من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم أن المشرعين الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي مهدوا الطريق أمام موافقة الحزب على مشروع القانون الذي قدمه الرئيس جو بايدن لتعزيز جهود الاستجابة لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” بقيمة 1.9 تريليون دولار .
وقالت الصحيفة إن تصويت مجلس النواب مهد الطريق أمام مجلس الشيوخ لتمرير حزمة الإغاثة بأغلبية بسيطة، والتي من المحتمل أن تتم في وقت لاحق من الأسبوع القادم، وستسمح للديمقراطيين بكتابة مشروع القانون ليصبح قانونًا وتمريره في النهاية دون الحاجة إلى أصوات الجمهوريين.
وتتضمن الخطة مجموعة واسعة من الإجراءات، بما في ذلك إصدار شيكات بقيمة 1400 دولار وإعانات بطالة ممتدة وزيادة الحد الأدنى للأجور الفيدرالية إلى 15 دولارًا في الساعة، بالإضافة إلى تحويل 160 مليار دولار لصالح توزيع القاحات وإجراء الاختبارات المعملية.
كشف مسؤولون في الإدارة الأمريكية أن الرئيس جو بايدن يعتزم تجميد خطط سحب القوات الأمريكية من ألمانيا وأنه أصدر توجيهاته لوزارة الدفاع “البنتاجون” بمراجعة وضع القوات الأمريكية في جميع أنحاء العالم.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن هذه الخطوة توقف خطة إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والتي اعتبرها العديد من خبراء الأمن القومي “عقابية”.
وأفادت بأن خطة ترامب كانت قد أثارت حفيظة القادة الأوروبيين وأثارت غضب المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين الذين ينظرون إلى وجود القوات الأمريكية في أوروبا، وخاصة في ألمانيا، باعتباره حجر الزاوية لنظام ما بعد الحرب العالمية الثانية.
كتب فرانشيسكو تورو مقالة في صحيفة واشنطن بوست قال فيها إن إدارة الرئيس جو بايدن قد ورثت سياسة فنزويلا الفاشلة تماماً عن إدارة الرئيس دونالد ترامب. ودعا الإدارة الجديدة إلى اتباع نهج جديد مع كاراكاس، بحيث يكون الهدف خلال العامين المقبلين ليس تغيير النظام بل حضه على تغيير سلوكه، بحيث تتم مقايضة حكومة الرئيس نيكولاس مادورو بمزايا اقتصادية ودبلوماسية في مقابل تحسين سجلها في مجالي حقوق الإنسان والديمقراطية، مذّكراً بسيطرة واشنطن على أصول فنزويلا وكونها السوق الأساس لنفطها.
وقال الكاتب “إن حكومة نيكولاس مادورو قد وصلت إلى عام 2021 متماسكة بالكامل، وإن كانت على قمة اقتصاد ومجتمع مدمرين. فالتحدي الذي بدأ قبل عامين خلف راية زعيم المعارضة خوان غوايدو، الذي تواصل الولايات المتحدة الاعتراف به كرئيس مؤقت شرعي، قد فشل بشكل واضح“.
وأضاف الكاتب أن نهج إدارة ترامب الصاخب قد جاء بنتائج عكسية، مما دفع نظام مادورو إلى تحالف أوثق مع طهران وموسكو وبكين. كما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الموجودة مسبقاً والتي شهدت فرار 5.5 مليون فنزويلي إلى البلدان المجاورة.
وأشار الكاتب إلى أن “إعادة دمقرطة فنزويلا هي الهدف النهائي للسياسة الأميركية ويجب أن تظل كذلك. ولكن نظراً للظروف الميدانية الحالية فمن غير المرجح أن يتم ذلك على المدى القصير أو المتوسط. فخلال العامين المقبلين يجب ألا يكون الهدف تغيير النظام بل حثه على تغيير سلوكه“.
وزعم أن “الالتزام الأيديولوجي الأول والوحيد للنظام الفنزويلي هو بقاؤه. في الواقع الحفاظ على وجوده في السلطة هو المهمة الوحيدة التي أثبت كفاءته فيها. وباعتباره وريثاً – عن طريق هافانا – للعقلية السوفياتية القديمة في الشؤون الدولية فهو مستعد للتكيّف مع أي ترتيب تقريباً طالما أن هذا الترتيب متوافق مع استمراره في السلطة. فمثل هذه الأنظمة لا يمكن أن تشارك في حوار حقيقي. يرى نظام مادورو المفاوضات على أنها مجرد سلاح آخر في حربه التي لا تنتهي ضد أعدائه. مثل هذه الأنظمة لا يمكن أن تشارك في حوار حقيقي. يرى نظام مادورو المفاوضات على أنها مجرد سلاح آخر في حربه التي لا تنتهي ضد أعدائه. إنه يعرف كيف يستخدم نسخاً رقيقة من الحوار لتقسيم الخصوم أو اللعب للحصول على الوقت، لكنه لا تعرف كيف يتفاوض“.
ودعا الكاتب الولايات المتحدة إلى تجاهل نغمة “المحادثات”. وقال إن واشنطن قد أخطأت بالفعل في الانغماس في عمق السياسة الضيقة لفنزويلا. إنها خطوة حمقاء. إذ إن طريقة التعامل مع “التشافيزية” لا تتمثل في التفاوض معها بل بالتقدم نحوها بكلمات مدعومة بحقائق غير قابلة للطعن وفق قاعدة جورج كينان (مهندس الحرب الباردة الذي دعا لاحتواء الاتحاد السوفياتي). وقال إن لدى أميركا عدداً كبيراً من الحقائق الصلبة التي يمكنها طرحها على طاولة المفاوضات. إذ يقع مقر الأصول الرئيسية للدولة الفنزويلية في الولايات المتحدة – لا تزال المعرفة الهندسية والإمدادات الصناعية والآلات لا يمكن الاستغناء عنها في منع صناعة النفط الفنزويلية من التدمير إلى التوقف التام. سيكون الوصول إلى أسواق رأس المال والأنظمة المصرفية الأميركية ذا قيمة كبيرة لعمل النظام الفنزويلي، ولم تجد حكومة مادورو مطلقاً سوقاً بديلاً عملياً لصادراتها من الطاقة. بهذا المعنى، إن نفوذ واشنطن قوي.
وأضاف الكاتب أنه بدلاً من التفاوض، يجب على الولايات المتحدة أن تقدم لمادورو، بشكل خاص، سلسلة من المقايضات الواضحة، المصممة بعناية لحض حكومته على تغيير سلوكها. وعلى وجه التحديد، يجب على واشنطن التحرك لتقديم أصول دبلوماسية يقدرها النظام في مقابل تحسينات محددة يمكن التحقق منها في ممارساته في مجال حقوق الإنسان.