فرنجية لـ «السفير»: أدعم روكز.. لكن مع قهوجي إذا كان بديله الفراغ
اعتبرت صحيفة “السفير” ان رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية لا يبدو متفائلاً في إمكان انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب، لكنه يبدو مطمئناً بأن «الرئيس الوسطي» قد سقط مبدئياً لأنه لو كانت حظوظه متوافرة لما انتظرنا كل هذه الفترة من دون انتخابات رئاسية.
ورجح فرنجية أن «فخامة الفراغ» سيمدد إقامته في قصر بعبدا الى حين انتخاب رئيس قوي للبنان، مؤكداً في حوار مع صحيفة «السفير»، لمناسبة عيدها الحادي والأربعين، أن البلد يحتاج الى صدمة إيجابية، من نوع اتفاق دوحة جديد، أو اتفاق طائف جديد، من شأنها خلط الأوراق السياسية وكسر الاصطفافات بين 8 و14 آذار.
واشار فرنجية الى أن لبنان يحتاج الى وفاق وطني حقيقي من دون أن يكون هناك رابح أو خاسر، بعد توزيع السلطة على اساس عادل ومنصف، وهو ما يزال على قناعة بأن لبنان جزء من تسوية المنطقة، وسيكون الرقم واحد في بنود أي تسوية إقليمية، ومساحة امام اللاعبين لتبادل اختبار النيات لأن ملفه من أسهل الملفات.
ورأى فرنجية، فيرى أن أمامنا ثلاث سنوات عجاف من الحروب في المنطقة، وأكثر من خمسين سنة من الحرب الباردة، لافتاً الانتباه الى أن سوريا صامدة، وأن النظام لا يزال يواجه حرباً عالمية بكل معنى الكلمة، ومؤكداً أنه لن يكون هناك تقسيم، ولكن لا حسم للأزمة السورية في المدى المنظور.
وعرض فرنجية للخريطة الميدانية في سوريا من موقع العارف والمتابع والمتواصل مع الرئيس بشار الأسد أسبوعياً، وجزم بأن الجيش السوري سيتمكن قريباً من استعادة إدلب، مشيراً الى أن الأمر نفسه يسري على بصرى الشام، واكد أن الأميركيين يعانون من إرباك كبير في سوريا، فهم لا يريدون الحديث مع الرئيس الأسد ولا يريدون للنظام أن ينهار، لكنهم في الوقت ذاته مقتنعون بأنه لا يمكن فصل النظام عن الرئيس الأسد، كما أنهم لا يريدون أن يتحدثوا مع «داعش» ولا مع «جبهة النصرة»، فكيف يمكن حل هذه الأزمة ـ الدوامة؟
واعتبر فرنجية أن «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية ضد اليمن وصلت الى طريق مسدود، مشيراً الى أن القصف الجوي لا يمكن أن يحقق انتصاراً على الأرض، لأن الحرب البرية هي المقياس، والسعودي لا يستطيع خوض مثل هذه الحرب، لافتاً الانتباه الى أنه لو دخلت باكستان الى جانب الرياض في هذه الحرب لكان هناك خوف حقيقي على اليمن.
واكد فرنجية أنه يتبنى وجهة نظر حزب الله بهذا الخصوص ويقف الى جانبه في كل القضايا الوطنية والإقليمية. وتابع قائلاً:”أنا مع السيد حسن نصرالله حتى النهاية في الموقف الذي اتخذه من الحرب السعودية على اليمن، أياً يكن ارتفاع سقف موقفه السياسي”.
وبالنسبة الى احتمال التمديد للقادة العسكريين والأمنيين، أكد فرنجية أنه يدعم وصول العميد شامل روكز، الذي يتمتع بمناقبية كبيرة وتربطه به علاقة ممتازة، الى قيادة الجيش، لكن في حال تعذر ذلك، وكان الاختيار بين العماد جان قهوجي وبين الفراغ فإنه سيختار التمديد لقهوجي، مشيداً أيضاً بمزايا الأخير الذي كان العماد ميشال عون قد دعم اختياره لهذا المنصب، مشدداً على أنه ضد الذهاب الى فرط عقد الحكومة رداً على التمديد في حال حصوله، لكن الأمر خاضع للتشاور مع كل الحلفاء، وخصوصاً حزب الله.. «فإذا قرروا مجتمعين الانسحاب من الحكومة عندها لن أبقى فيها وحدي»، مرجحاً فرضية انتفاء المصلحة في ذلك.
وحول الحوار الداخلي، رأى فرنجية أن الحوار بين حزب الله و «تيار المستقبل» جيد، وإن كان يحرص على تحييد كل المسائل الخلافية وكان آخرها اليمن، لكن مجرد الجلوس على طاولة واحدة ولو لـ «السلام والكلام» فإن ذلك من شأنه أن ينعكس إيجاباً على الوضع العام.
أما حوار «التيار الوطني الحر» مع «القوات اللبنانية»، فرأى فرنجية أنه لن يصل الى نتائج نوعية، وهو لتمرير المرحلة، خصوصاً أنه لا يمكن أن ينتج رئيساً للجمهورية، مؤكداً أنه لا حوار بين «المردة» و«القوات»، بل اجتماعات تنسيقية بين الحين والآخر، وإذا كان هناك من حوار مستقبلاً فإنه سيكون منطلقاً من ثوابتنا الوطنية والقومية.
وعمّا إذا كان يوجد تواصل مع الرئيس سعد الحريري، قال فرنجية هناك علاقة اجتماعية من خلال الاتصالات الهاتفية في الأعياد والمناسبات، وآخرها اتصال زعيم «تيار المستقبل» به لمناسبة عيد الفصح.
ورداً على سؤال، أكد فرنجية أنه سبق ان أبلغ البطريرك بشارة الراعي تمسكه بحقه الدستوري بعدم الحضور الى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، مشيراً الى أن قوى 14 آذار لا تريد ميشال عون ولا تريد سليمان فرنجية للرئاسة، ومشدداً على أنه إذا كان الحريري راغباً في العودة الى رئاسة الحكومة فإن عليه أن يتوصل الى تسوية مع قوى 8 آذار.
واضاف: “كنا في المرحلة الماضية نعطي الأولوية لرئيس وسطي لكي نتفادى المحكمة الدولية أو بعض القرارات الأخرى، ولكن اليوم كل هذه الأمور حصلت ولم يعد هناك خوف من شيء”.
ورأى فرنجية أن بعض الشهود في المحكمة الدولية، وخصوصاً الرئيس فؤاد السنيورة، أساؤوا الى الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي ظهر في شهادات المقربين منه إما متواطئاً مع السوريين وإما خاضعاً لهم، نافياً بشكل قطعي أن يكون الرئيس بشار الأسد قد هدد الحريري بتكسير لبنان على رأسه.
وأكد فرنجية أن كل ما أبلغه الأسد للحريري هو أنه يرفض إقفال الخيارات أمامه، وأن التمديد للرئيس إميل لحود يظل وارداً، وعندما صوّت الحريري لمصلحة التمديد، ثم عاد والتقى الرئيس السوري، قال له الأسد «إن موافقتك على التمديد هي دَين في رقبتي».
وقال فرنجية:”ما دام الحريري وافق على التمديد ونفذ رغبة القيادة السورية، فلماذا تقتله، وما دام السنيورة تبلغ من الحريري بأن حزب الله حاول قتله أكثر من مرة، فلماذا صمت بعد استشهاده وراح يتهم سوريا باغتياله؟”.
ورداً على سؤال، أكد فرنجية أن لقاء طرابلس الذي ضمه مع الرئيس نجيب ميقاتي والنائب محمد كبارة والوزير الأسبق فيصل كرامي، كان جيداً وتمت خلاله معالجة الخلل القائم في كلية إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية، مؤكداً الحرص على ألا يشعر أي فريق بأنه يتعرض للغبن، وقد أبديت كل الاستعداد لتقديم كل التسهيلات من أجل الوصول إلى الحلول المرجوة.