هل ما زال تحالف «عاصفة الحزم» قائماً؟ حميدي العبدالله
تقترب الحرب العدوانية على اليمن من استكمال أسبوعها الثالث، وإذا كانت هذه الحرب بعد مرور كلّ هذا الوقت الطويل نسبياً في حسابات الرهان على تحقيق بعض الأهداف، باتت أمام منعطفات خطيرة، فإنّ السؤال الهامّ الذي يُطرح مع اقتراب دخول الحرب أسبوعها الرابع يكمن في ما إذا كان التحالف الذي عبّرت عنه «عاصفة الحزم» لا يزال قائماً؟
عند انطلاق الحرب على اليمن أعلن رسمياً أنّ عشر دول تشارك في هذه الحرب، والدول العشر هي خمس من دول مجلس التعاون الخليجي الستّ، لأنّ سلطنة عمان نأت بنفسها منذ البداية عن هذه الحرب، والأردن والسودان ومصر وتركيا وباكستان.
وكان واضحاً أنّ الرهان كان معقوداً بالدرجة الأولى على ثلاث دول من أصل الدول العشر التي أعلن عن مشاركتها في تحالف «عاصفة الحزم»، والدول الثلاث هي دول الثقل السكاني، أيّ مصر وباكستان وتركيا. ويبدو أنّ تراجع السعودية عن مواقفها من جماعة «الإخوان المسلمين» جاء في سياق خلق مناخ سياسي يساعد على ولادة تحالف «عاصفة الحزم»، ولا سيما لجهة جذب قطر أولاً، ومن خلال قطر جذب تركيا بوزنها العسكري والبشري، ولهذا بادرت حكومة المملكة السعودية إلى توجيه انتقادات حادّة إلى الحكومة المصرية لموقفها من جماعة «الإخوان المسلمين»، وأوعزت إلى بعض وسائلها الإعلامية للتلويح بأنّ استمرار الدعم المالي والسياسي السعودي لنظام الرئيس السيسي مرهون بمراجعة موقفه من جماعة «الإخوان المسلمين»، وواضح أنّ هذا الموقف كان لإرضاء قطر وتركيا، لأنّ التخطيط لشنّ عمل عسكري ضدّ اليمن لم يكن وليد اللحظة، وعلى الأقلّ بدأ التفكير بهذا الخيار منذ وصول الملك سلمان إلى عرش المملكة.
لكن مع اقتراب دخول الحرب أسبوعها الرابع لا يبدو أنّ السعودية قد نجحت في الحصول على دعم الدول الثلاث التي كان الرهان معقوداً عليها. فالرهان على رئيس وزراء باكستان نواز شريف الذي كان لاجئاً سياسياًً في السعودية لم يكن رهاناً في محله، لأنّ توازنات الحكم في هذه الدولة أكبر من أيّ حزب سياسي حاكم، فكيف الحال إذا كان هذا الحزب لا يمثل أكثرية كبيرة داخل البرلمان.
وكان واضحاً، وحتى قبل التصويت في البرلمان الباكستاني على مبدأ المشاركة في الحرب على اليمن، أنّ الإعلان السعودي عن وجود باكستان كطرف في تحالف «عاصفة الحزم» كان أمراً سابقاً لأوانه، وجاء تصويت البرلمان ليبدّد كلّ الآمال على مشاركة هذه الدولة.
تركيا هي الأخرى كانت متردّدة في الاشتراك في التحالف لأسباب كثيرة أبرزها، موقفها من مصر ودولة الإمارات العربية.
أما مصر التي أعلن في اليوم العاشر فقط على بدء الحرب، أنّ طائراتها شاركت في هذا اليوم بقصف أهداف داخل اليمن، فإنّ مواقفها لا تزال غامضة وغير واضحة واحتمال مواصلة المشاركة في الحرب أو تجميدها يحوزان على النسب ذاتها بالتساوي، بل إنّ كثيراً من الدول الخليجية، وتحديداً دولتا الإمارات والكويت تحبّذان الحلّ السياسي على استمرار الحرب.
بهذا المعنى يمكن الاستنتاج أنّ تحالف «عاصفة الحزم» آخذ في التفكك ووتيرة تفككه في تصاعد، وهذا ستكون له تداعيات على استمرارية الحرب.
(البناء)