من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: جنبلاط يرفض الخضوع للفحص ويطلب حصّة وزاريّة طالما الحكومة برئاسة سياسيّ / السراي تعتبر تسمية الوفد المفاوض من بعبدا دون تشاور وفق المادة 52 مخالفة للدستور
الحريري والتكليف الذاتي: نتيجة إيجابيّة لفحوصات «المبادرة الفرنسيّة» في بعبدا وعين التينة
كتبت البناء تقول: تعثر التكليف الذاتي للرئيس السابق للحكومة سعد الحريري مع «انتفاضة» رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، فطغى كلام الليل على لقاءات النهار، وصار رفض جنبلاط الخضوع لفحوصات الحريري بالوكالة لصدقية التزامه بالمبادرة الفرنسية، عبر رفض استقبال موفديه الذين سيجولون على الكتل، أهم من النتائج الإيجابية للفحوصات التي قال الحريري إنه أجراها لكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بعبدا ورئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة.
تحدث جنبلاط بلسان الجميع، الذين استقبلوا الحريري والذين سيستقبلون موفديه، فموقف جنبلاط المباشر ولو بشيء من الفجاجة، كما وصفته مصادر تيار المستقبل، هو ما سيسمعه النواب بهية الحريري وسمير الجسر وهادي حبيش كموفدين للحريري للاجتماع بالكتل النيابية، بلغة ناعمة وأقل وضوحاً مما قاله جنبلاط، ومضمون الموقف من ثلاث نقاط، الأولى إن الحريري أسوة بسائر حضور اجتماعات قصر الصنوبر، واحد من الذين تعهّدوا بتسهيل المبادرة الفرنسية والالتزام بالورقة الإصلاحيّة، فمن الذي نصّبه وصياً على تطبيقها، وجهة مخوّلة بإجراء الفحوصات للآخرين لجهة صدقية التزامهم بها، خصوصاً أن الرئيس الفرنسي الذي اتهم كل السياسيين بخيانة تعهداتهم بصورة عامة، خصص الحريري بين الذين اتهمهم بالمسؤولية عن إفشال مبادرته، في نسختها الأولى الممثلة بحكومة كلف بتأليفها السفير مصطفى أديب، وكشف جنبلاط أمس أن الرئيس نجيب ميقاتي كان يشارك بتشكيلها وأنه من سمّى الوزير الدرزي فيها مشاوراً جنبلاط عبر النائب وائل أبو فاعور بإسناد حقيبة التربية لعباس الحلبي، علماً أن التسمية التي أطلقت على الحكومة هي حكومة اختصاصيين مستقلين وأن نادي الأربعة كما وصفه جنبلاط، كان برئاسة الحريري يدّعي العفة فيما هو يتولى تشكيل الحكومة من وراء أديب، وهنا ترد النقطة الثانية في مواقف الكتل النيابية بصورة عامة، والتي عبر عنها جنبلاط مباشرة، ومضمونها السؤال الذي وجّهه جنبلاط للحريري، كيف تكون حكومة مستقلين وأنت سياسيّ يترأسها ويختار وزراءها، ومن أين ستأتي بالوزراء؟ أما النقطة الثالثة فهي تمسك الكتل النيابية بتسمية من سيمثلونها في حكومة اختصاصيين يترأسها سياسي ودعوتهم لحكومة تكنوسياسية، وقد ترجم جنبلاط موقفه لجهة التسمية بفعل ذلك على الهواء بتحديد حقيبتي الصحة أو التربية، وتسمية النائب بلال العبدالله والدكتور وليد عمار والأستاذ عباس الحلبي كمرشحين للحكومة.
وفقاً لمصدر نيابي متابع لمشاورات الأمس ولقاءات اليوم، كاد الحريري ينام ليلته هانئاً، محتفلاً بإنهاء الجولة الأولى من المشاورات بصورة الوصي على المبادرة الفرنسية واضعاً رئاستي الجمهورية ومجلس النوب تحت فحص المصداقية، معلناً بعد لقاءي بعبدا وعين التينة أنه تأكد من التزام الرئيسين عون وبري بالمبادرة الفرنسية، لكن قبل أن ينتهي اليوم جاء الرد الجنبلاطي المؤجل على هجوم الحريري الذي بدا تلفزيونياً ووقع بالدعسة الناقصة في استبدال اللقاء مع جنبلاط، بضمّه إلى لائحة الكتل التي سيزورها موفدو الحريري، وهو ما قالت مصادر المستقبل إنه هدفه تفادي عقد اجتماعات مباشرة للحريري مع رئيس التيار الوطني الحر وقيادة القوات اللبنانيّة.
النكسة الجنبلاطية لما أسماه بالتكليف الذاتي للحريري، التي أصابت نقاط ضعف التصرف كمرشح فوق السياسة ووصي على المبادرة الفرنسية، ستحول دون وصول الحريري بزخم التسمية يوم الخميس ما لم يتمّ تدارك نقاط الخلل بقدر من التواضع والواقعية، بالاعتراف بأن حكومة برئاسة الحريري هي حكومة سياسية بامتياز، وبأن تجربة الرئيس المكلف مصطفى اديب ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب تقول باستحالة حكومة مستقلين، وهذا يعني الحاجة للعودة الى طرح الرئيس الفرنسي الأصلي بالدعوة لحكومة وحدة وطنية، خصوصاً أن ملف التفاوض على ترسيم الحدود وما يُمثله من أهميّة سياسيّة واقتصاديّة سيكون من ضمن مهام الحكومة الجديدة.
في ملف التفاوض كان اللافت أمس، مع إعلان رئاسة الجمهورية عن تشكيل الوفد المفاوض صدور موقف احتجاجيّ من رئاسة الحكومة على عدم التشاور مع رئيس الحكومة في تسمية الوفد، خصوصاً أن المادة 52 من الدستور تنصّ على تولي رئيس الجمهورية المفاوضة على المعاهدات الدولية بالتعاون مع رئيس الحكومة، معتبرة أن غياب هذا التعاون مخالفة صريحة للدستور، بينما قالت مصادر قانونية إن رئيس الجمهورية يستطيع بالاستناد إلى المادة 49 من الدستور كقائد أعلى للقوات المسلحة أن يشرف على المفاوضات عبر إصدار توجيهاته لقيادة الجيش من دون أن يحتاج الأمر مشاركة رئيس الحكومة إلا عندما يستدعي الأمر عرضه على المجلس الأعلى للدفاع.
مشاورات الحريري
واستبق الرئيس سعد الحريري استحقاق الاستشارات النيابية الملزمة بعد غدٍ الخميس في بعبدا بجولة مشاورات مع القوى السياسية بدأها أمس، بزيارة بعبدا وعين التينة وضع خلالها الرئيسين ميشال عون ونبيه بري في تفاصيل مبادرته لتكليفه تأليف الحكومة الجديدة.
وفي موازاة ذلك يستكمل الحريري اليوم اتصالاته مع القوى السياسية للاطلاع على موقفها من المبادرة التي يطرحها للتكليف والتأليف التي تنطلق من المبادرة الفرنسية، فيما توالت الكتل النيابية تباعاً بتحديد مواقفها من مبادرة الحريري قبيل استشارات الخميس.
الأخبار : عون تراجع عن مشاركة شقير في مفاوضات الترسيم… وأسئلة حول وجود شباط ومسيحي: رئاسة الحكومة تنزع الشرعية عن وفد لبنان
كتبت صحيفة ” الأخبار ” تقول : “الخلافات الصامتة”، هو عنوان يمكن وضعه فوق ملف التفاوض غير المباشر لترسيم الحدود بين لبنان وكيان الاحتلال. والامر لا يتعلق حصراً بالحسابات المباشرة للاطراف الداخلية والخارجية، بل ايضاً، بطريقة إدارة الأمور في البلاد، وفي ملفات بالغة الحساسية. وتُظهر التجارب في كل مرة ان التفاهمات الكبيرة لم تعد تكفي لسد الثغر الكامنة في التفاصيل. وهو ما ظهر جلياً في المواقف والمداولات غير المعلنة حول طريقة تعامل لبنان مع هذا الملف.
الرئيس نبيه بري الذي تولى لفترة طويلة ادارة الجانب الاساسي من التفاوض مع الجانب الاميركي، لم يكن يقف عند خاطر احد، نظراً إلى أن الملف يتصل بأمور لا تتطلب مجاملات على الطريقة المعتادة. لكنه في نهاية الامر، تعامل مع سلسلة من الضغوط الداخلية والخارجية بما سهل له الاعلان عن اطار للتفاوض ثم خرج من الساحة التنفيذية. لكن ذلك لا يعني انه صار خارج الملف. بل سيظل يتحمل مسؤولية من موقعه كرئيس للمجلس النيابي ومن موقعه السياسي اساسا، كممثل للمقاومة في السلطة وكممثل لتيار سياسي منخرط في قضية الصراع مع العدو.
انتقال الملف بشكله الحالي الى منصة الرئيس ميشال عون، لم يحصل بطريقة او ظروف سلسة. فلا حكومة قائمة في البلاد، والازمات الداخلية تتعقد يوما بعد يوم. والرئيس كما محيطه القريب والابعد عرضة لنوع جديد من الضغوط الخارجية وحتى الداخلية. من التهديدات الاميركية المتلاحقة بوضع مقربين منه على لائحة العقوبات، الى الحصار الذي يتعرض له بسبب تحالفه مع حزب الله، وصولا الى المعركة المفتوحة ضده في الشارع المسيحي من قبل تحالف الكنيسة وقوى 14 اذار. لكن ثمة عامل إضافيّ يخص الدائرة القريبة منه في القصر وفي التيار الوطني الحر وفي اوساط اقتصادية وسياسية تتبنى اليوم عنوان “لا يمكن للبنان تحمل وزر الصراع العربي – الاسرائيلي او صراع اميركا مع ايران”. وكل ذلك معطوف على رغبة الرئيس بإنجاز كبير يتعلق بالثروة النفطية، ونظرته كما نظرة الوزير السابق جبران باسيل المختلفة حول كيفية التفاوض مع اميركا او مع “إسرائيل” بشأن الملف. كل ذلك دفع لأن تجري إدارته لعملية تأليف الوفد المفاوض وسط ارتباك كبير.
عملياً، لا احد يعرف المعايير الفعلية لتاليف الوفد اللبناني. لكن، الضربة الدستورية جاءت مباشرة من رئاسة الحكومة، حيث اعلن الرئيس حسان دياب ان تأليف الوفد لم يتم وفقا للاصول الدستورية. ما يعني عمليا نزع الشرعية الدستورية عنه. وهي خطوة تفتح الباب امام التشكيك بشرعية الوفد وطبيعة تمثيله ونوعية التفويض المعطى له لادارة عملية سيادية كبرى. وجاء اعتراض الرئيس دياب مستندا الى تفاسير المادة 52 من الدستور التي توجب على رئيس الجمهورية التوافق مع رئيس الحكومة حيال تأليف الوفد للتفاوض الخارجي، وهذا موقف لا يمكن تجاوزه حتى ولو صمت الحريصون على صلاحيات رئاسة الحكومة، ومن الذين يرفعون الصوت على كل كبيرة وصغيرة. لكن لا يتوقع ان يصدر منهم اي تعليق طالما الامر يتعلق بمطلب اميركي مستعجل في جعل المفاوضات قائمة بين لبنان و”اسرائيل“.
دياب قال انه راسل رئيس الجمهورية عبر ثلاث طرق في الايام الماضية. ولم يسمع منه جوابا يعكس احترامه المادة 52، بينما تتصرف دوائر القصر الجمهوري على اساس ان الحكومة مستقيلة ولا يمكن لرئيسها التقدم بطلب كهذا. وان الدستور منح رئيس الجمهورية حق ادارة التفاوض الخارجي. لكن مستشاري الرئيس يعرفون ان هذا الكلام لا اساس دستورياً له. والمشكلة لا تقف عند هذا البند. اذ ان قوى كثيرة في البلاد لم تعرف سبب المقاربة التي لجأ اليها القصر الجمهوري في تشكيلة الوفد، علما ان الوقائع تشير الى الاتي:
– حث الرئيس بري ومعه حزب الله على ترك ملف التفاوض لقيادة الجيش، وجرت مشاورات ضمنية بين قيادة الجيش والقوى السياسية من اجل تركيب وفد موثوق يمكنه قيادة هذه العملية. وكان قائد الجيش يميل الى حصر الملف بعسكريين فقط.
– يحسم هدف التفاوض بأنه لتحديد الحدود، وبالتالي ليست هناك حاجة مطلقة لاي حضور خارج فريق الخبراء المختصين بالخرائط والحدود، ما يعني انه لا يوجد اي مبرر لوجود الموظف وسام شباط، حتى اذا دعت الحاجة الى حديث فرعي يتعلق بالموادر النفطية والغازية، فساعتها يمكن الاستعانة به، مباشرة او من خلال الاستماع الى رأيه. الا اذا كان هناك ضغط فرض مشاركة شباط من زاوية موازاة مشاركة المدير العام لوزارة الطاقة الإسرائيلية. مع التأكيد على ان هذه المفاوضات ليست حول منصات الغاز وعمل الشركات أو استخراج النفط
– ان ادخال الخبير نجيب مسيحي بصفته متخصصا في هذا العالم، يزيد في الطين بلة. لان الرجل سبق له ان قدم نظرية تناقض تماما الاطار الذي يعمل على اساسه الضابط المتخصص العقيد بصبوص، وهناك اختلاف جدي بين تحديد نقطة البحث على الخط الحدودي المفترض، بين النقطة 1 التي اختارها مسيحي وهي التي تجعل لبنان يخسر الكثير، باعتباره تعامل مع النتوء الصخري المعروف باسم بخيت على انه جزيرة كاملة، وهو ما يتعارض مع رأي بصبوص الذي يعود الى النقطة 23 التي تميل نحو الحدود مع فلسطين. حتى ان الاميركيين يوم كلف السفير هوف بوضع حل وسط، لم يقف عند رأي مسيحي، بل اقترح ما يعطي لبنان حصة اكبر من تلك التي يمكن للبنان الحصول عليها لو تم الاقرار بورقة مسيحي. علما ان اسئلة كثيرة ترددت حول الرجل نفسه، فهو أميركي من أصل لبناني، التقاه وفد نيابي لبناني في أحد مؤتمرات الطاقة التي انعقدت خارج البلاد، قبل أن يؤتى به الى عون وينزل بـ “الباراشوت” كعضو في الوفد. فمن يضمن أن يكون ولاء مسيحي خلال التفاوض لمصلحة لبنان؟ فضلاً عن أنه خبير مدني لا عسكري، نكون بذلك قد زدنا الى الوسيط الأميركي “معاوناً” في عملية التفاوض!
الديار : ”إشتباك” دستوري يضعف لبنان عشية التفاوض: لماذا الإصرار على “تفخيخ” الوفد ؟ الحريري يبدأ تأليف الحكومة قبل التكليف “ورسالة” اعتراض سعودية عبر جنبلاط باريس غائبة وتتريث في التدخل المباشر حكوميا وانتقاد فرنسي “للنفاق” الاميركي
كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : لم يكن ينقص البلاد المنهارة اقتصاديا وماليا، “والمتخبطة” صحيا، ومعيشيا، الا ”حرب” الصلاحيات الدستورية بين قصر بعبدا، والسراي الحكومي على حق تشكيل وفد التفاوض “المفخخ” بأعضائه المدنيين مع كيان الاحتلال حول ترسيم الحدود الحرية، فيما يمارس رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري آلية التكليف والتشكيل ”بالمقلوب”، طارحا نفسه المنقذ عشية طرده من “جنة” الحكم قبل نحو عام، وفيما لا تزال حظوظه محفوفة بالحذر في ظل عدم ملامسته بعد “شيطان” التفاصيل، يسعى من خلال الزيارة الاولى لوفده “الازرق” غدا الى “بنشعي”، الى تأمين “مظلة” مسيحية لترشيحه في ظل احتمال “تمنع” القوات اللبنانية، والتيار الوطني الحر عن تسميته، وفيما لا تزال الاجواء “ضبابية” حيال المعطيات الاقليمية والدولية المبهمة في ظل غياب فرنسي واضح عن المشهد، واصرار اميركي على ابعاد حزب الله عن السلطة التنفيذية، برز تعاطي وسائل الاعلام السعودية السلبي مع تحرك الحريري، ما اعطى انطباعا واضحا بعدم وجود تغيير في المملكة ازاء اعادة تعويمه لبنانيا، وقد تظهّر هذا الموقف جليا من خلال الهجوم اللاذع من قبل النائب السابق وليد جنبلاط عليه بالامس، في مقابلة اعلامية تم اعدادها على عجل تزامنا مع حراكه السياسي، وقد اتهم “البيك” الحريري بمحاولة اقصائه، وبعقد صفقة مع “الثنائي” الشيعي، والنائب جبران باسيل، رافضا استقبال وفد “المستقبل”، فيما تحدث رئيس الحكومة الاسبق نجيب ميقاتي بالامس عن نجاح مبادرة الحريري التي يؤيدها دون ان يوضح طبيعة استنتاجه…
ولذلك تبقى الاسئلة مفتوحة على كافة الاحتمالات حول معايير تشكيل الحكومة العتيدة، فيما يكرر الحريري طروحاته القديمة ويأمل الحصول على اجوبة مغايرة، وفيما اكدت المصادر الرئاسية انه لم يجر في بعبدا الخوض في شكل الحكومة او طبيعتها، وانما دار النقاش حول المبادرة الفرنسية، لم يحصل توسع في النقاش في عين التينة، وتقول بعض الاوساط المطلعة ان الامور ليست مقفلة، لكن ثمة اسئلة تحتاج الى اجابات من الحريري حيال موقفه من تسمية الاطراف السياسية للاختصاصيين؟ وهو “المفتاح” الاساسي الذي سيسمح له بالحصول على المباركة “الشيعية” وبعدها “لكل حادث حديث”، والصورة ستصبح اكثر وضوحا بعد بدء وفد “المستقبل” لزياراته.
“اشتباك” دستوري
في هذا الوقت، وعشية انطلاق مفاوضات الترسيم في الناقورة، برزت التباينات اللبنانية من خلال اصرار الرئاسة الاولى على تضمين الوفد او “تفخيخه” بعضوين من خارج المؤسسة العسكرية بعدما نجحت “الضغوط” في ثنيها عن اشراك دبلوماسيين وسياسيين، فيما انفجرت ازمة “مكبوتة” بين الرئيس ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب الذي اعترض على تجاوز بعبدا للدستور وعدم التنسيق معه في تشكيل الوفد، وهذا يطرح اكثر من علامة استفهام حول موقف لبنان التفاوضي في مواجهة وسيط اميركي غير نزيه ومفاوض اسرائيلي يستفيد عادة من التناقضات اللبنانية.
النهار : غموض واسع يلف تحرك الحريري وجنبلاط يهاجمه
كتبت صحيفة ” النهار ” تقول : في واقع غير مسبوق يشهده لبنان المأزوم الذي يعاني من اكتساح بالغ الخطورة والاتساع لبلداته وقراه بوباء كورونا بما ينذر باوخم الاخطار التي انعكست على العودة الناقصة والفوضوية للمدارس امس، وفيما يرزح تحت وطأة أسوأ انهياراته المالية والاقتصادية والاجتماعية، يتوزع المشهد المصيري في الساعات ال48 المقبلة على عين ترصد دينامية جديدة في المسعى الحريري المتقدم في ملف تشكيل الحكومة، والعين الثانية ترصد اول اجتماع افتتاحي للمفاوضات اللبنانية الإسرائيلية غير المباشرة في الناقورة غدا لترسيم الحدود البحرية والبرية الجنوبية.
واذا كان للمواقف العلنية التي تجمعت في اليوم الأول من إدارة الرئيس سعد الحريري محركات اتصالاته بزخم لافت حيال مبادرته المتصلة بتشكيل حكومة تنفيذ المبادرة الفرنسية وبرنامج قصر الصنوبر الإصلاحي، فان الحصيلة المبدئية التي انتهت اليها زيارته لكل من قصر بعبدا وعين التينة تبدو واعدة. ولكن ذلك لن يسقط حتما قاعدة الشيطان الذي يكمن في التفاصيل بما يوجب استمرار الحذر وتجنب اسقاط عوامل العرقلة للمسعى الحريري لدى فتح ملف التأليف التفصيلي وسط كتمان شديد احيطت به الزيارتان لجهة التعتيم على تناول الجانب الإجرائي المتعلق بآلية التأليف او الجانب الشخصي الذي يصعب عزله عن تلقي كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري زيارتي الرئيس الحريري بعد فترة جفاء او قطيعة، خرج الأخير من لقاءي بعبدا وعين التينة بتأكيدات جازمة حيال التزام المبادرة الفرنسية وبرنامج إصلاحاتها وهما الموضوعان اللذان أدرجهما الحريري في رأس قائمة أولوياته في اطلاق جولة الاتصالات واللقاءات التي باشرها شخصيا وسيكملها وفد من كتلة المستقبل اليوم مع سائر القوى التي شاركت في لقاءي قصر الصنوبر مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وبدا واضحا ان الحريري تعمد في اليوم الأول من تحركه ان يركز الأولويات في لقائيه مع الرئيسين عون وبري على نقطة الارتكاز التي جعلته يقوم بسابقة سياسية تمثلت بإطلاقه مشاورات ما قبل الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها الرئيس عون الخميس المقبل ما لم يطرأ ما يملي إرجاءها الى موعد آخر .
وهذه النقطة تتصل بربط مجمل مبادرته وتحركه ارتباطا لا فكاك منه أولا وقبل الدخول في تفاصيل عملية تشكيل الحكومة باستعداد القوى التي شاركت في لقائي قصر الصنوبر مع الرئيس الفرنسي على المضي في تنفيذ المبادرة الفرنسية كأساس لإمكان تكليف الحريري تشكيل الحكومة. ولذا ستستكمل في الساعات المقبلة هذه المبادرة بجولة واسعة يقوم بها وفد من كتلة المستقبل يضم النواب بهية الحريري وهادي حبيش وسمير الجسر على رؤساء الكتل الأساسية التي شاركت في لقاء قصر الصنوبر، وسيبدأ الوفد جولته اليوم بزيارة بنشعي للقاء رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ويزور لاحقا حزب الطاشناق ثم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على ان تستكمل الجولة على القيادات الأخرى غدا. وفي ما يتصل بمسألة تأليف الحكومة، فترصد الأوساط المعنية معطيات حول مسألة أساسية هي تسمية الوزراء الاختصاصيين وهل ستوافق القوى المعنية ولا سيما الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحرعلى طرح الحريري بحكومة اختصاصيين مستقلين عن الأحزاب كليا ام سيقبل الحريري على تسمية القوى وزراء اختصاصيين غير حزبيين كما يقترح الثنائي الشيعي . ويبدو ان هذه ستكون المعضلة الكبيرة التي سيتوقف عليها مصير تحرك الحريري الذي ابلغ الى الرئيس عون انه سيزوره ثانية قبل موعد الاستشارات الخميس بما يوحي انه يتوقع بلورة نتائج تحركه قبل الموعد.
اللواء : الحريري يباشر جولة “إنقاذ المبادرة”.. وجنبلاط ينتفض ويرفض لقاء وفد المستقبل رئاسة الحكومة تعترض على استبعادها عن تشكيل الوفد المفاوض.. والعودة إلى المدارس “نص بنص“
كتبت صحيفة ” اللواء ” تقول : من بعبدا إلى عين التينة، فعودة إلى بيت الوسط، أمضى الرئيس المرشح لتأليف الحكومة الرئيس سعد الحريري ”يوماً مثمراً”، إذ سمع تأكيدات من الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي، التزاماً واضحاً بالمبادرة الفرنسية.. على ان تستكمل الاتصالات في غضون الـ48 ساعة المقبلة، عبر وفد كتلة المستقبل النيابية، التي يباشر اللقاءات اليوم مع النائب السابق سليمان فرنجية. واوضحت مصادر مطلعة لـ”اللواء” ان لقاء عون والحريري خرج بتأكيد على اهمية المبادرة الفرنسية والاسراع في تشكيل الحكومة لأن الاوضاع التي تمر بها البلاد لا تحتمل المزيد من التروي.
واشارت الى ان اي دخول في التفاصيل الحكومية لم يتم وكان الحديث حول العموميات والاوضاع العامة، وقد شرح كل من عون والحريري وجهتي نظرهما وابلغ الحريري رئيس الجمهورية عن إيفاده ممثلين عنه لزيارة الكتل النيابية واستطلاع موقفها في ما خص المبادرة الفرنسية والتمسك بها معلنة ان الرئيس الحريري تحدث عن ضرورة السير بها بأعتبارها انقاذية..
وافادت انه حتى الآن الاستشارات النيابية الملزمة بعد غد الخميس في القصر الجمهوري لا تزال في موعدها وكررت القول ان عون يسعى الى تسهيل تأليف الحكومة ويحترم موجبات الدستور لجهة الالتزام بمن تسميه الاكثرية من النواب في الاستشارات لتكليفه ترؤس الحكومة.
اما اوساط مراقبة فقالت ان الاجواء في اللقاء كانت مريحة وان الحريري عرض المبادرة الفرنسية بالتفصيل والاصلاحات، وان رئيس الجمهورية كان مستمعا وأكد له التزامه بالمبادرة الفرنسية الانقاذية بكل مندرجاتها. اما في موضوع التكليف فقال عون بانتظار التكليف حكما وما تفضي اليه نتيجة الاستشارات ودعاه الحريري الى التواصل مع الكتل النيابية طالما انك لا?تزال ساعياً الى التكليف لأن الكتل هي من ستسميك ولست انا وانا اكلفك بناء على الاستشارات النيابية الملزمة.
الجمهورية : مشاورات الحريري تقرّبه من التكليف الخميس .. ولا خلاف على حكومة إختصاصيين
كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : ما هو أقبح من إجراءات السلطة الفاشلة والبلا اي معنى التي اتخذتها لاحتواء فيروس “كورونا” منذ بدء تفشيه، هو تحذيراتها من انّ لبنان يوشك ان يقترب من النموذج الايطالي أو الاسباني او أي نموذج لأيّ دولة هزمها الفيروس، متجاهلة النموذج اللبناني، الذي اعطى مثالاً لكل العالم بأنّه الأسوأ بكل المعايير، والاكثر تخلّفاً على وجه الكرة الارضية، إن من حيث اجراءات السلطة القاصرة على اللحاق بالوباء، او من حيث استهتار المواطنين.
لم يعدْ السكوت جائزاً على الإطلاق، على هذا التخبّط المفجع الذي يحكم السلطة، وظيفتها فقط أن تنذر بالشؤم والقول انّ لبنان يوشك على بلوغ الخط الاحمر، فيما الحقيقة انّ هذا اللبنان تجاوز الخط الاحمر فعلاً، وامكانية احتواء الفيروس صارت مستحيلة في ظلّ ما هو متبع من اجراءات عشوائية، لا بل اجراءات إسميّة لا اكثر.
إجراءات ملزمة!
الإجراء البديهي في ظلّ هذا الخطر، هو ان تبادر السلطة الى التعاطي معه بحجمه، والمسارعة الى اجراءات باتت اكثر من ملحّة، حتى ولو كانت موجعة وارغامية لكلّ مواطن، او بمعنى ادق، لكل مستهتر شريك في تفشي هذا الوباء. فهل تدرك السلطة، انّ في الدول التي تحترم نفسها لا يجرؤ المواطن على مخالفة اجراءات الوقاية، واولها الزامية ارتداء الكمامة؟
الارقام غير صحيحة
الفيروس يوشك أن يجتاح كل بيت، وصار على السلطة أن تدرك أنّ تحويل البلد الى حقل تجارب لإجراءات متسرّعة او بالاحرى سطحية او ارتجالية، لم ينتج منها سوى مفاقمة الانتشار، وتسريع وتيرة العدادات التي لن يمضي وقت طويل، مع استمرار هذا المنوال، لتسجّل يومياً آلاف الاصابات، والكل يعلم انّ الارقام التي تعلنها وزارة الصحة يومياً ليست هي الارقام الصحيحة، بل انّ الارقام اليومية مخيفة لا بل مريعة.