من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : يقظة أمنية في لبنان وإجراءات مشددة في الضاحية قضم تدريجي في القلمون.. وخلاف يعصف بالمسلحين
كتبت “السفير” : لم يطرأ أي توسع جغرافي جوهري على ميدان الاشتباكات التي تدور في جرود القلمون الغربي منذ أربعة أيام، وبقيت الاشتباكات محصورة في محيط عسال الورد والجبة فقط، ولم تنتقل إلى المناطق المجاورة، سواء شمالاً أو جنوباً، وهو ما يشير إلى أن ثمة عملية عسكرية مضبوطة الإيقاع، لم تكتمل فصولها بعد.
في هذه الأثناء، اتخذت القوى العسكرية والأمنية اللبنانية عند مداخل الضاحية الجنوبية وفي داخلها، في الساعات الأخيرة، سلسلة إجراءات أمنية مشددة لم تشهد مثيلاً لها منذ سنة تقريباً، وشملت التدقيق في تفتيش السيارات والدراجات النارية والمارة، فضلاً عن تدابير اتخذت في عمق الضاحية، بالتعاون مع شرطة اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية و “حزب الله”.
هذه الجهوزية الأمنية العالية، رافقها تكثيف للعمل الاستخباري اللبناني، خصوصا في ضوء معلومات عن احتمال تحرك بعض “الخلايا النائمة” لتنفيذ أعمال إرهابية.
وبينما تركزت الاشتباكات في محيط الجبة بعد انسحاب المجموعات المسلحة من جرود عسال الورد، برزت مؤشرات إلى أن القلمون الشرقي قد لا يبقى بعيداً عن عدوى الحرارة التي أصابت توأمه الغربي، خصوصاً في ظل بعض التحركات التي يقوم بها تنظيم “داعش”.
ولم يتمكن “جيش الفتح في القلمون” من مواصلة إنكاره لتقدم الجيش السوري و “حزب الله”، وهو ما واظب عليه طوال أمس الأول، فأصدر أمس بياناً أقر فيه بانسحابه من جرود عسال الورد، واضعاً هذا الانسحاب في سياق محاولة التصدي للهجوم واستنزاف المهاجمين، مشيراً إلى أن السبب الرئيسي وراء الانسحاب هو “تسلل مقاتلي حزب الله من جهة لبنان”.
وفي محاولة منه لتقليل وقع الهزيمة التي لحقت به، أعلن “جيش الفتح في القلمون” أنه تمكن من قتل ما يزيد عن 60 مقاتلاً من “حزب الله”، بينما اعترف فقط بمقتل ثلاثة من عناصره وجرح اثنين. وكان “حزب الله” قد أصدر بياناً نفى فيه “المعلومات الكاذبة التي تصر بعض وسائل الإعلام على إذاعتها حول عدد شهداء الحزب”، مؤكداً أن “عدد شهداء المقاومة في هذه المواجهات هو ثلاثة من المجاهدين (أحدهم كان جريحا في معركة سابقة) الذين نالوا شرف الشهادة، وقد تم إبلاغ عائلاتهم الشريفة بذلك”.
وتركزت الاشتباكات أمس في محيط بلدة الجبة المجاورة لعسال الورد من جهة الشمال، وشاركت المدفعية في قصف مواقع المسلحين وأماكن انتشارهم في محيط البلدة، بينما كثف الطيران الحربي السوري طلعاته ونفذ عدة غارات في المنطقة. وأفادت المعلومات الأولية عن تحقيق الجيش السوري وحلفائه تقدماً سريعاً، تمثل بسيطرتهم على بعض المناطق في محيط الجبة، مثل حرف المحمضان وقرنة وادي الدار وحرف جوار الخراف وصير عز الدين ووادي الديب وشميس عين الورد وقرنة جور العنب.
وبدا أن الأولوية هي لأمرين معا: الأول، تثبيت ما أنجز ميدانياً حتى الآن، واستكمال التحضير لـ “المعركة” من خلال الحشد والاستطلاع الناري وجس النبض، والثاني، اعتماد أسلوب القضم المتدرج في منطقة القلمون الغربي، بحيث لا تنتقل المعارك إلى أي منطقة قبل الانتهاء من المنطقة التي تسبقها. لذا من المرجح أن تندلع الاشتباكات في رأس المعرة بعد الانتهاء من الجبة وهكذا.
ويأتي هذا الضبط الميداني لرقعة انتشار المعارك في ظل تعقيدات جغرافية كبيرة تحيط بمعركة القلمون الغربي، وتجعل احتمال انتشارها في أكثر من اتجاه أمراً أكثر من وارد. وبينما لم تبرز أي معطيات تشير إلى أن شرارة المعركة قد تنتقل إلى عرسال وجرودها، فإن ذلك يبقى احتمالاً قائماً، خصوصا أن الجيش اللبناني اتخذ من المقلب الشرقي إجراءات ميدانية غير مسبوقة، تأخذ في الحسبان احتمال أن يقدم المسلحون على فتح جبهة جديدة في المنطقة لتخفيف الضغط عنهم في منطقة الجرود.
وتشمل إجراءات الجيش منع أي محاولة للخرق، وأن يبقى قادراً على التحكم والمراقبة والسيطرة، براً وجواً، على مناطق واسعة في عرسال وجردها، خصوصاً أنه مهد لذلك بالسيطرة على عدد من التلال الإستراتيجية في منطقتي عرسال ورأس بعلبك في الأسابيع الأخيرة.
ويأخذ الجيش في الحسبان احتمال تجمع أعداد كبيرة من المقاتلين في جرود عرسال بعد انكفائهم من التلال والوديان التي بات يسيطر عليها الجيش السوري و “حزب الله”.
وكان القلمون الشرقي على موعد مع أول المؤشرات إلى أن السخونة في الجبهة الغربية قد تنتقل إليه، خاصة وسط التشابك المعقد لخريطة توزع المسلحين فيه واختلاف أجنداتهم ومصالحهم. وفي هذا السياق، حاولت مجموعة مسلحة افتعال اشتباكات بهدف قطع الاوتوستراد الدولي بين دمشق وحمص، وانطلقت المجموعة من محيط جيرود في القلمون الشرقي باتجاه المنطقة بين قلدون “المراح” ومعلولا، إلا أن وحدات الجيش السوري تصدت لها سريعاً، وعاد الاوتوستراد إلى نشاطه المعتاد بعد ساعات شهد فيها انخفاضاً في معدل الحركة.
الديار : بعد عسال الورد حزب الله سيطر على الجبة القضم للتلال سيتواصل والنصرة اعترفت بهزيمتها
كتبت “الديار”: لم يترك حزب الله والجيش السوري مجالا للمسلحين من ان يتنفسوا الصعداء في تجميع صفوفهم حتى شن عليهم بعد ظهر امس هجوما مباغتا وسريعا على اكثر من محور استهدف فيه ما تبق من جرود ومرتفعات الجبة على السفح الغربي للسلسلة الشرقية ما أدى الى فرارهم وتقهقرهم، فيما تمت السيطرة على عدد من المناطق والمرتفعات في صير عز الدين، وادي الديب، شميس عين الورد، قرنة جور العنب لتعنف بعدها الاشتباكات وعمليات القصف المركز في جرود قارا والخشع الموازية لبلدتي نحلة، ويونين البقاعيتين وتسبب اشتداد القصف الى تراجع المسلحين باتجاه جرود فليطا ومنها الى جرود عرسال اللبنانية في ظل تبادل المسؤوليات حيال الاخفاقات التي مني بها المسلحون وحالة التقهقر التي تعرضوا لها يومي امس واول امس.
وارتفعت وتيرة اشتباكات عصر امس لتطال مناطق وادي العجرم على الحدود اللبنانية السورية ولاحق الجيش السوري المسلحين في منطقة القرن الموازية لبلدة الصويري في البقاع الغربي ممن فروا من جرود عسال الورد الى داخل الاراضي السورية.
وذكر ان عمليات القضم والسيطرة على التلال الاستراتيجية ستتواصل وبعد جرود عسال الورد والجبة فان التقدم سيتواصل باتجاه رأس اللحلوة وفليطا والجراجير وصولا الى جرود قارة وحتى جرود عرسال وبالتالي ربط هذه الجرود بعضها ببعض.
وغردت جبهة النصرة عبر موقعها على “تويتر” مؤكدة ان جيش الفتح في القلمون تمكن من ايقاع عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف حزب الله والجيش السوري واستنزافهم في جرود عسال الورد.
واضافت التغريدة بأن “حزب الله يستخدم الاراضي اللبنانية ليتسلل من خلف المقاتلين فنحذر اللبنانيين من ان الحزب يريد جرهم الى ما خططت له ايران.
واكد جيش الفتح عبر تويتر انه بعد تسلل حزب الله من جهة لبنان قام المجاهدون بالانسحاب تكتيكيا من جرود عسال الورد لصد التسلل واستنزافه.
على صعيد آخر، قال مسؤول في “حزب الله” لـ “رويترز” إن الجيش السوري مدعوم بمقاتلين من حزب الله حقق تقدما في المناطق الجبلية على الحدود السورية اللبنانية.
ويبدو أن الهجوم على جبال القلمون يأتي استعدادا لهجوم أوسع في المنطقة الحدودية أعلن عنه فيما سبق حزب الله الحليف اللبناني للرئيس السوري بشار الأسد. وذكرت وسائل اعلام سورية رسمية إن العشرات من مقاتلي المعارضة قتلوا.
وذكر مصدر في حزب الله أمس أن الجيش السوري ومقاتلي الجماعة فرضوا سيطرتهم على نحو 100 كيلومتر مربع في جبال القلمون في وقت متأخر يوم الخميس بعد أن حققوا تقدما في منطقتي عسال الورد ومرتفعات القرنة الاستراتيجيتين.
وقد نفت العلاقات الاعلامية في حزب الله ما تروجه وسائل اعلام عربية ولبنانية عن سقوط عدد كبير من مقاتلي حزب الله، وأكدت ان هذه الاخبار ليست صحيحة ومجرد تلفيقات، وان عدد شهداء الحزب في هذه المعارك بلغ 3 شهداء وتم ابلاغ اهالي الشهداء.
واللافت امس اتخاذ الجيش اللبناني والقوى الامنية اجراءات امنية مشددة واخضعوا السيارات لتفتيش دقيق في معظم المناطق، كما قام الاهالي في عدد من الاحياء بمراقبة السيارات لأن القوى التكفيرية قد تلجأ ربما الى عمليات انتقامية اجرامية عبر السيارات المفخخة.
الأخبار : حزب الله يتقدم في القلمون
كتبت “الأخبار”: تابعت وحدات الجيش السوري وحزب الله تقدمها في جرود القلمون، ولا سيّما جرود الجبة، وسط انهيارات في صفوف المسلحين واتهامات متبادلة بالخيانة، فيما تشير معلومات الى أن “المقاومة لم تبدأ بعد باستخدام القوّة التي أعدّتها لخوض المعارك الكبيرة في القلمون”
لليوم الثالث على التوالي، استمر تقدّم مقاتلي حزب الله والجيش السوري في جرود جبال القلمون بين لبنان وسوريا، في اشتباكات “موضعية” مع مسلحي المعارضة السورية، ولا سيّما إرهابيي “تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة”.
وبعد التقدّم الكبير أول من أمس في جرود بلدة عسال الورد السورية ووصلها بجرود بريتال اللبنانية، وتشكيل طوق على المسلحين يقطع طريقهم جنوباً في الجبال ومن الجنوب الشرقي باتجاه الزبداني، تابعت القوات المهاجمة طرد المسلحين من جرود الجبة، وسيطرت على عدة بقعٍ في الجبال، بينها “صير عز الدين” و”وادي الديب” و”شميس عين الورد” و”قرنة جور العنب”. ومن المتوقّع أن يستمر التقدّم اليوم وبسط كامل السيطرة على جرود الجبة، وسط حالة من الانهيار في صفوف المسلحين، الذين فرّوا في اتجاه جرود بلدة فليطا التي لا تزال طرقاتها مفتوحة باتجاه جرود عرسال اللبنانية. وبحسب المعلومات، فإن التقدّم الذي يحرزه الجيش السوري وحزب الله يذكي الخلافات بين الفصائل المسلحة، ويدفعها إلى تبادل تهم التخوين، في ظلّ سعي بعضها إلى إبرام تسوية مع الحكومة السورية لتسوية أوضاع المسلحين.
وترجّح مصادر متابعة أن تكون “المعركة في طلعة موسى، حيث يتحصّن المسلّحون ويقيمون السواتر والدشم، مع وجود خطوط إمداد مفتوحة باتجاه جرود عرسال”.
وتشير المصادر أيضاً إلى منطقة “الخشعات” المقابلة لجرود بلدة نحلة اللبنانية والتي لا تزال أيضاً خطوط إمدادها مفتوحة، في ظلّ وجود طبيعة جغرافية قاسية ومرتفعات صخرية محدّبة وشديدة الانحدار. وتختم المصادر بالقول إن “المقاومة لم تبدأ بعد باستخدام القوّة التي أعدتها لخوض المعارك الكبيرة في القلمون”.
وردّ حزب الله أمس في بيان رسمي على ما تناوله عددٌ كبيرٌ من وسائل الإعلام عن “أخبار كاذبة حول عدد شهداء حزب الله في مواجهات القلمون القائمة منذ أيام وتتحدث عن أكثر من 40 شهيداً”. وأكد البيان أن “هذه المعلومات كاذبة تماماً وعدد شهداء المقاومة في هذه المواجهات هو ثلاثة من المجاهدين”.
وليس بعيداً عن صخب المعارك في جرود السلسلة الشرقية اللبنانية، علمت “الأخبار” أن اجتماعاً أمنياً موسّعاً سيعقد اليوم، بحضور رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الدفاع سمير مقبل ووزير الداخلية نهاد المشنوق وقيادات أمنية رفيعة المستوى، بينها قائد الجيش العماد جان قهوجي، لمناقشة الأوضاع الأمنية في البلاد.
في سياق آخر، تستمرّ أزمة التمديد/ التعيين للقيادات الأمنية بالتفاعل، في ظلّ إصرار التيار الوطني الحرّ على التعيين بدل التمديد للقيادات الحالية، ولا سيّما قهوجي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص.
مصادر بارزة في التيار الوطني الحرّ أكّدت لـ”الأخبار” أن “قرار التيار واضح بأنه إن لم يتم تعيين قيادات أمنية جديدة، فإن الحكومة ستواجه خطراً جديّاً، والأرجح أنه لا حكومة، وكلّنا نعرف أن هذه حكومتهم ورئيسها من فريقهم”. وأشارت المصادر إلى أن “التيار قد يذهب إلى أبعد من الاستقالة من الحكومة، إذا أقدموا على ارتكاب الخطأ (التمديد)، والحلفاء كلّهم أكّدوا تضامنهم معنا ومع أي خطوة نقدم عليها”.
إبراهيم: ملف العسكريين منجز تماماً
من جهته، أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أن “ملف العسكريين المخطوفين منجز ومنجز تماماً، والخلاف المتبقي هو حول آلية التنفيذ لإتمام العملية”. وشدد إبراهيم على أن “الفيديو الذي ظهر قبل أيام وهاجمَنا فيه العسكريون المخطوفون، لن يؤثر علينا ولا على مسار المفاوضات”، وتابع إنه “إذا طال وقت الانتظار عند الأهالي فعليهم عذرنا، فنحن سنخلص العسكريين المخطوفين من دون أن نفرط بأمن أربعة ملايين لبناني”.
البناء : وساطة “إسرائيلية” مدّدت المهلة الأميركية للحرب السعودية على اليمن القلمون: مفاجآت متسارعة وقوات “النصرة” تترنح… و”المصنع” بأمان توتر “مستقبلي” من إنجازات حزب الله العسكرية… وصفقة العسكريين تنتظر إشارة
كتبت “البناء”: يؤكد ديبلوماسيون كانوا يتوقعون الإعلان من باريس عن وقف العمليات الحربية السعودية في اليمن، بعد اللقاء الذي جمع وزيري خارجية أميركا جون كيري والسعودية عادل الجبير، وفقاً للهدنة التي حسم أمرها جون كيري في الرياض، أنّ تدخلاً “إسرائيلياً” جرى لدى واشنطن لمنح السعوديين مهلة إضافية لمواصلة الحرب واسترداد بعض المعنويات وضرب بعض الأهداف التي قال “الإسرائيليون” إنهم شاركوا في وضعها، فكانت المهلة حتى عشية قمة “كامب ديفيد” يوم الأربعاء، لتقف الحرب الثلاثاء، بعدما تعهّد الرئيس الأميركي باراك أوباما للرئيس الروسي فلايديمر بوتين، بأن تقف الحرب قبل استقباله القادة الخليجين في فطور كامب ديفيد.
وفيما أكدت مصادر يمنية أنّ النزاعات المتصاعدة داخل العائلة السعودية، كانت وراء استنجاد محمد بن سلمان بـ”الإسرائيليين”، لكونه من سيدفع الثمن، مع الفشل النهائي في الحرب، فيما يعمل السعوديون وفقاً للروزنامة التي استعملها “الإسرائيليون” في حرب غزة، عبر اللجوء إلى هدنة إنسانية كذريعة لوقف الحرب يجري تمديدها تباعاً حتى انطلاق مسار الحلّ السياسي، الذي بدا أنّ التسليم السعودي بانطلاقه في جنيف برعاية الأمم المتحدة ومن دون شروط مسبقة، تسليماً بالهزيمة، حيث لا الرياض مكان الحوار ولا مجلس التعاون الخليجي ومبادرته أساس الرعاية والحلّ ولا شروط من التي أصرّت السعودية على تطبيقها كشرط للحوار سيكون قد تحقق، فتتوقف الحرب ويبدأ الحوار من دون أن يعترف الحوثيون بمنصور هادي كرئيس شرعي ومن دون ان ينسحبوا من المدن ومن دون أن يلقوا السلاح حكماً.
في السياق نفسه ربطت مصادر في حلف قوى المقاومة، بين استئناف العدوان على اليمن، وسقوط الرهان على “جبهة النصرة” في حرب القلمون، في ضوء ما حمله اليومان الأولان من الحرب، التي يخوضها الجيش السوري وحزب الله وجهاً لوجه مع حشود النخبة لقوات تنظيم “القاعدة”، التي أشرفت “إسرائيل” على تسليحها وقامت السعودية بتمويلها، ووفرت لها تركيا المناورة العسكرية بفتح جبهة إدلب وجسر الشغور، وجاءت الخيبة، ليفرض تجديد حرب اليمن رهاناً على ممارسة ضغوط على محور المقاومة من نوع التهديد باللجوء إلى أسلحة دمار شامل ضدّ صعدة في اليمن، وتوجيه رسائل مقايضة إلى إيران للضغط لوقف معارك القلمون في مقابل التوقف عن القتل والتدمير في اليمن، وقالت المصادر إنّ الثوار اليمنيين أبلغوا حلفاءهم رفضهم أيّ تفاوض لتخفيف أو وقف الحرب، وأنّ الأيام المقبلة ستحمل المفاجآت عبر الحدود مع السعودية.
في القلمون تواصلت الإنجازات العسكرية بتسارع مفاجئ رافقه ترنّح قوات “النصرة” بين الفرار والتشتت، وضياع جيش الفتح بين مقصّات الجيش السوري والمقاومة اللبنانية التي قطعت أوصال القلمون، ونجحت ببناء سور عريض جغرافياً بين آخر نقاط تمركز مقاتلي “النصرة”، والأودية والتلال التي تربطها بمنطقة المصنع الحدودية بوابة الطريق الدولي بين دمشق وبيروت، والتي تعبّر حرب القلمون بأحد وجوهها عن سعي “النصرة” للوصول إليها بينما يسعى حزب الله والجيش السوري لجعلها أشدّ تحصيناً، وبتحقيق هذا الهدف تكون نصف أهداف حرب القلمون بالنسبة الى المقاومة وسورية قد تحققت.
إنجازات حزب الله، أنتجت توتراً لدى تيار المستقبل، فانطلق نوابه وإعلامه في حملة تصعيدية ضدّ المقاومة وسلاحها، بينما على ضفة أخرى كانت قضية العسكريين المخطوفين كما نقل عن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم تسجل إنجاز مضمون الاتفاق النهائي وتنتظر إشارة البدء للتنفيذ الذي لا يزال مؤجلاً.
النهار : تحييد ملف المخطوفين عن معارك القلمون؟ قطار التمديد يتأهّب مع “استحالة” التوافق
كتبت “النهار”: غابت التطورات الداخلية المتصلة بالملفات السياسية في الساعات الاخيرة وسط ترقب لمآل المعارك التي تدور على الحدود الشرقية المتاخمة للبنان، والتي بات واضحا ان وتيرتها البطيئة والمتدرجة ستبقي الواقع الامني الداخلي تحسبا لكل الاحتمالات والتداعيات التي قد ترتبها هذه المعارك. وجاء انعقاد مجلس الامن المركزي برئاسة وزير الداخلية نهاد المشنوق امس والذي ابقيت مقرراته سرية في اطار هذا الترقب واتخاذ كل الاجراءات المشددة اللازمة للحفاظ على الاستقرار الداخلي، وسط تنفيذ الخطط الامنية في مختلف المناطق مع لحظ اولويات ملحّة لتشديد الرقابة الامنية من الاجهزة المعنية في هذا الظرف.
ولم تحمل المعطيات المتوافرة عن المعارك الدائرة على الحدود السورية – اللبنانية امس تطورات بارزة باستثناء تأكيدات لسيطرة “حزب الله” والقوات السورية النظامية على مواقع في منطقتي عسال الورد ومرتفعات القرنة الاستراتيجيتين، فيما استمر القتال امس. وأكد الحزب سقوط ثلاثة من مقاتليه في معرض نفيه تقارير تحدثت عن عدد اكبر لقتلاه، بينما أفادت معلومات ان المعارك تركزت امس على جرود منطقة الجبة التي تشكل النقطة الثانية في خطة “حزب الله” للمعركة وصولا الى منطقة قارة في جرود عرسال من أجل وصلها بجرود عسال الورد.
في غضون ذلك، كرر قائد الجيش العماد جان قهوجي خلال جولة قام بها مع نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل على الوحدات العسكرية المنتشرة في منطقة الناقورة ان “قرار الجيش الحازم هو التصدي لاي اعتداء على لبنان من اي جهة اتى ومهما كلف ذلك من اثمان وتضحيات”.
أما في ملف المخطوفين العسكريين لدى التنظيمات الارهابية الذين تنامت المخاوف عليهم أخيراً، فطمأن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم الى أن “ملفهم منجز تماماً والخلاف المتبقي هو على آلية التنفيذ لاتمام العملية”. وكشف امام مجلس نقابة الصحافة ان الموفد القطري موجود في تركيا ويحاول ان يذلل النقاط العالقة. واضاف: “نحن في سباق مع الوقت لاتمام عملية تحرير العسكريين المخطوفين قبل حدوث أي طارئ امني. وكان لدينا اتصال مع الوسيط القطري الذي اعطانا اخبارا ايجابية في هذا الموضوع وأؤكد ان العسكريين بأمان”.
وفي مجال آخر، أشار ابرهيم الى ان عدد النازحين السوريين في لبنان “الى تناقص وان عددهم نقص 300 الف نازح منذ بدأنا باجراءات ضبط الدخول عبر الحدود”.
لكن وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أبلغ “النهار” تعليقاً على ما أدلى به المدير العام للأمن العام في هذا الصدد “أن المقصود هو حركة عبور السوريين وليس عدد اللاجئين المسجلين أصلا والذي لم يشهد أي تراجع حتى الآن”. واشار الى أن الوزارة في صدد “إعادة مسح عدد اللاجئين” من أجل معرفة مسار الاجراءات المتخذة على هذا الصعيد.
في غضون ذلك، كشفت مصادر سياسية مطلعة لـ”النهار” انه في غضون أسبوعين على ابعد تقدير سينطلق قطار التمديد للقيادات الأمنية مع اول قرار بالتمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابرهيم بصبوص قبل احالته على التقاعد في الخامس من حزيران المقبل انطلاقاً من أن كل المشاورات داخل دوائر القرار اظهرت استحالة تأمين توافق سياسي او اكثرية الثلثين في مجلس الوزراء لتعيين قائد جديد للجيش، وهذا يعني تلقائياً انسحاب العجز عن هذا التعيين على المراكز الأمنية القيادية الأخرى.
الجمهورية : الوضع الأمني تحت السيطرة وحِرص سياسي على استمرار الحكومة والحوار
كتبت “الجمهورية”: حدثان شغَلا الوسط السياسي والإعلامي والشعبي هذا الأسبوع: المحكمة الدولية مع شهادة النائب وليد جنبلاط الذي ركّز على المسؤولية السياسية للنظام السوري في اغتيال الشهيد رفيق الحريري وحيَّدَ “حزب الله” عن هذه المسؤولية، الأمرُ الذي يؤشّر إلى حِرص جنبلاط على مواصلة سياسة التهدئة التي اتّبعَها مع الحزب. واللافت أنّ المحكمة عادت من باب الشهادات، وتحديداً مع شهادتَي الرئيس فؤاد السنيورة وجنبلاط، بقوّة إلى المشهد السياسي اللبناني. والحدَثُ الآخر يتّصل بمعركة القلمون التي أظهرَت الوقائعُ، لغاية اليوم، أنّها تتمّ بالتدرّج، ما يعني، في حال استمرارها على هذا النحو، أنّها طويلة.
وفي ظلّ المخاوف من انعكاس هذه المعركة على الداخل اللبناني برزَت إشارتان: الأولى عسكرية-أمنية، بأنّ الجهوزية تامّة لمواجهة أيّ طارئ داخلي أو على الحدود التي يضبطها الجيش اللبناني بشكل محكَم من الحدود البقاعية إلى الحدود الجنوبية، وفي هذا السياق أكّد قائد الجيش العماد جان قهوجي من الناقورة أمس أنّ “قرار الجيش الحازم هو التصَدّي لأيّ اعتداء على لبنان من أيّة جهة أتى”.
والإشارة الثانية سياسية، بأنّه على رغم حِدّة الانقسام حول أهداف هذه المعركة وخلفيّاتها ونظرةِ كلّ طرَف سياسي إليها، إلّا أنّ الثابتة المتمثّلة باستمرار الحكومة والحوار ما زالت تشَكّل القاعدة الأساس لدى 8 و14 آذار.
وفي موازاة ذلك، من المتوقّع أن يواصل تكتّل “الإصلاح والتغيير” تصعيدَه من باب التعيينات الأمنية، فيما يبدو أنّ اللقاء المرتقَب بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع أصبح وشيكاً.