من الصحف الاسرائيلية
أظهرت استطلاعات الرأي الصادرة عن وسائل الإعلام الإسرائيلية، مساء الثلاثاء، تراجع القائمة المشتركة عن تمثيلها الحالي في الكنيست بواقع ثلاث حتى أربع مقاعد، في حين يواصل اتحاد اليمين المتطرف “يمينا” تعزيز قوته ليحل في المرتبة الثانية خلف الليكود.
وبحسب القناة العامة الإسرائيلية (“كان 11”)، فإن لو جرت الانتخابات اليوم، لجاءت نتائجها على النحو الآتي: الليكود 31 مقعدًا؛ “يمينا” 21 مقعدًا؛ “يش عتيد – تيلم” 17 مقعدًا؛ القائمة المشتركة 11 مقعدًا؛ “كاحول لافان” 9 مقاعد؛ “شاس” 9 مقاعد؛ “يسرائيل بيتينو” 9 مقاعد؛ و”يهدوت هتوراه” 7 مقاعد، وأخيرًا “ميرتس” بـ6 مقاعد.
ووفقًا لاستطلاع القناة 13 الإسرائيلية، فإن الليكود يحصل في انتخابات تجري اليوم على 27 مقعدًا؛ يليه تحالف أحزاب اليمين المتطرف “يمينا” 23 مقعدًا؛ ثم “يش عتيد – تيلم” 20 مقعدًا؛ القائمة المشتركة 12 مقعدًا؛ “كاحول لافان” 10 مقاعد؛ “يسرائيل بيتينو” 8 مقاعد؛ “شاس” 7 مقاعد؛ “يهدوت هتوراه” 7 مقاعد، وأخيرًا “ميرتس” بـ6 مقاعد.
قال مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي إن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يظهر انعدام ثقة “متطرف” تجاه رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، وأنه تم التعبير عن ذلك بإقصاء كوخافي وإبعاده عن مواضيع بالغة الأهمية بالنسبة لأمن الدولة. ونقلت صحيفة “هآرتس” عن هؤلاء المسؤولين قولهم إنه “لا يوجد تعاون بينهما بكل ما يتعلق بمواضيع حساسة“.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة نتنياهو إلى السعودية ولقائه السري مع ولي عهدها، محمد بن سلمان، مساء الأحد الماضي، والكشف عنه في اليوم التالي، هو أحد الأمثلة على العلاقات بينه وبين كوخافي. “فقد علم كوخافي بهذه السفرة من وسائل الإعلام فقط”. كذلك فإن كوخافي لم يكن على علم بوجود سكرتير نتنياهو العسكري، آفي بلوت، في الفريق الذي رافق نتنياهو إلى السعودية، علما أن بلوت يخضع لإمرة كوخافي.
ووفقا للمسؤولين الأمنيين، فإن هذه واحدة من حالات عديدة، التي تدل على “انعدام ثقة بالغ” من جانب نتنياهو تجاه كوخافي، والذي بدأ لدى بدء ولاية الأخير وتعاظم منذ تولي رئيس حزب “كاحول لافان”، بيني غانتس، منصب وزير الأمن. وقال أحد المسؤولين الأمنيين إن “غانتس وكوخافي هما الشخص نفسه بالنسبة لنتنياهو. فهما معا منذ خدمتهما في لواء المظليين، وغانتس عيّن كوخافي في عدد من المناصب التي مهدت طريقه للوصول إلى منصب رئيس هيئة الأركان العامة“.
ولم يعين غانتس كوخافي في منصبه الحالي، وإنما كان تعيين نتيجة تسوية بين نتنياهو ووزير الأمن الأسبق، أفيغدور ليبرمان، حيث أراد كل واحد منهما تعيين ضابط آخر في المنصب. وقال مقرب من غانتس إن “نتنياهو يعتقد أن ولاء كوخافي سيكون لغانتس أولا، وهو يؤمن بأن كوخافي سيتعاون مع غانتس حتى في أمور يريد نتنياهو إخافاءها عن غانتس، مثل التفاصيل المرتبطة بموضوع تطبيع العلاقات مع دول الخليج ودول أخرى يتحدثون عنها“.
وحسب مسؤول أمني رفيع، مطلع على الأجواء ويشارك في مداولات مغلقة، فإن نتنياهو يرى بكوخافي “تهديدا مستقبليا في المستوى السياسي”، وأن كوخافي بالنسبة له “رئيس حكومة مستقبلي محتمل. ولن يتحدث نتنياهو بشكل يسمح لكوخافي باستخدام أقواله في حملة دعائية انتخابية بعد أربع سنوات”، وأن هذا ليس متعلقا إذا كان لدى كوخافي تطلعات سياسية. “فقد تعلم الدرس من غانتس والآن ينتظر غادي آيزنكوت (رئيس أركان الجيش السابق الذي قد يدخل المعترك السياسي). ولا يعتزم تكرار خطأه هذا مع كوخافي“.
وأشار المسؤولون الأمنيون إلى أنه عندما يسافر رئيس الحكومة الإسرائيلية من أجل عقد لقاء حساس في دولة لا تقيم علاقات رسمية، يجب اطلاع الجيش، وهكذا فعل نتنياهو في الماضي وكذلك أسلافه في المنصب. “السكرتير العسكري لرئيس الحكومة يتصل برئيس أركان الجيش أو المقربين منه ويبلغ بسفر رئيس الحكومة، ولا حاجة لإعطاء تفاصيل حول مضمون المحادثات والأشخاص الذين سيلتقي معهم، وإنما الإبلاغ فقط عن الرحلة الجوية، الساعة، مسار الرحلة الجوية وساعة العودة المتوقعة“.
وأوضح مصدر آخر أهمية إبلاغ الجيش بذلك، “فالكثير جدا من هذه الرحالات الجوية تكون بطائرات خاصة مدنية. وهذه رحلة جوية تتم تحت الرادار وبهدوء. وغالبا لا يكون الهبوط في مطار دولي في الدولة نفسها. ماذا سيحدث لو أن هذه الطائرة، المتواجد فيها رئيس الحكومة ورئيس الموساد والسكرتير العسكري، ستضطر إلى هبوط طارئ في منطقة معادية بسبب خلل؟ أو دعت الحاجة إلى إنقاذهم بعد اضطرارهم للقفز من الطائرة في البحر أو منطقة معادية؟ وعدم اطلاع رئيس أركان الجيش أو وزير الأمن بالرحلة الجوية هي بكل بساطة فضيحة. وعلى الجهات العسكرية التأكد من أن الرحلة الجوية حطت في غايتها وعادت من دون أن تكون تحت تهديد“.
وتساءل مصدر آخر “ماذا سيحدث إذا تحطمت الطائرة، ومن يعلم من سيخلف رئيس الحكومة؟ من سيتحمل المسؤولية؟ هذه (الرحلة الجوية إلى السعودية مطلع الأسبوع) استباحة لأمن دولة إسرائيل بأسوأ شكل يمكن أن يكون. كذلك فإن رئيس أركان الجيش مطلع على أكثر أسرار الدولة حساسية، ولا يمكنه الحفاظ على سرية رحلة جوية إلى دولة سافروا إليها عدة مرات في السنوات الأخيرة؟“.
وشدد مسؤول أمني رفيع المستوى على إشكالية أداء سكرتير نتنياهو العسكري ومسألة ولائه العسكري، “وما حدث يؤدي لنشوء أزمة داخل الجيش حيال مكانة رئيس أركان الجيش مقابل ضباطه“.
وأمثلة أخرى على الأزمة بالعلاقات بين نتنياهو وكوخافي، هي أن “كوخافي لم يكن جزءا من كافة الاتفاقيات والمحادثات حول تطبيع العلاقات مقابل الإمارات والبحرين”، حسب مسؤول أمني، “وعلم حول هذه الاتفاقيات في موازاة النشر في وسائل الإعلام”. وأضاف أن كوخافي لم يعلم بأن الاتفاق مع الإمارات يشمل صفقة بيع طائرات F35 وأسلحة متطورة أخرى.
وتمتد هذه الأزمة إلى جائحة كورونا، التي أقصى نتنياهو خلالها الجيش من إحضار لقاحات ومعدات إلى إسرائيل، حسب مصدر أمني رفيع، قال إن “للجيش قدرات على شراء ونقل ليس لدى أي جهاز مثيلا لها، لا للموساد ولا للشاباك ولا لوزارة الخارجية”. وأضاف أن “منح رئيس الموساد، يوسي كوهين، الرصيد على ذلك كان متعمدا“.
وأضافت الصحيفة إلى أنن نتنياهو يمنع دفع خطة كوخافي المتعددة السنوات، المعروفة باسم “تنوفا”. وقال موظف حكومي مطلع إنه “حتى اليوم، رئيس الحكومة ليس معنيا بإجراء نقاش في الكابينيت السياسي – الأمني والمصادقة أو عدم المصادقة على خطة كوخافي. وحتى على هذا نتنياهو ليس مستعدا أن يصادق، ولن نتحدث عن المصادقة على ميزانية هذه الخطة، التي بات واضحا للجميع أنه لن يصادق عليها كما هي، وهذا إذا جرت المصادقة عليها أصلا“.
وعقب الجيش الإسرائيلي بأن “الجيش الإسرائيلي ورئيس أركان الجيش يتعاونان بشكل كامل مع رئيس الحكومة والمستوى السياسي”، فيما عقب مكتب نتنياهو بأن “الادعاءات في التقرير ليست صحيحة، ورئيس أركان الجيش كوخافي يحظى بثقة رئيس الحكومة الكاملة“.