية السعودية مع بروز سلالة جديدة من صقور السعودية.” واوضح ان اولئك “يناهضون اي انفراج ميركي مع ايران .. بل يتوثبون للمنازلة العسكرية مع حلفاء ايران في اليمن في ظل ضغوط تمارسها ادارة الرئيس اوباما للتوصل الى حل سياسي تفاوضي.”
مؤتمر قمة كامب ديفيد الخليجي
حذر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية من تسارع موجه تصريحات مسؤولين عدة في دول الخليج تستبق عقد القمة مع الرئيس اوباما مطالبين بعقد تحالف اكثر متانة مع الولايات المتحدة، “وارتداداتها السياسية على كل من الولايات المتحدة والشرق الاوسط، نظرا لما تتطلبه المعاهدات الرسمية” من الطرف الاقوى في معادلة الحماية المطلوبة. واعرب عن توقعاته بأن تقدم ادارة الرئيس اوباما على تبني صيغة “تحالفية اقل درجة من معاهدة” رسمية تلبي المخاوف الاقليمية لدول الخليج، خاصة وان “كل دولة (خليجية) على انفراد تعد قائمة بمشترياتها من الاسلحة العسكرية التي يرغبون الحصول عليها في اسرع وقت ممكن،” تخطيا للتعقيدات المرافقة لها في العادة. كما اوضح المركز الصعوبات التي تواجه الادارة الاميركية تلبية تلك الطلبات بكاملها نظرا “لالتزامها قانونيا بالمحافظة على تفوق النوعية العسكرية للمعدات الاسرائيلية” على كافة الاطراف الاقليمية مجتمعة.
صدام سعودي مع ايران
حذر معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى من “امكانية قائمة” لصدام سعودي – ايراني مباشر، نظرا “للتقدم الاخير في المفاوضات النووية .. واثارته لتوقعات بعض الاطراف بأنه ينبغي على ايران التصرف بمسؤولية ةايجابية اكبر على المسرحخ الاقليمي.” وحذر من ازالة الخياتر العسكري من التداول كونه “سيعزز من عزيمة طهران تبني موقفا اقليميا اشد شراسة في السنوات المقبلة .. لا سيما في ظل تصريحات المرشد الاعلى علي خامنئي التي رفض فيها ربط الاتفاق النووي بقضايا اخرى من ضمنها توفير الدعم لمجموعات شيعية متشددة.”
على الضفة الاخرى من الهواجس، اعتبر معهد المشروع الاميركي ان “القيادة الايرانية يساورها القلق من غطرسة اميركية جديدة” دشنها نائب الرئيس جو بايدن بتصريحه الاخير قائلا “ان الرئيس على استعداد لاستخدام كافة ادوات القوة الاميركية،” لحرمان ايران من اقتناء سلاح نووي. واضاف المعهد ان ذلك التصريح رافقه تصريح اشد وضوحا لوزير الخارجية جون كيري، في فلسطين المحتلة يوم 3 أيار، لافتا النظر الى ان “الولايات المتحدة طورت سلاحا تدميريا هائلا لاختراق التحصينات لتدمير برنامج ايران النووي ان تتطلب الأمر.” واوضح انه مع اقتراب موعد الاتفاق النهائي، 30 حزيران، فانه يتعين على “ايران التراجع قليلا عن مواقفها المتشددة .. بمهارة واتقان (للمحافظة) على وحدة الموقف الداخلي ..”
الاتفاق النووي الايراني
اجرى معهد كارنيغي مقارنة بين الاتفاق النووي المعقود مع كوريا الشمالية بالاتفاق الجاري مع ايران، معتبرا ان الفشل كان نصيب الاول، ملفتا الانظار الى الفوارق بين الحالتين لا سيما “اتفاقية الاطار” مع ايران. واوضح ان تلك الخصوصيات “تتضافر لتشكل حوافز افضل لايران للامتثال لشروط اتفاق نووي عن سابقه مع كوريا الشمالية.” واوضح ان صيغة الاتفاق النهائي ستطبق الدروس المستفادة من المفاضات مع كوريا بحيث “تخضع ايران لشروط تحقق شاملة ومشددة .. تثبت في قرار لمجلس الأمن الدولي ..”
في المقابل، اعرب المجلس الاميركي للسياسات الخارجية عن قلقه من “صمود الدول الغربية عند شروطها في مواجهة التصلب الايراني،” موضحا ان مساعي “الاجهزة الأمنية والاستخباراتية الاميركية باءت بالفشل تلو الآخر عندما تعلق الأمر عقد جردة واضحة لقدرات ايران النووية .. ولا ينبغي علينا توقع نتائج مغايرة راهنا في الموضوع عينه.” ووجه المجلس سهام انتقاداته لادارة الرئيس اوباما “لفرط اداعاءاتها ووثوقها من قدرة (الولايات المتحدة) التنبؤ الدقيق بوضع ايران نوويا .. تلك ليست سياسة خاطئة فحسب، بل تشكل قراءة خطيرة للتاريخ.”
سورية
استعرض معهد الدراسات الحربية استراتيجية الدولة السورية في تصديها للميليشيات المسلحة قائلا انها تطورت بحيث “ارسال جنود الى كافة مناحي البلاد .. مما يستدعي انشاء مرابض دفاعية في مناطق نائية من كافة انحاء البلاد.” واضاف انه ربما يراود ذهن القادة السورينن ان تلك الاستراتيجية “ستؤدي الى اطالة امد بقاء الرئيس الاشد في السلطة .. ويلاحظ الموقف السلبي لقواته التي تراجعت عن السيطرة على مساحات واسعة من المناطق الريفية لصالح داعش وجبهة النصرة ومجموعات اخرى اسلامية متشددة.”
العراق
بعد استعراض مفصل لاوضاع تنظيم داعش في العراق، اوضح معهد واشنطن ان سياسة التنظيم الدفاعية تعاني من الضعف، وهو الذي درج على تبني “نموذج عملياتي دفاعي مميزا، والذي ينطوي عليه عدد من الثغرات التي بالامكان استغلالها” في المعارك المرتقبة في محافظة الانبار ومدينة الموصل. واوضح ان العقيدة الدفاعية للتنظيم “تعيد الى الاذهان اوضاع المانيا النازية خلال عامي 1944 – 1945؛” موضحا انه عند النظر اليها من المستوى التكتيكي الصرف فان التنظيم “يشكل خطرا بالغا وباستطاعته الفوز في بعض المنازلات، بينما تبرز المعاناة على المستوى العملياتي نظرا لافتقاده التماسك الاستراتيجي فضلا عن عجزه المزمن للدفاع عن مناطق” تحت سيطرته.
تركيا
الانتخابات التركية المقبلة كانت موضع اهتمام صندوق مارشال الالماني، معربا عن اعتقاده بتكبد حزب العدالة والتنمية الحاكم بعضا من اصوات مؤيديه؛ كما ان الحزب الديموقراطي الكردي، المشارك في السلطة، سيشهد فوز اصوات اضافية تؤهله زيادة حجم تمثيله البرلماني. واضاف انه في ظل التوقعات المرجحة بعدم توفر اغلبية واضحة لحزب العدالة والتنمية لتشكيل حكومة بمفرده، فان النتيجة الاخرى ستفرض عليه تأجيل مساعيه لاجراء تعديلات دستورية “تلبي رغباته وتطلعاته” للسيطرة على مرافق الدولة.