مقالات مختارة

لا إيران بل حزب الله : موشيه آرنس

 

تعتبر إيران نووية في نظرنا كخطر دائم ـ ولا سيما في ضوء اتفاق الاطار الذي وقعته معها الولايات المتحدة، الاعضاء الاربعة الدائمون الاخرون في مجلس الامن والمانيا، مما يمنحها شرعية لمواصلة توفير بنية تحتية نووية واسعة ويقلص إلى الحد الادنى الفترة التي ستحتاجها لغرض الوصول إلى سلاح نووي.

ولكن هذا ليس الخطر الاكبر الوحيد الذي يحوم فوق إسرائيل. فاضافة اليه، يوجد 100 الف صاروخ ومقذوفة صاروخية يحوزها حزب الله في لبنان، كلها موجهة لإسرائيل، والاف الصواريخ التي لدى حماس في غزة. كل هذه تضع السكان المدنيين في إسرائيل في خطر. ولكن ايهما هو الخطر الاكبر؟

يمكن ان نقيس شدة الخطر من خلال محاولة تقدير احتمالية الهجوم والضرر الذي يلحقه كل واحد من السيناريوهات ـ استخدام السلاح النووي الإيراني أو هجمة صواريخ من حزب الله. لا يوجد أي سبيل يجعلنا نقرر ما هي الاحتمالية الموضوعية لحصول مثل هذه الاحداث، ولكن يمكن لنا أن نطرح بعض التقديرات.

سيكون للسلاح النووي لدى الإيرانيين آثار جغرافية سلبية هامة للغاية على الشرق الاوسط ولكن احتمال أن يستخدم هذا السلاح هو احتمال طفيف. ومع ذلك، فان الضرر المادي المرتقب اذا ما استخدم، فهو مبدئيا لا نهاية له. فالانسحاب من سيناء جعل إسرائيل هدفا موضعيا لقنبلة نووية. فآثار مثل هذا الحدث والضرر الذي سيحدثه، بالتالي، غير قابل للحساب.

اما احتمال أن يطلق حزب الله مخزون الصواريخ والمقذوفات الصاروخية لديه نحو إسرائيل، بالمقابل، فهو احتمال ذو مغزى. النظريات التي تعتقد أن إسرائيل قادرة على ان تردع مثل هذه الخطوة لا تقف على أرض صلبة جدا. والحساب الذي يجمع احتمال وقوع حدث مع الضرر المرتقب منه يعطي نتيجة أنه يجب ان يثير القلق في اوساطنا جميعا.

في الوقت الذي شغل فيه البرنامج النووي الإيراني بال قيادتنا المدنية والعسكرية في السنوات الاخيرة وبذلك جهود لعرقلته ـ فان رد فعل إسرائيل على تهديد صواريخ حزب الله (باستثناء برامج الدفاع المدني لقيادة الجبهة الداخلية وتطوير منظومة القبة الحديدية) كان محدودا واعتمد على نظرية الردع المشكوك فيها. والفرصة لتدمير قدرة اطلاق الصواريخ لدى حماس في غزة فوتت في حملة «الجرف الصامد».

من سنة إلى سنة يزداد تهديد الصواريخ والمقذوفات الصاروخية لدى حزب الله من ناحية العدد، المدى والدقة. ورغم الجهود التي بذلت على مدى السنين لمنع توريد السلاح الذي ينقل إلى حزب الله من إيران ومن سوريا، فان قدرة المنظمة على الحاق ضرر جسيم بالسكان وبالبنى التحتية المدنية والعسكرية لإسرائيل ازدادت فقط؛ ينبغي أن يكون واضحا في أن الامل بان تتمكن إسرائيل من ردع حزب الله عن استخدام قدرته لا يمكن أن تعتبر استراتيجية مناسبة.

ان التهديد على السكان المدنيين في إسرائيل ازداد مع السنين. بداية عرضت الصواريخ للمدى القصير للخطر بلدات الشمال. وكان الرد حرب سلامة الجليل وتشكيل حزام امني في جنوب لبنان أخرج الحدود الشمالية من مدى الصواريخ؛ ولاحقا جاءت انسحابات الجيش الإسرائيلي، حين زاد حزب الله بالتوازي مدى الصواريخ التي لديه لدرجة انه اتسع التهديد بالتدريج ليشمل إسرائيل باسرها. وفشلت استراتيجية الردع في حرب لبنان الثانية وضد حماس في غزة ايضا.

ان العامل الاول والحيوي في استراتيجية ناجعة لحماية السكان المدنيين من تهديد الصواريخ والمقذوفات الصاروخية يجب أن يستند إلى قدرة الجيش الإسرائيلي على تعطيل مخزون حزب الله في غضون 24 ـ 48 ساعة في أقصى الاحوال. مثل هذه القدرة ستمنح إسرائيل عدة خيارات للتحرر من هذا التهديد.

هآرتس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى