الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

 

الأخبار : هنية: معركة التحرير أمام انعطافة تاريخية هنيّة : الحل يجب أن يوازي تضحيات شعبنا وبطولات مقاومينا

 

كتبت صحيفة ” الأخبار ” تقول : “لدينا من الإرادة والقدرة على الصمود أكثر ممّا يعتقد العدوّ، وما تحقق الى الآن يمثّل انعطافة كبيرة في المعركة ‏الكبيرة المفتوحة حتى استعادة حقنا في فلسطين“…

 

بهذه العبارات الواضحة والحازمة، يختصر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المجاهد إسماعيل هنية، ‏لـ”الأخبار”، الموقف في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في جميع أماكن وجوده على ‏أرض فلسطين التاريخية. ويجزم هنية بأن المقاومة ستواصل الرد على العدوان، وهي لا تتصرف على أساس أنها ‏معنية بالتراجع أمام الضربات التي تصيب المدنيين، وخصوصاً ونحن نشاهد صرخات أهالي الشهداء والناجين ‏من المجازر وهم يشددون على مواصلة المقاومة والتصدي للعدو.

 

يقول هنية إن المعركة التي تخوضها غزة لا تنطوي على مناورات من أجل مطالب تخص القطاع المحاصر منذ ‏‏16 سنة، بل هي معركة لأجل حماية القدس كعنوان مركزي للقضية الفلسطينية. وإن ما حصل حتى الآن، سواء ‏على صعيد انتفاضة أهالي القدس والأحياء المجاورة وهبّة الضفة الغربية والمواجهات المفتوحة على مئات من ‏نقاط المواجهة مع الاحتلال، الى حالة الغضب الشعبي في كل أراضي الـ 48، تقول بأن إعادة اللحمة الى فلسطين ‏جغرافياً وسياسياً وميدانياً تمّت، وبأن القدس ستكون كما كانت عنوان أي معركة كالتي تقوم الآن أو غيرها.

 

يوضح هنية أن العالم فهم اليوم بأن القدس هي عنوان الصراع مع الاحتلال، وهي عنوان بكل ما تحتويه من ‏رمزيات ومقدسات تخص المسلمين والمسيحيين وبما تمثله من قضية تحرر وطني تخص كل أحرار العالم وليس ‏العرب والمسلمين فقط.

 

ويضيف: “لقد شاهد العالم بأمّ العين هذه القوة العسكرية الجبارة لفصائل المقاومة في قطاع غزة. وشاهد العالم ‏قدراتنا في شل الكيان الغاصب، وفرض الحجر على غالبية سكانه، وإغلاق المطارات والموانئ. وهذا أمر يجب ‏أن يكون واضحاً أنه فعلاً نجح في ربط المقاومة بالقدس مباشرة، وهذه القوة العسكرية تمثّل اليوم الرصيد ‏الاستراتيجي للمشروع الوطني الفلسطيني وفي قلبه القدس، وهي قوة متعاظمة سيكون لها موقعها في كل الحسابات ‏من الآن فصاعداً“.

 

 

وأشار هنية الى أن “المعركة القائمة اليوم، أثبتت للعالم، كما للصهاينة، أن القدس ليست مسألة عابرة، وأنها مركز ‏القلب في المشروع الوطني الفلسطيني، وهي نجحت في إعادة توحيد الشعب الفلسطيني على كل أرض فلسطين ‏التاريخية، بل إن هذه المعركة أسقطت نظريات عمل الاحتلال على فرضها منذ احتلال فلسطين، وصار الجميع ‏يشكك في أهلية مبدأ التعايش بين محتل غاصب وشعب مقهور ومحتلة أرضه ومستلبة حقوقه. كما أظهرت ردات ‏الفعل داخل فلسطين وخارجها، أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم في هذه المعركة، وأن لهم امتدادهم الكبير في كل العالم ‏العربي والإسلامي، وما نراه على مستوى تفاعل الشباب مع قضية القدس لهو أمر كبير جداً“.

 

وقال هنية “إننا نرصد التحول الاستراتيجي الآن بفعل ما يحصل. وسنشهد استعادة الحيوية للمنطقة العربية ‏والإسلامية وتواصلها مع أحرار العالم من أجل إعادة الاعتبار الى القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني، ‏والعالم كله يراقب ردات الفعل من داخل فلسطين، ومن دول الطوق وعلى صعيد التحركات الشعبية في العالم، وكل ‏ذلك سيكون له أثره البالغ على مسار مشروع المقاومة من أجل التحرير“.

 

وقال هنية إن “على العالم أجمع، وخصوصاً الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية أن يفهم جيداً ما الذي ‏يحصل، وأن يقرأ التحولات الكبرى الجارية على أرض الواقع، وهو ملزم بالتعامل مع الشعب الفلسطيني بطريقة ‏مختلفة من الآن فصاعداً، حتى إنه سيكون ملزماً التعامل مع حركات المقاومة نفسها على أنها حركات مقاومة ‏تعمل ضمن معركة التحرر الوطني والخروج نهائياً من مربع التصنيف لها بأنها حركات إرهابية. وسيكون من ‏غير المنطقي بل من الصعب على الغرب إدارة ظهره لقوى تمثّل طموحات شعب بالتحرر، وبأنها قوى تستند الى ‏قواعد تاريخية وتمثل رصيداً شعبياً يكافح منذ زمن طويل ضد الاحتلال“.

 

على الصعيد الميداني، قال هنية إن “كتائب الشهيد عز الدين القسام وقيادتها العسكرية في وضع ممتاز، ونحن ‏نشهد اليوم انعطافة تاريخية على مستوى قدرات المقاومة وعقلها، وقد أظهرنا للعالم حجم التطور في عمل القيادة ‏العسكرية للمقاومة، وهو ما تقوم به كل فصائل المقاومة، وهذا تطور كبير على صعيد إدارة المعركة. والكل يشاهد ‏مباشرة الحرب الكبيرة بين العقول والأدمغة، وأظهرت المقاومة الفلسطينية قدراتها على ابتداع الأفكار واعتماد ‏التكتيكات المناسبة ووضع السيناريوات للتعامل مع مجريات المعركة، وهذا شيء سيكون له أثره الكبير على ‏المرحلة المقبلة. وكل ما يقوم به العدو من جرائم مباشرة وموصوفة ضد المدنيين من أطفال ونساء ورجال آمنين ‏في منازلهم، يعني بالنسبة إلينا إشارة ضعف وفشل ويشير الى تعاظم أزمة مؤسساته العسكرية والأمنية في ‏مواجهة المقاومة“.

 

أما عن الاتصالات السياسية، فقد أشار هنية الى أن هناك “العديد من الأطراف التي تجري اتصالات معنا، من ‏مصر وقطر وروسيا والأمم المتحدة، ونحن نقول للجميع بأن سبب ما يحصل هو إمعان العدو في تهويد القدس ‏وتهجير الناس من الأحياء المقدسية والاعتداء المستمر على الأقصى، ونحن نؤكد للمتّصلين بنا أن العدو هو من ‏فتح المعركة، والمقاومة لن تقبل حلاً لا يرقى الى مستويات التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني، ولا يرقى ‏الى مستوى البطولات التي تظهرها المقاومة“.

 

وفي الختام، يتوجه هنية بالتحية الى “جميع الذين يُظهرون فعل التضامن مع أهل فلسطين من دول الطوق ومن ‏الدول العربية وأحرار العالم”، ويقول إن “ما يجري سيمثل انعطافة تثبت أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد ‏الذي يثمر التحرير واستعادة الحقوق، وإنه آن الأوان لمغادرة منطق التفاوض والتفاهمات والتنسيق الأمني مع ‏قوات الاحتلال“.

 

 

 

النهار :القطوع” الجنوبي يعبُر… وبعبدا تنتظر الحريري

 

كتبت صحيفة ” النهار ” تقول : مع ان مستوى المحاذير التي أحاطت بالوضع الميداني على #الحدود الجنوبية للبنان مع ‏إسرائيل، طوال الأيام السابقة المواكبة للمواجهات الشرسة الجارية بين الفلسطينيين في ‏الأراضي الفلسطينية المحتلة ولا سيما منها غزة، وإسرائيل، بلغت حدودا خطيرة في حالات ‏عدة، فان المعطيات والإجراءات الميدانية والعسكرية، كما دلالاتها السياسية، تعكس نتيجة ‏ثابتة مفادها انها لبنان يبدو كأنه يعبر قطوع الانزلاق نحو مواجهة غير محسوبة كان يمكن ان ‏يجري توريطه فيها. ذلك ان مجموعة عوامل ومعطيات برزت من خلال وقائع الأيام الأربعة ‏السابقة تصب في مجملها في خانة استبعاد تورط او انزلاق نحو تفجير الوضع على الجبهة ‏الجنوبية بما يختلف عن الوضع الذي ساد عشية انفجار حرب تموز 2006 سواء على ‏المستوى الإقليمي والدولي او على الصعيد الداخلي. فالإجراءات الحازمة التي نفذها ‏‏#الجيش اللبناني ووحدات #اليونيفيل لمنع تحول تظاهرات #التضامن مع الفلسطينيين ‏عند الخط الأزرق، الى فتيل اشعال لاضطرابات خطيرة غير مأمونة الجانب مع القوات ‏الإسرائيلية في المقلب الاخر بدت بمثابة رسم خط احمر كان على الجميع الادراك انه لن ‏يمكن التساهل حياله لئلا تحصل واقعة واحدة بعد من مثل استشهاد الشاب محمد الطحان ‏المنتمي الى “#حزب الله” عند #بوابة فاطمة او إعادة إفلات صواريخ كاتيوشا او غراد ‏قديمة نحو شمال إسرائيل، لان أي ضمان لا يكفي عندها بالا تتطور الأمور نحو اشعال ‏مواجهة غير محسوبة. والامر الاخر الذي لا يقل أهمية في دلالاته يبرز من خلال قرار واضح ‏لقوى الامر الواقع والنفوذ الأقوى في الجنوب أي “حزب الله” و”امل” بمنع أي انجراف نحو ‏العبث بواقع الحدود مع ترك الأمور الى اقصى ما يمكن في التعبير عن التضامن الشامل ‏مع الفلسطينيين. ترجم “حزب الله” خصوصا هذا القرار باشراك عناصر امن الحزب ظاهرا ‏وعلنا في التنسيق مع الجيش واليونيفيل في تنظيم حركة الوفود والمتظاهرين وضبطها ‏ومنع تفلتها خارج الخطوط الحمر المرسومة بتوافقات ضمنية واضحة بين سائر المعنيين ‏الكبار. وبدا واضحا ان الدور الحيوي الذي تضطلع به “اليونيفيل” عكس وجود قرارات ‏سياسية لجميع المعنيين بمنع الانزلاق الى مواجهة كما عكس ثبات قواعد الاشتباك القائمة ‏منذ سريان القرار 1701، ولو لم ينفذ كاملا بعد. وفي المقلب الإسرائيلي أيضا بدا واضحا ان ‏إسرائيل تجنبت التورط في ما قد يفتح عليها جبهة لبنان بدليل تعاملها بتجاهل تقريبا مع ‏الصواريخ التي اطلقت على شمال إسرائيل ليل الخميس كما عدم رصد حركة عسكرية او ‏حشود استثنائية على الحدود مع لبنان.

 

وامس اتخذت الإجراءات العسكرية اللبنانية والأممية ذروة الحزم اذ لم يتمكّن أحد معظم ‏النهار من الاقتراب من جدار الإسمنت الفاصل والشريط الشائك، بعدما انتشر الجيش على ‏طول الجدار بين كفركلا و#العديسة، بالتعاون مع قوات “اليونيفيل”، لضرب طوق أمنيّ ‏ومنع أيّ كان من تجاوز الخط الأزرق.

 

وكانت حصلت قبل الظهر إشكالات بين الجيش وأنصار من “الجماعة الإسلامية” في بلدة ‏العباسية الحدودية بعد محاولة مجموعة من الشبّان الغاضبين التوجه نحو الشريط الشائك. ‏أما الوفود التي حضرت على طول الجدار، فكانت تحت أنظار الجيش.

 

اما في العديسة وكفركلا فتوقف عدد من المواطنين قبالة مراكز الجيش الاسرائيلي ‏وبعضهم رشق الابراج بالحجارة مع العلم ان الجيش اللبناني ومديرية المخابرات والامن ‏العام وامن الدولة انتشروا على طول الحدود ومنعوا سلوك المواطنين الطرق المؤدية الى ‏الحدود والمراكز الاسرائيلية فيما انتشر فوج التدخل قرب مارون الراس وسط تعليمات ‏واضحة بعدم السماح لأي كان من الاقتراب الى السياج الشائك وكذلك سيرت قوات ‏‏”اليونيفل” دوريات على طول الحدود.

 

اليونيفيل” والشركاء

 

وأعلنت قيادة “اليونيفيل” أنّ “جنود حفظ السلام التابعين لـ”اليونيفيل” موجودون على ‏الأرض ويعملون بتنسيق وثيق مع شركائنا الاستراتيجيين، القوات المسلحة اللبنانية، الذين ‏يعملون على مدار الساعة لتوفير الأمن في المنطقة منذ بداية التظاهرات، ونحن معا على ‏الأرض لتخفيف حدة التوتر والحيلولة دون تصعيد الوضع أكثر”. وأكدت “إنّ آليات الارتباط ‏والتنسيق التي نضطلع بها في “اليونيفيل” يتم استخدامها بشكل كامل. وضباط الارتباط ‏لدينا ينسقون مع كلا الجانبين لتجنب أي سوء فهم وضمان بقاء الوضع مستقرّاً كما ان ‏رئيس بعثة “اليونيفيل” وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول على اتصال مباشر مع كل ‏من الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي” . وأشارت الى فتح تحقيق في هذه الحوادث ‏الأخيرة على طول الخط الأزرق “ونواصل حضّ الجميع على ضبط النفس“.‎‎

 

 

 

الجمهورية : حديث عن حركة قيد الطبخ… ‏و”العقوبات الأوروبية” قاب قوسين أو ‏أدنى

 

كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : توجّهت الأنظار اللبنانية والعربية والدولية إلى غزة والمجزرة المتمادية ‏التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، في ظلّ إدانات واسعة ‏وتنديد كبير، وترافق التركيز على المواجهة القائمة مع تركيز مماثل ‏على الحدود الجنوبية اللبنانية، على أثر إطلاق ثلاثة صواريخ، وتوجّه ‏مجموعات إلى الحدود للتضامن مع الفلسطينيين، الأمر الذي ولّد ‏المخاوف من تمدّد النزاع في اتجاه لبنان، على الرغم من التضامن ‏المطلق مع الشعب الفلسطيني في أرضه. وقد تراجع الشأن اللبناني ‏في الأيام الأخيرة بسبب عطلة عيد الفطر المبارك، ومعاودة النشاط ‏السياسي ابتداء من اليوم لن يبدِّل كثيراً في الصورة السياسية، لأنّ ‏القوى المعنية بتأليف الحكومة في إجازة مفتوحة أساساً، وحتى ‏تصريف الأعمال الذي يجب ان يكون الشغل الشاغل للحكومة ‏المستقيلة من أجل تخفيف المعاناة على اللبنانيين بالكاد تمارسه ‏وفي حدود رفع العتب، وبالتالي إستئناف الحركة السياسية لن يغيِّر ‏في مسار الأمور، في ظل عجز الدفع الخارجي والداخلي عن كسر ‏حلقة الفراغ.‏

 

‏ ‏وبالتزامن مع أحداث غزة والقدس، ارتفعت بعض الأصوات الداعية ‏إلى تسريع التأليف، من منطلق عدم جواز استمرار الفراغ في ظل ‏تصاعد وتيرة العنف والخشية من ارتداداتها على الداخل، على وقع ‏أزمة مالية مفتوحة تستدعي أساساً القيام بالمستحيل لمواجهتها عن ‏طريق تشكيل الحكومة التي تشكّل وحدها حزام الأمان المطلوب ‏لبنانياً ودولياً بغية إعادة ترسيخ الاستقرار السياسي والمالي.‏

 

‏ ‏وفي الوقت الذي كان أبدى فيه محيط الرئيس المكلّف سعد الحريري ‏عن نياته للاعتذار بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف ‏لودريان، عاد وتراجع هذا المحيط نفسه عن هذا التوجّه، مستعيداً ‏الأدبيات السابقة الرافضة مبدأ الاعتذار، ولكن الجديد على هذا ‏المستوى بدء التداول بأسماء شخصيات للتكليف على رغم تأكيدها ‏المعلن انّها في غير هذا الوارد، ولم يعرف ما إذا كان التداول بهذه ‏الأسماء هدفه المناورة السياسية والرسائل الموجّهة من بعبدا إلى ‏‏”بيت الوسط”، أم انّ الهدف منها جسّ النبض والنيات في أكثر من ‏اتجاه، خصوصًا في ظلّ ترسُّخ الانطباع انّ احتمالات التعاون بين رئيس ‏الجمهورية ميشال عون والحريري باتت مستحيلة، وانّ الفراغ سيبقى ‏سيِّد الموقف حتى نهاية العهد، في حال أصرّ الحريري على رفض ‏الاعتذار وربطه باستقالة عون.‏

 

‏ ‏وعلى الرغم من غياب اي مؤشرات عملية في الملف الحكومي، إلّا انّ ‏باريس وأوروبا من خلفها، ما زالت تضغط، ملوّحة بالعقوبات التي ‏وكأنّها أصبحت ولادتها على قاب قوسين أو أدنى، خصوصًا انّ الوضع ‏المالي حافظ على وتيرة تراجعه المتواصل، ولا حلّ سوى بإنهاء حلقة ‏الفراغ، فيما لا يُعرف ما إذا كان هناك ما تتمّ حياكته في الكواليس ‏الخارجية والداخلية، لأنّ أكثر من مؤشر أوحى بوجود حركة بعيدة من ‏الأضواء وتُطبخ على نار هادئة.‏

 

 

 

الديار : الأزمة الاقتصادية تتزايد… وبعض الخطوات أصبحت ضرورية لتخفيف ‏وقعها جشع التجّار والمُهرّبين يتعاظم… وإجراءات إلزامية لوقف المُخالفات والتهريب

 

كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : تقبع المصارف اللبنانية تحت ضغوطات كبيرة نتيجة عِدّة عوامل، بعضها نتاج أخطائهم والبعض الآخر ‏نتاج السياسة الاقتصادية للحكومة فيما يبقى العامل السياسي المُتمثّل بمواقف لبنان السياسية العامل ‏الأساسي في هذه المرحلة، إذا هو يقف حاجزا منيعاً أمام تلطيف أو معالجة العاملين السابقين. وأما ‏المودع، فما يهمّه هو أن تعود له أمواله من دون أي اقتطاع سواء أكان مُباشرا أم غير مباشر، وهو أمر لا ‏يُمكن للمصارف التنصّل منه إذا ما أرادت أن تستمر في عملها مستقبلاً. وحصول هذا الأمر يفرض ثباتًا ‏نقديًا كي لا تختفي قيمة الودائع بالليرة اللبنانية، إضافة إلى تجنب اقتطاع أي قرش من الودائع بالعملة ‏الصعبة (وهو أمر مكفول بالدستور).‏

 

‏الثبات النقدي ‏

 

تحقيق الثبات النقدي أُسس الحفاظ على الودائع بالليرة اللبنانية من ناحية، ومن ناحية أخرى عامل ثبات ‏القدرة الشرائية للمواطن التي تختفي مع ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء. وقد يُمكن الجزم ‏أن كل ما يُعانيه المواطن اللبناني اليوم من ضائقة ناتج من غياب الثبات النقدي الناتج من غياب سياسات ‏الدولة الإقتصادية وتفشّي الفساد.‏

 

وبالتالي يُمكن استعادة جزء من الثبات النقدي من خلال عدد من الخطوات (في ظل غياب حلّ سياسي ‏يسمح بتحرير الحل الاقتصادي):‏

 

أولا – سحب الليرة اللبنانية من قبضة المضاربين في السوق السوداء وهو أمر مُمكن أن يُكتب له النجاح ‏من خلال المنصّة الإلكترونية القادرة على سحب عنصر المضاربة على سعر صرف الليرة. فالمعروف أن ‏كل مُتغيّر اقتصادي (‏Time Series‏) يحوي على ثلاثة مكونات: عنصر اتجاهي (‏Trend‏)، عنصر ‏موسمي (‏Seasonal‏)، وعنصر مضاربة (‏Speculations‏). العنصر الاتجاهي لا يُمكن تفاديه إلا من ‏خلال حلّ اقتصادي شامل، وهو ما يتطلّب حكومة تقوم بإصلاحات شاملة مع برنامج “صندوقي” يسمح ‏بإدخال الدولارات إلى الاقتصاد اللبناني والقطاع المصرفي. وأما العنصر الموسمي فغائب في حال سعر ‏صرف الدولار مُقابل الليرة اللبنانية، وبالتالي يبقى عنصر المضاربة الذي يُمكن حذفه من خلال المنصّة ‏الإلكترونية.‏

 

ثانيا – وقف عملية خروج الدولارات من القطاع المصرفي، خصوصا التهريب الذي يقضي على أي قدرة ‏للّيرة على الصمود من باب المكون الاتجاهي. وبالتالي هذا الأمر يفرض تشدّداً على المعابر الشرعية ‏وغير الشرعية التي تمرّ عبرها السلع المُهرّبة من جهة، وبطريقة أعظم عبر مُمارسات التجّار ‏والمُصدّرين الذين يُخرجون أموالهم من لبنان من باب الدعم، ويتم ذلك بإرغام كل مُصدّر على إعادة ‏الدولارات إلى لبنان إذا ما استفاد المُصدّر من دولارات مدعومة.‏

 

ثالثا – يتوجّب ترشيد استخدام الدولارات المؤمّنة من مصرف لبنان. والحديث عن بطاقة تمويلية تعُطى ‏للعائلات الفقيرة هو حديث فارغ نظرا إلى غياب التمويل ونظرا إلى الزبائنية التي ستحكم توزيع ‏البطاقات. من هذا المُنطلق، نرى ضرورة وقف الدعم عن كلّ ما يتمّ تهريبه باستثناء بعض الأمور ‏الأساسية مثل الطحين والأدوية على أن يتمّ خفض عدد الأدوية المدعومة لأقل من 100 دواء وتشجيع ‏تصنيع الأدوية الجنيريك في معامل الأدوية اللبنانية. أمّا بالنسبة للمحروقات (خصوصا البنزين) التي هي ‏أكثر كلفة وأكثر تهريبًا، فيجب وقف الدعم بالكامل، على أن يتمّ إطلاق بطاقة تسمح بعدد مُعيّن من صفائح ‏البنزين لكل اللبنانيين الذين يمتلكون سيّارة.‏

 

رابعا – تحرير الأملاك النهرية المُصادرة من قبل أصحاب النفوذ وإسنادها إلى الجيش للإشراف على ‏زرعها وتأمين العديد من المنتوجات الغذائية التي يحتاجها السوق اللبناني. ويتوجّب أيضا الطلب من ‏البلديات تأمين أراضٍ لاستغلالها زراعيا علماً بأن أكثر من نصف مساحة لبنان صالحة للزراعة بكل ‏أنواعها. أضف إلى ذلك استغلال قسم من هذه الأراضي لتربية الأبقار والمواشي، نظرًا إلى حاجة السوق ‏اللبناني الماسة إلى اللحوم.‏

 

خامسا – الطلب إلى البلديات تأمين أراضٍ لبناء مصانع لتصنيع مواد غذائية وصناعات تحويلية يحتاجها ‏السوق اللبناني. هذا الأمر يُمكن أن يكون تحت إشراف الجيش أيضاً لمنع الاحتكار والزبائنية.‏

 

سادسا – تحرير الاستيراد بكل أنواعه من الاحتكار الحاصل حيث أن هناك ما يُقارب الـ 80 شركة تتحكّم ‏بمصير لبنان واللبنانيين، وما أزمة المحروقات والأدوية إلا أوضح مثال على ذلك.‏

 

سابعا – مكننة كل هذه العمليات على مثال ما تمّ القيام به في القطاع الصحي (منصّة التلقيح)، على أن ‏يكون هناك شفافية مُطلقة في كل ما يتمّ القيام به على هذا الصعيد.‏

 

ثامنا – إستخدام الأموال التي كانت مُخصّصة لمشاريع عِديدة مثل سدّ بسري أو غيره لتمويل هذه الخطّة.‏

 

بالطبع هذه القرارات تحتاج إلى اتفاق سياسي عام من أركان السلطة ومن ثم إلى اجتماع واحد لحكومة ‏الرئيس حسان دياب المستقيلة، ومن ثم يتمّ رفعها إلى المجلس النيابي لإقرارها بهدف تأمين الغطاء ‏القانوني لحكومة تصريف الأعمال. هذه الخطّة لا تحتاج إلى تنازلات سياسية بين الأطراف السياسية، ‏وبالتالي يُمكن لفخامة رئيس الجمّهورية العماد ميشال عون دعوة الرئيس حسان دياب إلى عقد اجتماع ‏لحكومة تصريف الأعمال لجلسة واحدة لإقرار هذه الخطّة.‏

 

اللواء : لبنان يتضامن مع فلسطين.. وقلق من تهاوي المؤسسات 205 أيام على تكليف الحريري.. والراعي لعدم تعريض لبنان لحرب جديدة

 

كتبت صحيفة ” اللواء ” تقول : في الأسبوع الأوّل للحرب الدائرة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، بدءاً من غزة التي تعرّضت لأبشع ‏أنواع الدمار واستهداف المدنيين، بقي لبنان على تضامنه مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه أعتى قوة عسكرية ‏تدميرية في الشرق الأوسط، وسط تضامن حقيقي ومخاوف من انزلاقات، تُهدّد الاستقرار العام في الجنوب ولبنان.

 

وفي موقف متباين، رأى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي انه يتوجّب على المسؤولين تحريك مفاوضات ‏تأليف الحكومة. فالجمود السائد مرفوض. إن بعض المسؤولين عن تأليف الحكومة يتركون شعورا بأنهم ليسوا على ‏عجلة من أمرهم، وكأنهم ينتظرون تطورات إقليمية ودولية، فيما الحل في اللقاء وفي الإرادة الوطنية. أي تطورات ‏أخطر من هذه التي تحصل حولنا الآن؟ إن المرحلة تتطلب الاضطلاع بالمسؤولية ومواجهة التحديات وتذليلها لا ‏الهروب منها وتركها تتفاقم. بل كلما ازدادت الصعوبات كلما استدعت تصميماً إضافياً.

 

وقال: “ما يحصل بين إسرائيل والشعب الفلسطيني الصامد تحول نوعي خطير في مجرى الصراع على الأرض ‏والهوية. وما يتعرض له الفلسطينيون يدمي القلوب“.

وطالب السلطات في لبنان بضبط الحدود اللبنانية- الإسرائيلية ومنع استخدام الأراضي اللبنانية منصة لإطلاق ‏الصواريخ. فحذار أن يتورط البعض مباشرة أو عبر أطراف رديفة في ما يجري، ويعرضون لبنان لحروب جديدة. لقد ‏دفع اللبنانيون جميعا ما يكفي في هذه الصراعات غير المضبوطة. ليس الشعب اللبناني مستعدا لأن يدمر بلاده مرة ‏أخرى أكثر مما هي مدمرة. يوجد طرق سلمية للتضامن مع الشعب الفلسطيني من دون أن نتورط عسكريا. فمن واجب ‏لبنان أن يوالف بين الحياد الذي يحفظ سلامته ورسالته، ويلتزم في تأييد حقوق الشعب الفلسطيني“.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى