بعد اتفاق وقف اطلاق النار: انتقادات للحكومة والجيش بين مختلف الأطراف الإسرائيلية
ما إن تم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية، حتى بدأت الساحة السياسية والإعلامية الإسرائيلية تشهد حالة من تبادل الاتهامات بين مختلف الأطراف الإسرائيلية، واعتبار ما حصل هزيمة نكراء، وانتصارا للفلسطينيين.
فقد أعلن عضو الكنيست جدعون ساعر، زعيم حزب “أمل جديد”، أن “وقف القتال في غزة بشكل أحادي الجانب يُعدّ بمثابة ضربة قوية للردع الإسرائيلي، لأنّ وقف النشاط العسكري في غزة دون فرض قيود على تعزيز قوة وتسلح حماس، سيكون فشلا سياسيا، سندفع ثمنه غاليا“.
أما أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا، فقد “تساءل عن مصير وقف إطلاق النار في غزة، بينما توافق الحكومة الإسرائيلية على استمرار تحويل المنح المالية القطرية إلى الفلسطينيين في القطاع“.
آيليت شاكيد، إحدى قادة معسكر اليمين، ووزيرة القضاء السابقة، اعتبرت أن “أي قرار بوقف إطلاق النار لا بد أن يشمل إعادة الجنود الأسرى لدى حماس في غزة“.
بيتسلئيل سموتريتش زعيم الصهيونية الدينية، أكد أن “الأوساط السياسية نفت لي أن وقف إطلاق النار ينطوي على تقييدات يهودية في القدس، أما إذا كان التقرير كاذبا حقا، فأنا أتوقع في الصباح أن أرى المسجد الأقصى مفتوحا لليهود، وأي شيء آخر سيثبت للأسف أن حماس قالت الحقيقة، وكذبت المحافل السياسية عندنا“.
ميري ريغيف، وزير الثقافة الليكودية القريبة من نتنياهو، “هاجمت الجيش في مجلس الوزراء، وسألت رئيس الأركان كوخافي عدة مرات لماذا لم يواصلوا العملية، بزعم أن 70٪ من الإسرائيليين أرادوا أن نواصلها، فرد عليها بأنها إن أمره المستوى السياسي بمواصلة الهجوم، حينها كنت سأستمر، لكنني لم أوص بذلك“.
الجنرال عاموس يادلين، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية-أمان، “انتقد استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في الـ48 ساعة الأخيرة، لأنها لم تخدم هدفا حقيقيا، رافضا إعلان الناطق باسم الجيش عن استهدافه لبعض نشطاء حماس ذوي الرتب المنخفضة، وفي المحصلة فإن هذه العملية تسببت بأضرار سياسية كبيرة لإسرائيل، وكان يجب الاستجابة للطلب الأمريكي بوقف النار بشكل فوري ومباشر“.
ألون دافيدي، رئيس بلدية مستوطنة “سديروت” التي شكلت هدفا مفضلا لصواريخ المقاومة، عقب على قرار وقف إطلاق النار بقوله إن “نتنياهو عاد إلى سياسة فرق تسد، فهو يتعامل مع مستوطنات غلاف غزة بسياسة متساهلة، ومدن الوسط وتل أبيب بسياسة مغايرة، ما جعل دماء سكان الجنوب مستباحة بيد حماس“.
على صعيد الصحف ووسائل الإعلام، فقد تساءل جاكي خوجي مراسل إذاعة الجيش مستهزئا بقادة الحلبة السياسية، بقوله إن “الرئيس رؤوفين ريفلين يفكر في منح محمد الضيف التفويض لتشكيل الحكومة الجديدة“.
صحيفة هآرتس نقلت بعضا من مداولات المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، الذي أقر اتفاق وقف إطلاق النار، حيث “وصف بعض الوزراء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بأنها “ضعيفة”، واعتبروا أن سلاح الجو الإسرائيلي فشل في تدمير أنفاق حماس الدفاعية“.
يوسي يهوشوع، الخبير العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت، كشف أنه “ربما تكون هناك خلافات بين قادة الجيش والمستوى السياسي، لأن أفيف كوخافي رئيس هيئة الأركان يرفض تحمل فشل العدوان في حال استمر، فيما نقل تال ليف-رام، محرر الشؤون العسكرية في صحيفة معاريف، عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إنه من الواضح أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يبذل جهدا كبيرا للادعاء بأن الجيش يضغط على وقف إطلاق النار“.
ألموغ بوكير مراسل الشؤون الفلسطينية، طالب “نتنياهو ووزير الجيش بيني غانتس بأن يقفا الليلة أمام الكاميرات، وأن ينقلوا الرسالة الواضحة للإسرائيليين، ومفادها أن المعادلة تغيرت، ولن نسمح بمزيد من الصواريخ نحو مستوطنات غلاف غزة، وإلا فإن هذه الحرب بلا جدوى، والإسرائيليون لن ينسوا أن نتنياهو أنشأ دولتين في إسرائيل: تل أبيب وضواحيها، وغلاف غزة والجنوب، ووضع حياة المستوطنين تحت رحمة حماس”.