القائد بشار الأسد ومستقبل المشرق.
غالب قنديل
ما من عاقل في سورية ولبنان وفلسطين والعراق والأردن لا يدرك حجم الكارثة التي كانت تزحف على هذه البلدان وأهلها لو سقطت سورية في قبضة عصابات التكفير والتوحش ودمرت مؤسسات دولتها الوطنية التحرّرية ولا سيما الجيش العربي السوري.
أولا: إن نموذج الخراب والإرهاب الدموي الذي عممه التكفيريون يقدم عينات من أنماط التخلف والبربرية التي اعدتها دوائر التخطيط الاستعمارية للمنطقة ويمكن لمن يدرس قائمة المرافق التي دمرت وتم تخريبها أو تعطيلها إدراك حقيقة ان سورية كانت تواجه خطة شاملة لتدميرها وتخريبها أعدها الحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي. فسورية التي بنت مرافقها العامة وبناها الأساسية منذ السبعينات كانت نموذجا حضاريا متقدما بين الدول النامية بقضائها على الأمية وبنظاميها الصحي والتعليمي وبمستوى التنمية الريفية. وكل ذلك رغم ما تخصصه لتنمية قدراتها الدفاعية التي ما تزال في عين الاستهداف.
ثانيا: توضح الحصيلة الظاهرة للحرب على سورية حقيقة ان الغزاة استهدفوا جميع ركائز الخيار الاستقلالي التحرري العروبي الذي يعبر عنه القائد الرئيس بشار الاسد ويعتمده منهجيا في مجابهة الغزوة الاستعمارية الصهيونية الرجعية انطلاقا من رؤية فكرية استراتيجية تحررية ووعي تاريخي متقدم لمصالح شعبه وبلاده وأمته وسبل تجسيدها منهجيا بتعبيرات واقعية وبخطوات عملية مع كل التواضع والهدوء ورفض الاستعراض.
ثالثا: إن الوضوح والثبات والحكمة والحزم في منهجية الرئيس الأسد الرافض للاستعراض والمبالغات اللفظية تثير مزيدا من الاحترام والثقة بهذا القائد الحكيم الذي يسير بسورية نحو انتصارها التاريخي على أشرس غزوة استعمارية معاصرة تجمع بصورة مركبة بين أساليب الغزو والاحتلال بالجيوش وبين التدمير البربري بواسطة عصابات التكفير ومع تحريك العملاء والمرتزقة على الأرض إضافة الى مفارقة الغزو المباشر الذي شنته تركيا الدولة الأطلسية الجارة فجمعت بين شكلي الاحتلال وتشغيل عصابات العملاء والتكفيريين الذين دربتهم ودعمتهم منذ البداية.
سورية التي تتحفز لانتصارها التاريخي العظيم بقيادة الرئيس بشار الأسد سوف تدشن مرحلة نوعية جديدة في محيطها وهي ستهب من قوتها لأخوة التراب في الشرق العربي.