مقالات مختارة

أبو مازن ما زال ماكراً: دان مرغليت

 

هذا هو تاريخ المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، الفصل قبل الاخير: أبو مازن أقنع زعماء الغرب بأنه يريد السلام ولكن بالفعل رفض الاقتراب منه، حتى تسيبي لفني أدركت ذلك.

في المقابل، ايضا نتنياهو لم يُرد حلا قائما على دولتين لشعبين من خلال تعميقه للبناء في المستوطنات وبوضعه شروطا اخرى جديدة. لسوء الحظ، فقد مالت الحكومات في العالم إلى اتهام نتنياهو بالتجميد أكثر من أبو مازن. الحقيقة موجودة في الوسط، كلاهما كان رافضا.

الآن فُتح الفصل الاخير. أبو مازن الذي رفض التحدث طوال اشهر، أعلن فجأة أول أمس أنه مستعد للتفاوض مع نتنياهو بدون شروط مسبقة.

هو؟ بدون شروط مسبقة؟ اذا كان الامر كذلك فلماذا الآن؟ ولماذا لم يكن ذلك قبل نصف سنة؟ وثلاثة اشهر، وحتى قبل شهر من الانتخابات في إسرائيل؟.

لشديد الأسف فان نتنياهو لم ينقض على هذه الغنيمة ولم يتصل مع رام الله لتحديد موعد للقاء. حتى خلال تشكيل الحكومة وحتى في فترة العيد كان يجب عليه أن ينقض على هذا الاقتراح من اجل اختباره: إما أن يكشف الوجه الماكر لأبو مازن أو يكون هناك اختراق باتجاه هدف «الدولتين»، الذي حسب اقوال رئيس الحكومة لم يُترك من جانبه، رغم تصريحه أنه في اثناء ولايته لن تقوم دولة فلسطينية.

فقط ليس بالامكان تجاهل الخوف من أن الحديث ثانية يدور حول مناورة من أبو مازن. المشكوك فيه أنه لا يقصد ما قاله بجدية.

توقيت المرونة في موقف أبو مازن يشير إلى أنه يريد الاثقال على نتنياهو في تشكيل حكومة يمينية ضيقة، التي ترفض في الأساس حل الدولتين للشعبين. لقد قدر أبو مازن أن عرض نفسه كمسالم يريد المفاوضات، سيثقل على نتنياهو البقاء في تصلبه.

اذا كان قصد ذلك بجدية، فكيف يمكن أنه في نفس الوقت مع الاستعداد للمفاوضات، أعلن أنه سيتوجه إلى المحكمة في لاهاي ضد إسرائيل. المفاوضات لا يبدأونها بلائحة اتهام. كل ما ادعاه بمنطق بأن نتنياهو لا يستطيع أن يوضح أنه يريد الدولتين في الوقت الذي يواصل فيه البناء خارج الكتل الاستيطانية ـ يمكن توجيهه ايضا تجاه أبو مازن. ليس بالامكان البدء في نفس الوقت بالمفاوضات وبالتوجه إلى المحكمة في لاهاي. أبو مازن ما زال مراوغا وتم كشف وجهه الحقيقي.

إسرائيل اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى