من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: ترقّب نتائج الانتخابات «الإسرائيليّة»… مبادرة سعوديّة ناقصة حول اليمن… ومساعٍ للتعديل.. تفويض أميركيّ لمفوّض السياسة الأوروبيّة بإدارة تفاوض سياسيّ لبنانيّ وحول لبنان / زيارات دبلوماسيّة فرنسيّة وسعوديّة إلى بعبدا… والقلق من انهيارات ماليّة وأمنيّة وصحيّة
كتبت البناء تقول: تتجه الأنظار نحو نتائج الانتخابات الرابعة للكنيست الإسرائيلي لجهة المستقبل السياسي لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يخوض معركة وجوديّة يتوقف معها على فوزه مع حلفائه بنصاب 61 نائباً اللازم لتشكيل الحكومة بقاءه خارج السجن وليس فقط بقاءه في المشهد السياسيّ، وكان نتنياهو قد تعرّض خلال جولة مسائيّة في مدينة بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة، لحثّ الناخبين على رفع مشاركتهم قبيل إقفال الصناديق لصاروخ فلسطينيّ سقط قريباً من موكبه، بينما كشفت استطلاعات أوليّة لتصويت الناخبين أدارته القناة الـ 13 العبريّة أن نتنياهو وحلفاءه سيحصلون على 54 مقعداً، بينما يحصل التحالف المناوئ له على 59 مقعداً، ما يبقي البحث في كيفية حصول كل من الفريقين على 61 نائباً مفتوحاً حتى ظهور النتائج النهائيّة خلال اليومين القادمين، انطلاقاً من الفوارق الضئيلة في الأصوات، بعدما سجلت مشاركة 61% من الناخبين، وهي نسبة منخفضة قياساً بسابقاتها وفقاً للقناة.
بالتوازي على المشهد الإقليميّ بدأ المبعوث الأمميّ الخاص باليمن، مارتن غريفيت، مساعي مكوكيّة بين صنعاء والرياض للوصول الى تفاهم على اتفاق لوقف النار، تفتح الباب للحل السياسيّ بعد مبادرة سعودية تدعو لوقف النار المشروط بتثبيته بين الفريقين اليمنيين لتوقف الغارات السعودية الإماراتية، وتتضمن المبادرة قبولاً جزئياً بطلب اليمنيين ربط موافقتهم على وقف النار بوقف العدوان وفك الحصار، خصوصاً فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، فوضعت المبادرة استعداداً لفتح جزئي مشروط للمطار والميناء، وهو ما رفضه اليمنيون، وربطوا توقفهم عن غاراتهم على العمق السعوديّ بالاتفاق الشامل لوقف العدوان وفك الحصار، معتبرين أن الشق اليمني اليمني من الحرب صار مجرد امتداد للمواجهة اليمنيّة مع العدوان السعوديّ الإماراتيّ.
لبنانياً، تناقلت وسائل الإعلام المحليّة الكلام الصادر عن الدبلوماسيّ السابق ديفيد شينكر الذي وضع عنواناً للمستقبل السياسي للبنان وللحكومة، في إطار المواجهة مع حزب الله والتيار الوطني الحر، وتجاهلت البيان الرسمي الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية الذي يدعو جميع الأطراف السياسيّة الى التوافق للتغلب على خلافاتهم تسهيلاً لتشكيل حكومة تنجز الإصلاحات، وهو ما ربطته مصادر دبلوماسية بالمعلومات التي حملتها نتائج اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، لجهة دعوة الأحزاب السياسية اللبنانية للوصول الى اتفاق سياسيّ يفتح طريق الإنقاذ، ومنع الانهيار. وقالت المصادر الدبلوماسية إن مفوّض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بات هو الحائز على التفويض الأميركي لإدارة التفاوض اللبناني والتفاوض حول لبنان، من ضمن المهمة التي يتولاها في ادارة التفاوض غير المباشر بين طهران وواشنطن، حول مستقبل الاتفاق على الملف النووي الإيراني، وتعتقد المصادر الدبلوماسية أن الدعسة الفرنسية التي ارتكبها الرئيس امانويل ماركون بالتعهّد بضم السعودية الى المفاوضات الأميركية الإيرانية حول الملف النووي كثمن لتسهيل سعودي لمهمة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري ناقصة. وتعتقد المصادر أن حركة بوريل ستكون تحت عنواني حكومة سياسية أو انتخابات نيابية مبكرة بعد استطلاع رأي القيادات السياسية اللبنانية.
في بعبدا استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون السفير السعودي وسفيرة فرنسا، في سياق تشاور يراد منه تخفيض منسوب القلق من انهيار وشيك، بعد فشل مساعي تشكيل الحكومة بطريقة دراماتيكيّة يوم أول أمس.
وبقي المشهد الداخليّ تحت تأثير ارتدادات اللقاء العاصف بين رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري وما أعقبه من حرب بيانات وكشف كل الأوراق الحكوميّة ما يُنذر بفترة فراغ حكوميّ طويل لن ينتهي إلا بتدخّل خارجيّ ينتهي بتسوية لا تبدو قريبة في ظل التجاذبات والخلافات والتصعيد على المستويين الإقليميّ والدوليّ.
وإزاء الفشل والاستعصاء السياسيّ في إنتاج حكومة جديدة، برز تحرّك دبلوماسي أوروبي – عربي – خليجي على الخط الحكومي، وشهد قصر بعبدا سلسلة زيارات دبلوماسية أبرزها السفير السعودي وليد البخاري والسفيرة الفرنسية آن غرييو في القصر.
واستقبل الرئيس عون بحضور الوزير السابق سليم جريصاتي، السفير السعودي وعرض معه التطورات الراهنة والمستجدات الحكومية الاخيرة، إضافة الى شؤون تتصل بالعلاقات اللبنانية – السعودية وسبل تطويرها في المجالات كافة، فضلاً عن شؤون إقليميّة راهنة.
وشدّد البخاري بعد اللقاء على «التزام المملكة بسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه»، كما دعا إلى «ضرورة الإسراع بتأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني من أمن واستقرار ورخاء». وطالب «جميع الأفرقاء السياسيين في لبنان إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا من منطلق الحاجة الملحّة للشروع الفوريّ بتنفيذ إصلاحات جذرية تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان».
كما أكد السفير السعوديّ على «أهمية مضامين قرارات مجلس الأمن 1701، 1680 و1559 والقرارات العربية والدولية ذات الصلة من أجل الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته ووحدته». وشدّد بأن «اتفاق الطائف هو المؤتمن على الوحدة الوطنية وعلى السلم الأهلي في لبنان».
الأخبار : البخاري لعون: نعرف (قلّة) وفاء الحريري
كتبت صحيفة ” الأخبار ” تقول : قرّر الرئيس ميشال عون الردّ على رئيس الحكومة المُكلّف، سعد الحريري، بحراك دبلوماسي يجمع فيه بين “راعية” المبادرة الحكومية، السفيرة الفرنسية، وممثل الدولة التي تحمل “فيتو” التعطيل تجاه لبنان في المنطقة، السفير السعودي. في اللقاءين، أكّد عون تسهيله تأليف الحكومة، بخلاف ما يُروّجه الحريري. إلا أنّ ذلك لا يُلغي التصعيد المُتعاظم بين الرئيسين، والذي ينسف أي محاولة لتأليف الحكومة قريباً
ما تُعبّر عنه جهات دولية صديقة لرئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري، لجهة خشيتها من أن يكون الأخير غير راغبٍ في تأليف حكومة، يؤكّده الحريري في تصرفاته المُستمرة منذ تكليفه بالمنصب. مسارٌ يُفرّغ كلّ المبادرات التي أُطلقت من مضمونها، لأنّ الحريري بكلّ بساطة لا يُريد أن يُفاوض، ولا أن يُحصّل “العرض” الأفضل، بل أن يفرض شروطه. والغاية من ذلك أمران: إمّا جرّ رئاسة الجمهورية ــــ ومن خلفها التيار الوطني الحرّ ــــ إلى تنازلات كبيرة تُظهّر على شكل “انكسارٍ” للعهد وانقلاب عليه. وإمّا أنّه يُفخّخ كلّ المحاولات الإيجابية حتى لا تصل الأمور إلى خواتيمها، ولا تُؤلّف حكومة. والمعلومات السياسية تُشير إلى غلبة الخيار الثاني: سعد الحريري سيبقى يُعقّد تأليف الحكومة حتى ينال “كلمة السرّ” الدولية والإقليمية التي “تَسمح” له بإنهاء هذا الملف. يُضاف إلى الضغوط الخارجية، تعبيره علناً أمام الذين يلتقيهم بأنّه لن يتحوّل إلى الجهادي الذي يحمل كرة نار رفع الدعم وتحمّل ردّات الفعل الشعبية الغاضبة. ولكنّ الحريري أصبح مع التجربة “ماكراً” سياسياً، نجح في تصوير نفسه أمام الرأي العام اللبناني كالشخص الذي “يُحاول” أن يُنقذ البلد عبر إنجاز حكومة، فيما “الرئيس ميشال عون يُعرقل“.
يبدو “عادياً” أن يكتب رئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري بياناته حول نتائج لقاءاته السلبية مع الرئيس، قبل عقدها. ولا أحد يرتاب من تمسّك الحريري بـ”حقّ” تسمية المقاعد “المُخصّصة” للطائفة السنية والمسيحية، ويتشارك مع حركة أمل والحزب التقدّمي الاشتراكي بتسمية بقيّة الوزراء، فيما يُنادي بأنّه لا يقبل إلا حكومة “اختصاصيين” خالية من السياسيين. وحتى حين يقبل عون التنازل عن شرط الحصول على الثلث الضامن، يختلق الحريري فجأةً عقبة جديدة، وهي إصراره على مشاركة رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل في الحكومة، وإلا رفض تخصيص رئيس الجمهورية بأكثر من مقعدين وزاريين. كلّ تصرّفات سعد الحريري هي مُجرّد مناورات، لرفع مسؤولية التعطيل عن نفسه، وعن “الخارج” الذي يربط قراراته به. في لحظة مصيرية بتاريخ البلد، يظهر رئيس الحكومة المُكلّف كما لو أنّه لا يهتم سوى بالكرسي، حتى ولو كانت فوق مملكة مُدمّرة. وكلّ التسريبات الإيجابية التي سبقت ”لقاء الاثنين”، دفنها اجتماع عون ــــ الحريري أول من أمس. لا وجود في قاموس السياسة لكلمة “انتهى”، ولكن حتى الساعة، كلّ المؤشرات تُشير إلى تعقيدات حكومية من الصعب أن تشهد حلحلة قريبة. ففي الأساس، الأزمة ليست ثلثاً ضامناً أو مقعداً وزارياً، بل أزمة نظام عميقة، حلّها بحاجةٍ إلى برنامج شامل.
لقاءات رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، أمس، أتت تكملة لشدّ الحبال بينه وبين الحريري. أبرزها كان الاجتماع مع السفير السعودي في بيروت، وليد البخاري. اللقاء تمّ “بطلبٍ من الرئيس”، ما يعني أنّه في الأصول الدبلوماسية يجب على السفير أن يُلبّي الدعوة. ولكن، كان باستطاعة البُخاري أن يطلب تأجيل الموعد أيّاماً قليلة، حتى لا تُترجم الخطوة كرسالة سلبية بوجه الحريري. على العكس من ذلك، لبّى دعوة بعبدا قبل أقلّ من 24 ساعة على الحرب الكلامية بينها وبين الرئيس المُكلّف. يأتي ذلك بالتزامن مع عدم إخفاء السعودية “حقدها” على الحريري ورفض وليّ العهد محمد بن سلمان استقباله، ومع تداول معلومات في الأوساط السياسية أنّه حين التقى موفد عون مع البخاري سابقاً، أبلغه رئيس الجمهورية: “سمّوا (السعودية) بديلاً من سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة وأنا أوافق عليه”. حتّى ولو عاد البخاري والتقى الحريري بعد فترة، لن يُلغي ذلك وقع زيارته لبعبدا. وتُفيد مصادر رئيس الجمهورية بأنّ أجواء الزيارة “كانت إيجابية. الدعوة وُجّهت مساء أول من أمس، وتمّت تلبيتها سريعاً”. تحدّث عون والبخاري عن اتفاق الطائف، وكان الرئيس “حريصاً على إعلان التمسّك بالطائف، وأنّه يُمارس ما تبقى من صلاحياته كرئيس للجمهورية”. وأوضح عون أنّه إذا “كان العهد سيُحمّل مسؤولية في الشارع، فهو في حاجة إلى تمثيل في الحكومة”. الحريري كان أحد عناوين اللقاء، فقال عون للسفير السعودي إنّه كان يُعامل الرئيس المُكلّف “كابنٍ لي، لكن تبيّن أنّه من دون وفاء”، وبحسب المصادر أكّد البخاري هذه الصفة، قائلاً لعون: “عم تخبرنا نحن عن وفائه؟ نحن أكثر من يعرف ذلك”، من دون أن يتطرّقا إلى تسمية رئيس حكومة جديد.
وكان البخاري قد أعلن بعد انتهاء اللقاء تشديده على “الإسراع بتأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني من أمن واستقرار ورخاء. كما ندعو جميع الأفرقاء السياسيين في لبنان إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا من منطلق الحاجة المُلحّة للشروع الفوري بتنفيذ إصلاحات جذرية تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان”. إلا أنّ البخاري حافظ على تصعيده، بما ينسف “عبارات التشريفات” السابقة، مُتمسكاً بمضامين “قرارات مجلس الأمن 1701، 1680 و1559 والقرارات العربية والدولية ذات الصلة من أجل الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته ووحدته. ونُشدّد على أنّ اتفاق الطائف هو المؤتمن على الوحدة الوطنية وعلى السلم الأهلي في لبنان“.
المحطة الدبلوماسية الثانية في بعبدا كانت مع السفيرة الفرنسية لدى لبنان، آن غرييو، التي تتمسّك بلادها بتعويم سعد الحريري في وجه فريق الرئاسة وحزب الله، وتعتبره “حصان طروادتها” ــــ هي والولايات المتحدة الأميركية ــــ للمرحلة المقبلة”. سبب اللقاء أتى من منطلق أنّ فرنسا هي راعية المبادرة الحكومية… والحريري. أوضح عون أنّه يُسهّل تأليف الحكومة، فيما الحريري مُتمنّع. وأكّد عون “تمسّكه بالمبادرة الفرنسية كمشروع إنقاذي للبنان، والعمل للوصول إلى تأليف حكومة جديدة تواجه التحدّيات الراهنة على مختلف الأصعدة“.
في المقابل، وكما دائماً، يخرج العازفون على وتر “الدفاع عن كرامة الطوائف” كلّما تعقّدت الأمور سياسياً. ومن هذا المنطلق، “هَبّ” رؤساء الحكومات السابقون إلى اجتماع “تضامني” مع موقع رئاسة الحكومة، وليس مع الحريري. وقد أذاع رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة بياناً يُدينون فيه “تجاوز فخامة الرئيس لأحكام الدستور، وكأنّ المقصود إحراج الرئيس المُكلّف لإخراجه”، مؤكّدين تمسّكهم “بالدستور نصّاً وروحاً وبوثيقة الوفاق الوطني في الطائف. وبالتالي، فإنّ كلّ محاولة للذهاب بالمسألة إلى تصعيد مذهبي وطائفي وإعادة إنتاج الصراع الطائفي هي مردودة سلفاً”. دعم “نادي الرؤساء” مسوّدة الحريري التي تقدّم بها، “وتمسّكه بها ليس من باب التعنّت أو المغالبة، بل استجابة لما يُريده اللبنانيون وأشقّاء وأصدقاء لبنان في العالم”. مديحٌ للحريري أتى ليؤكد عمله وفق خريطة طريق “الخارج” الذي لا يريد حلّاً لبنانياً. وقد دُعي الحريري إلى “الثبات على موقفه الوطني والدستوري الحازم والمنطلق ممّا يجهد اللبنانيون لتحقيقه، ولا سيما في ضرورة استعادة الدولة اللبنانية القادرة والعادلة لسلطتها الكاملة ولقرارها الحر“.
النهار : العهد يستدرج الدول إلى الصراع الحكومي
كتبت صحيفة ” النهار ” تقول : وسط غموض واسع ومتفاقم لفّ الواقع اللبناني بمجمله غداة الصدام الحاد الذي حصل بين رئيس الجمهورية ميشال #عون ورئيس الحكومة المكلف سعد #الحريري والذي فجّره “فعل انقلابي” غرائبي موصوف استهدف دفع الحريري الى التنحي والاعتذار، بدا واضحاً ان المقامرة السياسية الجديدة زجت البلاد في متاهة ازمة مفتوحة بلا أي افق، وقد تكون محفوفة بأنماط متطورة من الاخطار على كل الصعد. وما زاد المخاوف من الطبيعة المفخخة للاخطار المقبلة، ان العهد لم يكتف بتداعيات محاولته الانقلابية بعدما اصطدمت بالمناهضة العنيفة التي واجهه بها الحريري، بل مضى في اليوم التالي نحو محاولات مستجدة علم انها تهدف إلى محاولة محاصرة الرئيس المكلف من خلال اتصالات ديبلوماسية، بل عبر ما وصفه البعض بالاستدعاءات المفاجئة لسفراء دول أساسية معنية بالوضع في لبنان وزجها في أتون الصراع المتصاعد بين بعبدا وبيت الوسط، ومحاولة استمزاج الدول المعنية في إزاحة الحريري من خلال اطلاعها على معطيات تظهر استعصاء التفاهم بين الرئيسين بعدما فشلت الأساليب السابقة في حمل الرئيس المكلف على تجاوز تكليفه النيابي والاعتذار عن مهمته، تحت وطأة التعطيل المنهجي الذي يستهدف مهمته. واذ رسم هذا الاتجاه التحريضي مزيداً من أجواء الشحن والتوتر على الازمة المحتدمة، ارتسمت علامات غموض كبيرة حول مآل الوضع الداخلي على المديين القريب والمتوسط بعدما تصاعدت بشكل لافت للغاية امس مواقف عربية ودولية تبدي قلقا متصاعدا على لبنان وتحذر من احتمالات انهياره الوشيك.
برز هذا الاتجاه في شكل أساسي عبر دعوة رئيس الجمهورية السفير السعودي وليد بخاري الى لقائه بعد ظهر امس في قصر بعبدا بعد انقطاع لزيارات السفير الى بعبدا منذ سنتين.
وفي مقابل الإيحاءات التي حاول العهد وفريقه توظيفها لتصوير الزيارة لمصلحته في حربه على الحريري، بدا الموقف السعودي صارما بالتزام ثوابته التي عبر عنها السفير بخاري في بيان معد سلفاً رافضاً بعد تلاوته الرد على أسئلة الصحافيين. واكد أنّ “الرؤية السعودية للبنان تنطلق من مرتكزات السياسة الخارجية للمملكة التي تؤكد احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها”، مشدّدا على أنّ “سيادة لبنان إنجاز تاريخي تحقق عبر نضالات الشعب اللبناني، ونحن نحترم هذه السيادة، وأكدت للرئيس عون التزام المملكة سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، وضرورة الاسراع بتأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلع اليه الشعب اللبناني، وشددت على ضرورة تغليب المصلحة الوطنية العليا للشروع الفوري بتنفيذ إصلاحات جذرية تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان”. كما شدد #البخاري على أنّ “إتفاق الطائف هو المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان“.
الديار : منظمة “الفاو” تحذر من المجاعة والعنف في لبنان! حركة ديبلوماسية لافتة في بعبدا والراعي يضغط باتجاه تدخل “أممي” لحل الازمة دفع باتجاه اجراءات دولية سريعة لتفادي “الانفجار اللبناني الكبير”
كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : لم تحجب الحركة الدبلوماسية اللافتة التي شهدها البلد يوم أمس وبخاصة القصر الجمهوري في بعبدا الخبر الاساس الذي صدر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” وبرنامج الأغذية العالمية اللذين حذرا من انعدام الامن الغذائي لجزء من سكان اليمن وسوريا ولبنان والصومال، ونبها الى امكانية أن تؤدي الأزمة الاقتصاديّة في لبنان إلى ارتفاع مستوى الاضطرابات وأعمال العنف. وبذلك نكون عمليا انتقلنا ليس فقط لمصاف الدول الفاشلة انما المهددة بالمجاعة والعنف نتيجة أداء مسؤولين هم أبعد ما يكونون عن تحمل المسؤوليات، لا بل أكثر من ذلك تراهم يمعنون في دفع البلد عن حافة الهاوية من خلال تعنتهم بممارسة سياسة التكبر والاستعلاء كما النكد والنكايات غير آبهين لانحدار 60% من اللبنانيين تحت خط الفقر وعودة الدولار الواحد يوم أمس ليلامس الـ 14 الف ليرة لبنانية بعد ان كان قد تراجع في نهاية الاسبوع الماضي الى حدود الـ 10 آلاف ليرة.
البخاري في بعبدا:هدف في مرمى الحريري؟
وانشغل الجميع بعد الظهر بتحليل خلفية الزيارتين المتتاليتين اللتين قام بهما السفير السعودي في لبنان وليد البخاري وسفيرة فرنسا في لبنان السيدة آن غرييو الى قصر بعبدا، واللتين تبين انهما جاءتا تلبية لدعوة رئيس الجمهورية. وتقول مصادر مطلعة على جو الحراك الذي شهده قصر بعبدا لـ “الديار” ان ”حصول الزيارتين في هذا التوقيت هو بحد ذاته رسالة لمعرقلي عملية تشكيل الحكومة ومعها للعملية الاصلاحية الواجب الانطلاق بها سريعا لانتشال البلد في ما يتخبط فيه”، موضحة ان “الدعوة كانت قد وجهت للسفير البخاري خلال لقاء الموفد الرئاسي الوزير السابق سليم جريصاتي به قبل نحو 10 أيام، وكلامه كان واضحا بوجوب الاسراع في تشكيل الحكومة عسى ان يعتبره الحريري ضوءا أخضر كان ينتظره للشروع بانجاز هذه العملية”.
وبحسب بيان صادر عن قصر بعبدا، شرح الرئيس عون للسفيرة غرييو الاشكالات التي رافقت مراحل تشكيل الحكومة، مؤكداً تمسكه بالمبادرة الفرنسية كمشروع انقاذي للبنان، ومشدداً على العمل من اجل الوصول الى تشكيل حكومة جديدة تواجه التحديات الراهنة على مختلف الاصعدة. وفيما فضلت السفيرة الفرنسية عدم الادلاء بتصريح خلال مغادرتها، قال البخاري من بعبدا ان “الرؤية السعودية للبنان تنطلق من مرتكزات السياسة الخارجية للمملكة التي تؤكد احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها”، مشدّدا على أنّ “سيادة لبنان إنجاز تاريخي تحقق عبر نضالات الشعب اللبناني، ونحن نحترم هذه السيادة”. واضاف: “أكدت للرئيس عون التزام المملكة بسيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، وضرورة الاسراع في تأليف حكومة قادرة على تلبية ما يتطلع اليه الشعب اللبناني، وشددت على ضرورة تغليب المصلحة الوطنية العليا للشروع الفوري بتنفيذ إصلاحات جذرية تعيد ثقة المجتمع الدولي بلبنان”. وأشار البخاري الى أنّ “إتفاق الطائف هو المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان، لافتا الى انه أطلع الرئيس عون على مبادرة السعودية للسلام في اليمن، “ورحب فخامته بهذه المبادرة”.
الجمهورية : التأليف رهن العقد الداخلية والخارجية.. والرياض: لحكومة قادرة
كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : ماذا بعد فشل اللقاء الرقم 18 بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري؟ وماذا بعد فشل الوساطات الداخلية والخارجية في اجتراح الحلول للخروج من المأزق الحكومي؟ وهل سُدّت مسارات التأليف نهائياً وتكرست وضعية رئيس مستقيل ورئيس مكلّف في ظل عدم استعداد الحريري للاعتذار ووضعه معادلة اعتذاره مقابل استقالة رئيس الجمهورية؟ وما مصير الوضع المالي والاقتصادي والمعيشي الذي لا يمكن فرملة تدهوره سوى بتأليف حكومة؟ وهل انتقلت البلاد فعلاً من أزمة حكومة إلى أزمة حكم؟ وما الخطوة التالية التي على اللبنانيين انتظارها؟ وكيف يمكن الخروج من هذا النفق المظلم؟ وهل يمكن الرهان على وساطة جديدة داخلية أو خارجية؟
وفيما لا إجابات متوافرة عن كل هذه التساؤلات، بات الرهان على أعجوبة ما، لأن لا معلومات تفيد عن وساطات دخلت على الخط على أثر اللقاء الساخن الأخير بين الرئيسين، فيما الآمال في أي وساطة تكاد تكون معدومة بعد الوصول إلى الحائط المسدود والطريق المقفل، كما انه في التحليل المنطقي للأمور أصبح من الصعوبة بمكان الكلام عن عقد تفصيلية ما زالت تعوق التأليف في الوقت الذي يتواصل الانهيار فصولاً، وبالتالي مع كل هذه التطورات يصبح السؤال مشروعاً عن عقد خارجية تحول دون التأليف، وإلا لا شيء يبرر أو يفسِّر المراوحة الحكومية.
وبدا من المواقف المتشنجة ان العلاقة بين عون والحريري وصلت إلى أدنى وأسوأ مستوياتها، فمع تمسك الثاني بتكليفه يتعذّر على الأول الوصول إلى نتيجة من دون الاتفاق معه، ففي إمكانه مثلا الاستئناس برأي الكتل النيابية وخطوات أخرى، ولكن لا أفق لكل ذلك، والأفق الوحيد يندرج ضمن ثلاثة سيناريوهات:
ـ السيناريو الأول، وساطة داخلية أو خارجية تكون مختلفة شكلا ومضمونا عن الوساطات السابقة، أي حازمة في رسائلها للرئيسين من أجل الوصول إلى حل وتسوية.
ـ السيناريو الثاني، انزلاق البلاد إلى فوضى أو اغتيالات، لا سمح الله، بما يستدعي من الرئيسين تجاوز خلافاتهما والشروع في التأليف فورا.
ـ السيناريو الثالث، ان يعتذر الرئيس المكلف تاركا العهد يتخبّط منفردا في مواجهة أزمة تتطلب الانفتاح على الخارج، هذا الخارج الذي يملك الحريري مفاتيحه من باريس مرورا بالقاهرة وصولا إلى موسكو وغيرها من عواصم القرار في العالم.
للواء : عون يشكو التأليف للسعودية والمملكة: لن نتدخل والحل بالطائف رؤساء الحكومات يتهمون عون بالخروج على الأعراف والدستور.. ولبنان بند على قمّة الاتحاد الأوروبي غداً
كتبت صحيفة ” اللواء ” تقول : حسب بيان رؤساء الحكومات السابقين، فإن “الكرة الآن عند رئيس الجمهورية، والأمر متروك له”، مع تسجيل ”الأسف والاستغراب” من التصرفات والمواقف التي تخالف الدستور وتخرج عن “اللياقات والأعراف والأصول في التخاطب بين الرؤساء، وفي تشكيل الحكومات في لبنان”، وحسب فريق بعبدا، فالمشكلة لدى الرئيس المكلف، الذي يحاول ان يتجاوز رئيس الجمهورية، وفقاً لأوساط بعبدا وفريق التيار الوطني الحر، في تأليف الحكومة.
لذا استأثر هذا الافتراق في مسار التأليف، بالاهتمام الدبلوماسي ومسعى رئيس الجمهورية إلى القيام بدور دعائي، بوجه الرئيس المكلف سعد الحريري، وحمائي لادائه وسياساته، التي أعادت كرة التأليف إلى ما قبل نقطة الصفر، في ظل تولد أزمة ثقة بالغة الصعوبة، وانفلات الأجواء، لدرجة ان السلع الضرورية مهددة، وأن الدولار غير قابل للسيطرة، حتى من قبل المصرف المركزي، الذي أنشأ تطبيقاً للدخول إلى المنصة الالكترونية لعمليات الصرافة من قبل المصارف، على عودة حرق الاطارات وقطع الطرقات امام المصرف المركزي في الحمراء.
وقالت مصادر مطلعة لـ”اللواء” أن الرئيس ميشال عون باشر سلسلة اتصالات مع جهات في إطار وضعها بحقيقة الأمور التي حصلت في ما خص الملف الحكومي فكان لقاؤه مع السفير السعودي في بيروت وليد بخاري والسفيرة الفرنسية آن غرييو.