من الصحف الاميركية
رأت الصحف الاميركية الصادرة اليوم إنه حتى لو حصل اتفاق بين الجانبين الأميركي والإيراني، فإن التحقق من الالتزام سيستغرق بعض الوقت نظراً إلى التعقيدات التقنية وغياب الثقة لدى كل جانب بالجانب الآخر.
وقالت إنه خلال محادثات فيينا بشأن الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، اتفقت الولايات المتحدة وإيران من خلال وسطاء على إنشاء مجموعتي عمل لمحاولة إعادة البلدين إلى الامتثال للاتفاق المعروف باسم “مجموعة العمل المشتركة الشاملة“، وأوضحت أن إحدى مجموعتي العمل ستركز على جعل الولايات المتحدة ترفع العقوبات القاسية المفروضة على إيران بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي بينما ستركز المجموعة الأخرى على إعادة إيران إلى الامتثال لقيود التخصيب النووي.
وقد بدأت المجموعتان جهودهما، بحسب المبعوث الروسي إلى المحادثات، ميخائيل أوليانوف، وقد وصف الاجتماع بأنه ناجح لكنه حذر من أن إحياء الاتفاق مجدداً سيستغرق وقتاً.
نشر موقع “بلومبيرغ” تقريرا عن صناعة الطائرات المسيرة في تركيا التي أسهمت في جعل أنقرة واحدا من أهم المصنعين في هذا المجال.
وأشارت إلى دور صهر الرئيس رجب طيب أردوغان سلجوق بيرقدار الذي قالت إنه أسهم بطائراته المسيرة بحرف مسار الحرب في ليبيا وأذربيجان في العام الماضي، مضيفة أن تركيا طلبت من روسيا وباكستان المشاركة في عمليات تصنيع الطائرات بشكل أقلق الحلفاء التقليديين في حلف الناتو.
وجاء فيه أن بيرقدار هو طالب بحث سابق في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في أمريكا وزوج البنت الصغرى لأردوغان، وكان محوريا في ظهور تركيا كمنتج للطائرات المسيرة. وفي 2020 استخدمت طائرات تي بي2 التي تنتجها شركته بيكار وبأثر قاتل في ليبيا وأذربيجان، وكلاهما حليف لأنقرة.
ويشترك بيرقدار (حامل الراية) البالغ من العمر 41 عاما مع أردوغان في طموحه بإظهار تركيا كقوى عسكرية معتمدة على نفسها، وهما يدفعان تركيا باتجاه تحالفات جديدة تثير قلق الحلفاء في الناتو. وفي كانون الثاني/ يناير قال أردوغان: “حظيت طائراتنا المسيرة بإعجاب حول العالم”. وأضاف أن “الطائرات بدون طيار التركية غيرت أسلوب الحرب”. وأشار إلى سبع شركات دفاعية تركية تعد من أفضل 100 شركة دفاعية في العالم، بزيادة على اثنتين في 2016. ويحاول بيرقدار الحديث بنفس الأسلوب، وعندما أشار بعض الأتراك إلى المميزات التي يتمتع بها واستخدام بيكار لأفضل القطع، كتب تغريدة قال فيها إن الطائرات المسيرة ليست “العروسة” ولكنها الأمة و”ستطير سواء رغبت أم لم ترغب“.
وقال إن قطع الطائرات مصنعة بنسبة 93% في تركيا، ولم ترد الشركة على أسئلة للتعليق. ومع أن النوايا واضحة والسياسة الخارجية القائمة على التدخل وبحثها عن سلاح النخبة العسكري قد يترك تركيا في منطقة معزولة، فالعقوبات الأمريكية منعتها من مواصلة المشاركة في مشروع لوكهيد مارتن لتصنيع مقاتلات أف-35 بسبب شرائها منظومة الصواريخ الدفاعية الروسية أس-400.
ويحاول المهندسون الأتراك بناء محركات محلية للدبابات ومقاتلات تجريبية تي أف-إكس بعد تأخير في صفقة مع شركة رولز-رويز البريطانية، ولكنها محاولة باهظة الثمن ولا ضمانات لنجاحها. وتقول رالوكا سيسرناتوني الزائرة في مركز كارنيغي أوروبا: “باتت تركيا وبشكل متزايد سوقا رائدة وقوة صاعدة في مجال تكنولوجيا الطائرات بدون طيار”. و”هذا بسبب تأكيد صناعة الدفاع وأردوغان على تقليل اعتماد تركيا على الصناعة الدفاعية الخارجية، لكن من السهل الحديث عن هذا بدلا من تطبيقه، مشيرة إلى قرار كندا التوقف عن التعاون. وجاء في التقرير أن أردوغان حد من تأثير الجنرالات على المشتريات الدفاعية وسيطر على عملية الشراء وجعلها متوافقة مع الشركات القريبة من الحكومة.
نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا للمعلق الأمريكي ديفيد إغناتيوس بعنوان “الهم يسكن رأس من يلبس التاج”، وهو اقتباس من مسرحية لويليام شكسبير.
وقال إن “تهديد حمزة للملك عبد الله نابع على ما يبدو من كونه يشبه كثيرا والده الراحل. وفاقم الأمير هذا القلق من علاقاته في السنوات الأخيرة مع شيوخ القبائل ولحضوره الواضح على منصات التواصل الاجتماعي“، وأضاف: “وصل القلق ذروته بزيارة من رئيس هيئة الأركان اللواء يوسف الحنيطي له يوم السبت، وطلب منه الصمت، وهو ما زاد من انزعاجه أكثر“.
ويقول الكاتب إن العائلات الملكية تعطي صورة عن الاستقرار، ولكنها تخفي وراءها مظاهر قلق عميقة. فعائلة آل سعود مثلا، طالما كانت لها منافسة أخوية مع الهاشميين في الأردن، لأن الرياض تخشى من تعامل المسلمين مع الهاشميين الذي ينتمون إلى بيت النبي بأنهم حرس الأماكن المقدسة الحقيقيين.
وربما كان الأمير محمد بن سلمان، المثال الأوضح عن الأمير الميال للإصلاح الذي خرب على أحلامه بإصلاح المملكة من خلال الاستماع إلى حاشيته وحديثها عن المؤامرات ضده على منصات التواصل الاجتماعي، ما قاد لمقتل جمال خاشقجي، وفق تقدير الكاتب.
ولكنه قال: “مهما كان الحديث التآمري الذي يطن في عمان، فالخطر الأكبر والمحتمل على الملك عبد الله نفسه، لو استمع للأصوات التي تدعوه لتكميم المعارضة وسحق المعارضين المحتملين، وتحطيم أساس الأردن الحديث”، مؤكدا أن ليس من الحكمة اختيار هذا الطريق.
وتساءل المعلق بشأن وقوع انقلاب حقيقي فعلا في الأردن، مجييا بأنه “ربما كان هناك انقلاب حقيقي وسط الشائعات التي انتشرت حول ملك الأردن عبد الله الثاني وأخيه غير الشقيق الأمير حمزة بن حسين. ولكن ما هو واضح، أننا كنا نشاهد حلقة مثيرة، ولكن أردنية، من مسلسل “التاج”، التي أصابت فيها السياسة الفوضوية المعروفة بين العائلات الحاكمة، العائلة الهاشمية“.
ويرى الكاتب أن الملمح المثير للقلق في كل هذا، أن الحادث الأردني يشير إلى أن الملك عبد الله يصاب بهوس الأعداء المفترضين على منصات التواصل الاجتماعي، متخوفا من سيناريو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وعبد الفتاح السيسي في مصر.