ماكرون والاسلام والوضع اللبناني بقلم الدكتور غسان غوشة
بداية، لابد من استنكار الجريمة النكراء التي ادت الى قطع رأس الاستاذ الفرنسي والتي يجب وصفها بالبربرية والشنيعة والتي تخدم اعداء الدين.
فرنسا ،منذ الثورة الفرنسية، بلد علماني متمسك بعلمانيته والتي تعتبر من انجازات الثورة والجمهورية.
نحن لا دخل لنا بهذا الموضوع والذي هو من حقوق الشعب الفرنسي وخياراته والتي تعود له .
ما يميز العلمانية الفرنسية عن مثيلتها الانكلوساكسونية هي ان الاولى معادية للدين جهارا نهارا ,بينما الثانية لا تعادي الدين وتحترم العقائد والتقاليد الدينية لكل الاديان.
صحيح ان العلمانية الفرنسية معادية لكل الاديان الا انها متخصصة بالعداء للاسلام والمسلمين واعطي امثلة على ذلك ما تحتويه كتب التاريخ الفرنسية المدرسية من محطات عداءية للمسلمين والاوصاف التي تصفهم بها………
كما ان طعام الكوشير
Viande cochere
موجود في كل وساءل النقل ولا نجد اي اهتمام بتامين الطعام الحلال وكلنا يتذكر الحملة التي قامت بها الممثلة الفرنسية المشهورة بريجيت باردو عندما هاجمت طريقة ذبح المسلمين للخراف ووصفتها بالوحشية وتضامنت معها وساءل الاعلام باكثريتها , ومن لا يعلم ان وساءل الاعلام الفرنسية مسيطر عليها بشكل شبه كامل من الحركة الصهيونية.
تصوروا مثلا انه منذ حوالي شهر اختارت صحيفة ليبراسيون اليسارية مديرا للتحرير صحفي اسراءيلي يعيش في فلسطين المحتلة.
هكذا بدون اي حياء وكانه لم يعد يوجد صحافيين فرنسيين يعيشون في فرنسا ممكن ان يقوموا بهذه المهمة.
اما لماذا اختار ماكرون منذ حوالي الشهر ان يفتح معركة مع الاسلام والمسلمين معلنا ان المسلمين يشكلون مشكلة اينما حلوا.
كان واضحا ان ماكرون الذي تراجعت شعبيته كثيرا في السنة الاخيرة وخسر حزبه في الانتخابات النيابية الاخيرة يريد ان يحسن وضعه في الانتخابات البلدية القادمة في الربيع القادم وفِي الانتخابات الرءاسية بعد سنة .
ولاجل ذلك اختار فتح معركة سهلة وخطيرة مع المسلمين لعلمه ان الشارع الفرنسي يحمل ضمنيا موقفا عنصريا ضدهم وخاصة ان هناك ازمة اقتصادية كبيرة وركود اقتصادي تسببت به الكورونا.
اذن ارادها ماكرون معركة تخدم اهدافه الخاصة وهو يريد ويتمنى ان تحصل ردود فعل عنيفة من المسلمين وخاصة في فرنسا ليؤلب اكثر الرأي العام الفرنسي عليهم.
وجاءت الحادثة المشؤمه بقطع رأس الاستاذ لتخدم مخططاته اكبر خدمة،
وانا لا استبعد ان تكون هذه الحادثة مدبرة.
الان:
اين اخطأ ماكرون :
اذا كان من حق الرءيس الفرنسي ان يدافع عن العلمانية فهذا لا نجادل به
وهذا حق يكفله له الدستور الفرنسي، ولكن ان يحرض هو وزير داخليته على نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلعم فهذا خروج عن الواجب الدستوري الذي يجب ان يحترم عقيدة اكثر من خمس ملايين مسلم في بلده.
هل اصبح التحريض والدعوة لكراهية المسلمين من وظاءف الرءيس الفرنسي؟
هذا ليس تصرف رءيس للجمهورية
وهذا تصرف عنصري بغيض.
هل فكر ماكرون بردود الفعل الاسلامية الرسمية والشعبية
وهل توقع حجمها؟
هل سيكمل بخطته العدائية ام سيتراجع.؟
وهل ينفع الندم.
كيف سيتأثر الوضع اللبناني والولادة الحكومية بهذه المواجهة بين ماكرون والشارع المسلم .
اذا قرر ماكرون ان يستمر بحملته العدائية فان ردود الفعل في كل انحاء العالم الاسلامي ستتعمق وتزداد
وستؤثر على المصالح الفرنسية.
ماذا سيكون موقف المسلمين سنة وشيعة في لبنان من المبادرة الفرنسية ومن دور فرنسا في لبنان خاصة وان الرءيس اردوغان سارع الى استغلال هذه الخطيءة الفرنسية والهب الشارع
والملفت ان التحرك في الشارع اللبناني كان سريعا وخاصة في طرابلس وهو قابل ان يشتعل اكثر.
خلاصة:
على ماكرون ان بتراجع فورا عن تحدي المسلمين وان يعتذر
والا فانه يرتكب خطأ جسيما بالسياسة بحق فرنسا.
نحن نحرص على صداقة فرنسا ولذا ندعو ماكرون الى مراجعة موقفه.