الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

الأخبار: سويسرا تؤكّد: ندقّق في اختلاسات في مصرف لبنان

 

كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: المدّعي العام في سويسرا أكّد، أمس، طلبه مساعدة قانونية من السلطات اللبنانية للتحقيق في الاشتباه بقيام مصرف لبنان بعمليات غسل أموال واختلاس. الطابة حالياً في ملعب السلطات اللبنانية، السياسية والقضائية وهيئة التحقيق الخاصة، التي عليها أن تحسم إن كانت سترفع الغطاء عن الحاكم رياض سلامة، أو تستمر في توفير الحماية له

حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وشقيقه رجا سلامة، ومُساعدته ماريان الحويّك، “مُشتبه بهم” من قبل السلطات السويسرية، بالقيام بحوالات مصرفية يصل مجموعها إلى نحو 400 مليون دولار. المعلومة نشرتها “الأخبار” أول من أمس، وأكّدها المدّعي العام في سويسرا في بيانٍ أصدره أمس. إذ كشف مكتب المدعي العام أنّه “طلب مساعدة قانونية من السلطات اللبنانية لإجراء تحقيق بعد الاشتباه في قيام مصرف لبنان بعمليات غسل أموال واختلاس”. وبحسب البيان، فإنّ التحقيق انطلق عقب “تقارير إعلامية حول التحويلات المالية”، رافضاً الكشف عن تفاصيل إضافية. ونقلت وكالة “أ ب” أنّ التحقيق السويسري بدأ أيضاً “بطلب من الحكومة اللبنانية التي تبحث في خروج مليارات الدولارات من لبنان في الفترة التي تلت منع المصارف التحويلات المالية إلى الخارج”. التحقيق السويسري لن يتوقّف عند حدود المصرف المركزي، بل سيتعدّاه إلى المؤسسات التابعة له، كبنك التمويل وشركة طيران الشرق الأوسط وبنك إنترا وكازينو لبنان.

وقبل أن تؤكّد السلطات السويسرية معلومات “الأخبار”، كان رياض سلامة قد أدار صباح أمس جوقة المُدافعين عنه (المُنتفعين منه) لبنانياً، من قنوات إعلامية وفي مقدّمها الـ”أم تي في” وعدد من المواقع الإلكترونية، مُسوّقاً لوجود “مؤامرة” تُحاك ضدّه، في محاولة لتفريغ الخبر من أهميته. لكنّ النفي أتى بطريقة “ماكرة”، فلم يذكر الحاكم أو “الكومبارس” المُرتبط به طلب سويسرا التحقيق قضائياً في عمليات “المركزي”، بل تجاهله مُصوّباً على أنّه لم يقم (ولا شقيقه ولا مساعدته) بتحويلات مالية إلى الخارج. ورغم أنّ وزيرة العدل في حكومة تصريف الأعمال، ماري كلود نجم، كانت قد كشفت أمس لوكالة “رويترز” أنّها “تسلّمت طلب تعاون قضائي موجّهاً من السلطات القضائية في سويسرا، وسلّمت الطلب إلى النائب العام التمييزي لإجراء المقتضى”، أصرّت قناة المرّ على تلميع صورة سلامة، ناقلةً عن “مصادر مالية” أنّ “لعبة مكشوفة خاضتها جريدة الأخبار وتم توريط وزيرة العدل فيها، لأنّ مُهندس التسريب كما مُهندس التوريط مع خبر وكالة رويترز هو واحد تُشير إليه أصابع الاتهام بوضوح، وهو نائب حالي وأمني سابق تحوم حوله شبهات مالية كثيرة”. وأوحى التقرير بأنّ واحداً من أهداف “استهداف” سلامة هو “محاولة تركيب نظام مصرفي ممانع بديل”، واستخدام هذه الجملة في نهاية التقرير/ البيان لم يأت عن عبث، بل كجزء من “تسويق” سلامة لنفسه لدى “حلفائه” الغربيين بأنّه لا يزال حامي مصالحهم في لبنان، ويجب أن يؤمنوا له الغطاء.

وكان سلامة قد أصدر بياناً باسم وحدة الإعلام والعلاقات العامة في مصرف لبنان، “يُطمئن” فيه إلى أنّ “كلّ الادعاءات عن تحاويل مالية مزعومة قام بها إلى الخارج، سواء باسمه أو باسم شقيقه أو باسم معاونته، إنّما هي فبركات وأخبار كاذبة لا أساس لها وستكون موضع ملاحقة قضائية بحقّ كل من نشرها وينشرها بقصد التمادي في الإساءة”. ولم يصدر ليلاً أي موقف عن الحاكم، يوضح فيه ما إذا كان سيشمل في “ملاحقته القضائية”، النيابة العامة السويسرية أيضاً! وأكد البيان التزام سلامة “بالقوانين اللبنانية والدولية المرعيّة الإجراء، وأنه يتعاون مع جميع الحريصين على لبنان ووضعه المالي والمصرفي في الداخل والخارج”.

القصة تتفاعل في الساحة الداخلية، من دون أن يظهر بعد التوجّه العام للتعامل مع القضية. من جهته، الرئيس ميشال عون وفريقه السياسي، كما رئيس الحكومة المستقيلة حسّان دياب، “مُرتاحون” إلى مسار الأمور وطلب التحقيق السويسري، بعدما فشلت كلّ محاولاتهم في “ضبط” سلامة وإجراءاته وقراراته. في حين أنّ الفريق السياسي الراعي لسلامة، يبحث عن طريقة لـ”فكّ الحبل” عنه، وستظهر نتيجة جهودهم في المسار القضائي. فبعدما وصلت المراسلة القضائية السويسرية إلى النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، من المفترض أن يُحوّلها إلى هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان، كونها قضية اختلاس وتبييض أموال (44/2015، قانون مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب). وهنا مكمن الخطر من تمييع القضية. فرئيس الهيئة ليس إلا سلامة نفسه، لكنّه في 26 تشرين الثاني 2020، فوّض نائبه الأول وسيم منصوري ترؤس اجتماعات الهيئة بشكل دائم عنه (“الأخبار”، عدد 17 كانون الأول 2020). الصلاحيات الواسعة التي منحها سلامة لوسيم منصوري أتت تلبيةً لمطالب الجهات التي تتبادل الحماية مع سلامة. فهل سيتعاون منصوري مع القضاء؟

عنوان المرحلة المقبلة سيكون زيادة الضغوط… والعقوبات، التي باتت دول أوروبية حاملة رايتها، وتحديداً فرنسا وبريطانيا. ملفّ العقوبات سيأتي بذريعة “مكافحة الفساد”، ولن يكون محصوراً بعقوبات وزارة الخزانة الأميركية و”محاربة الإرهاب”.

نجم الحاكم يأفل في الإعلام الغربي

سطوة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لا تنحصر في وسائل الإعلام اللبنانية، فهو كان أيضاً، لسنوات طويلة، “نجماً” في وسائل الإعلام الغربية، كجزء من الدعم الذي كانت توفّره الحكومات الغربية له، على اعتبار أنّه “وديعتها” النقدية الأهم في البلد. منذ أشهر، بدأ يُلاحظ تبدّل في تغطية أخبار “الحاكم”، كالتقريرين اللذين نُشرا في “لو موند” الفرنسية و”وول ستريت جورنال” الأميركية التي تحدّثت عن احتمال فرض عقوبات أميركية على سلامة. استُكمل الأمر بالتغطية أمس، فكان عنوان “تحقيق سويسري في مصرف لبنان المركزي” مشتركاً في أبرز الصحف الأجنبية. وكتبت “بلومبرغ” تقريراً تحدّثت فيه عن فتح المدعي العام السويسري “تحقيقاً في غسل أموال مرتبط بشبهة اختلاس قام بها المصرف المركزي اللبناني، وهي المؤسسة التي تقع في صلب أسوأ أزمة مالية تمرّ على البلاد منذ عقود”.

من جهتهما، نقلت وكالتا “أسوشييتد برس” و”رويترز” البيان الصادر عن مكتب المدعي العام السويسري، بالإضافة إلى بيان سلامة الذي نفى فيه الخبر.

أما “فايننشال تايمز”، فاعتبرت أنّ التحقيق القضائي السويسري يأتي “بعد فترة طويلة من التدقيق في عمل سلامة، الذي أُشيد سابقاً بفطنته المالية، واستقرار الأوضاع المالية في البلد لا سيما من خلال ربط الليرة بالدولار ما خفّض من تكلفة الواردات، فيما يتعرّض اليوم للانتقادات بسبب طريقة إدارته للبنك المركزي”. وسرد التقرير القيود المصرفية خلال السنة المنصرمة، وكيف تحوّلت أوضاع الناس المعيشية، ونقل عن “مسؤول في السرايا الحكومية” أنّ حسّان دياب “علم بالتحقيق السويسري أمس من وزيرة العدل”. وذكّر بأنّ لبنان بحاجة إلى المساعدة المالية، “لكنّ المانحين، بمن فيهم فرنسا، يريدون أولا التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان”.

 

النهار: الوساطات تتساقط… والاقفال يمدّد 10 أيام

كتبت صحيفة “النهار” تقول: هل يكون حظ وساطة إضافية غير محسوبة لرئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب افضل من وساطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي او من المبادرة الفرنسية اللتين قبعتا منتظرتين في النهاية توقيت الساعة الإقليمية الذي فرض إيقاعه على لبنان تحالف معطلي تشكيل الحكومة الجديدة ؟ ولماذا سيعطى الرئيس دياب ما لم يعط سواه، وهو المستعجل مع حكومته المستقيلة التخفف من مواجهة تبعات ومسؤوليات اعتى واخطر الظروف التي يمر بها لبنان تحت وطأة جائحة كورونا أولا، ومن ثم تداعيات الكوارث والانهيارات التي تعاقبت طوال سنة كاملة من عمر هذه الحكومة؟

الواقع ان هذه التساؤلات المحفوفة بالشكوك بدت بديهية عقب قيام الرئيس دياب بتحرك مفاجئ محاولاً كسر الجمود في عملية تشكيل الحكومة الجديدة وتحريك قنوات التواصل بين بيت الوسط وقصر بعبدا مرورا بعين التينة في حين تشير كل المعطيات والوقائع الى استمرار تحكم قرار التعطيل بهذا الاستحقاق. ولكن حركة دياب، ولو وسط التشكيك الواسع في احتمالات نجاحها، لاقت أصداء إيجابية لجهة ان الرجل شاء احياء ذكرى مرور سنة كاملة امس على تأليف حكومته بمبادرة لحض المعنيين على تشكيل الحكومة الجديدة بما يشكل ضغطا معنويا وسياسيا إضافيا لانهاء مرحلة تصريف الاعمال التي لا تقوى اطلاقا على مواجهة مزيد من التداعيات الدراماتيكية للازمات في ظل استفحال كارثة الانتشار الوبائي. ومع ذلك تفيد المعطيات المتوافرة ان المأزق الحكومي لا يزال على حاله وان اللقاءات الديبلوماسية التي عقدها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في الساعات الأخيرة مع عدد من السفراء ابرزهم سفراء فرنسا وروسيا ومصر، واشارة الحريري الى انه سيقوم بمزيد من الزيارات الى الخارج، تعكس مضي الرئيس المكلف في ملء مرحلة انتظار حلحلة موقف العهد بتعبئة ديبلوماسية لدعم لبنان في المجالات الأكثر الحاحا بدءا بما أكده الحريري امس للمرة الأولى من انه يسعى بقوة الى توفير اللقاحات ضد كورونا. اما الازمة الحكومية فستكون من اليوم في خانة الرصد لجهة ما اذا كان تسلم الرئيس الأميركي جو بايدن مهماته سيبدأ بإشاعة انعكاسات مختلفة على ازمات المنطقة ولا سيما منها لبنان الذي تستخدم ايران نفوذها فيه في صراعها مع الولايات المتحدة.

بين بيت الوسط وبعبدا

وكان الرئيس دياب زار فجأة بعد ظهر امس بيت الوسط حيث استقبله الرئيس المكلف. وأوضح دياب بعد اللقاء ان “لبنان بأمسّ الحاجة لوفاق سياسي بين مختلف الجهات ” وإذ لفت الى مرور 12 شهراً على تشكيل حكومته اكد ان “هناك توافقا مع الرئيس الحريري على أنّ الأولوية هي لتشكيل الحكومة ومعالجة كلّ الآثار على لبنان وان الرئيس الحريري أبدى انفتاحاً للتشاور مع مختلف الجهات وأحاول القيام بدور إيجابي لإعادة إطلاق عجلة التشكيل”. اما الحريري فقال “بحثنا في ضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت وأبديت كلّ انفتاح للتشكيل وموقفي واضح”. ودعا اللبنانيين “الى ان نحافظ على أهلنا وأحبائنا في ظلّ انتشار كورونا والالتزام بالإجراءات وتترتّب على المواطن مسؤوليّة على صعيد مواجهة انتشار كورونا والدّولة مسؤولة أيضاً واعلن انه سيكثف رحلاته “وسأعمل جاهداً لجلب اللقاح الى لبنان في أسرع وقت ممكن”.

ومن بيت الوسط، انتقل دياب الى عين التينة حيث اكد ان رئيس مجلس النواب نبيه بري “أبدى كل استعداد للمساعدة وحلّ العقد القليلة المتبقية لتشكيل الحكومة واللقاء كان جيداً ومميزاً وستكون هناك متابعة”. واضاف “الأيادي البيضاء كثيرة ونحاول تدوير الزوايا في ما تبقى من عقبات”. ثم التقى دياب الرئيس ميشال عون في بعبدا وقال ” لمست كل استعداد من فخامته لإعادة تفعيل عملية تأليف الحكومة كما لمست ذلك لدى الرئيس سعد الحريري ودولة الرئيس بري واعتقد انه سيكون هناك لقاء قريب ان شاء الله بين الرئيس عون والرئيس الحريري في الوقت الذي يجدانه مناسبًا لمتابعة هذا الموضوع والوصول الى الحل المناسب لولادة الحكومة بأسرع وقت”. واردف “بحسب ما لمست من الجميع ان النقاط الايجابية أكبر من بعض العقد التي لا تزال بحاجة لتدوير زوايا سياسية إنما النية لدى الجميع لمتابعة التشكيل في أسرع وقت ممكن”.

 

الديار: دياب يتصدر الوسطاء لحل الأزمة الحكومية: “خلصوني من هالحمل” ! “القوات” يقود عملية توحيد صفوف المعارضة: الرصاصة الأولى “كتائبية” وزير الصحة يتحرك قضائيا ضد المستشفيات وتوجه لتمديد الاقفال العام على دفعتين

كتبت صحيفة “الديار” تقول: بعدما كانت الأنظار تتجه الى وساطات يفترض أن يقودها مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم و”الثنائي الشيعي” لتقريب وجهات النظر بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، فاجأ رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الجميع بتصدره المشهد يوم أمس من خلال حركة ناشطة قادها على خط بيت الوسط ـ عين التينة ـ قصر بعبدا. وبالرغم من انه لم يحقق اي خرق يذكر في جدار الأزمة، كما تؤكد كل المعطيات، الا انه ينوي ان يستكمل وساطته من منطلق انه بات “مستقتلا” على تسليم كرة النار للحريري خاصة مع وصول الأوضاع وعلى المستويات كافة الى مرحلة الانهيار التام، وبخاصة صحيا واقتصاديا واجتماعيا. وتقول معلومات “الديار” ان “العنوان الاساسي الذي حرّك دياب هو “خلصوني من هالحمل” لعلمه بأن التاريخ سيحمله مسؤوليات هو بغنى عنها خاصة وان حكومته تصرّف الاعمال وليست حكومة فاعلة وبالتالي فان كل جهد يبذله يبقى في اطار تأخير الارتطام لعدم قدرته على قيادة الانقاذ”. الا ان ما يجعل اي مسعى يقوم به دياب لتقريب وجهات النظر بين عون والحريري مصيره المرجح الفشل، هو انه لا يمون أصلا على اي من الرجلين، فقد ظل حتى الامس القريب خصما لرئيس “المستقبل” الذي لم يتحرك باتجاهه الا مؤخرا بعد استدعائه من قبل المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ وتخوف الحريري من ان يكون الموس سيصل الى ذقنه من بعده. اضف ان علاقة دياب بعون تدهورت الى حد الانقطـاع بعد استقالة الحكومة لاعتبار دياب ان رئيس الجمهورية لم يقف معه وتركه كما حزب الله في منتصف الطريق.

وكان دياب بدأ جولته بالامس بلقاء الحريري قبل ان ينتقل للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومن ثم رئيس الجمهورية. وقال رئيس حكومة تصريف الاعمال من بعبدا انه لمس كل الاستعداد لدى الرئيس عون لإعادة تفعيل عملية التشكيل، كما لدى الرئيسين الحريري وبري، متحدثا عن “لقاء قريب إن شاء الله بين الرئيس عون والرئيس الحريري في الوقت الذي يجدانه مناسباً لمتابعة هذا الموضوع والوصول الى الحل المناسب لولادة الحكومة في اسرع وقت ممكن”. وأشارت مصادر بعبدا في حديث لـ”الديار” الى ان اللقاء بين عون ودياب يأتي باطار التحرك الذي يقوم به رئيس حكومة تصريف الأعمال بهدف تفعيل عملية تشكيل الحكومة، لافتة الى انه “عرض لرئيس الجمهورية اجواء زيارته للرئيسين بري والحريري وبعض الافكار التي كوّنها من الزيارتين”، نافية ان يكون قد حصل اي خرق في جدار عملية التشكيل.

وبالرغم من الايجابية التي عبّر عنها الحريري بالأمس وقوله بعد لقاء دياب انه بحث معه في ضرورة تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن وقوله أنه أبدى كل انفتاح للتشكيل، شددت مصادر قيادية في “المستقبل” ان المياه الراكدة لا يمكن ان تتحرك الا باتصال عون بالحريري بعد وصوله الى قناعة بوجوب السير بتوجه رئيس “المستقبل” الحكومي والذي تعبر عنه بموضوع التشكيلة التي حملها الى قصر بعبدا قبل عطلة الاعياد. واضافت المصادر لـ”الديار”: “أما ما عدا ذلك فيعني استمرار المراوحة القاتلة”.

وعلى الخط الحكومي ايضا، لفتت يوم أمس تغريدة المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش على حسابه عبر “تويتر”، اذ سأل: “هل ستحرك الإدارة الجديدة في واشنطن الأطراف أخيراً لتشكيل حكومة جديدة برئاسة الرئيس سعد الحريري؟” ونبّه الى ان “الحكومة الجديدة لا تعني تلقائياً نهاية الأزمة، لكن لا توجد حكومة تساهم فقط في تعميق الانهيار ومعاناة الشعب”.

 

اللواء: الكورونا خارج السيطرة.. ودياب يسابق عاصفة الإنهيار الكبير! الحريري لن يعتذر وزيارة بعبدا تنتظر اتصالاً.. وتوجه غداً لتمديد الإقفال حتى منتصف شباط

كتبت صحيفة “اللواء” تقول: مبادرة، في سياق “اللهم اشهد اني بلغت” خرج رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب عن صمته، بعد سنة على تأليف حكومته، التي شهدت (أي السنة) أسوأ انهيارات على المستويات كافة، وأردأ معالجات، كانت تفاقم الوضع المشين، يوماً بعد يوم، فانفجر الوضع النقدي، وتفاقم الحصار الذي تسببت بها سياسات، لا ناقة ولا جمل للبنان فيها، تتعلق بالاقليم والصراعات الإقليمية والدولية الكبرى، وبلغت المنظومة الصحية حداً حساساً من بلوغ شفير الهاوية، مع ارتفاع اعداد الإصابات، وارتفاع اعداد الموتى (61 وفاة أمس)، في أرقام مخيفة ومرعبة، فضلاً عن انكشاف البلد على أسوأ حماية سياسية، وضعت في عز احتدام الاختناق على الصعد كافة، اتفاق الطائف امام اختبار التصويب والترهيب: نحكم خلافه أو المؤتمر التأسيسي، ولا بأس ان احترقت روما!

لا مشاحة ان الرئيس المكلف أبلغ من التقاه نفاذ قدرته على التحمل، من زاوية ان حكومة تصريف الأعمال ليس بمقدورها مواجهة العواصف القائمة والقادمة.

أوساط الرئيس المكلف وصفت تحركه في إطار مبادرة تهدف إلى تسريع تشكيل الحكومة..

ولا خلاف في ان النية هي على هذا النحو.. ولكن ماذا وراء الأكمة؟

ونفت مصادر سياسية ان يكون رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب قد حمل اي مبادرة محددة طرحها خلال زياراته لرئيس الحكومة المكلف سعدالحريري والرئيسين بري وعون، ولكنه ابدى استعداده للقيام باي جهد وتحرك انطلاقا من موقعه وعلاقاته الجيدة مع جميع المعنيين بعملية تشكيل الحكومة الجديدة لتذليل العقد وتجاوز الخلافات، عارضا بعض الافكار التي يراها ملائمة لتقريب وجهات النظر بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية بهذا الخصوص. وقالت المصادر ان دياب شدد في لقاءاته مع الرؤساء الثلاثة على اهمية تسريع الخطى لتشكيل الحكومة الجديدة، لافتا الى تراكم الازمات التي تواجهها حكومته والتي تفوق قدرتها على مواجهتها باعتبارها حكومة مستقيلة وتصرف الاعمال بنطاق ضيق، في حين ان ازمة تفشي فيروس كورونا قد فاقمت الوضع وزادت الضغوط على الحكومة المستقيلة اضافة الى تفاعلات الازمات المالية والاقتصادية والمعيشية. واشارت المصادر الى ان الرئيس المكلف عرض بوضوح ما قام به من جهود وتحركات واتصالات بالداخل والخارج معا للاسراع بعملية التشكيل وقدم بخلاصاتها التشكيلة الوزارية لرئيس الجمهورية ميشال عون كما ينص الدستور، وما يزال ينتظر جوابه عليها ولكنه جوبه بحملة ممنهجة للتصعيد السياسي ضده ولاسيما من قبل رئيس الجمهورية وما ساقه ضده من اتهامات خارجة عن المألوف ومؤكدا ان لا جديد عنده عما قام به ولن يتراجع عن طرحه في تشكيل حكومة انقاذ من الاختصاصيين على اساس المبادرة الفرنسية وكذلك لن يعتذر عن تشكيل الحكومة الجديدة..

 

الجمهورية: الحريري لإعتذار عن “الفيديو”.. وعون لإعــتذار عن التكليف

كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: طَغت حركة رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب على ما عداها من ملفات صحية، على رغم أهميتها، ومالية، على رغم خطورتها. وأعادت الاهتمام بالملف الحكومي للمرة الأولى منذ اللقاء الأخير عشية عيد الميلاد بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري.

وجاءت حركة دياب من دون سابق إنذار، فيما كانت الأنظار مركزة على حركة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي بدأ لقاءات مكوكية بين المقار الرسمية بغية تقريب المسافات الحكومية، ومركزة أيضاً في اتجاه وساطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي أوفد أمس مطران بيروت السابق بولس مطر الى “بيت الوسط” للقاء الحريري في سياق المسعى الحكومي نفسه.

وما لفت في المواقف التي أطلقها دياب حول العقد الحكومية تقاطعه مع كلام البطريرك الراعي من أنّ العقد المتبقية قليلة ولا يجب ان تحول دون ولادة الحكومة العتيدة، وقد نجح بمبادرته الشخصية في أن أعاد وضع ملف التأليف في صدارة الأولويات والاهتمامات. ولكن، ماذا بعد جولته التي شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جانب عون والحريري؟ وهل أن تقاطع وساطات الراعي ودياب وإبراهيم يمكن ان يشكل قوة ضغط لفتح طريق التأليف الحكومي؟ وهل سيبادر رئيس الجمهورية إلى دعوة الرئيس المكلف إلى التشاور، أم ان الحريري سيتجاوز الإساءة التي تضمنها الفيديو المسرّب وسيبادر الى الاتصال بعون من تلقاء نفسه؟

على انّ تداخل الوساطات وتكاملها يعطي انطباعاً، ونشدد على انه مجرد انطباع، انّ الولادة الحكومية قد دنت واقتربت، خصوصاً في ظل إجماع الوساطات على محلية العقد والقدرة على تجاوزها، لا سيما أيضا ان هذا التحرك حصل عشية الاستحقاق الأميركي المتمثّل بدخول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض اليوم. هذا الاستحقاق الذي سيأسر العالم بمتابعته نتيجة الضجيج الذي خلّفته ولاية الرئيس السلف دونالد ترامب منذ انتخابه وحتى الأيام الأخيرة من انتهاء ولايته، وتحديداً مشهد اقتحام الكونغرس الذي سيدخل التاريخ في واشنطن.

على ما قال دياب في ختام جولته الرئاسية، أمس، يفترض أنّه “سيكون هناك لقاء قريب بين عون والحريري في الوقت الذي يجدانه مناسباً للوصول الى الحلّ المناسب لولادة الحكومة سريعاً”. لكنّ المعطيات التي توافرت لـ”الجمهورية”، من مصادر مواكبة للاتصالات، دلت الى “انّ الحريري ينتظر من عون ان يتصل به معتذراً عن وصفه بالكاذب بحسب الفيديو المسرّب عن لقائه الاخير مع دياب يوم اعلان الاقفال العام النافذ. وفي المقابل، فإنّ عون لن يتصل بالحريري معتذراً بل يريد له ان يعتذر عن التأليف ونقطة على السطر”، على حد قول المصادر نفسها التي تحدثت عن وجود “كوة صغيرة في الحائط المسدود ربما يخترقها تغيير، لأنّ كل شيء معقول حصوله في السياسة”.

لكنّ جمود التأليف خرقه حراك سياسي للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم عاملاً على تبريد الاجواء بين بعبدا و”بيت الوسط”، لتأمين عقد لقاء قريب بين عون والحريري يكسر حالة الانتظار الخطير الذي ترزح تحته البلاد، وذلك في موازاة مبادرة البطريرك الراعي التي لا تزال قائمة، بحسب مصادر قريبة منه، حيث انه يعمل من جهة على تذليل العقبات يومياً، ومن جهة ثانية على تأمين الاجواء الملائمة بين المكونات الروحية لخلق جَوّ ضاغط ومؤثر في اتجاه التأليف، وهو لهذه الغاية يوفِد المطران بولس مطر للقاء المعنيين، وقد التقى الحريري في “بيت الوسط ” أمس، فيما يجري كلّ من موفد البطريرك الوزير السابق سجعان قزي، ومستشار الحريري الوزير السابق غطاس خوري الاتصالات اللازمة. لكن، وبحسب معلومات لـ”الجمهورية” من مصادر مواكبة، فإن لا اجوبة ايجابية بعد.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى