الصحافة البريطانية

من الصحف البريطانية

نشرت صحيفة الاندبندنت أونلاين مقالا للكاتب الصحفي روبرت فيسك يتحدث فيه عن لبنان وعودته إلى عناوين الأخبار المأساوية.

يقول فيسك “ها هي بيروت تعود إلى سياسة الجنون والفساد والعنف. وهاهم بشبهونها بأمريكا. فاللبناني البسيط لا يستحق هذا. فالسياسة الأمريكية في بلاده الصغيرة ودعم واشنطن المتذلل لاجتياحات إسرائيل المتكررة ساهم بقسط كبير في مأساة لبنان.”

ويضيف الصحفي المخضرم والخبير في شؤون الشرق الأوسط أن التشبيه الأوسطي الوحيد في الولايات المتحدة اليوم هو بين الفلسطينيين والسود الأمريكيين. وأعرف أن الصراع الأول بخصوص القومية والصرع الثاني بخصوص العنصرية. ولكن مهما حاول الإسرائيليون وأصدقاؤهم المزعومون التشنيع على من يقارن بين شرطي أبيض يطلق النار على رجل أسود وشرطي إسرائيلي يطلق النار على فلسطيني، فإن الفلسطينيين والسود الأمريكيين يشتركون في مطلب واحد هو الكرامة وحقوق الإنسان.

فالسود الأمريكيون كما يقول فيسك سلبوا عندما أخذ أسلافهم عبيدا منذ أربعة قرون، والفلسطينيون سلبت أرضهم منذ أكثر من نصف قرن فقط، ولكنهم يصارعون من أجل قضية مشروعة تجمع بينهما. ولا غرابة في أن أنصار حركة “بي دي أس” (الداعية لمقاطعة إسرائيل) الداعمة لحقوق الفلسطينيين سارعت إلى دعمها لحقوق السود في الولايات المتحدة. ولا يمكن إلا أن تلاحظ تفاعل السود الأمريكيين مع مأساة الفلسطينيين. ولكن أغلب الأمريكيين باستثناء الذين يعرفون الشرق الأوسط من منظور يساري يترددون في مناقشة صريحة للقضية الفلسطينيين لأنهم يعرفون تكلفة انتقاد إسرائيل.

نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا افتتاحيا تدعو فيه إلى تعامل أكثر إنسانية مع المهاجرين، وتشير الصحيفة إلى معلومات مسربة تفيد بأن الحكومة البريطانية تفكر في فتح مراكز لدراسة حالات طالبي اللجوء في جزر بعيدة، أو في عرض البحر.

وتصف الفايننشال تايمز هذه الأفكار بأنها متهورة إن لم تكن سخيفة. وتقر الصحيفة بأن بريطانيا تواجه أعدادا متزايدة من المهاجرين غير الشرعيين، وهذه الأرقام تؤثر على أصوات الناخبين، لذلك فإن الحاجة باتت ملحة لنظام رقابة أكثر فعالية، ولكنها تقول إن الفاعلية لا تعني الممارسة غير الإنسانية.

وتذكر الصحيفة أن أعداد المهاجرين المتزايدة أصبحت تشكل هاجسا لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون. فقد عبرالحدود أكثر 5 آلاف مهاجر بنهاية أغسطس/ آب هذا العام، مقابل 1890 خلال العام الماضي كاملا.

وكانت قضية الهجرة موضوع الحملة الانتخابية لتيارات اليمين. كما أن شعار الداعين إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهم غالبية داعمي جونسون، هو استعادة السيطرة على حدود البلاد.

وتقول الصحيفة إن الواقع هو أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا يسهل مهمة الحكومة في مواجهة موجات الهجرة، لذلك فإنها تنظر في أساليب جديدة. وليست حكومة المحافظين الأولى التي فكرت في فتح مراكز بعيدة في عرض البحر إذ سبق أن نظرت في الأمر حكومة توني بلير العمالية في عام ألفين، حتى لا يفلت المهاجرون من المراكز ويذوبوا في المجتمع.

ولكن تجربة أستراليا مع هذه المراكز في بابوا نيو غينيا تثير الكثير من الجدل، إذ تتحدث منظمات حقوق الإنسان عن ممارسات غير إنسانية وتعسف يتعرض له المقيمون في هذه المراكز.

وترى الفايننشال تايمز أن بريطانيا باعتبارها جزيرة تواجه أعدادا أقل من المهاجرين مقارنة بغيرها من دول أوروبا، ومعالجة ملفات المهاجرين على التراب البريطاني حيث الحقوق محترمة فكرة أصوب، وعلى الحكومة أن تنسق مع فرنسا وبلجيكا وهولندا لمحاربة عصابات تهريب المهاجرين.

خصصت صحيفة الغارديان مقالها الافتتاحي أيضا لقضية الهجرة واللجوء. ووصفت السياسة التي تعتزم الحكومة البريطانية انتهاجها بأنها “مقرفة ومتوحشة وخاطئة.”

وتقول الغارديان إن أزمة وباء فيروس كورونا تسببت في تناقص عدد طالبي اللجوء في بريطانيا إلى مستوى هو الأدنى منذ 10 أعوام. وحتى قبل الوباء كانت نسبة طالبي اللجوء في بريطانيا 5 طلبات لكل 10 آلاف ساكن، مقارنة بنسبة 14 طلبا لكل 10 آلاف ساكن في دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة. وكانت بريطانيا العام الماضي في المركز 17 من بين الدول الأوروبية.

وتضيف الصحيفة أن هذه الأرقام لا تعكس الطريقة التي تتعامل بها وزيرة الداخلية بريتي باتيل مع قضية الهجرة. فهي، في نظر الغادريان، أكثر وزراء الداخلية تشددا مع طالبي اللجوء منذ عقود. وهي تفتخر بهذا التشدد والقسوة. فكل همها هو أن تبعد طالبي اللجوء مهما كانت الوسائل، وتحرص على أن تتصدر عناوين الأخبار أكثر من حرصها على حل مشاكل وزارتها.

سانت هلينا، أو في سفن غير مستعملة في عرض البحر، أو إرسالهم إلى مولدوفا أو المغرب أو بابوا نيو غينيا، ثم راجت أخبار مفادها أن الحكومة تتفاوض مع البحرية من أجل بناء جدران عائمة في بحر المانش وسط واحدة من أكثر المسارات البحرية نشاطا في العالم.

وترى الغارديان أن هذه الأفكار غير قابلة للتنفيذ لأنها غير إنسانية. وتذكر أن بريطانيا تعتز بتوقيعها على اتفاقية جنيف للاجئين التي تفرض على الدول منح لجوء لمن يخشون على أنفسهم من خطر حقيقي يهدد حياتهم.

نشرت صحيفة ديلي تلغراف مقالا ترى فيه أن المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية جو بايدن “لم يقنع” في المناظرة الأولى مع منافسه دونالد ترامب.

وتذكر الصحيفة أن المناطرة أظهرت ترامب محاججا متنمقا ومتهجما، أما بايدن فقد تراجع أمام التهجم عليه بينما كان عليه أن يستغل ذلك لصالحه. وكل ما استطاع فعله هو أن يقول لمنافسه “اسكت”، بانفعال يبدو أن ترامب قصد إثارته، من خلال مقاطعاته المتكررة.

وتعمد بايدن التوجه إلى المشاهدين مباشرة بالنظر إلى الكاميرا بدل مواجهة من وصفه بأنه مهرج.

وسجلت استطلاعات الرأي أن أغلبية بسيطة من 100 مليون أمريكي تعتقد أن بايدن هو الذي خرج فائزا من المناظرة، ولكن استطلاعات الرأي تلك، حسب الصحيفة، التي قالت في 2016 إن ترامب متأخر عن منافسته، وهو ما يعني أن ما يحدث يوم الانتخابات قد يكون مغايرا تماما.

فبعد أربع سنوات في البيت الأبيض كون أغلب الأمريكيين فكرتهم عن ترامب. أما المعركة الحقيقية فستكون من أجل كسب أصوات المجموعة القليلة التي لم تحسم رأيها في بعض الولايات، وإذا أراد بايدن أن يكسبها فعليه تحسين أدائه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى