الصحافة الأمريكية

من الصحف الاميركية

وقع الرئيس الأميركي جو بايدن بعد ساعات من توليه المنصب سلسلة من الأوامر التنفيذية التي من شأنها أن تبطل قرارات اتخذها سلفه دونالد ترامب من بينها العودة إلى اتفاقية باريس المناخية، كما تحدث عن مضمون الرسالة التي تركها له ترامب ووصفها “ودية للغاية“،فبعد أدائه اليمين الدستورية الأربعاء، ووصوله إلى البيت الأبيض، وقع سلسلة من الأوامر التنفيذية، أولها ما يتعلق بتشديد الإجراءات الخاصة بجائحة كورونا مثل الالتزام بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي وكافة الإجراءات التي تحددها السلطات.

والأمر التنفيذي الثاني الذي أعلن بايدن توقيعه يتعلق بالمساواة العرقية والعدالة الاجتماعية للمواطنين الأميركيين وضمان تحقيق المساواة والحصول على المساعدات.

ومن بين الأوامر التنفيذية التي يوقعها بايدن إلغاء تصريح خط أنابيب كيستون إكس إل، وتعليق قرار بناء جدار على الحدود مع المكسيك، الذي خصص البنتاغون أكثر من 3 مليارات دولار لإنشائه، وذلك بناء على طلب الرئيس السابق دونالد ترامب.

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لم يسلم حتى من انتقادات منظمات عنصرية كانت تدين له بالولاء مثل “براود بويز“.

جاء ذلك في تقرير بعنوان “فشل مطلق.. براود بويز الآن تسخر من ترامب“.

وأضافت الصحيفة الأمريكية: “قامت عناصر من الجماعة اليمينية المتطرفة كانوا أنصار متعصبين لترامب بوصفه بالضعيف“.

واعتبرت نيويورك تايمز هذا الوصف دلالة على تضاؤل مستوى تأييدهم للرئيس المثير للجدل، وكانت عناصر من “براود بويز” قد شاركت في أحداث العنف السياسي التي ضربت الولايات المتحدة.

وبعد خسارة ترامب انتخابات الرئاسة أمام الديمقراطي جو بايدن، أعلنت “براود بويز” الولاء للأول.

وفي 8 نوفمبر وفي رسالة سرية عبر تطبيق “تليجرام”، حثت الجماعة أنصارها على المشاركة في الاحتجاجات ضد الانتخابات زاعمين أنها “سُرقت من الإمبراطور ترامب بطريقة احتيالية“.

بيد أن هذا هذا الاتجاه المناصر تماما لترامب اعتراه التغيير هذا الأسبوع، وكتبت الجماعة عبر تطبيق تليجرام: “سوف يتهاوى ترامب الذي حقق فشلا ذريعا“.

وواصلت الصحيفة: “غادر ترامب البيت الأبيض وبدأت عناصر براود بويز في التخلي عنه، وفي عشرات الحوارات على منصات تواصل اجتماعي أمثال “جاب” و”تليجرام”، انهالت انتقادات أعضاء براود بويز على ترامب واصفين إياه بالمرتجف والضعيف للغاية وطالبوا بالكف عن المشاركة في احتجاجات من أجل الرئيس السابق أو الحزب الجمهوري.

 

 وزادت الصحيفة: “تمثل هذه التعليقات تحولا مذهلا بالنسبة لبراود بويز التي ظلت على مدار أعوام داعمة لترامب ومروجة للعنف السياسي“.

وقبل هذا التحول، وتحت قيادة إنريك تاريو، عرضت عناصر الجماعة اليمينية أن تلعب دور “الميليشا الخاصة” لترامب.

وشارك بعض أعضاء “براود بويز” في أحداث حصار الكونجرس واقتحامه في السادس من يناير الجاري الذي تزامن مع تصديق الكونجرس على نتائج المجمع الانتخابي بفوز بايدن، بيد أن إدانة ترامب لاحقا لأحداث العنف تسبب في إفساد شهر العسل بين الطرفين.

ما هي ملامح “عقيدة جوزيف بايدن؟”. يرى إيشان ثارور الكاتب في صحيفة واشنطن بوست أنها باتت واضحة المعالم مع دخول الرئيس الأمريكي الجديد إلى البيت الأبيض.

وأشار ثارور إلى أن عقيدة ترامب كانت شعارا وليست استراتيجية، فشعار “أمريكا أولا” كان “عقيدة هلامية وشاذة تم استخدامها لتبرير كل شيء، من فرض العقوبات على الدول أو زيادة التعرفة الجمركية على البضائع وطرد طالبي اللجوء السياسي من الحدود الأمريكية، إلى تخلي أمريكا عن المنظمات الدولية المهمة”. وهي “عقيدة” وضعت ترامب على طريق غاضب نفر فيه الحلفاء القدامى، في الوقت الذي زاد فيه التوتر مع أعداء الولايات المتحدة.

ولكن الرئيس بايدن الذي يدخل البيت الأبيض، يبدو في مهمة لإعادة الحكمة والتعقل إلى مقر الرئاسة الأمريكي، ولديه خطط لإلغاء عدد من تحركات ترامب. لكن فترة بايدن هي في الحقيقة عودة للوضع عندما كان نائبا للرئيس باراك أوباما، وقبل أن يبدأ ترامب حملة التخريب الدولية.

ويعود بايدن ومعه عدد من المسؤولين الذين خدموا مع الرئيس أوباما. ولكن المحللين يتوقعون منهم تقديم رؤية واقعية وأقل طموحا لمعالجة الكثير من تحديات الولايات المتحدة المتعددة في الخارج. وفي اليوم الأول من رئاسته، سيؤشر بايدن إلى عودة الولايات المتحدة لاتفاقية باريس للمناخ التي خرج من ترامب، والإعلان عن قمة للمناخ تستضيفها البلاد.

ويعترف المسؤولون أن الأهداف التي وضعها أوباما لتخفيف الانبعاثات الكربونية عام 2015 ليس واقعية. وقال براين ديز، مرشح بايدن لتولي منصب مدير مجلس الاقتصاد القومي: “ليست كافية من ناحية ما يقوله العلم، وليست كافية بسبب الوقت الذي خسرناه في السنوات الماضية”.

ويهدف بايدن إلى إلغاء عدد من القرارات الرئيسية المرتبطة بأجندة ترامب المحلية، ومن المتوقع أن يلغي قرار حظر السفر إلى الولايات المتحدة من عدة دول ذات غالبية إسلامية، وإحياء برامج إعادة توطين اللاجئين، والدفع باتجاه تشريعات لإصلاح سياسة الهجرة. ويُتوقع من إدارته معالجة مظاهر القلق بشأن المعابر غير القانونية على الحدود الجنوبية، ولكن بدون إنشاء جدار مكلف، بل بتوسيع الجهود لتحسين الأمن والظروف الاقتصادية في دول أمريكا الوسطى، والتي تعد الموطن الرئيس لموجات الهجرة.

ولا يوجد هناك شعار يجسد معسكر بايدن، فقد قال الوزير المرشح للخارجية أنتوني بلينكن في جلسة أمام الكونغرس، إن الإدارة الجديدة ستعمل من خلال أخلاقيات وثقة وتواضع، وليس عبر “التبجح” الذي تبناه وزير الخارجية، مايك بومبيو.

وقال: “تواضع، لأن لدينا الكثير من العمل في الداخل وتقوية موقفنا في الخارج”. و”تواضع لأن معظم مشاكل العالم ليست عنا مع أنها تؤثر علينا. ولا يمكن لدولة واحدة مواجهة المشاكل الكبرى، حتى بالنسبة لدولة قوية مثل الولايات المتحدة.

وفي مقابلات ومقالات رأي لخبراء في الأمن القومي ممن تم ترشيحهم لأدوار في إدارة بايدن، أكدوا على ضرورة تعزيز التحالفات الأمريكية بعد الدبلوماسية المتنمرة والمتقلبة لترامب. وأول خطوة في تغيير المسار هي التعامل مع ملف الاتفاق النووي مع إيران الذي انهار بسبب ترامب.

ويخشى الشركاء الأوروبيون من زيادة المخزون الإيراني من اليورانيوم، وقد يكون ذلك عقبة أمام عودة إيران للاتفاق النووي. وقال عضو لجنة الشؤون الخارجية الألمانية أوميد نوريبور: “ينفد الوقت من أيدينا. وكل يوم لا نتحدث فيه، وبدون تفتيش تزداد سرعة أجهزة الطرد المركزي.

وعلى الجبهات الأخرى، ربما استمرت إدارة بايدن في نفس المسار الذي اختطته إدارة ترامب، فأعضاء فريق بايدن حريصون على تخفيض عدد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وربما استعموا وخلافا لترامب، إلى مطالب وقف الدعم العسكري الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن.

وهناك تقارب في المواقف بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي في مجلس الشيوخ من ناحية الصين، والنظر إليها كمنافس استراتيجي يجب احتواء صعوده ويجب مراقبة نفوذها الدولي ومنعه.

ويوافق بلنيكن أن حملة الصين ضد مسلمي “الإيغور” في إقليم تشنجيانغ هي “إبادة” بحسب مع وصفتها إدارة ترامب. وهي لفتة تؤكد الرأي في بكين من أن إدارة بايدن لن تمثل تحولا ذا معنى عن إدارة ترامب. ويدعو الصقور الإدارة المقبلة إلى الالتزام بالخط. وقالت أوريانا سكالير ماسترو، الزميلة في جامعة ستانفورد، لصحيفة وول ستريت جورنال: “أعتقد أننا سنشاهد الصين متحدية أكثر. الصين ليست قاسية، ولكنها تشعر أكثر وأكثر بصحة قسوتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى