من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : نعيم عباس: أنتظر “الصفقة” مع “النصرة”! قهوجي : أحبطنا مخططات.. وإمارات
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس والثلاثين بعد الثلاثمئة على التوالي.
واقع معطل بالكامل؛ الأمل في إمكان انتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور مفقود في غياب أية مبادرات أو مؤشرات، والحكومة بصعوبة تسيّر أمور الدولة، رئيسها يكاد يكفر بها، وتتجاذبها المتاريس وكل عناصر التفجير من داخلها، والملفات المستعصية تتراكم، سلسلة الرتب والرواتب محبوسة في الكيديات، الموازنة العامة ممنوع توليدها منذ العام 2005، وملف القادة الأمنيين تعيينا أو تمديدا يسبح في مدار الوعود و “التكاذب” المتبادل بين هذا الطرف أو ذاك.
أمّا مجلس النواب فحكمت عليه المزايدات بالتعطيل، لا بل نزعت عنه صفته المميزة بأنه “سيد نفسه”، وصار ممنوعا عليه حتى تأمين نصاب جلسة تشريعية ولو تحت عنوان “تشريع الضرورة”. وهذا مؤشر على مصير الجلسة التي يسعى رئيس المجلس نبيه بري الى “تمريرها” في العقد العادي الحالي للمجلس، ولكن من دون أن يلقى استجابة من قبل المعطلين.
وكان لهذا الأمان المفقود سياسيا أن يكون موجعا أكثر وفارغا بالكامل، لولا “الأمان الأمني” الذي تحاول ترسيخه الأجهزة العسكرية والأمنية بإنجازاتها المتتالية التي استدعت تقديرا من قبل الرئيس سعد الحريري، الذي أعلن من واشنطن دعمه الكامل للجيش وقوى الامن الداخلي في المهام التي يقومون بها للمحافظة على الامن ومحاربة الارهاب في كل لبنان. وكذلك من قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي أكد لـ “السفير” الاستمرار في الحرب على الارهاب ومنع تسرّبه الى الداخل اللبناني.
وقد أعرب العماد قهوجي عن بالغ تقديره “للإنجازات التي حققها الجيش على المستوى الأمني. ولفت في هذا السياق الى ان مخابرات الجيش تقوم بعمل جبار في مجال كشف الشبكات والخلايا الإرهابية، وحققت في الآونة الاخيرة نجاحات كبيرة تجلت في إلقاء القبض على مجموعة من أخطر الإرهابيين وإحباط مخططاتهم.
وردا على سؤال قال قهوجي: مما لا شك فيه ان المصاعب كبيرة، خاصة أننا نواجه عدواً خبيثاً أبعد ما يكون عن الدين ولا يحترف إلا لغة الدم، ويتحيّن الفرصة للغدر بالبلد، لكنني لست قلقا، لان إرادة العسكريين بالصمود والمواجهة والتضحية أكبر من كل غدر وكل إرهاب. ثم ان الجيش معزز بالتفاف اللبنانيين حوله بوصفه الملاذ الآمن والحصن المنيع الحاضن للجميع.
وأكد قهوجي ان “خيارنا وقرارنا ان ننتصر، وان نحبط محاولات تلك العصابات الإرهابية تغيير وجه لبنان ومحو تاريخه وإقامة إماراتها على أنقاضه وعلى دماء أبنائه”.
وإذ شدد قهوجي على إبعاد الجيش عن المنزلقات السياسية، توجه الى العسكريين قائلا: أنتم أمل اللبنانيين ورجاؤهم، أنتم جيش لبنان ونحن معكم في الميدان صامدون وفي مجابهة الإرهاب سائرون، وما التسليح إلا دليل على التفاف الشعب حولكم وعلى الثقة الدولية بدوركم وكفاءتكم القتالية.
وحول العسكريين المخطوفين من قبل المجموعات الإرهابية أكد قهوجي أن هذه القضية تبقى أولى الأولويات، وهي تسلك حاليا مسارا معينا، وفي النهاية لن يهدأ الجيش قبل تحريرهم وإعادتهم الى ذويهم سالمين.
من جهة أخرى، أكدت مصادر أمنية واسعة الاطلاع لـ “السفير” أن تهاوي ما اتفق على تسميتها “خلية عكار” يعد إنجازا كبيرا للمؤسسة العسكرية، خاصة أن التحقيقات التي بوشرت مع أفرادها في مديرية المخابرات أماطت اللثام عن العديد من العمليات الارهابية التي استهدفت مراكز الجيش اللبناني في منطقة الشمال، خصوصا في المحمرة وجسر بحنين في عكار حيث ارتكبت المجموعات الارهابية مجزرة بحق عناصر الجيش اللبناني.
ولفتت المصادر الى ان العملية العسكرية التي رسمتها مخابرات الجيش للإطباق على هذه المجموعة كانت تهدف الى إلقاء القبض على ثمانية مطلوبين بعمليات إرهابية ضد الجيش وفي منطقة الشمال، فتم القبض على أربعة من هؤلاء الثمانية، أما الأربعة الذين تم توقيفهم فهم على صلة بخلية عكار، فيما ظل سائر أفراد الخلية الأصليين، وعددهم اربعة، متوارين عن الأنظار. وقد بيّنت التحقيقات معهم انهم كانوا مكلفين من قبل تنظيم “داعش” بتنفيذ عملية إرهابية شمالا واستهداف الجيش.
وكشفت المصادر ان الاعترافات التي أدلى بها الشيخ خالد حبلص أماطت اللثام عن كثير من الارتكابات والعمليات الإرهابية، وكذلك عن كثير من الأسرار التي قادت الى تحديد أماكن وأسماء مجموعة كبيرة من العناصر الارهابية التي تم إلقاء القبض عليها في الفترة الأخيرة، مشيرة في الوقت ذاته الى أن التحقيق مع حبلص يوشك ان ينتهي، على ان يحال الى القضاء العسكري لمحاكمته في وقت قريب.
الديار : الاتصالات بملف العسكريين تراجعت ولم تنقطع المجلس الوطني لـ 14 آذار : تباين حول التمثيل
كتبت “الديار”: قالت اوساط عليمة ان حركة الوساطات التي يقودها القطري لانجاز صفقة الافراج عن العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة مستمرة وان كانت هذه الحركة شهدت تراجعا في الايام الماضية. ورجحت الاوساط حصول “شيء ما” في غضون الساعات المقبلة بحيث يزور الوسيط القطري اللواء عباس ابراهيم او يقوم الاخير بزيارة قطر للتشاور في اخر ما بلغته هذه الوساطات.
واضافت ان ما يؤخر انجاز الصفقة حذر القطريين من دفع مبالغ مالية تطالب بها “جبهة النصرة” وعدم حسم كامل لائحة الموقوفين الذين تطالب “النصرة” بإطلاق سراحهم من سجن رومية. ولاحظت ان القطريين يدفعون باتجاه انجاز الصفقة بما ان التركي تدخل مؤخرا لأول مرة بشكل ايجابي. لكن الاوساط كشفت ان هناك من يحاول وضع العصي امام اتمام الصفقة داخليا حتى لا تصب ورقة اطلاق سراح العسكريين في مصلحة وزير الداخلية نهاد المشنوق. الا ان الاوساط توقعت ان يتبلغ اللواء ابراهيم “شيئا جديدا” في وقت قريب وعلى اساس ذلك تحدد الخطوات اللاحقة.
اما على صعيد قوى 14 آذار واعادة هيكليتها وتنظيمها حسب الاتفاق الذي توصل اليه قادة 14 آذار في اجتماع البريستول الاخير، فعلم أن الهيئة التأسيسية مكلفة وضع التصور الكامل لهذا المجلس حتى 15 حزيران كمهلة اخيرة.
وحتى اليوم توافق اعضاء هذه الهيئة على بطاقة تعريف لهذا المجلس الذي سيكون بمثابة برلمان 14 آذار وهيئته التشريعية، ودوره استشاري يتمثل فيه الجميع. وتم الاتفاق ايضا على تصور اساسي لهيكليته لكن التفاصيل ستنجز تباعا.
الا ان عقدة التشريع طفت على السطح وعلى كل شيء حين وصل النقاش عند مسألة آلية التمثيل في المجلس ونسبه، حيث ظهر التناقض بين تقييم هذا الطرف وذاك لهذه المسألة.
واوضحت المعلومات “لقد تبين ان هناك من يصر على تمثيل المستقلين بشكل كبير يتخطى 50% وصولا الى الثلثين مثلا بينما ترى اطراف حزبية ان التمثيل الحزبي يجب ان يكون الاكبر في المجلس الوطني ولا مانع من ان يكون لها الثلثان مثلا.
يقف تيار المستقبل وحزب الكتائب موقفا ايجابيا جداً، فالاهم عندهما انجاح مهمة الهيئة تسهيلا لتشكيل المجلس وولادته لاطلاقه في الاسابيع القليلة المقبلة.
وينقل ان النائب سامي الجميل قال لممثليه في الهيئة انه يجب تسهيل التشكيل واطلاق المجلس الوطني، وهذا امر ينبغي اعطاؤه اولوية على سائر التفاصيل الاخرى.
وفي الاجتماعات الثلاثة الاخيرة توقف النقاش عند حجم التمثيل وتوزيعه حيث يتمسك ممثلو القوات بضرورة ان يكون للمستقلين تنظيم، وأن يكون تمثيلهم من ضمن حصة هذا التنظيم، وهذا ما رفضه ممثلو المستقلين بشكل مطلق والذي جعل النقاشات تقف عند حائط مسدود.
ويرى المستقلون انهم يمثلون رأياً عاماً وتوجهات فكرية ولا ينحصرون بالتمثيل الحزبي والاطر التنظيمية المحددة.
وهم يتوزعون بين شخصيات سياسية مستقلة وبين قادة رأي عام وصحافيين ومفكرين.
هنا توقفت النقاشات، والواقع بين احتمالين: اما الذهاب الى تسوية مقبولة وسريعة وانقاذ مشروع المجلس الوطني واما وصوله الى افق مقفل وحائط مسدود واعلام الرأي العام بذلك… وكلا الاحتمالين واردان.
البناء : دي ميستورا يهيّئ لجنيف في تموز رهاناً على حلحلة تشهدها المنطقة مجلس الأمن يبحث الاثنين وضع اليمن ويكتفي بتعيين موريتاني مبعوثاً بقرادونيان: تركيا حليف لـ”إسرائيل” وجرائم الإبادة متمادية منذ أربعة قرون
كتبت “البناء”: تستقطب نيويورك الأضواء مجدّداً، في الملفين السوري واليمني بالتوازي، فنهاية الحرب السعودية بالطريقة الدراماتيكية التي لم يحصد معها السعوديون شيئاً، سوى تكريس شراكة من يعتبرونهم خصوماً من اليمنيين، وتكريس موقعهم كطرف في الأزمة اليمنية، بعدما كانوا مرجعية للحلّ، وتكريس دور إيران الإقليمي براً وبحراً، سياسياً وعسكرياً، بتثبيت حضورهم في مياه البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وشراكتهم في الحلّ المنشود للأزمة اليمنية.
على خلفية هذا المشهد اليمني، سينعقد مجلس الأمن يوم الاثنين للبحث في قراره 2216 الصادر وفقاً للفصل السابع لسماع إيجاز من الأمين العام، كانت تروّج السعودية أنه سيتضمّن الدعوة إلى عقوبات على الحوثيين لعدم تطبيق ما نص عليه القرار، بعدما وزعت توقعات عن رضوخ خصومها اليمنيين لما تتوقعه منهم قبل نهاية مهلة الأيام العشرة التي تضمّنها القرار، والمهلة انتهت أمس، ولم يصدر شيء في هذا الاتجاه، بل بالعكس أصرّ الحوثيون والأطراف اليمنية الأخرى من الحزب الاشتراكي والحزب الناصري على فكّ الحصار البحري كشرط مسبق لأيّ حوار أو بحث في الحلّ السياسي للأزمة اليمنية.
أعلنت السعودية وقف الحرب، وواصلت بعض الغارات لدعم جماعتها في الميدان بعد الإحباط الذي أصابهم بإعلان وقف الحرب، وهم في أغلبهم مرتزقة يراهنون على تنظيم “القاعدة” كحال مجموعات المعارضة المسلحة في سورية، وها هي السعودية تواجه ساعة الحقيقة، فمجلس الأمن سيكتفي وفقاً لمصادر ديبلوماسية رفيعة بتعيين مبعوث جديد للحلّ السياسي في اليمن، هو الموريتاني إسماعيل ولد شيخ أحمد الذي رشحه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لهذه المهمة، وسيصدر المجلس دعوة إلى جميع الأطراف اليمنيين، والأطراف الإقليمية المعنية بالأزمة اليمنية لبذل كلّ الجهود الممكنة لمساعدة المبعوث الأممي على دفع العملية السياسية إلى الأمام، بصفتها الطريق المؤدي إلى تحقيق أهداف قرار مجلس الأمن بعودة الشرعية والاستقرار لليمن.
الاتجاه نحو التسويات الذي يفترض أن ينطلق من اليمن مع التوافق على رحيل الرئيس المستقيل منصور هادي وحلول نائبه خالد بحاح مكانه، وبدء عملية تفاهم سعودية ـ إيرانية، سيفتح الباب لتغييرات تنتظرها المنطقة الحبلى بالملفات المعقدة من العراق إلى سورية ولبنان والبحرين، بسبب شعور السعودية وتركيا بالخيبة والخسران جراء التفاهم النووي المتوقع توقيعه بشكله النهائي في نهاية شهر حزيران.
تزامن تحجيم العربدة السعودية، مع نهاية سعيدة للتفاوض حول الملف النووي الإيراني، سيعززان ميلاً تركياً إلى تموضع أكثر وسطية كما يؤكد ديبلوماسيون إيرانيون واكبوا زيارة الرئيس التركي الأخيرة إلى طهران قبل ثلاثة أسابيع، ما سيعني مشهداً جيوعسكرياً جديداً في سورية، يمهّد الطريق نحو توقعات رسم عبرها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا خريطة طريق لمشاورات تستمرّ لشهرين، هما الفترة الفاصلة عن توقيع التفاهم النووي في الثلاثين من حزيران، ليعلن أنّ شهر تموز سيكون مرشحاً لانعقاد جولة جديدة من مؤتمر جنيف، مضيفاً حضور إيران كشريك في الحلّ هذه المرة، مستفيداً من النتائج التي بلغتها الحوارات التي جرت في موسكو.
ليس واضحاً بعد ما إذا كانت المنطقة قد رست على ضفة التسويات، وفقاً لمصادر ديبلوماسية متابعة، فـ”إسرائيل” تخوض حملات قاسية ضدّ الرئيس الأميركي وتنظم لوبيات ضاغطة داخل أميركا، ولا بدّ من بقاء فرضية قيامها بمحاولة لتغيير قواعد اللعبة أو قلب الطاولة قبل التسليم بالفشل والخسارة.
لبنان متوتر على كلّ الجبهات أمام ضبابية الصورة، وتباين القراءات والتوقعات، فالجلسات التشريعية المعطلة تزيد التشنّج بين المكوّنات التي يتشكل منها المشهد النيابي والسياسي بالتالي، بصورة لا يختصرها الانقسام بين فريقي الثامن والرابع عشر من آذار، والحكومة ليست بحال أحسن، والحوارات تجرجر من جلسة إلى أخرى بقوة وصعوبة، والشارع يعيش ضغطاً استثنائياً أمام الأزمات المعيشية وتعقد سلسلة الرتب والرواتب.
في هذا الضباب حضرت الذكرى المئوية للمجزرة التي ارتكبها العثمانيون بحق الأرمن، في مسيرة ومهرجان حاشدين، عبّر خلالهما الأرمن بأحزابهم وشخصياتهم ومعهم أطراف لبنانية رئيسية عن التنديد بالموقف التركي الذي يستعيد صورة الأجداد العثمانيين برعايته للإرهاب الذي يضرب في العراق وسورية ولبنان من دون تمييز بين الطوائف والمذاهب، لتكون الكلمة الأبرز في المناسبة للأمين العام لحزب الطاشناق النائب آغوب بقرادونيان الذي اعتبر أنّ مجازر الإبادة العثمانية متمادية ولم تتوقف طيلة أربعة قرون، وأن تركيا ليست حليفة للعرب ولا للبنانيين بدليل حفاظها على تحالفها المعلن مع “إسرائيل” عدو العرب واللبنانيين الأول.
انشغل لبنان الرسمي والشعبي بالذكرى المئوية على الإبادة الأرمنية، التي تأتي بالتوازي مع ما يتعرّض له المسيحيون والأرمن والسريان والكلدان والأشوريون والإيزيديون على يد المجموعات الإرهابية المدعومة من الدولة التركية وريثة السلطنة العثمانية، من قتل وتهجير وتنكيل واستهداف الكنائس في سورية والعراق وتدنيس المقدسات. والكنيسة الأرمنية في دير الزور التي كانت تضم بقايا رفات ضحايا مجزرة 1915 خير دليل على الأعمال الإرهابية. وأجمع المشاركون الذين رفعوا شعار نتذكر ونطالب في المسيرة الحاشدة، التي انطلقت من كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس في أنطلياس إلى برج حمود، حيث أقيم مهرجان خطابي، أنّ الصراع مع العثمانيين لا علاقة له بالدين أو المذهبية.
النهار : “معارك الفراغ” تُحيي “عقد” الانسحاب السوري! ملف التمديد يتداخل مع الجلسة التشريعية
كتبت “النهار”: إذا كان إحياء الذكرى المئوية للإبادة الارمنية طغى أمس على المشهد الداخلي مع استقطاب هذه الذكرى التفافاً لمعظم القوى السياسية حول الأحزاب الارمنية الثلاثة التي أبرزت عرضاً توحيدياً في المناسبة متجاوزة انقساماتها السياسية، فان لبنان سيكون غدا على موعد مع تفاعلات داخلية مختلفة في الذكرى العاشرة لانسحاب القوات السورية في 26 نيسان 2005. ذلك ان الموعد “الرسمي” لانجاز تاريخي انهى عصر الوصاية السورية الذي رزح تحته لبنان عقوداً لم ينه الانقسام الداخلي الذي لا يزال يجرجر ذيوله في الظروف الحالية عبر التطورات المتصلة بالحرب السورية سواء ما يتعلق بتداعياتها الضخمة في أزمة النازحين السوريين اليه الذين تفوق اثقالهم قدرته على الوفاء بمتطلباتهم، أم بالمواجهة الدائمة والشرسة مع الارهاب. أما من الناحية السياسية فان الواقع الراهن، وان كان تحرر من كل وجوه الوصاية المباشرة القديمة، يبرز نواحي شديدة الخطورة في استمرار تقييد مشروع الدولة المستقلة والناجزة السيادة بتدخل اقليمي “بديل” وليس ادل على “حضوره” المباشر أو الضمني من تمادي ازمة الفراغ الرئاسي المشارفة طي سنتها الاولى في 25 أيار المقبل. يضاف الى ذلك ما بدأ يثير مخاوف متجددة من تقييد العمل الحكومي وتعطيل الدورة النيابية فيما تتجمد الملفات الحيوية المتصلة بمصالح اللبنانيين على خلفية معارك سياسية تنذر بتصاعد تداعياتها تباعاً.
وسط هذه الأجواء، أحيا الارمن اللبنانيون الذكرى المئوية للابادة بمشهد شعبي وسياسي عارم بلغت ذروته في مسيرة حاشدة انطلقت من كاثوليكوسية الارمن الارثوذكس في انطلياس الى الملعب البلدي في برج حمود حيث أقيم مهرجان خطابي للاحزاب الارمنية الطاشناق والهنشاق والرامغفار وسط حضور سياسي واسع لمختلف القوى السياسية والحزبية من معظم الاتجاهات والطوائف.
أما في الملفات الداخلية، فعادت الأزمة الناشئة عن اصطدام مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري لتحديد موعد للجلسة التشريعية للمجلس بمقاطعة الكتل المسيحية الثلاث الرئيسية “تكتل التغيير والاصلاح” وحزب “القوات اللبنانية” والكتائب الى المربع الاول، فيما بدأت تتظهر ملامح أزمة صامتة جديدة بين بري ورئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون. وتخوّفت مصادر نيابية مواكبة لهذه الازمة من تداخل ملف الجلسة التشريعية الذي يشكل موضوع الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب أحد أبرز بنوده العالقة مع ملفات اخرى “غير مرئية” باتت تطرح في الكواليس كشروط لرزمة كاملة من الاستحقاقات ولا سيما منها موضوع التمديد لقادة أمنيين وعسكريين. وقالت ان الاسبوع المقبل يرجح ان يشهد تحركات كثيفة من اجل السعي الى حلحلة الامور من خلال وساطات ستتولاها جهات سياسية ونيابية لئلا يذهب التصعيد والتمسك بالمواقف المتعارضة الى حدود تهدد بتفاقم الازمة وتنعكس تالياً على الحكومة. ولفتت في هذا السياق الى ان مراجع وقيادات سياسية تبلغت في الايام الاخيرة معطيات مباشرة عن امكان ذهاب العماد عون الى خطوات تصعيدية في حال تكريس الاتجاه الى التمديد للقادة الامنيين والعسكريين وصولاً الى سحب وزرائه من الحكومة ووضع حلفائه امام امر واقع محرج.
ولوحظ ان رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة لم يخف في هذا السياق قلقه أمام زواره امس مما بلغته حال البلاد “حيث الرئاسة مخطوفة بفعل افساد لعقول اللبنانيين والمسيحيين منهم على وجه الخصوص بمقولة الرئيس القوي”، التي قال إنه لا يرفضها “لكنه ينظر اليها بطريقة مختلفة من خلال حكمة الرئيس وقدرته على الجمع بين اللبنانيين”. كما أكد السنيورة رفضه التعامل مع تعيينات قيادة الجيش “بمنطق الصفقة”، معتبراً انه “ليس في منطق الامور ما يسمح بتركيبة تحمل عون الى الرئاسة و(العميد) شامل روكز الى قيادة الجيش وقد يكون منطقياً أ:ثر السير بروكز مقابل تنازل عون عن الرئاسة”.
الى ذلك، واصل الرئيس سعد الحريري لقاءاته في العاصمة الاميركية فاجتمع أمس مع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن وكذلك مع زعيمة الاقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي وسواهما. وفي لقاء له مع منسقي تيار “المستقبل” في الولايات المتحدة أكد الحريري مضي التيار “في محاربة قوى التطرّف سواء اسمها حزب الله أو القاعدة”، موضحا ان “مشروعنا يقوم على فكرة بناء الدولة ودعم الاعتدال الذي يتعارض مع سياسات الفوضى التي يمارسها الحزب”. غير أنه شدد على المضي في الحوار مع الحزب، قائلاً ان هذا الحوار “يشكل في مكان ما صمام أمان للبنانيين الذين يخشون تجدد الحرب الأهلية والخلاف السياسي يجب ان يحل من خلال الحوار”.
المستقبل : استعرض أوضاع لبنان والمنطقة مع بايدن وكشف عن عزمه زيارة موسكو الشهر المقبل الحريري في واشنطن: الجيش ليس “حزب الله”
كتبت “المستقبل”: حاملاً قضية لبنان الدولة السيّدة والقادرة بجيشها وشعبها ومؤسساتها، يواصل الرئيس سعد الحريري لقاءاته مع كبار المسؤولين الأميركيين وأبرزهم أمس نائب الرئيس جو بايدن الذي استقبله في مكتبه في البيت الأبيض واستعرض معه الأوضاع اللبنانية والمستجدات الإقليمية خصوصاً في سوريا والعراق واليمن، بينما عرض الحريري مع رئيسة لجنة الاعتمادات الخارجية في مجلس النواب الأميركي النائب كاي غرانغر في مبنى الكابيتول لسبل دعم الجيش والقوى الأمنية وتأمين حاجات اللاجئين في لبنان، بالإضافة إلى تناوله التطورات مع كل من زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي وعضو الكونغرس آدام كينزينغر. وإذ يتمحور التركيز في الشق الإقليمي من محادثاته مع المسؤولين الأميركيين على كون “مفتاح استقرار المنطقة هو في إنهاء الأزمة السورية والانتقال إلى مرحلة جديدة لمعالجة الملف السوري لأنه بخلاف ذلك ستبقى المنطقة مفتوحة على مزيد من التأزم” وفق ما أفادت أوساط مواكبة للقاءات الحريري في واشنطن موضحةً لـ”المستقبل” أنّ الحيّز اللبناني من النقاش خلال هذه اللقاءات “يركّز فيه الرئيس الحريري على موضوع دعم المؤسسات العسكرية والأمنية”، مع تأكيده أنّ “الجيش اللبناني ليس حزب الله” رداً على الاستفسارات والأسئلة التي سمعها من أكثر من مسؤول أميركي حول طبيعة العلاقة القائمة بين الجيش اللبناني و”حزب الله” لناحية استيضاح مدى تأثير الحزب على الجيش، مشدداً على أنّه “إذا كان هناك ثمة ولاءات محدودة (من هذا القبيل) فهذا لا ينفي واقع أنّ الجيش يتشكّل من مكونات الشعب اللبناني كله ويقوم بدور وطني حقيقي في حماية الاستقرار ومواجهة الإرهاب”.
اللواء : الحريري يطالب بايدن بجهود مع إيران لتسهيل انتخابات الرئاسة عسيري للتهدئة والحوار وتنفيس الإحتقان .. ومجلس العمل اللبناني في السعودية ينقل لسلام إستياء الجالية
كتبت “اللواء”: في اليوم الثالث لزيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية، اجتمع الرئيس سعد الحريري بنائب الرئيس الأميركي جو بايدن في مكتبه في البيت الأبيض، مستكملاً معه المحادثات التي سبق واجراها مع وزير الخارجية جون كيري، ومع زعماء الأكثرية والأقلية في الكونغرس، لا سيما ما يتعلق منها بتوفير ما يلزم لدعم الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية، وتقديم المساعدات اللازمة للبنان ليتمكن من معالجة تداعيات النزوح السوري، سواء في ما خص التربية والتعليم أو الصحة أو الايواء.
وكشفت مصادر الوفد اللبناني المرافق للرئيس الحريري إلى واشنطن انه ركز في لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين على ضرورة قيام الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي بتحرك فاعل وقوي لإنهاء الأزمة السورية بأسرع وقت ممكن، محذراً من استمرار سياسة التهاون واللامبالاة الدولية في التعاطي مع الحرب الدائرة بسوريا ومخاطرها المحتملة وتداعياتها السلبية المتواصلة على لبنان جرّاء مشاركة “حزب الله” بالقتال الدائر هناك واحتمال حصول ردّات فعل تعرض الأمن والاستقرار السائد في لبنان لمخاطر عديدة مع استمرار وجود أكثر من مليون لاجئ سوري ينشرون على مجمل الأراضي اللبنانية، مطالباً بتوفير المزيد من المساعدات المادية لتلبية ظروف وجودهم وحاجاتهم الضرورية التي تفوق إمكانيات الدولة اللبنانية.
الجمهورية : يوم لبناني أرمني بامتياز وقلق أممي على الإستقرار والحوار لحماية لبنان
كتبت “الجمهورية”: ترَكّزَ الاهتمام أمس على أكثر من ملف وقضية وموقف. فعاش لبنان يوماً أرمنياً بامتياز في الذكرى المئوية للإبادة، فيما واصَل الرئيس سعد الحريري لقاءاته في واشنطن، فالتقى نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، وكانت له مواقف بارزة في دلالاتها ومؤشّراتها ومؤدّياتها، أبرزُها تأكيدُه أنّ “مركز قيادة الجيش بأهمّية موقع رئاسة الجمهورية، وفي هذا الأمر ليس هناك مجالٌ للتسوية، ومصلحةُ الجيش والوطن هي الأساس، فضلاً عن تجديده التأكيدَ بأنّه سيعمل ما في وسعِه رغمّ كلّ شيء لحماية لبنان. وليس بعيداً من مناخ الحوار والاستقرار، كثّفَ ممثّلو الأمم المتحدة والهيئات الدولية في بيروت جولاتِهم على القيادات السياسية والرسمية والحزبية بُغية دعوتِهم لعدم الاستخفاف بحجم التطوّرات في المنطقة وإمكان انعكاساتها سَلباً على التطوّرات في لبنان، وحَضّهم على انتخاب رئيس جمهورية جديد واستمرار الحوار لتعزيز أجواء الاستقرار التي تعيشها البلاد. وفي موازاة ذلك، وعشيّة الذكرى العاشرة لخروج الجيش السوري من لبنان، أعلنَ عن وفاة رئيس شعبة الأمن السياسي اللواء رستم غزالة. وعلى رغم انتفاء التأثير السوري على لبنان نهائياً، إلّا أنّ خبر وفاة غزالة استأثرَ باهتمام الوسط السياسي والإعلامي والشعبي ربطاً بالدور الذي أدّاه، والأسرار التي دُفِنت معه وكان يمكن أن تكشفَ النقاب عن مرحلةٍ مفصلية من تاريخ لبنان شهدَت جريمة العصر باغتيال الشهيد رفيق الحريري.
الاخبار: نهاد المشنوق: وزير من أيام الأبيض والأسود
كتبت “الأخبار”: منذ حلّ في وزارة الداخلية، برع نهاد المشنوق في إثارة المشاعر المتناقضة تجاهه، سواء بين جمهور تياره، أو في أوساط الجمهور المقابل. ليس استفزازياً كأحمد فتفت، ولا «مجتمعاً مدنياً» كزياد بارود، ولا وديعاً كمروان شربل. لكن فيه من كل من هذه المقادير مقدار. وفيه، فوق ذلك، مقدار من الصرامة لم يتوافر لأي منهم. «منهبّط الحبس على رؤوس الجميع» عبارة يفترض بسامعها أن ينسبها الى «داخلية» ريمون إده لا «داخلية» نهاد المشنوق. ليس من قبيل المبالغة القول إنه أعاد الى الوزارة سطوة افتقدتها منذ زمن، ربما يعود إلى أيام «الفرقة 16». سطوة حوّلت اللبنانيين، بين ليلة وضحاها، إلى «سويسريين» لا يقود أحد منهم سيارته قبل التأكد من وضعه حزام الأمان، ودفعت رئيس الحكومة، عندما صدف في إحدى السفرات أن كان الرئيس السابق ميشال سليمان خارج البلاد أيضاً، الى القول لمقربين منه: «قلبي مطمئن طالما أن نهاد في البلد»!
كنية المشنوق، إلى جانب كنية رئيس الحكومة، تثيران الكثير من النوستالجيا الى زمن كانت فيه بيروت مصنع رؤساء حكومات لبنان، مع نكهة طرابلسية وصيداوية، قبل أن يكسر رفيق الحريري القاعدة.