من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: بايدن أبلغ الملك سلمان… ملف الخاشقجي يحاصر وليّ العهد… طارت زيارة ماكرون.. بكركي تموضع دعواتها على حدود متغيّرات المنطقة… ومناصرون للتصعيد/ القلق من الانهيار الكبير يحرّك وساطات إبراهيم… ومصفاة الراعي أحد العروض
كتبت البناء تقول: يقول دبلوماسي متابع للملف النووي الإيراني ومسارات التفاوض غير المباشر حوله، أن مفوّض السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل والمبعوث الأميركي للملف النووي الإيراني روبرت مالي، يعكفان على صياغة مشروع الخطوات المتزامنة التي يجب أن تلتزمها واشنطن وطهران في طريق العودة إلى الاتفاق النووي، في اجتماع غير رسمي يستضيفهما ضمن صيغة الـ 5+1 في النصف الأول من الشهر المقبل، ليتم تقديمها كورقة أوروبية أميركية مشتركة تضمن عودة إيران التدريجيّة عن خطواتها التي اتخذتها تباعاً منذ عامين، رداً على الانسحاب الأميركيّ من الاتفاق النووي، وعجز أوروبا عن تنفيذ موجباتها رغم بقائها تحت مظلة الاتفاق، بعدما منحت عاماً لأوربا لتفعيل وعودها بآليّات مالية تتجاوز العقوبات الأميركية.
وفقاً للدبلوماسي نفسه، ستتواصل الإجراءات التي تتيح لإيران تحريك قرابة عشرين مليار دولار، خلال الفترة الفاصلة عن الاجتماع المنتظر، منها خمسة مليارات قرض من صندوق النقد الدولي لتمويل احتياجاتها في مواجهة كورونا، ومنها خمسة عشر ملياراً من ودائع إيرانيّة مجمّدة في مصارف كوريا الجنوبية واليابان والعراق بسبب العقوبات الأميركيّة.
بالتوازي، أفرجت واشنطن بقرار من الرئيس جو بايدن عن التحقيق الخاص بقتل الصحافي جمال الخاشقجي، بعد اتصال لبايدن بالملك سلمان بن عبد العزيز أبلغه خلاله بالقرار، بينما تحدّثت الصحف الأميركية عن توقعات أكيدة بنشر الفقرات التي تكشف تورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بقرار القتل، وعن مسار صعب ينتظر ولي العهد الذي قد يكون أحد عروضه للتسوية مغادرة الحكم مقابل إقفال الملف من دون عقوبات وتصادم سياسي، ووفقاً لمصادر سياسية لبنانية كانت تراهن على زيارة للرئيس الفرنسي امانويل ماركون الى الرياض للقاء ابن سلمان في محاولة لرفع القيود السعودية على عودة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري الى الحكم، فإن زيارة ماكرون كانت من ضحايا ملف الخاشقجي، الذي قرأت المصادر في الحديث عن مرض ابن سلمان وإجرائه عملية جراحية بداية لاحتجاب ولي العهد السعودي تمهيداً لغيابه عن المشهد، للحفاظ على العلاقات الأميركية السعودية في أفضل حالاتها، وهو ما تحتاجه السعودية في هذه المرحلة.
الشأن الحكومي الذي كان ينتظر التطورات المتوقعة من زيارة ماكرون للرياض، بدا جامداً بلا حراك، بينما الحراك الوحيد لسعر الدولار ولأسعار السلع صعوداً مع أحاديث عن دراسات موثقة لقرب ساعة الانهيار الكبير، وهو ما يتحرك المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لمحاولة تفاديه بمبادرات ومساعٍ ترجمتها زيارته لبكركي، حيث قالت مصادر متابعة لموقف بكركي إنها تبدو أقدر على التحرك بعدما أعادت ترسيم مواقفها وطروحاتها على خطوط تأخذ بالاعتبار المتغيرات الدولية والإقليمية، التي تشير لتراجع فرضيات التصادم الأميركي الإيراني لحساب التسويات والتفاهمات، وقالت المصادر إن بكركي التي كانت تسعى لإقامة توازن بوجه حزب الله في ظل التجاذب الحاد الأميركي الإيراني عبر دعوات الحياد والتدويل، شرحت مبادراتها بلسان البطريرك بشارة الراعي على قاعدة لا تستفز حزب الله وتفتح معه قنوات الحوار، ما يسهل مهمة بكركي الحكومية، ويعقد مهمة بعض الصاعدين الى بكركي لدفعها للتصعيد، الذين يبدون في غربة عن موقف بكركي بنسخته المعدلة، بينما قد يكون المخرج الحكومي الممكن في ظل مد الجسور بين بكركي وحزب الله، عبر لوائح تعدّها بكركي لبعض أسماء الوزراء بما يضمن عدم تشكل الثلث المعطل، ويضمن عدم وضع اليد من غير المسيحيين على المواقع المسيحية، كمطلبين لكل من الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، على ان يختار رئيس الجمهورية منها ثلاثة أسماء يختار منها الرئيس المكلف اسماً.
وفيما تراجع الملف الحكومي إلى أسفل سلم الأولويات، برزت الحركة السياسية باتجاه الصرح البطريركي من قوى سياسية متعددة تتوسع اليوم عبر تنظيم زيارات لوفود شعبية إلى بكركي لتأييد ودعم مواقف الكنيسة المارونية الأخيرة.
وفيما أشار زوار بكركي لـ»البناء» إلى أن «كلام البطريرك عن المساعدة الدولية للبنان لا يعني التدخل في الشؤون الداخلية للبنان ولا يعني الاستقواء بالخارج ضد فئة معينة ولا إخضاع لبنان للفصل السابع، بل الهدف دعوة لعقد مؤتمر دولي لحث الأطراف الداخلية على تأليف الحكومة والعمل على تأمين حشد دولي لدعم لبنان مالياً لإنقاذه من أزماته المتفاقمة». تخوفت مصادر سياسية من أهداف الحملة السياسية والإعلامية لاستدراج تدخل خارجي في شؤون لبنان وصولاً إلى طرح الموضوع أمام الأمم المتحدة كما فعلت القوات اللبنانية والتي تحمل في طياتها دعوة لصدام داخلي وتوتير الوضع الأمني والسياسي أكثر. وأشارت المصادر لـ»البناء» إلى أن «التدويل سيؤدي إلى الفدرالية والتقسيم واستدراج انتداب دولي جديد لا يزال لبنان يعاني من أنواعه وأشكاله منذ عهد المتصرفية والحكم العثماني إلى الانتداب الفرنسي مروراً بالاحتلال الإسرائيلي للبنان»، مشددة على أنه «لا يمكن عزل لبنان عن محيطه العربي والقومي والجغرافي ووضعه تحت وصاية دولة». وحذرت المصادر من «توجه لافتعال مشاكل داخلية وتوترات طائفية وأزمات اجتماعية ومعيشية لنقل صورة للخارج بأن لبنان مهدّد بأمنه واستقراره ولا يستطيع حكم نفسه وحلّ أزماته ودفع بعض الدول الغربية لإثارة التدويل في مجلس الأمن الدولي»، لكن المصادر أكدت بأن «هذا المشروع لن يمرّ فهناك توازنات داخلية وإقليمية ودولية جديدة أفرزتها الأحداث خلال العقد الماضي لا تسمح بمرور أيّ من هذه المشاريع».
الاخبار: راوول نعمة يسرق لقمة الفقراء: ربطة الخبز إلى 3000 ليرة
كتبت الاخبار تقول: لم يكد سكان لبنان يستوعبون زيادة سعر ربطة الخبز إلى ٢٥٠٠ ليرة، حتى بدأ وزير الاقتصاد راوول نعمة التحضير لزيادتها مرة أخرى. هذه المرة هدفه الوصول إلى سعر ٣٠٠٠ ليرة، ويتوقع أن يعلن ذلك رسمياً الأسبوع المقبل. الحجة دائماً حاضرة: الزيادة العالمية في أسعار القمح وارتفاع سعر الدولار الذي يؤثر على نسبة الـ١٥ في المئة التي يدفعها المستوردون من سعر القمح، وعلى أسعار باقي المكوّنات التي تدخل في صناعة الخبز. هذه المرة يحمل معه سبباً جديداً وهو رفع الدعم عن السكر، ما أدى إلى «تكبّد» الأفران تكاليف إضافية.
هكذا هو راوول نعمة. عينه على لقمة الفقراء. لا يجد غيرها لينقضّ عليها، ظاناً أنها ستُنقذ الاقتصاد الذي ساهم هو وشركاؤه السياسيون والمصرفيون في انهياره. أما الاحتكارات والوكالات الحصرية التي تنهش الاقتصاد المسؤول هو نفسه عن استقراره فلا تعنيه. ببساطة، وخلال أشهر قليلة رفع وزير الاقتصاد سعر ربطة «الخبز العربي» إلى الضعف، علماً أن القمح لا يزال مدعوماً على سعر ١٥٠٠ ليرة. وهذا القمح يُستعمل لصناعة منتجات أخرى غير محددة السعر رسمياً، ما يحقق هوامش ربح ضخمة لكارتيل الأفران الذي يحميه وزير الاقتصاد بدلاً من أن يشدد الرقابة عليه، لما يُشكّله الخبز من مادة أساسية في حياة الناس. دعم القمح هو الأقل كلفة بين كل السلع المدعومة الأخرى. ما يزيد قليلاً عن 100 مليون دولار يدفعها مصرف لبنان لدعم هذه المادة. لكنه في المقابل يدفع نحو ثلاثة مليارات دولار لدعم المحروقات، التي يستفيد منها الأثرياء أكثر من الفقراء.
الخبز الأبيض للفقير. وهو لذلك سلعة استراتيجية، يشكل المسّ بها مساً بالأمن الاجتماعي للناس. هذا في المطلق، فكيف إذا كان الواقع مأساوياً، وإذا كانت نسب البطالة ترتفع بشكل مطّرد، والقدرة الشرائية حتى للذين حافظوا على دخلهم قد انهارت؟ كل ذلك ليس مهماً بالنسبة إلى وزير الاقتصاد. المهم أنه قرر. وعلى طريقة وزير الصحة حمد حسن، قراره سيادي. لكنه حكماً لا يقدّر تداعياته.
لأنه عُيّن بالصدفة وزيراً للاقتصاد، ظنّ نعمة أن بإمكانه نحر الناس. لكن مع ذلك ليس وحده المسؤول. رئيس الحكومة مسؤول أيضاً عن هكذا قرار وعن نتائجه. الحكومة كلها مسؤولة. خاصة أن أعضاءها يدركون أن الهدر الفعلي يتمثل في دعم المحروقات، بنزين ومازوت، حيث يذهب معظمه إلى غير مستحقيه. في القمح لا يحصل ذلك. وإن حصل فبهامش ضيّق. وحتى مع افتراض أن نسبة الهدر هي نفسها في البنزين والقمح، فإن ذلك يعني أن المليون دولار التي تُهدر هنا يقابلها هدر ١٠ ملايين دولار هناك.
على المقلب الآخر لغياب المسؤولية، تستمر القوى السياسية بالمقامرة بمصير البلد والناس، من خلال التعامل مع ملف تشكيل الحكومة كأنه تفصيل غير مهم في الحياة السياسية اللبنانية. ولولا تصريحات إثبات الوجود التي تظهر كل حين، لما انتبه أحد إلى أن لا حكومة. حتى المساعي التي تجري لترميم الهوة السحيقة بين بعبدا وبيت الوسط غالباً لا تزال حذرة.
إبراهيم يسعى لترتيب العلاقة بين بكركي و«الثنائي»
وإذا كانت بكركي قد توجّهت إليها الأنظار أمس على خلفية التحضير لمسيرة يوم السبت، فقد شهدت أيضاً حراكاً مرتبطاً بالحكومة. حيث تلقّى البطريرك بشارة الراعي اتصالاً من كل من الرئيس سعد الحريري والنائب جبران باسيل. كما استقبل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي قال بعد اللقاء إنه تحدّث مع الراعي عن موضوع تشكيل الحكومة حيث «أتولى أنا جزءاً من المساعي وغبطته يتولى الجزء الآخر، لذلك لا بد من التلاقي من حين إلى آخر لاستكمال الجهود على أمل أن تتحسّن الأمور».
وعلمت «الأخبار» أن زيارة إبراهيم لبكركي استهدفت شرح موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من موضوع الحكومة، والاستفسار من البطريرك عن شأن عقدة التمثيل المسيحي. وبينما كان الراعي من المطالبين باجتماع الحريري مع باسيل، جرى التباحث في إمكانية حل هذه المعضلة، خاصة أن الحريري اجتمع مع كل الأطراف السياسية المعنية بتشكيل الحكومة، رغم إنكاره ذلك. فالجميع يعلم أن المداولات بينه وبين ثنائي حزب الله وحركة أمل لم تتوقف، كما أن الأسماء الدرزية التي طُرحت في الصيغ الحكومية كان جنبلاط إمّا مشاركاً في وضعها أو مؤيداً لها.
إبراهيم الذي تقول مصادر مطلعة إن «زيارته لبكركي هي مبادرة فردية»، يحاول وفق المصادر ذاتها «ترتيب العلاقة بين بكركي والبيت الشيعي، خاصة بعد الالتباس الذي أثارته المطالبات بتدويل الأزمة». صحيح أن «حزب الله لم يتخذ موقفاً علنياً من هذه الدعوة، إلا أن كلمة الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله كانت واضحة، وأن البلبلة التي أثيرت في ما بعد على وسائل التواصل تعكس حجم التشنّج في لحظة حساسة أمنياً وسياسياً».
النهار: أسبوع بكركي يملأ الفراغ ويتوّج شعبياً
كتبت صحيفة “النهار” تقول: على رغم انعدام أي افق عملي وواضح لفتح المسار المعطل والمقفل لتأليف الحكومة الجديدة وسط القطيعة المتجددة بين قصر بعبدا وبيت الوسط، اتخذ جانب من الحركة الاستثنائية الكثيفة التي تشهدها بكركي وبعض الاتصالات واللقاءات التي جرت مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي طابع محاولة متقدمة جديدة لاختراق الانسداد في المسار الحكومي. واذا كانت كفّة استبعاد توقع أي تطور جدي إيجابي لجهة ردم الهوة الواسعة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لا تزال راجحة بشكل شبه كامل، فان ذلك لم يحجب الدلالات التي اكتسبها الاتصال المباشر الذي اجراه الرئيس سعد الحريري امس بالبطريرك الراعي وتركز الكلام خلاله على الازمة الحكومية ومن ثم الزيارة اللافتة التي قام بها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم عصر امس لبكركي في سياق تحركه أيضا على المسار الحكومي. وجاءت محاولات تحريك ملف الانسداد الحكومي في وقت تواصلت فيه الحركة التصاعدية الكثيفة التي تشهدها بكركي هذا الأسبوع بحيث اتسعت لمروحة واسعة من القوى السياسية والحزبية التي لم يكن توافدها الى بكركي أمراً عابراً. واذا كان الموقف المحوري من هذه الحركة اللافتة يتصل بالتعبير عن الاتجاهات المختلفة من موضوع دعوة البطريرك الراعي الى مؤتمر دولي من اجل لبنان، فان ذلك لا يحجب الأهمية الكبرى أيضا لجانب اخر من المشهد تظهر معه بكركي كأنها المرجعية الأساسية التي تملأ الخواء الكامل والعجز القاتل اللذين باتا يطبعا واقع العهد والسلطة والسياسة عموما في لبنان. ففي الساعات الـ 48 الأخيرة وحدها تقاطرت الى بكركي وفود من تكتل “الجمهورية القوية” و الحزب التقدمي الاشتراكي و”تكتل لبنان القوي” و”لقاء سيدة الجبل” و”التجمع الوطني” و”حركة المبادرة الوطنية” فيما تجري الاستعدادات الكثيفة لتجمع شعبي كبير بعد ظهر السبت في باحة الصرح البطريركي في بكركي تعبيرا عن التأييد لمواقفها وتوجهاتها الوطنية السيادية. وتستعد قوى عدة وأبرزها القوى والأحزاب المسيحية التي كانت منضوية تحت لواء تحالف 14 آذار لحشد مناصريها في هذا التجمع ولا سيما منها أحزاب القوات والكتائب والأحرار الى العديد من الجماعات التي انخرطت في انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 .
الديار: اسرائيل تخطط لضرب”الصواريخ الدقيقة” : حزب الله نجح في التحايل التكنولوجي “حج” سياسي الى المرجعيات الروحية “لملء الفراغ” الحكومي…”حركة بلا بركة” عون يبحث عن مخارج لالغاء “التكليف” ورهان بكركي على جذب انتباه الخارج !
كتبت صحيفة “الديار” تقول: تملأ الكتل النيابية، والمسؤولون في الدولة، “الفراغ” السياسي والاخلاقي في البلاد بحراك دون افق جدي باتجاه المرجعيات الروحية وبكركي الباحثة عن مخارج للازمة السياسية خارج الحدود دون اي مؤشرات خارجية ملموسة تشير الى وجود اهتمام الحد الادنى ببلد يعتقد ساكنوه انهم محور الكون، فيما يراهن البطريرك على جذب الانتباه الدولي والاقليمي لطروحاته بعدما تتبلور صيغة تفاهم اقليمية ودولية في المنطقة.
وفيما يغرق السياسيون في لبنان في “مستنقع” التفاهة السياسية، ويواصلون الرقص فوق “جثث” ضحاياهم غير آبهين بمصير البلاد الغارقة في العتمة، والجوع، والفوضى،ويترك المواطنون لمواجهة مصيرهم في مواجهة حفنة من التجار والحرامية المتواطئين مع منظومة رسمية فاسدة حيث تستمر عملية النهب المنظم لما تبقى من مدخراتهم. ولم يكن ينقص هذا المشهد السوداوي، الا “العنتريات” الفارغة المثيرة للقرف، والاشمئزاز، والشفقة في آن واحد على خلفية “تهريبة” اللقاحات الى المجلس النيابي والقصر الجمهوري، ليكتمل معها مشهد السباق المحموم بين الانهيار الاقتصادي والمالي والسقوط الاخلاقي والصحي.
في المقابل تسابق اسرائيل الزمن انتخابيا، وسط قلق متنامي من تاليف حكومة يمينية متطرفة فوق “الجثة” السياسية لبنيامين نتانياهو، وتزامنا مع “هلع” من سياسة الرئيس الاميركي جو بايدن ازاء الملف النووي الايراني، عاد ملف الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله الى الواجهة من جديد من دخول قيادات عسكرية وامنية على خط الدعوة الى التحرك سريعا للتخلص من خطر محدق بات يطال الامن الاستراتيجي الاسرائيلي، واذا كانت ثمة حرص على عدم التهور في مقاربة هذا الملف الى ان الجديد كان في الدعوة الى استغلال اي “ظرف مناسب” لتوجيه ضربة موضوعية لهذا السلاح الذي يأتي في مرتبة ثانية في خطورته بعد السلاح النووي الايراني!..فهل يدرك من يتولى المسؤولية اليوم طبيعة المرحلة الصعبة المقبلة حيث يعاد رسم التحالفات والخرائط في المنطقة؟
مواجهة “الصواريخ الدقيقة”
إذا اجتاز حزب الله حافة كمية أو نوعية السلاح الدقيق، فسنكون مطالبين بالعمل حياله. هذا قرار ثقيل ولكن لن نتمكن من الفرار منه، كلام للعميد عيران نيف، رئيس شعبة أساليب القتال والحداثة في الاحتلال الاسرائيلي، نشرته صحيفة “اسرائيل هايوم” المقربة من نتانياهو بالامس، وفيه تقديرات عسكرية بضرورة التحرك العاجل لمعالجة هذه المعضلة التي تؤرق اسرائيل.
وفي تقرير صحافي ينشر في ملحق السبت تحت عنوان مشروع الدقة لدى حزب الله، يقول نيف: “فضلاً عن النووي الإيراني، هذا هو التهديد الأكبر على إسرائيل اليوم. هذا هو الحدث. وعليه تجرى تقويمات الوضع. هذا هو السيناريو في المناورات. كل شيء موجه إلى هناك. وفي هذه الأثناء، نحاول العمل بطرق إبداعية أخرى لا تسمح لهم بالوصول إلى نقطة اللاعودة”.
اللواء: يوم البحث عن الحكومة: دعوة للجم الإنقسام بانتظار الإنفراج! بكركي تحتج على تجاوز دورها بالاتصال مع السفير البابوي.. وتبريرات انقطاع الكهرباء تؤكد عقم المعالجات
كتبت صحيفة “اللواء” تقول: يمكن وصف يوم أمس، بأنه يوم البحث عن الحكومة قبل ثلاثة أيام فقط، من نهاية شباط الجاري، أي بعد مرور أكثر من 130 يوماً على صدور مرسوم تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف حكومة جديدة في 22/10/2020، اصطلح على وصفها بـ”حكومة مهمة” من اخصائيين، أي غير حزبيين، تحظى بقبول المجتمع الدولي، من أجل توفير المساعدات الضرورية، لمنع انهيار البلاد، بعد تجاوز كل الأزمات المالية والنقدية والخدماتية كل الخطوط الحمر..
بمواكبة فرنسية، تحرك المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، فزار بكركي مرتين صباحاً ومساءً، من أجل تدوير الزوايا، والدمج بين سلسلة الطروحات المتداولة، من مبادرة الرئيس نبيه برّي إلى فتح الباب امام البحث في عدد الوزراء، في محاولة للتفاهم على خرق ما، والتوصل إلى انفراج الوضع، بعد الانسداد الخطير، الذي ضرب هذه العملية الدستورية.
وكشف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم انه بحث موضوع تشكيل الحكومة مع البطريرك الراعي، وقال: أنا اتولى جزءاً من المساعي، وغبطته يتولى الجزء الآخر.
وفي المعلومات ان إبراهيم يُشدّد على الحد من التجاذبات لتمرير المرحلة بأقل انقسام ممكن.
الجمهورية: التأليف ينتظر ضغط بكركي… والراعي وابراهيم يتقاسمان مساعي التوفيق
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: ظلت بكركي الحدث السياسي أمس حيث خطفت الأضواء السياسية والإعلامية في حركة لقاءات ومواقف معظمها مؤيّد دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى عقد مؤتمر دولي لإنهاء التعثُّر الذي يواجه قيام الدولة بدورها ومسؤولياتها. وسيشكل غداً تتويجاً لهذه الحركة في ظل تظاهرة شعبية دعت إليها منظمات وجمعيات مدنية وتلقى تأييداً من الأحزاب القريبة من الصرح البطريركي. وتكمن أهمية هذه التظاهرة في رمزيتها لجهة انها الأولى من نوعها منذ زمن بعيد تحت عنوان سياسي واضح، وستخضع للمراقبة والتقييم الدقيقين، إن لجهة حجمها، أو لناحية الخطوة التي ستليها وما إذا كانت ستقف عند هذا الحد أم ستكون فاتحة لتظاهرات أخرى، وما بينهما المواقف التي سيطلقها الراعي، وطريقة تعامل القوى السياسية مع هذا التطور الآخذ في التفاعل.
وفي الوقت الذي تتصدّر فيه بكركي المشهد السياسي يكاد الحدث الحكومي يغيب تماماً عن الصورة، فلا اتصالات بارزة معلنة، ولا زيارة جديدة مرتقبة للرئيس المكلف سعد الحريري لرئيس الجمهورية ميشال عون، فيما الوساطات شبه مجمدة مبدئياً بفعل وصول سعاة الخير إلى الحائط المسدود بين الشروط والشروط المضادة، ولا يبدو انّ اقتراح توسيع الحكومة من 18 إلى 20 وزيراً كمخرج سلك طريقه نتيجة رفض الحريري البحث فيه، فيما الأجواء التي تنقل عن بعبدا تدلّ الى وجود أزمة ثقة عميقة مع “بيت الوسط” يصعب ترميمها لبناء تعاون مشترك.