مقالات مختارة

«المستقبل» يسحب أوراقه: لا خوف من التمديد أو التكليف أو التعيين كلير شكر

 

صار محسوماً أن ميشال عون لن يسمح بتمرير التمديد للقادة الأمنيين.. الا على جثة الحكومة.

يخوض الرجل معركة استباقية ستتبدى أولى ملامحها بعد اجتماع «تكتل الإصلاح والتغيير» اليوم، ويريد منها وضع النقاط على الحروف، مع أنّ كل من حوله، سواء كانوا خصوماً أو حلفاء، يتعاطون مع المسألتين (استحقاق مديرية قوى الأمن الداخلي واستحقاق قيادة الجيش) بكثير من البرودة والتمهل طالما أنّ الزمن يسمح باللعب على هامشه.

أما هو فمستعجل لفصل الخيط الأبيض عن الأسود. يطالب بإجابات سريعة ونهائية من الآن تقيه شرّ مفاجآت اللحظات الأخيرة، مستخدماَ فسحة الزمان المتاحة أمامه كي يتدرج في إنذاراته تصاعدياً قبل بلوغ حافة الحسم.

هكذا يترقب بصخب موقف «تيار المستقبل». لا بل ينتظر «الزرق» على الكوع ويرصد أداءهم بالتفصيل، وتحديداً في كيفية تعاملهم مع مديرية قوى الأمن الداخلي التي يداهمها موعد إحالة اللواء ابراهيم بصبوص الى التقاعد في شهر حزيران المقبل التي تبقى لهم الكلمة الفصل فيها، وفي باله أنّ ذلك واحدة من نقاط القوة التي سيستخدمها في معركته.

وقد تكون مسارعة وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى التأكيد بأنه مستعد لتوقيع قرار التمديد لبصبوص من خلال الإيحاء أنّ المسألة صارت وراءه ووراء فريقه طالما أنّ الظروف الاستثنائية لا تسمح بترف التعيين، قبل أن يعيد تصويب الأمور وتركها إلى أوانها، هي التي دفعت الجنرال الى «تحمية» مدافعه باكراً والبدء في القصف المركز على الحكومة، إذا لم تقم بواجبها، كما قامت به حين كان الأمر يتصل بالتعيينات الإدارية وبلجنة الرقابة على المصارف.

ومع ذلك، بدا جلياً، وفق المطلعين على موقف «المستقبل»، أنّ سعد الحريري لا يريد أن يفتح جبهة مجانية مع ميشال عون ولا يفكر في إعادة عقارب الساعة الى الوراء يوم كانت الخصومة الشرسة تبعد بينهما، لا بل يبدي الرجل حرصاً على الحفاظ على هذه العلاقة فلا يكون مسؤولاً عن تعكير صفوها.. من دون أن يعني ذلك أنّ التفاهم حتمي أو سهل، لكنه لا يزال بنظر هؤلاء متاحاً.

وبالتالي، ليس عبثياً أن يجلس غطاس خوري في الصالون البرتقالي بين الحين والآخر، وهو الذي يحظى بثقة لافتة من مضيفه، ويفتح عون أذنيه جيداً لما يحمله من كلام ومعطيات، تأتي من خارج الحدود، وتحديداً من «الشيخ سعد».

غير أن ذلك لا يعني أبداً أنّ الطريق معبدة بالورود أمام الفريقين. إذ يخشى الجنرال من سياسة شراء الوقت التي قد يكون زواره «الزرق» قد احتموا خلفها فيحاولون قدر الإمكان إبعاد الكأس المر عن حلقهم، لكن المسألة تستحق المحاولة بنظره، ويمكن البحث سوياً عن صيغة ترضي الجميع.

ويرفع هؤلاء من جعبتهم دليلاً قوياً على رغبة «الحريريين» في إبقاء يدهم ممدودة تجاه الجنرال، وذلك انطلاقاً من الخيارات العدة المطروحة أمامهم للتعامل مع مديرية قوى الأمن الداخلي، وتتيح لهم هامشاَ واسعاً من التحرك والمناورة.

إذ على خلاف ما يعتقد البعض، فإنّ خيار التمديد ليس محسوماً أو ضرورياً بالنسبة لـ «تيار المستقبل»، لأن بامكانه التعامل مع أي واقع قد تفرضه الظروف أو مسار المشاورات مع الجالسين قبالتهم على مائدة تمام سلام. فيمكن للتيار الأزرق، وفق المطلعين على موقفه، القبول بخيار التكليف إذا اقتضى الأمر حتى لو فرضت الأقدمية وصول ضابط شيعي إلى رأس الهرم في المديرية، لا سيما وأنّها مرحلة انتقالية، أو حتى السير بخيار التعيين، مع العلم أنّ دائرة الأسماء هنا ليست مقفلة على رئيس فرع المعلومات العميد عماد عثمان، لا بل ثمة أسماء أخرى يحتفظ بها «الحريريون» في مقاعد الاحتياط إذا رسا خيار التوافق السياسي على تسمية ضابط آخر غير عثمان.

وبنظرهؤلاء، طالما أنّ وزارة الداخلية في قبضة «المستقبل»، فلا خشية من زرك «الزرق» في خانة اليك، وحصره في خيار واحد لا بديل عنه. ولهذا عاد هؤلاء الى سياسة الورقة المقفلة، بانتظار دخول المربع الأخير، فتفتح كل الأوراق.

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى