اعلام العدو: “مواجهة شديدة” أميركية – إسرائيلية حول الأوضاع في القدس
رأت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالمحادثة الهاتفية بين مستشار الأمن القومي الأميركي، جاك سوليفان، ونظيره الإسرائيلي مئير بن شبات، الليلة الماضية أنها “مواجهة شديدة” بين إسرائيل وإدارة الرئيس جو بايدن، وأنه لم تشهد إسرائيل مثلها طوال ولاية الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.
ووفقا لبيان صادر عن البيت الأبيض، طالب سوليفان بأن تعمل إسرائيل على تهدئة الأوضاع في القدس، وأبلغ بن شبات بأن “لدى الولايات المتّحدة مخاوف جدّية بشأن الوضع في القدس”، كما “عبّر عن مخاوف الولايات المتحدة الجديّة بشأن عمليات الإخلاء المحتملة لعائلات فلسطينية من منازلها في حيّ الشيخ جرّاح” وإسكان مستوطنين مكانهم.
ورفض بن شبات أقوال سوليفان، بادعاء أن “إسرائيل تدير الأحداث من مكانة سيادية، بمسؤولية وترجيح الرأي رغم الاستفزازات”، وزعم أن “تدخلا دوليا سيشكل جائزة لمثيري الشغب ومرسليهم الذين يأملون بممارسة ضغوط على إسرائيل”، وأنه “ينبغي توجيه الضغوط إلى الجهات المُحرضة“.
ورأى المحلل السياسي في موقع “واللا” الإلكتروني، باراك رافيد، أن الأحداث في القدس “أوضحت للحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايتها (برئاسة بنيامين نتنياهو) وأيضا لتلك التي ربما تبدأ ولايتها بعد أسبوع (برئاسة نفتالي بينيت ويائير لبيد) أن الواقع تغير بصورة دراماتيكية. وسوية مع مغادرة ترامب البيت الأبيض، فقدت إسرائيل الشيك المفتوح الذي كان بحوزتها من الولايات المتحدة بأن تفعل ما تشاء في الضفة الغربية وفي القدس خصوصا“.
وأشار رافيد إلى أن المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية حاولوا في البداية التقليل من شدة الضغوط الدولية، والقول إن تنديد الدول العربية هو مجرد ضريبة كلامية وتجاهلوا بيانات صادرة عن وزارة الخارجية في الولايات المتحدة والدول العظمى الأوروبية.
وأفاد رافيد بأنه “في الأيام الأخيرة، يعترفون في الحكومة بأن حجم التنديد متأثر بصورة مباشرة من تغير الإدارة في الولايات المتحدة… كما أن الدول الأوروبية شددت تنديدها، وبين أسباب ذلك إدراك أن موقفها نقبول على الجالس في البيت الأبيض“.
وكان بايدن يفضل عدم الانشغال بالقضية الفلسطينية بشكل واسع، والاهتمام بالوضع الداخلي في الولايات المتحدة ومواضيع أخرى مثل الصين وروسيا وإيران. إلا أن المواجهات في القدس، لفتت انتباه سيناتورات ونواب أميركيين من الحزب الديمقراطي، الذين مارسوا ضغوطا على البيت الأبيض كي يتدخل.
ووفقا لرافيد، فإن إدارة بايدن لا تريد الدخول في مواجهة مع إسرائيل حول القضية الفلسطينية، ولم تمارس ضغوطا ملموسة على إسرائيل وإنما نقلوا “رسائل معتدلة نسبيا”. وأشار إلى “حقيقة أن وزارة الخارجية الأميركية ’تعبر عن قلق’ وأن موظفين أميركيين رفيعي المستوى يطلبون إيضاحات من نظرائهم الإسرائيليين، هو تغيير سياسة تواجه الحكومة الإسرائيلية صعوبة في مواجهته“.
وحول المحادثة بين سوليفان وبن شبات، أشار رافيد إلى أن “المعلومات التي تصدر من جهة إسرائيل، يبدو أن المحادثة كانت صعبة. ورد بن شبات، الذي نشرته جهات رسمية في الحكومة الإسرائيلية، كان أشد بكثير. فقد قال بن شبات لسوليفان بشكل قاطع ألا يتدخل. وحتى أنه ادعى أن السيادة في القدس بأيدي إسرائيل وأن التدخل الأميركي سيشكل جائزة لمثيري أعمال الشغب الفلسطينيين الذين حاولوا التسبب بممارسة ضغوط دولية“.
وأضاف رافيد أنه ليس واضحا كيف سيكون رد الفعل الأميركي منذ الآن فصاعدا، وما إذا كانوا سيتراجعون أم سيزيدوا الضغوط. وفي هذه الاثناء سيعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا مغلقا، اليوم، من أجل استعراض تقارير حول الوضع في القدس.
ولفت رافيد إلى أنه في هذه الاثناء ليس مطروحا أي مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، “لكن إذا استمرت الأزمة في القدس واشتدت، ستصل إسرائيل بالتأكيد إلى وضع تحتاج فيه إلى الفيتو الأميركي. وهذا سيكون الاختبار الهام الأول للعلاقات في عهد بايدن“.