من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم ان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن استبعد تخفيف العقوبات عن إيران، وطالبها بالالتزام الكامل بالاتفاق النووي قبل أن تقوم بلاده بالشيء نفسه، ودعا إيران للمشاركة في مفاوضات العودة إلى الاتفاق.
وردت تصريحات وزير الخارجية الأميركي خلال مقابلة مع قناة “بي بي إس” الأميركية، وقال بلينكن إن واشنطن كانت واضحة للغاية بضرورة عودة طهران للالتزام الكامل بالاتفاق النووي، وإذا فعلت ذلك فإن الولايات المتحدة ستقوم بالشيء نفسه، وسيشمل ذلك تخفيف بعض العقوبات.
واعتبر بلينكن أن إيران تتحرك في الاتجاه الخاطئ باستمرارها في التنصل من القيود المفروضة بموجب الاتفاق النووي.
وأضاف أن طريق الدبلوماسية ما يزال مفتوحا، ودعا إيران للمشاركة في مفاوضات بشأن العودة للاتفاق النووي في إطار مجموعة 5+1.
نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز افتتاحية قالت فيها إنه كان يتحتم على الرئيس جوزيف بايدن ألا يدخر وسعا في معاقبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتورطه في جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن بايدن عندما كان يخوض حملته الانتخابية سئل إن كان وخلافا للرئيس دونالد ترامب سيعاقب القادة السعوديين على جريمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي في إسطنبول عام 2018، فأجاب “نعم” ومضى قائلا إن جمال خاشقجي قتل وقطعت جثته بناء على أوامر من ولي العهد.
لكن رغم صدور التقرير الاستخباراتي يوم الجمعة والذي توصل لنفس النتيجة وهي أن الأمير هو الذي أمر بالعملية لـ”القبض أو قتل” خاشقجي فإن إدارة بايدن ترددت في فرض عقوبات على الحاكم الفعلي للسعودية وهذا “عار ومخيب للآمال“.
وقال تقرير الصحيفة إنه “مهما حاولت إدارة بايدن تبرير عدم فرض عقوبات على ولي العهد فإن هذا يهين ذكرى خاشقجي ويتنازل عن المؤامرة التي استهدفت صحافيا عاش في هذا البلد وكتب لواشنطن بوست“.
ولفت التقرير إلى أن ما جرى “أرسل رسالة محبطة لبقية الصحافيين حول العالم ممن ينتقدون الحكومات المستبدة والفاسدة“.
وفرضت الإدارة عقوبات ومنع سفر على سعوديين آخرين وأعلنت عن سياسة جديدة تقيد وتلغي تأشيرات سفر للمسؤولين الضالعين في نشاطات تستهدف المعارضين أو الصحافيين.
وأعلن وزير الخارجية أنتوني بلينكن عن سياسة جديدة تقوم على إعادة ضبط العلاقات مع السعودية. وأوفقت الإدارة دعمها للحرب التي تخوضها السعودية في اليمن.
ورغم الترحيب بهذه الخطوات إلا أنها ليست بديلا عن تحرك رسمي ضد ولي العهد لتواطئه في الجريمة البشعة.
وفي دفاعها عن موقف الإدارة قالت المتحدثة الإعلامية للبيت الأبيض جين ساكي إن الولايات المتحدة لم تفرض في السابق قيودا أو عقوبات على قادة الدول الأجنبية.
لكن ولي العهد الذي يدير الشؤون اليومية في البلاد ليس رأس الدولة في السعودية. وهذا الموقع يحتله والده الملك سلمان الذي تواصلت الإدارة معه قبل فترة.
وترى الصحيفة أن حنث الرؤساء بوعودهم الانتخابية ليس غريبا، ففي الوقت الذي تحاول فيه إدارة بايدن إعادة ضبط العلاقة مع السعودية لا يزال البلدان حليفين ويتعاونان في المجال التعليمي والاقتصادي ولديهما مصلحة مشتركة بالحفاظ على استقرار الشرق الأوسط.
وفي الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية بلينكن عندما وصف العقوبات على المسؤولين: “نريد أيضا التأكيد، كما قال الرئيس منذ البداية، أن تعكس علاقاتنا مصالحنا وقيمنا”، فهذا الوعد يبدو فارغا طالما لم تفرض عقوبات على من أشرف على المذبحة التي أنهت حياة خاشقجي.
نشرت مجلة “فورين بوليسي” مقالا للصحافية وأستاذة الجامعة المختصة بالشؤون الخارجية، إليس لابوت، قالت فيه، إن أقل من عشر سنوات مرت منذ أن أعلنت وزيرة الخارجية آنذاك هيلاري كلينتون، لمجلة “فورين بوليسي”، أن أمريكا تتجه نحو آسيا بعد تركيز دام عقودا على الشرق الأوسط.
لم يدم ذلك طويلا فبعد فترة وجيزة، جعلت انتفاضات الربيع العربي الشرق الأوسط يعود إلى مركز السياسة الخارجية لأمريكا، ثم جاءت الحروب في سوريا وليبيا. بعد ذلك كان صعود تنظيم داعش. وطوال الوقت، كانت هناك مفاوضات نووية مع إيران – سلسلة من الأحداث التي أكدت أن الشرق الأوسط، كما حدث مع الرؤساء السابقين جيمي كارتر ورونالد ريغان وجورج بوش الأب وابنه، سيستمر في جر إدارة بايدن إليه.
ومثل الرئيسين السابقين باراك أوباما ودونالد ترامب، كان الرئيس الأمريكي جو بايدن يأمل في خفض مرتبة الشرق الأوسط لصالح خوض منافسة استراتيجية أخيرا مع الصين، والتي قال بايدن إنها ستكون التحدي الأكبر في فترة رئاسته.
جاء الاختبار الأول في منتصف شباط/ فبراير، عندما أطلقت المجموعات المدعومة من إيران صواريخ على قاعدة جوية أمريكية في شمال العراق، مما أسفر عن مقتل متعاقد فلبيني وإصابة أحد أفراد الخدمة الأمريكية. ومنذ تنصيب بايدن، لم تستهدف إيران القوات الأمريكية في العراق فقط، كما فعلت منذ سنوات، بل شنت أيضا هجمات على حقول النفط السعودية والمطارات ومنشآت أخرى.
استغرق بايدن وقتا للرد، ولكن لم تكن هناك خطوط حمراء، ضربة موجهة بعناية على معبر سوري تستخدمه المجموعات المدعومة من إيران لشن هجمات عبر الحدود على القوات الأمريكية. وبيان وزارة الدفاع الأمريكية جاء فيه أن “الرئيس بايدن سيعمل على حماية الأفراد الأمريكيين وقوات التحالف“.
لقد كانت بمثابة تحريك بيدق متعمد في لعبة الشطرنج للإدارة، ولم يكن هجوما متهورا. كانت الضربة بمثابة تحذير من أنه لا ينبغي العبث مع أمريكا، لكنها لم تكن شديدة لدرجة أنها أغلقت الباب أمام الدبلوماسية. في الواقع، شن بايدن الضربات في نفس الوقت الذي عرضت فيه إدارته استئناف المحادثات مع إيران بشأن إنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015، مما أرسل رسالة واضحة إلى طهران مفادها أن الهجمات على الأفراد الأمريكيين أو حلفائها لن يتم التسامح معها، لكن هذا الحوار لا يزال نهاية اللعبة.
إذا كانت مقاربة أوباما كلها جزرة ومقاربة ترامب كلها عصا، فإن بايدن يبدو أنه يفضل مزيجا أكثر صحة من المشاركة والحوار، ممزوجا بالضربات الدقيقة على الوكلاء، والعقوبات المستمرة، والضغط الدبلوماسي. يريد بايدن العودة إلى الصفقة التي تخلى عنها ترامب – بل وعرض الدخول في حوار بقيادة أوروبا قبل أن تعود إيران إلى الامتثال للقيود النووية للاتفاق – لكنه يدرك أن القيام بذلك دون الاستجابة لأنشطة إيران الأخرى لا يحسن فرصه.
يشتمل فريق الأمن القومي لبايدن على العديد من الوجوه نفسها التي كانت في إدارة أوباما، لكنهم جميعا يعرفون أن هذا ليس عام 2015. وتقوم إسرائيل بتطبيع العلاقات مع العديد من جيران إيران الخليجيين. كما وضعت جائحة كوفيد-19 وفترة استمرار انخفاض أسعار النفط، وحملة الضغط الأقصى لإدارة ترامب، طهران في موقف دفاعي فاليوم تحتاج إيران إلى الاتفاق النووي أكثر بكثير مما تحتاجه أمريكا.