خيار وحيد هو الصمود والصبر والثقة بالمقاومة
غالب قنديل
تزدحم الهموم والأسئلة المصيرية في عقل اللبناني العادي بينما تضغط المشاكل والهموم المعيشية في حلقة انسداد واحتقان فيبدو الجدل السياسي والإعلامي في نظر الناس ضربا من العبث وهدر الوقت في دوامة غير مجدية وخارج البحث الجدي والمجدي عن المخارج والحلول.
اولا: يحتاج لبنان أكثر من اي وقت مضى الى مبادرات سياسية تكسر الحلقة المفرغة بعقلانية وواقعية بعيدا عن سجالات التناحر والتطاحن العقيمة وأخطر ما يطرحه طول الاقامة في الفراغ هو المزيد من الاستنزاف والاهتراء وهذا ما سيضاعف من وطأة الأزمة الخطيرة وتفاعلاتها ونتائجها وفي هذا المناخ تتحول السجالات الى عبث يرفع الكلفة دون طائل. ينتظر الناس ويأملون في ظهور مبادرات تنهي الانتظار السقيم وتكسر الحلقة المفرغة ويتشوقون الى فرج ولادة الحكومة العتيدة في أي لحظة ونرجو ان تحل تلك المفاجأة السعيدة في أسرع وقت اليوم قبل الغد خصوصا وأنه ليس على حد علمنا من اختلافات جوهرية تبرر المماطلة.
ثانيا: ان وجود المقاومة يكسب اللبنانيين شعورا متجددا بالأمان والقوة بفضل معادلات الردع والقوة التي تحرسها العقول والعيون الساهرة التي تسيج البلد وتحرسه وتحميه وهذه القوة النوعية الضاربة تتحصن بالحكمة والتواضع والصبر وهي تقدم بقائدها ومناضليها نموذجا نادرا في الايثار والتواضع ومن مزايا الوطن العظيم انه بلد حزب الله والقائد السيد نصرالله. ان انصراف جهود حزب الله الى تحصين معادلات الردع والحماية يضاعف من مسؤوليات شركاء الوطن في السعي الى الحلول الممكنة للمشكلة الاقتصادية الخطيرة.
ثالثا: ان تجاوز المأزق الخطير لايستدعي معجزة بل هو يتطلب رؤية انقاذية تلتقي حولها ارادة وطنية واضحة ضمن المؤسسات الدستورية ومواقع القرار الحكومي. الكلمة التي نوجز بها عبرة التجارب وحكمتها تؤكد ان الانتظار السلبي يزيد الكلفة والمخاطر وسرعة المبادرة تختصر طريق المعاناة والاستنزاف ولا نجد في الخطب والمواقف ما يفسر الانسداد السياسي وهدر الوقت الثمين بعيدا عن توحيد الجهود في العمل المجدي للإنقاذ الوطني.