من الصحافة الاسرائيلية
اشارت بعض الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الى انه سيتمّ استدعاء كبار مسؤولي سجن الجلبوع الذي يقع بالقرب من بيسان، للتحقيق معهم في الوحدة القطرية للتحقيق مع السجانين التابعة لوحدة “لاهاف 433” بحسب ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”) في المقابل تشير تقديرات في الجيش الإسرائيلي إلى أن عمليات البحث عن الأسرى، ستستغرق “أكثر من بضعة أيام”، ما ينمّي مخاوفَ أجهزة الأمن الإسرائيلية، من أن تقود عمليات البحث إلى تصعيد أمنيّ.
وذكرت هيئة البثّ أنّه تمّ جمع شهادات 14 موظفًا في مصلحة السجون الإسرائيلية، خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيرة إلى أنّ ذلك يأتي بالتوازي مع التحقيق العامّ لشرطة المنطقة الشماليّة في عملية فرار الأسرى.
يأتي ذلك فيما أشارت التقارير التي أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، حول الأسرى الستة، وجميعها نقلا عن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية؛ إلى وجود تضارب وعدم تيّقن حول مكان وجود الأسرى.
حذرت أوساط إسرائيلية من تبعات تحرير الأسرى الستة أنفسهم من سجن جلبوع، مشيرة إلى أن التهديدات الفلسطينية، قد يتبعها إطلاق نار في جنين باتجاه القوات الاسرائيلية، وجملة من السيناريوهات المحتملة، أهمها استئناف الهجمات من غزة.
وأضاف الكاتب أليئور ليفي في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت أنه “مع مرور ساعات على هروب الأسرى، فقد ظهرت في الساحة الفلسطينية مخاوف وتهديدات بالعنف ضد إسرائيل بسبب تداعيات الحادث، وتأثيره على باقي الأسرى في السجون الإسرائيلية، خاصة في ضوء ما تتعرض له مصلحة السجون الإسرائيلية من انتقادات وهجمات إسرائيلية حادة منذ يومين، وهي بالمناسبة انتقادات مبررة بسبب الإخفاق الذي وقعت فيه”.
وأشار إلى أن “مصلحة السجون الإسرائيلية بدأت بجملة إجراءات ميدانية داخل السجون، أهمها نقل مائتي أسير بين العنابر، بما فيهم نزلاء عنبر 2 في سجن جلبوع حيث تم حفر النفق، ونقلهم إلى سجون أخرى في الجنوب، ومن المتوقع أن يستمر نقل الأسرى، والفصل بينهم، وتعتبر هذه عقوبة كبيرة جدا للأسرى، مع العلم أن مصلحة السجون كانت تركز حتى الآن على زنازين الأسرى، وتخصيص أجنحة منفصلة لهم”.
وأوضح أن “مصلحة السجون اعتمدت سابقا وضع الأسرى من كل تنظيم فلسطيني في جناح خاص بهم، أما اليوم فقد تذهب باتجاه وضع أسرى من مختلف التنظيمات والفصائل في عنابر مشتركة، بحيث يتم احتجازهم في زنازين لا يعرفون فيها أي أسرى آخرين”.
قال ضابط إسرائيلي سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية-أمان، إن “حماس تعتزم تصعيد المقاومة الشعبية على حدود غزة لإجبار إسرائيل على الانصياع لمطالبها، وتهدد مرة أخرى بالحرب ضد إسرائيل من قطاع غزة، حتى إن زعيمها في غزة يحيى السنوار أرسل مرة أخرى تهديدًا باسم محمد الضيف رئيس أركان حماس، والمطلوب الأول لإسرائيل، بقوله إن قطاع غزة جاهز لمواجهة عسكرية أخرى، إذا فشلت كل الجهود التي نبذلها الآن”.
وأضاف يوني بن مناحيم أن “إعادة استخدام الضيف، والتهديد بشن حرب جديدة، يهدفان للتوضيح لإسرائيل أن حماس جادة بشأن تهديداتها، لأن الضيف رجل خطير، يحفظ كلمته، ولا يخشى مواجهة عسكرية جديدة مع إسرائيل، التي تمكنت خلال الحرب الأخيرة من اغتيال بعض كبار مساعديه، لكنها فشلت في محاولة إلحاق الأذى به وبالسنوار”.
وأشار إلى أن “بيان السنوار جاء بعد وقت قصير من الاجتماع الثلاثي بين الرئيس المصري السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي خلص، من بين أمور أخرى، إلى موقف موحد بشأن تجديد العملية السياسية، وإعادة إعمار قطاع غزة، بعد استكمال أعمال رفع أنقاض المنازل المهدمة التي دمرت في الحرب، رغم أن أوساط حركة حماس تقول إن بدء أعمال إعادة الإعمار في غزة لن يمنع جولة جديدة من القتال ضد إسرائيل، إذا لزم الأمر”.
وأكد أن “تصريحات قادة حماس، وعلى رأسهم السنوار، تشير إلى أن الحركة تتبع استراتيجية “السير إلى النهاية”، خشية تآكل إنجازاتها من الحرب الأخيرة، وتدهور الوضع الاقتصادي والإنساني في غزة، ولذلك تتواصل النشاطات الشعبية الفلسطينية على حدود القطاع مع إسرائيل بشكل مكثف، دون أن تظهر مؤشرات على توقفها قريباً، رغم سلسلة التسهيلات التي أعلنتها إسرائيل مؤخرا، بما في ذلك بدء إدخال مواد البناء كالإسمنت والحديد لصالح القطاع الخاص”.
وأشار إلى أن “حماس تواصل إطلاق البالونات التحذيرية دون مواد حارقة ومتفجرات على مستوطنات غلاف غزة، وتنوي تصعيد الموقف على الحدود خلال الأعياد اليهودية لإجبار إسرائيل على الانصياع لمطالبها، رغم جهود المخابرات المصرية لتحقيق الهدوء، فيما تحافظ إسرائيل على ضبط النفس قبل الاجتماع المرتقب في شرم الشيخ بين رئيس الوزراء بينيت والرئيس السيسي، وكي تظهر لإدارة بايدن أنها تفعل أقصى ما في وسعها لمنع التصعيد على حدود غزة”.
وأشار إلى أنه “بعد الحرب الأخيرة استمدت حماس التشجيع من نجاحاتها العسكرية، وتستغل حقيقة تغيير الإدارة في الولايات المتحدة، وتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل، التي ترى يديها مقيدتين بسبب ائتلافها الهش، ولذلك فهي تنتقل إلى سياسة قوية تتمثل في توجيه إنذار لإسرائيل، التي تعاني من تآكل كبير في ردعها، وتسعى لضرورة التعافي بسرعة، لأن الحركة تعتقد أن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة، والسنوار يفهم المجتمع والسياسة في إسرائيل جيداً، وبالتالي فهو يتبع هذا الخط”.