من الصحف الاسرائيلية
زعم جنرال إسرائيلي أنه “طالما لم يتعرض المسؤولون عن النشاطات المسلحة في قطاع غزة للتهديد على المستوى الشخصي، فإن إطلاق المتفجرات والبالونات الحارقة سيستمر في جولات قادمة، لأنه منذ سنوات عدة تتعرض المستوطنات لهجمات متكررة بالطائرات الورقية والبالونات المتفجرة الحارقة“.
وأضاف تال براون في مقال نشره موقع القناة السابعة أن “هذه العبوات الناسفة تهبط أو تنفجر بشكل عشوائي في مناطق التجمعات الاستيطانية، ومدن النقب وبئر السبع وأوفكيم، وحتى عراد مؤخرا، ما يعرض كل إسرائيلي يمر فيها للخطر، وبسببها تحترق الحقول الزراعية والمحميات الطبيعية، وتستهلك الكثير من الدونمات من المحاصيل“.
وأوضح أنه “ردا على ذلك، يقصف الجيش الإسرائيلي كل ليلة مباني ومقار عسكرية تتبع لحماس، وهذا نمط بات متكررا من خلال استخدام مختلف الطائرات وإطلاق الدبابات، ولا تؤدي عادة للقتل العمد أو الإصابة المتعمدة للمسلحين، رغم إعلان غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية في حينه أنها لن تسمح لإسرائيل باستخدام ذريعة البالون لقصف مواقعها العسكرية”.
تحدث جنرال إسرائيلي عن الفوائد التي سيجنيها الاحتلال من تطبيع العلاقات رسميا مع الإمارات، وقال يوسي كوبرفاسر، وكيل وزارة الشؤون الاستراتيجية، ورئيس شعبة الأبحاث بجهاز الاستخبارات العسكرية-أمان، إنه “بينما تواصل إسرائيل استراتيجيتها للاندماج في المنطقة، وبناء جبهة مشتركة ضد إيران، فإن الرفض وضع السلطة الفلسطينية في موقف أضعف من أي وقت مضى، والتطبيع مع الإمارات هو نقطة تحول استراتيجية وتاريخية“.
وأضاف في مقال على موقع “ميدا” أنه “لأول مرة، سيقام “سلام دافئ” بين إسرائيل ودولة عربية، تريا فيه ميزة لهما، ويتقدمان نحوه بتأييد شعبي، ودون ملاحظة متبادلة لإنتاج فوائد علمية واقتصادية وثقافية واستراتيجية، بعد أن أقامت مصر والأردن والفلسطينيون علاقات باردة مع إسرائيل، بهدف انتزاع فوائد عملية منها، والابتعاد عن التطبيع معها“.
وأشار إلى أنه “بفضل الاتفاق مع الإمارات، تخطو إسرائيل خطوة كبيرة نحو أحد أهدافها الاستراتيجية بعيدة المدى، وهو الاندماج في المنطقة، ربما كانت علاقاتها بالمعسكر البراغماتي معروفة منذ فترة، لكنها تقيم لأول مرة علاقات طبيعية مع دولة بارزة، بما يعكس الحيوية التي تعلقها عناصر هذا المعسكر على العلاقات معها، وأشارت ردود الفعل الإيجابية على الاتفاق من المعسكر البراغماتي إلى أن الاتفاق ليس خطوة مثيرة للجدل“.
وأوضح كوبرفاسر، الباحث في معهد القدس للشؤون العامة والدولة، أن “ذات المعسكر البراغماتي الذي يبدي عداء لنظيره الراديكالي، خاصة إيران والإخوان المسلمين وتركيا، يعاني من ضعف كبير، واعتراف بأن الدعم الأمريكي لا يمكن الوثوق به بسبب الخوف من فوز الديمقراطيين في الانتخابات، مما يزيد الحاجة للاعتماد على إسرائيل كدولة قوية تجرؤ على العمل ضد المتطرفين، ولن تغير موقفها“.
وأضاف أن “اتفاق الإمارات وإسرائيل حطم “السقف الزجاجي” الزائف، الذي منع تطبيع علاقات إسرائيل العربية طالما أنها لم تذعن للمطالب الفلسطينية، كما حددت “مبادرة السلام العربية”، فالاتفاق كشف أن هذا السقف كان تهديدا لا أساس له يخدم الفلسطينيين فقط، ولذلك هناك احتمال أن يؤدي نجاح الاتفاق لإقناع دول براغماتية أخرى، بإقامة علاقات طبيعية كاملة أو جزئية مع إسرائيل، حتى خلال فترة رئاسة ترامب الحالية“.
وتابع: “الموافقة السعودية بشأن الرحلات الجوية المباشرة بين إسرائيل والإمارات على أراضيها قد تكون مثالا على التطبيع الجزئي للعلاقات، مع أنه في السياق الفلسطيني، أحدث الاتفاق تغييرا مهما ومتعدد الأبعاد، لذا لا عجب أن يشعر الفلسطينيون بالغضب من التطورات الأخيرة، لأنهم فقدوا إحدى أدوات نفوذهم الرئيسية، وهي القدرة على منع التطبيع المعلن بين إسرائيل والدول العربية، الذي ضعف في السنوات الأخيرة“.
وأشار إلى أن “اتفاق إسرائيل والإمارات فرصة لسماع أصوات أخرى من القيادات الفلسطينية، فقد يتطور الحساب الذهني فيما يتعلق بطبيعة القيادة التي تقود الفلسطينيين في هذا المسار وإنجازاتها، يمكن أن يقود هذا الحساب الذهني باتجاهين متعاكسين: قيادة أكثر راديكالية تفضل النضال العنيف دون التطور الذي يميز أبو مازن في هذا السياق، أو قيادة أكثر اعتدالا، رغم أنه من المشكوك فيه أن تكون الظروف نضجت لهذا التغيير“.
وأكد أن “أهم معاني الاتفاق مع الإمارات تقوية المعسكر البراغماتي الإقليمي، في ضوء انفتاح إسرائيل على الانضمام لصفوفه، لا شك أن هذا تغيير مرغوب فيه للغاية بالنسبة لها، وهي مهتمة بتحسين قدرة هذا المعسكر على صد المعسكرات الراديكالية التي تواجهه، ولكن يبقى السؤال عن كيفية استفادة البراغماتيين من هذا التغيير، وما الالتزامات المطلوبة من إسرائيل“.
وختم بالقول إن “الاتفاق يعد إنجازا مهما لإسرائيل والإمارات والولايات المتحدة والمعسكر البراغماتي، ويخلق إمكانات لمزيد من الإنجازات على المستوى الإقليمي، وفي السياق الفلسطيني، ولتحقيق هذه الإمكانات، تحتاج إسرائيل لمواصلة التقدم في عملية التطبيع، مع التزام كبير واستثمار في نجاح هذه الخطوة“.