قيادي إسلامي بالسودان: التطبيع يُدخلنا في دوامة من العنف
قال الرئيس السابق لمَجْمع الفقه الإسلامي في السودان البروفيسور عبد الرحيم علي، إنه “في حال تمرير مخطط التطبيع بشكل رسمي على غير إرادة الشارع السوداني قد يُدخل البلاد في دوامة من العنف، وإذا استمر الوضع على هذا الحال، فأنا أخشى انفجار الأوضاع في السودان، كما حدث في البلدان المجاورة، مثل اليمن وليبيا وسوريا؛ لأن الأوضاع الشاذة تنتج أوضاعا شاذة“.
وأكد “علي” أن “معظم الأحزاب والمؤسسات والشخصيات الاعتبارية المُعتبرة ترفض التطبيع مهما كلّف السودان، وهو مُكلف دون شك”، لافتا إلى أنه لم تكن هناك خطوات حقيقية في هذا الاتجاه، باستثناء مقابلة رئيس المجلس السيادي لنتنياهو، وإذا بدأت خطوات تنفيذية، فعندئذ ستواجه برفض كامل، وربما يكون عنيفا“.
ولفت الرئيس السابق لمَجْمع الفقه الإسلامي في السودان إلى أن “نسبة الرافضين للتطبيع في السودان عالية جدا، وربما تتجاوز الـ80%”، مستنكرا دور الإمارات في ملف التطبيع بين السودان وإسرائيل، التي قال إنها بمثابة “رأس الحربة” في المنطقة العربية لتسويق “شرق أوسط جديد“.
وعن مخاطر قضية “التطبيع” قال: “تُغري بمزيد من الاحتلال وتضييع حقوق الفلسطينيين، وبمزيد من التوسع في البلاد العربية، لأن خريطة إسرائيل لم تُرسم حتى الآن، فكلما وجدت الطريق مفتوحا أمامها توسعت إلى الأمام، مع الأخذ في الاعتبار فكرة “إسرائيل الكبرى” من الفرات إلى النيل لاتزال ماثلة، ويبدو أن التحولات التي تجري الآن هي تحقيق لشيء من هذا الحلم الموجود وليست محض خيال، وكان الإنكار الذي تجده من البلاد العربية والإسلامية في وقت واحد يحول دون تنفيذ بعض هذه الخطط والطموحات الإسرائيلية، لكن الآن فُتح المجال على مصراعيه، لدرجة أن أحد كُتّاب الصهاينة كتب كتابا بعنوان “العودة إلى مكة”، وعُرض على إحدى الإذاعات الأمريكية، وهو يرى أن الوقت قد حان لعودة اليهود إلى الجزيرة العربية”.
واضاف: “كل الآراء التي تنتج عن إغراء أو ترهيب في مؤتمرات إسلامية يُحشد لها عدد خاص ومُنتقى من العلماء، وهذا لا يُعتبر أبدا رأيها، وإنما تُعتبر الآراء التي صدرت من كبار العلماء، ومنها رأي الأزهر، بالإضافة لرأي بعض المشايخ والعلماء في السعودية وغيرها، وهو ما يُعتد به. أما ما يصدر الآن من كلام بزعم الحديث عن العلاقة مع اليهود، بينما العلاقة بإسرائيل غير العلاقة باليهود، والموضوع مرتبط باحتلال أرض المسلمين وطرد أهلها منها، والموقف المطلوب خاص بهذه القضية وليس موقفا من أهل الكتاب”.