من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الأمريكية إن عدد الأمريكيين الذين فارقوا الحياة بسبب فيروس كورونا المستجد، يفوق عدد من سقط منهم في ميادين القتال في الحربين العالميتين الأولى والثانية وحرب فيتنام مجتمعين، وذلك فيما توشك حصيلة وفيات كوفيد-19 في أمريكا على تجاوز حاجز النصف مليون وفاة.
وذكرت أنه عندما وصل فيروس كورونا إلى الولايات المتحدة، توقع عدد قليل من خبراء الصحة العامة أن يرتفع عدد الوفيات ليصل إلى هذا المستوى الرهيب.
وأشارت إلى إحاطة صحفية بالبيت الأبيض في 31 مارس 2020، أعلن فيها الدكتور أنطوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في البلاد، والدكتورة ديبورا بيركس، التي كانت مسؤولة عن تنسيق الاستجابة لأزمة فيروس كورونا آنذاك، عن توقع صادم؛ وهو أنه “حتى مع إصدار أوامر صارمة بالبقاء في المنزل، قد يقتل الفيروس ما يصل إلى 240 ألف أمريكي، وبعد أقل من عام، قتل الفيروس أكثر من ضعف هذا العدد”.
نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا أعده جون واريك، قال فيه إن وثائق لدى الأمم المتحدة كشفت تفاصيل خطة لاستخدام أسلحة أمريكية الصنع من مروحيات قتالية وغير ذلك للهجوم على الحكومة الشرعية في طرابلس.
وقال التقرير إن وحدة الكوماندوز التي تم استئجارها وهبطت في مطار بنغازي في حزيران/ يونيو 2019 رتبت وبطريقة منظمة لشراء الأسلحة والأدوات الضرورية للهجوم على الحكومة في طرابلس.
وحصل الفريق على طائرات مسيرة وقوارب حربية قابلة للنفخ السريع ومركز قيادة متحرك وحتى نظام تشويش على اتصالات العدو.
ولفت التقرير إلى وجود “مروحيات قتالية ثلاث طراز إي أتش-1أف مزودة برشاشات وقاذفات صواريخ قدمتها الولايات المتحدة إلى الأردن قبل سنوات عدة. وسافر قادة العملية إلى العاصمة الأردنية عمان على اعتقاد بأنهم حصلوا على صفقة“.
وفي تقرير عن وضع العملية كتب أحد أعضاء الكوماندو أن الطائرات كانت جاهزة وبانتظار تحميلها على طائرات نقل من الأردن باتجاه ليبيا، حيث ينتظرها “فريق جاهز للعمل خلال أسبوع” بحسب التقرير.
وقال التقرير “إن تدخلا أردنيا وقع في اللحظات الأخيرة للعملية من طرف مسؤولين أردنيين وهو الذي منع نقل الطائرات إلى بنغازي، التي يسيطر عليها المتمردون في شمال شرق ليبيا“.
ولفت التقرير إلى أنه في حال وصلت الطائرات فإنها “أدت إلى حرف مسار الهجوم العسكري الذي كان يعد له ضد الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس وتدعمها الولايات المتحدة رسميا“.
ويقول واريك إن مجموعة من الوثائق التي حصل عليها محققو الأمم المتحدة عبر تحقيق استمر 18 شهرا تلقي الضوء على المحاولة غير العادية في ،2019 لشركات التعهدات الأمنية إدخال عناصر من الخبرة العسكرية الغربية والأسلحة نيابة عن زعيم التمرد في الشرق خليفة حفتر الذي كان يحاول السيطرة على البلد بمساعدة من مصر والإمارات العربية المتحدة وروسيا.
ويقدم التقرير صورة مؤكدة عن انتشار السلاح، تحاول إدارة جوزيف بايدن التعامل معها: وهي تدفق السلاح الأمريكي والمعدات إلى محاور الحرب في الشرق الأوسط وبدعم من حلفاء الولايات المتحدة والمرتزقة.
ومن بين خطوط التحقيق التي تابعها المحققون في الأمم المتحدة دور إريك برينس، مؤسس شركة التعهدات الأمنية سيئة السمعة “بلاك ووتر” والمتعهد العسكري السابق الذي يزعم المحققون أنه حاول استخدام تأثيره لتأمين نقل الأسلحة إلى ليبيا.
ويعتبر أي نقل للأسلحة الأمريكية الصنع إلى طرف ثالث خرقا لقرار حظر تصدير السلاح إلى ليبيا وشروط مبيعات السلاح التي تغطي الصفقات الأمريكية الأجنبية.
لكن المحققين في الأمم المتحدة يقومون بفحص حالات وصلت فيها أسلحة أمريكية من عدة أنواع ومعدات متقدمة مثل طائرات النقل العسكري سي-17 وصواريخ غافلين المضادة للدبابات إلى اليمن أو ليبيا، وذلك بحسب مسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين على معرفة بالتحقيق الأممي.
وتمت متابعة بعض الأسلحة للحكومات التي حصلت عليها من الولايات المتحدة. ولكن العقود غالبا ما تتم عبر وسطاء يحاولون الإثراء من الحروب الأهلية وحركات التمرد في جنوب آسيا وشمال أفريقيا.
وقال ويليام لورنس، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية الذي عمل في طرابلس: “هذا هو الغرب المتوحش من شبكات الجريمة وتجار السلاح الذي يقدمون الأسلحة وينتهكون كل القواعد والأعراف الدولية” و”تعتبر ليبيا رمزا للمشكلة“.
بعد وقوع هجوم صاروخي على السفارة الاميركية في بغداد العام الماضي، جددت ادارة الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب تهديداتها بسحب دبلوماسييها من العراق. تمت مناقشة رد عسكري ضد ايران في حينها، وحذر البيت الابيض من رد صارم “اذا ما قتل أميركي واحد” ولم يُقتل احد .
كما لم يُقتل أي اميركي في ضربة مشابهة وقعت هذا الاسبوع ضد قاعدة عسكرية اميركية في مطار اربيل شمالي العراق، والتي اتهم فيها مسؤولون فصيلا مسلحا مدعوما من ايران.
متعاقد محلي واحد قتل في الهجوم مع جرح جندي اميركي واحد وعدة متعاقدين آخرين، مما دفع ذلك بوزير الخارجية الاميركي انتوني بلنكن، الى وصف شعور الولايات المتحدة بانها “غاضبة“.
لكن من جانب آخر كانت حدة رد فعل ادارة الرئيس الأميركي جو بايدن على وابل الصواريخ في اربيل متناقضة بشكل حاد مقارنة بردة فعل حملة ادارة ترامب المروج لها ضد ايران، والتي دائما ما تضع العراق في مرمى النيران .
هذا الموقف اثار تساؤلا في كل من واشنطن وبغداد: ما هي خطوط بايدن الحمراء عندما يتعلق الامر بردة الفعل على هجمات من فصائل مسلحة تستهدف أميركان في العراق؟.
دبلوماسيون ومسؤولون عسكريون قالوا ان هدف بايدن الاكبر هو تهدئة العداوات بين الولايات المتحدة وايران والفصائل المسلحة التابعة لها في المنطقة، بضمنها العراق، والسعي من جانب آخر الى العودة للمسلك الدبلوماسي مع طهران. تقدمت الولايات المتحدة هذا الاسبوع بدعوة لفتح صفحة تفاوض جديدة مع ايران لتحجيم برنامجها النووي .
ويأتي الجهد لهذا التقارب بينما ركزت ادارة بايدن نظرها في نفس الوقت على فصائل مسلحة معينة في العراق يعتقد مسؤولون بانها تعمل بدعم من طهران، او ربما بأوامر منها، وقال مسؤولون ان هجمات ضد أميركان من قبل ايران او اتباعها قد تقوض الهدف الدبلوماسي الاوسع .
وقد تؤدي هذه الهجمات ايضا الى محاولة جديدة من الولايات المتحدة لاقناع العراق بان يتنحى بعيدا عن ايران، مع الحفاظ على الروابط الروحية والاقتصادية والثقافية بينهما، مقابل عرض محفزات له بدلا من تهديدات . نيد برايس، متحدث عن الخارجية الاميركية، قال بعد هجوم أربيل: “من اجل ان تحافظ أميركا على قيمنا ومصالحنا حول العالم، فيتطلب علينا ان نكون متواصلين ومندمجين مع العالم. وبالطبع فان انشغالنا مع بعض الاماكن في العالم تحمل لنا مخاطر اضافية”. وقال مسؤولان في وزارة الدفاع الاميركية، انه لم يجر نقاش لدى القيادة المركزية في البنتاغون عن أي رد عسكري محدد للهجوم الصاروخي في اربيل الاثنين في وقت تحقق فيه السلطات الاميركية والعراقية من الذي نفذ الهجوم. كل من وزير الخارجية بلنكن ووزير الدفاع لويد اوستن، تحدثا مع نظيريهما في العراق عارضين المساعدة في التحقيق .