من الصحافة الاميركية
تحدثت الصحف الاميركية عن النزاع الذي انخرط فيه أعضاء حزب العمال البريطاني المؤيدون لفلسطين في أعقاب تقارير تفيد بأن الزعيم السابق، جيريمي كوربين، ومجموعة الضغط التي تحمل اسم “حملة التضامن مع فلسطين”، مُنعوا من التحدث هذا الشهر في المؤتمر السنوي للحزب.
وقالت إن الإعداد للمؤتمر لم يكن ليشهد بداية أسوأ من هذه، في ظل ورود تقارير تفيد بأن كبار مسؤولي حزب العمال يواصلون حملتهم القمعية ضد النشطاء المؤيدين لفلسطين.
ووفقا لزعيم حزب العمال الشبابي، مُنع أعضاء “حملة التضامن مع فلسطين” وكوربين، وهو أحد رعاة المجموعة المؤيدة لفلسطين، من التحدث في مؤتمر نظمه جناح الشباب في الحزب.
يضمّ حزب العمال الشبابي جميع أعضاء الحزب الذين تقل أعمارهم عن 27 سنة. والجدير بالذكر أن قيادته منحازة إلى اليسار في الحزب، وتتبنى موقفا تقدميا مقارنة بموقف حزب العمل البرلماني. في هذا الإطار قال منتقدون إن الحزب تبنى موقفا معاديا بشدة لفلسطين تحت قيادة كير ستارمر.
من جانبها أبلغت رئيسة حزب العمال الشبابي، جيسيكا بارنارد، عن تفاصيل الخلاف الأخير في سلسلة من التغريدات، وقالت بارنارد إن “أكثر المعلومات المحددة التي تلقيتها تفيد بأن أي شخص ينتمي لمجموعة “حملة التضامن مع فلسطين” سيُمنع من التحدث، حيث ينطبق الأمر ذاته على جيرمي كوربين. لقد شعرنا بالجزع إزاء إسكات المجموعة التي كانت تحظى بمكانة مهمة في المؤتمر لسنوات”.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا للصحفي ماثيو أيكينز أشار فيه إلى أن حركة طالبان تواجه صعوبات في إرساء حكمها بعد سيطرتها على أفغانستان.
وذكرت الصحيفة أن القائد الميداني في “طالبان” مولوي حبيب توكّل، روى كيف فوجئ هو ومقاتلوه بالسرعة التي أُمروا فيها بدخول كابول في 15 آب/ أغسطس، حتى بعد تقدم الحركة السريع عبر أفغانستان.
وكانت وحدة طالبان التي يقودها توكل قد وصلت إلى ضواحي العاصمة الأفغانية صباح ذلك اليوم، متوقعة أن تخيم هناك ربما لأسابيع، بينما يتم التفاوض على التسليم الرسمي. لكن لم يكن هناك سوى القليل من الانتظار. كان الرئيس أشرف غني والعديد من كبار المسؤولين الآخرين يفرون، ما فاجأ الجميع.
وقال: “بعد ظهر ذلك اليوم، أمرتنا قيادتنا بدخول المدينة لمنع النهب”. طلب منه رئيس مخابرات طالبان، الحاج نجيب الله، هو ورجاله الإسراع إلى مقر وكالة التجسس الأفغانية، المديرية الوطنية للأمن، لتأمين المعدات والوثائق. زنزانات السجون والمكاتب ومراكز الأمن، كلها هُجرت.
بعد أسبوعين من المتوقع أن تعلن طالبان رسميا حكومتها الجديدة بما في ذلك تسمية الشخصية الدينية العليا، الشيخ هيبة الله أخوندزاده، كمرشد أعلى لأفغانستان. لكن لا تزال هناك فجوة مهمة بين تسمية الحكومة والقيام بمهامها بالكامل، كما رأى توكل ومسؤولون آخرون في طالبان.
وفي كابول، كما هو الحال في معظم أنحاء البلاد، لا تعمل معظم الإدارات الحكومية المهمة، باستثناء الأمن على مستوى الشوارع.
نشرت مجلة “الإيكونوميست” مقالا بعنوان “الفشل الذريع في أفغانستان ضربة قاصمة لمكانة أمريكا”، لافتة إلى أن اللوم يقع مباشرة على الرئيس جو بايدن في عملية الانسحاب الفوضوي للقوات الأمريكية.
وأوضحت المجلة أنه إذا كان لمروجي الدعاية لصالح طالبان أن يكتبوا سيناريو عن انهيار المهمة الأمريكية التي استمرت 20 عاماً لإعادة تشكيل أفغانستان، لما كانوا يستطيعون أن يخرجوا بأكثر من الصور المروعة التي انتشرت مؤخرا.
وعندما سيطرت طالبان على العاصمة كابول، شعر الناس بالخوف، ولاحقوا طائرات الشحن الأمريكية المغادرة على المدرجات، محاولين التسلق، وكان سقوطهم على الأرض حتميا، متسببين بمصرعهم.
واستسلمت القوات الحكومية الأفغانية في الوقت الذي كان المسؤولون الأمريكيون يصرون على أن ذلك لن يحدث، قبل أيام فقط من سقوط كابول.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة في أفغانستان أنفقت 2 تريليون دولار، وفقدت أكثر من ألفي جندي، ومع ذلك، فحتى لو كان الأفغان أكثر ازدهارا الآن مما كانوا عليه في الوقت الذي غزت فيه أمريكا بلادهم، فقد عادت أفغانستان الآن إلى المربع الأول.
وأضافت أن طالبان سيطرت على البلاد، وأصبحت بشكل أقوى مما كانت عليه عندما فقدت السلطة، فهم الآن أفضل تسليحا، بعد أن استولوا على الأسلحة التي كانت الولايات المتحدة تمطرها على الجيش الأفغاني، وقد حصلوا الآن على تأكيد نهائي بأنهم قد: هزموا قوة عظمى.
وقد أبدى عناصر طالبان نوعا من الشهامة، حيث تعهدوا بأنهم لن ينتقموا من أولئك الذين كانوا يعملون مع الحكومة التي تمت الإطاحة بها، وأكدوا أنهم سيحترمون حقوق المرأة، في إطار تفسيرهم للشريعة الإسلامية. لكن هذا التفسير كان قد حرم معظم الفتيات من الذهاب للمدرسة، وألزم معظم النساء منازلهن عندما كانت الحركة في السلطة من قبل، في التسعينيات.
وذكرت المجلة أنه ليس مستغربا من أن تفشل الولايات المتحدة من تحويل أفغانستان إلى دولة ديمقراطية، ولم يتخيل الكثيرون أن أفغانستان يمكن أن تصبح مثل سويسرا. ولم يكن من غير المعقول أن يرغب بايدن في إنهاء هذا الصراع.
وأمضت الولايات المتحدة عشرين عاما في مكان له فقط أهمية إستراتيجية متواضعة، ولم يعد يهتم به معظم الناخبين الأمريكيين منذ فترة طويلة. وتم تحقيق السبب الأساسي لهذا الاحتلال، وهو تفكيك مركز العمليات الرئيسي لتنظيم القاعدة، إلى حد كبير، على الرغم من أن هذا الإنجاز يمكن أن ينقلب إلى العكس تماما الآن.
وأشارت المجلة إلى أن الادعاء بأنه بسماح الولايات المتحدة بسقوط الحكومة الأفغانية، فإنها تظهر نفسها بمظهر الحليف المتقلب، هو أيضا أمر مبالغ فيه، بالنظر إلى مدة وحجم وتكلفة الانتشار الأمريكي في أفغانستان. ولم تكن الحكومة البائدة في كابول حليفا على غرار ألمانيا أو اليابان. لقد كانت أضعف بكثير وأكثر فساداً، وتعتمد كلياً على الولايات المتحدة من أجل بقائها.