من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: الرئيس المكلّف اليوم في بعبدا لحسم 14 أو 18 وزيراً… وتوزيع الحقائب الطائفيّ والسياسيّ أديب و”الخليلان”: حسم المالية وتأجيل التسمية… واتفاق على أن الفشل ممنوع هيل: أنفقنا 10 مليارات على القوى المسلحة والمجتمع المدنيّ خلال سنوات
كتبت صحيفة “البناء” تقول: لخّص مصدر متابع للملف الحكومي حصيلة المشهد بالقول، لقد وضع القطار على السكة وتم تزييت العجلات لكن المحرّك ينتظر إشعال الوقود. ويقول المصدر إن المقصود بوضع القطار على السكة هو إسقاط الأحادية في مرجعية تشكيل الحكومة التي ظهر أن رؤساء الحكومات السابقين يحاولون فرضها، لصالح التوضيحات الفرنسية التي تبلغها الرئيس المكلف والرئيس السابق سعد الحريري لحكومة يرضى بها الجميع وتكون حصيلة تشاور وتعاون القوى التي قامت بتسمية الرئيس مصطفى أديب، واستبعاد قضايا الخلاف ومنها البحث بمصير وزارة المال والإصرار على حسم الخلاف حوله كشرط لولادة الحكومة، وإلغاء وجود مهل محددة لبلوغ ضفة الوصول نحو حكومة جديدة، مع الإصرار على عدم إضاعة الوقت الى ما لا نهاية، تحت شعار ان الانهيار يتقدم، وأن الفشل ممنوع.
يقول المصدر إن الخطوة التمهيدية التي تمثلت بلقاء الرئيس المكلف مصطفى أديب، بالمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله، ليست هي نهاية المطاف، بل هي البداية، حيث تم تثبيت ما قاله الرئيس الحريري حول حقيبة المال، وتم تأجيل البحث بالتسمية، على ان تكون الخطوة الثانية هي زيارة الرئيس المكلف لرئيس الجمهورية لبدء ما كان يجب أن يتم منذ التكليف لجهة حسم حجم الحكومة وتوازناتها الطائفية والسياسية، من موقع الشراكة الكاملة لرئيس الجمهورية في تشكيل الحكومة، لينطلق الرئيس المكلف بمشاورات تشمل مجدداً الكتل النيابية التي سيتوجه اليها طلباً للثقة، للتفاهم مع هذه الكتل وفي طليعتها ثنائي كتلة التنمية والتحرير وكتلة الوفاء للمقاومة، لمناقشة تفاصيل تمثيلها وكيفية تحقيق التوازن المطلوب بين الشروط السياسية لنجاح الحكومة، والشروط الوظيفية التي تقتضي أن يكون الوزراء من ذوي الاختصاص وغير الحزبيين وغير النواب، طلباً للصدمة الإيجابية المطلوب إحداثها، وطلباً لإنجاح المهمة المرتبطة بالملفات الاقتصادية والمالية وعزل الحكومة عن التجاذبات السياسية.
يضيف المصدر أن ما تم لجهة فتح قنوات الحوار يشكل بداية جدية بعدما كان الحوار من طرف واحد سابقاً في ظل التزام الرئيس المكلّف بالصمت، سواء في لقاءاته مع الكتل النيابية، أو في لقاءاته المتكررة مع رئيس الجمهورية، وهذا تزييت عجلات القطار، لكن إشعال الوقود لضمان إقلاع القطار ينتظر التفاهم على حجم الحكومة الذي ينتظر الحسم بين حكومة من 14 وزيراً أو حكومة من 18 وزيراً، وفقاً لما بلغته الفرضيات بين صيغة الرئيس المكلف وصيغة الحد الأدنى التي يراها رئيس الجمهورية مناسبة للتعبير عن التوازنات الطائفية وتتسع لتمثيل عادل للطوائف ومكوّناتها السياسية والنيابية، وتالياً حسم توزيع الحقائب على الطوائف وممثليها، لتأتي المرحلة اللاحقة التي تتضمّن إسقاط الأسماء على الحقائب، ولذلك يمكن تفهم تأجيل البحث بتسمية وزير المالية لوقت لاحق.
في قلب هذا المناخ جاءت مداخلة نائب وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، لترسم أسئلة جديدة، سواء لجهة الموقف الأميركي من المبادرة الفرنسية، وقد قال هيل إن لبنان سيحصل على 21 مليار دولار إذا نجح بتشكيل حكومة تنفذ الإصلاحات المطلوبة، مذكراً بموقف إدارته من حزب الله، وكان لافتاً ذكر رقم الـ21 ملياراً، ولكن ما كان أشد جذباً للاهتمام وطرحاً للأسئلة ما قاله هيل في أجوبته على أسئلة النواب، لجهة إنفاق الإدارات المتعاقبة خلال سنوات عشرة مليارات دولار على القوى المسلحة ومنظمات المجتمع المدني، فيما تقول الأرقام إن سقف ما تمثله المساعدات الأميركية للجيش اللبناني يبقى تحت سقف الخمسة مليارات كحد أقصى، فهل أنفقت واشنطن منذ 2005 حتى اليوم خمسة مليارات دولار على هذه المنظمات، وأين ذهبت هذه الأموال، وما هي الوظيفة السياسية أو الأمنية التي كانت تنفقها واشنطن لتحقيقها؟
لقاء أديب – الخليلين
لم يحسُم لقاء النصف ساعة بين الرئيس المكلف و”الخليلين” عقدة وزارة المالية، فالمفاوضات ما زالت تدور حول آلية تسمية وزير المال. فالرئيس المكلّف مصطفى أديب ومن خلفه الرئيس سعد الحريري ونادي رؤساء الحكومات السابقين متمسكون بأن يسمّي الرئيس المكلف اسم الوزير، فيما ثنائي أمل وحزب الله فمصرّان أيضاً على تسمية وزير المال والوزراء الآخرين.
وبحسب مصادر “البناء” فقد تمسّك الثنائي خلال اللقاء بأديب بحقه بتسمية وزير المال وبقية الوزراء الذين يمثلونه في الحكومة، كذلك سلّم الخليلان أديب لائحة بعشرة أسماء لوزير المال على أن يختار من بينها الرئيس المكلّف الذي لم يتفاعل مع الطرح ولم يبدِ موقفاً واضحاً، وكان مستمعاً أكثر مما تكلم طيلة الوقت، ولم يتسلم الأسماء طالباً من الخليلين التمهل، لكنه وعد بأنّه سيدرس مطلب الخليلين وسيستكمل التواصل والمشاورات، كما تمنى أديب على الخليلين تخفيف حدة التصريحات الإعلامية حيال الخلاف حول عقدة المالية كي لا تزيد الأزمة تعقيداً. وفي محصلة اللقاء لم يتم تذليل العقدة وبالتالي لا انفراج على الصعيد الحكومي حتى الساعة.
ولفتت المعلومات إلى أنّ أديب تحفّظ على كلام خليل ولم يأخذ لائحة الأسماء وطلب من الخليلين التريّث قائلاً “طوّلوا بالكن”. وأكّدت أنّ ما تم تثبيته هو إعطاء حقيبة وزارة المالية للطائفة الشيعية، مع غياب أي رؤية واضحة حول شكل الحكومة وحجمها سوى أنّ الحكومة من 14 وزيراً ولا تزال الهيكلية غير معروفة. وأفادت المعلومات أنّ الرئيس المكلف اتصل برئيس الجمهورية ميشال عون قبل لقائه الخليلين، واتفقا على إجراء لقاء بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا.
وتشير المعلومات الى أن الرئيس المكلف سيزور بعبدا اليوم لاطلاع رئيس الجمهورية على نتائج المشاورات حتى الآن مستبعدة أن يقدم أديب تشكيلة لعون ريثما يتم استكمال المشاورات لأيام اضافية. وعلمت “البناء” ايضاً أن الفرنسيين أبلغوا القوى السياسيّة أن لا وقت محدّد ونهائي للمبادرة الفرنسية مع تمديد إضافي للمهلة لاستئناف المشاورات لتسهيل الحل لا سيما بعد مبادرة الحريري الإيجابية التي فتحت آفاق الحل.
الأخبار: أديب ينسف التفاؤل الحكومي
كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: لم يخرج لقاء مصطفى أديب بالخليلين بأي إيجابية. المراوحة لا تزال مستمرّة، وبدلاً من حل عقدة وزارة المالية، صارت الأمور أكثر تعقيداً. الموقف السعودي أول من أمس اتبع بموقف أميركي بالمضمون نفسه أمس: حزب الله يقوّض مصالح الشعب اللبناني. البحث عن ترجمة هذه المواقف في الداخل، يتطلب انتظار رد فعل سعد الحريري، التائه بين رغبته بالعودة إلى رئاسة الحكومة وبين البحث عن رضا سعودي لا يبدو أنه آت
لم يسبق أن كُلّفت شخصية بهذا الضعف لتشكيل الحكومة. مصطفى أديب شخصية تفتقر إلى أدنى صفات القيادة. كثر هم من يسيّرونه. وهو لا يدعي ما لا يملكه، ولا يخجل بذلك. لا يعطي كلمة لأحد من دون الرجوع إلى مرجعيّتين على الأقل: سعد الحريري والفرنسيين. حتى عندما وافق الفرنسيون والحريري على أن يكون وزير المالية شيعياً، لم يتلقف المبادرة بمفهومها العملي. خلاصة لقائه بالخليلين بعد ظهر أمس، انتهت برفضه استلام لائحة بعشرة أسماء يختار من بينها وزيراً للمالية. شكّل ذلك نقزة لضيفيه. إذ يفترض أن يكون ذلك جزءاً من الاتفاق مع الفرنسيين الذين دبّروا اللقاء أصلاً. إذ اتصلوا بأديب لحثه على اللقاء، ثم أبلغوا الخليلين بضرورة التواصل معه للاتفاق على موعد. كان يفترض للاجتماع أن يكون أسهل، وان ينتهي بحل عقدة المالية. لكن بحسب المعلومات، لم يكن أديب إيجابياً، كما لم يجب بشكل واضح على التساؤلات التي طرحت عليه. تحدّث بالعموميات عن أهمية التضامن والإجماع لمواجهة المرحلة الصعبة، لكنه عند الجد طلب استمهاله لتسلّم اللائحة، موحياً أن التسمية يجب أن تأتي من عنده. ذلك كان في صلب “مبادرة” الحريري (أن يسمي هو الوزير الشيعي) التي رُفضت سريعاً من الثنائي. كان الجميع يُدرك أن موافقة الحريري ومن خلفه الفرنسيين على أن يكون وزير المالية شيعياً، يعني أن الثنائي سيكون معنياً بالتسمية، بغض النظر عن الديباجة الكلامية لبيان الحريري.
بالنتيجة، لم يتحقق أي خرق في الملف الحكومي. وحتى زيارة أديب المقررة اليوم إلى القصر الجمهوري لا يبدو أنها ستحقق تقدماً، لكنها يفترض أن ترسم أفق المرحلة المقبلة. فإما يعود إلى آلية التأليف المتعارف عليها، أي التواصل والتنسيق مع الكتل الأساسية في المجلس النيابي، لضمان الحصول على ثقتها، أو تذهب الأمور إلى مزيد من التأزم. إلى أين يمكن أن يوصل هذا الدرب؟ لا أحد يعرف. لكن الأكيد أن أسهم اعتذار أديب عادت إلى الارتفاع. وهذه المرة على خلفية قناعة تزداد ترسخاً لدى أكثر من طرف: الحريري لا يريد لأديب او غيره أن ينجح في تشكيل الحكومة. أولويته العودة بنفسه إلى الرئاسة الثالثة، لكن شرط الحصول على ضمانة دولية بالدعم والمساعدات.
ذلك لا يلغي أن الضغط ازداد على الحريري بعد كلام الملك السعودي أول من أمس عن أن “هيمنة حزب الله الإرهابي التابع لإيران على اتخاذ القرار في لبنان بقوة السلاح، أدت إلى تعطيل مؤسسات الدولة الدستورية”. وفيما لم يتبيّن بعد كيف سيتعامل الحريري مع هذا الموقف وكيف سيكون تأثيره على دوره في التسوية الداخلية المدعومة فرنسياً، فإن مصادر مطلعة نقلت وجود خشية حتى عند الفرنسيين بأن يؤثر هذا الموقف سلباً على الحريري. وما يزيد القلق أن الموقف السعودي أتبع بموقف أميركي على المنوال نفسه، فاتهم مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل حزب الله، خلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، بتقويض مصالح الشعب اللبناني من خلال تكديس الأسلحة، والأنشطة المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء المنطقة.
وأكد أن أميركا “ستستخدم جميع الأدوات المتاحة لمحاسبة أولئك الذين يسهّلون أنشطة حزب الله”. أضاف: “هذا الشهر، فرضنا عقوبات على وزيرَين لبنانيين سابقين لدورهما الفاسد في دعم حزب الله، سياسياً ومالياً، على حساب الدولة. كما نواصل الضغط على شركائنا في جميع أنحاء المنطقة والعالم للاعتراف بالواقع وتصنيف حزب الله بأكمله منظمةً إرهابية، واستخدام سلطاتهم القانونية لتقييد المجموعة من العمل على أراضيهم”. واعتبر هيل أن “الانفجار المأساوي في مرفأ بيروت هو أحد أعراض المشاكل المؤسِّسة في لبنان، والموجودة منذ فترة طويلة جداً: عقود من سوء الإدارة والفساد والفشل المتكرّر للقادة اللبنانيين في تنحية مصالحهم الضيقة والقيام بإصلاحات هادفة ومستدامة”. أضاف: “الشعب اللبناني يستحق الأفضل، ومطالبه بالتغيير لا يمكن أن تكون أوضح. تتضامن أميركا مع أولئك الذين طالبوا منذ فترة طويلة بإصلاحات ملموسة وحكومة تستجيب لمطالبهم المشروعة. عندما نرى أن القادة اللبنانيين ملتزمون بتغيير حقيقي قولاً وفعلاً، ستكون أميركا وشركاؤها الدوليون على استعداد للمساعدة وتقديم العون لتحقيق إصلاح حقيقي”.
النهار: كباش التفاوض بين أديب و”الثنائي”: من يسمي؟
كتبت صحيفة “النهار” تقول: ما يمكن استخلاصه بوضوح من اللقاء الأول بين الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى اديب والمعاونين السياسيين لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والأمين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل بعد يومين من اطلاق الرئيس سعد الحريري مبادرته، ان لا اقتراب بعد من انفراج حكومي جدي، وان الثنائي الشيعي لم يبدل حرفاً في شروطه لتسهيل تشكيل الحكومة وتمسك اكثر بفرض تسميته لوزير المال الشيعي والوزراء الشيعة الآخرين. وفي ظل ذلك فان ما بدأ امس يندرج في اطار كباش التفاوض الأخير على الأرجح الذي يصعب ان تطول مدته اكثر من مطلع الأسبوع المقبل، فإما تمضي الأمور الى فتح ثغرة في جدار المعاندة التي يرفعها الثنائي، واما ستكون الازمة امام منقلب شديد السلبية. ولعل ما رسم علامات الاستغراب الشديد في مواكبة بدء التفاوض بين الرئيس المكلف والخليلين هو ان الثنائي تصرف من منطلق اعتبار تنازل الحريري في ما خَص اسناد حقيبة المال الى شيعي لمرة واحدة كأنه مكسب له ولم يبادله باي تنازل مقابل، بدليل ان ممثليه حضرا الى لقاء الرئيس المكلف وفي جيب النائب علي حسن خليل ورقة دون عليها أسماء عشرة مرشحين لوزراء المال اختارهما الثنائي ليختار منها اديب اسما بما يعني عمليا ان الثنائي ماض في إقامة هذا المتراس الاشتراطي لمنع ولادة الحكومة او اختبار المدى الأقصى الذي يمكن ان يصمد عبره الرئيس المكلف في كباش التفاوض الذي انطلق امس.
وكان اللقاء بين أديب والخليلين الذي عقد في الرابعة بعد ظهر امس استمر نحو ساعة تضاربت على اثره المعطيات بين هبات تفاؤل وهبات تشاؤم حيال امكان ان يشكل بداية فتح ثغرة في جدار الانسداد الذي يحكم عملية تأليف الحكومة. وقيل في البدايات ان اللقاء اقتصر على التشاور، ولكنه لم يبت موضوع الجانب الذي يسمي وزير المال ما دامت طائفته حسمت وستسند الحقيبة الى شيعي بعد مبادرة الرئيس الحريري. واقترن ذلك بالتأكيد انه اتفق على استمرار التواصل بين أديب والخليلين.
ومن المرتقب ان يزور الرئيس المكلّف ظهر اليوم رئيس الجمهورية للتشاور في التشكيلة الحكومية على ضوء ما تمت مناقشته مع الخليلين.
الديار: الحكومة تدخل مرحلة “عض الاصابع” ومحاولات “التذاكي” تؤخر التأليف لقاء صريح وغير حاسم بين أديب و”الخليلين”: لا حل لمشكلة “التسمية” تحذير أوروبي من تصعيد إسرائيلي يواكب التحولات الجديدة في المنطقة
كتبت صحيفة “الديار” تقول: يواصل الاميركيون تصعيد الموقف لبنانيا، يواكبهم السعوديون على وقع “كباش” اقليمي مرشح للتصاعد في الفترة المقبلة وسط اصطفاف جديد في محور تقوده “اسرائيل” لمواجهة ايران، وفي ظل تحذيرات اوروبية من “تسخين” للجبهة اللبنانية، تستعجل باريس تحييد لبنان موقتا عن “نيران” المنطقة، لكن ما تزال محاولاتها تتعثر دون اجوبة حاسمة، فالاجواء التفاؤلية الحذرة التي تم تعميمها في الساعات القليلة الماضية من قبل عدة اطراف سياسية تحاول “التنصل” من تهمة “التعطيل”، لم تصل الى خلاصات حاسمة بعد، وبحسب معلومات “الديار”،لا يزال تشكيل الحكومة في “منتصف الطريق”، ولم تصل زيارة “الخليلين” الى رئيس الحكومة مصطفى اديب الى النتيجة المرجوة، ومحاولات الاستمرار “بالتذاكي” تؤخر التأليف.
فاذا كانت عقدة اسناد وزارة المال الى شخصية شيعية قد تم تذليلها، الا ان العقبة الرئيسية لا تزال في عملية التسمية، حيث لا يزال الرئيس المكلف، بدعم من نادي رؤساء الحكومة السابقين، عند موقفه لجهة اختيار الوزير العتيد، فيما يصر “الثنائي الشيعي” على تسمية الوزير ومعه الوزراء الشيعة في الحكومة، من خلال تقديم عدة اسماء يختار منها الرئيس المكلف، ولذلك تم تجاوز هذه النقطة العالقة خلال اللقاء لمزيد من “التشاور”، وانتقل النقاش الى المبادىء الاساسية للتشكيل لجهة العدد، وغيرها من الامور الشكلية، ولذلك يمكن القول ان عملية “عض الاصابع” لا تزال مستمرة، “والاستدارة” الكاملة بعد “تراجع” الرئيس سعد الحريري لم تحصل بشكل كامل، وثمة محاولة لتقليل حجم الخسارة السياسية التي تسبب بها، وهو ما تعتبره مصادر “الثنائي” استمراراً “بالتذاكي” الذي لن يؤدي الا الى تأخير التشكيل، مع العلم ان “عقدة الحقائب المسيحية لم تطل “برأسها” بعد، والرئيس ميشال عون ينتظر كيفية حل الازمة مع “الثنائي” “ليبني على الشيء مقتضاه”، ولهذا استدعى الرئيس المكلف لزيارته اليوم.
الجمهورية: واشنطن: سنعاقب من يعاونون “الحزب”.. و”الثنائي” وأديب: للبحث صلة
كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: تحركت عجلة التأليف الحكومي الراكدة أمس بفعل مبادرة الرئيس سعد الحريري، غير المغضوب عليها هنا والمتحفظ عنها هناك، فكان لقاء بين الرئيس المكلف مصطفى اديب و”خليلَي” حركة “أمل” و”حزب الله” وُصفت أجواؤه بالايجابية وانتهى الى اتفاق على لقاء آخر خلال الـ 24 ساعة المقبلة، وأعقبه اتصال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بأديب ودعاه الى لقاء يعقد بينهما ظهر اليوم في القصر الجمهوري من دون ان يعرف ما اذا كان الاجتماع الثاني بين الخليلين وبين الرئيس المكلف سيسبق هذا اللقاء، في وقت تضاربت المعلومات عمّا دار في اللقاء الأول بين قائلة إنه بحث في اسماء حملها الخليلان الى اديب، وأخرى تحدثت عن انّ البحث تناول المبادئ العامة لطريقة اختيار اسماء الوزراء ومن يطرحها في ظل إصرار الثنائي الشيعي على ان يسمّي هو الوزراء الشيعة عبر لوائح يقدمها لأديب ليختار من بينها لوزارة المال وللوزارتين الأخريين المخصصتين للطائفة الشيعية في حال تقرر اعتماد صيغة حكومة الـ 14 وزيراً.
في غضون ذلك، برزت فضيحة جديدة في مصرف لبنان دلّت الى أنّ المسؤولين فيه يعيشون في عالم آخر، إذ بينما يدور البحث في إلغاء الدعم عن بعض السلع الاساسية للمواطنين، أقرّ المجلس المركزي لمصرف لبنان علاوة 4 اشهر (bonus) للحاكم رياض سلامة ونوابه المعيّنين حديثاً وكذلك لأعضاء لجنة الرقابة على المصارف (المعيّنين حديثاً ايضاً) اضافة الى جميع موظفي مصرف لبنان.
واللافت في هذا الصدد انّ مفوّض الحكومة لدى مصرف لبنان كريستيل واكيم (المعينة حديثاً) لم تعترض على هذا القرار، علماً أنّ قانون النقد والتسليف يمنحها هذا الحق، في وقت تساءل المراقبون عن الداعي لهذه العلاوة في هذه الظروف الحرجة مالياً، متسائلين هل انّ في الامر رشوة يُراد منها إسكات اي اعتراض على خطوات موجِعة سيتخذها المصرف المركزي في حق اموال اللبنانيين؟ وكذلك تساءلوا كيف لمصرف لبنان ان يتخذ إجراء من هذا النوع من دون ان يلتفت الى ودائع المواطنين التي لا يزال مصيرها مجهولاً؟.
وكان اللقاء بين اديب والخليلين قد دام ساعة، وجرى خلاله البحث في مصير الاستحقاق الحكومي في ضوء مبادرة الحريري. وبحسب احد المشاركين فيه كانت اجواؤه متابعة للبحث في افكار جديدة الى جانب استكمال البحث في افكار كانت قد طرحت في لقاءات سابقة بين الطرفين.
اللواء: أديب في بعبدا: هل تعيق “الثوابت” و”الشراكة” الدخان الأبيض؟ 13 مليون دولار مساعدات مالية لمتضرري المرفأ.. وحاويات خطرة بمراقبة الجيش.. و”الكورونا” ترجئ المدارس
كتبت صحيفة “اللواء” تقول: بصرف النظر عن عبارة “للبحث صلة” التي توحي، وكأن الاتفاق على حل عقدة التمثيل الشيعي، لا سيما حقيبة وزارة المالية، واسنادها الى شخصية شيعية يختارها الرئيس المكلف، ولا يعترض على الاختيار الثنائي الشيعي: “امل” وحزب الله، لم يكتمل بعد، فإن المعلومات المتوافرة، والمتقاطعة، تؤكد ان ما ذكرته “اللواء” في عددها امس، بات بحكم الثابت والنهائي، لجهة الاتفاق على شخصية وزير المال، وهوية المالية والمصرفية، فضلاً عن انتمائه الطائفي، الامر الذي فتح طريق الرئيس مصطفى اديب الى بعبدا، ولقاؤه قبل الظهر اليوم مع الرئيس ميشال عون، الذي لا تترك اوساطه مناسبة الا وتذكر بها، وهي ان رئيس الجمهورية معني بعملية التشكيل، وفقا للمادة 53 من الدستور، وتوضح تكرار (اي الاوساط) ان اي تشكيلة حكومية يطرحها الرئيس المكلف، سيناقشها الرئيس عون، بأدق تفاصيلها.
والسؤال الملح، نسبة للزيارة، هل تعيق “ثوابت الثنائي” في ما خصّ ليس تسمية وزير المال بل الحصة الشيعية كاملة، ومطالبة الرئيس عون بممارسة “حقه الدستوري بالشراكة الكاملة في تأليف الحكومة التي يوقع مراسيم صدورها، لجهة اختيار الوزراء المحسوبين عليه،وربما الوزراء المحسوبين على التيار الوطني الحر، او الحصة المسيحية، ما خلا حصة “المردة” التي تقتصر على موافقة النائب السابق سليمان فرنجية.