من الصحف البريطانية
ناقشت الصحف البريطانية موضوعات عدة من أبرزها: إمكانية استفادة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب من فريق بايرن ميونخ، ومصلحة بريطانيا في أن يفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، وأفضل 6 أدوية لعلاج فيروس كورونا.
نشرت صحيفة الإندبندنت مقال كتبه ألستر كامبل بعنوان “يمكن لبوريس جونسون ودونالد ترامب تعلم الكثير عن العمل الجماعي والنجاح من بايرن ميونيخ“.
ومن وجهة نظر الكاتب لم يكن نهائي دوري أبطال أوروبا أفضل مباراة كرة قدم على الإطلاق، من حيث جودة اللعبة، فقد تم الترويج للمباراة بين بايرن ميونخ وباريس سان جيرمان باعتبارها كلاسيكية، لكنها لم ترق إلى المستوى.
لكن المشجعين الألمان كانوا غير مهتمين، بحسب الكاتب. فقد حصد بايرن على ثلاثية، الدوري الألماني، كأس ألمانيا والآن كأس أبطال أوروبا. وقد فعل ذلك بفوزه في كل المبارايات بعد الإغلاق لاحتواء انتشار فيروس كورونا.
ويضيف كامبل: “لا يمكن للقيادة أن تنجح بدون العمل الجماعي، الذي لا يمكن أن يؤتي ثمارا دون وجود استراتيجية. المنظمات الناجحة تملك هذه العوامل الثلاثة مجتمعة. وهذا هو أفضل ما يفعله البايرن.”
لكن الكاتب يرى أن جونسون فشل في تحقيق العوامل الثلاثة، لأسباب ليس أقلها أنه فشل في رؤية الرابط بينها واعتماد كل منها على الاخر.
ويشير إلى أن إدارة فريق بايرن ميونخ هي أول منصب إداري رئيسي لـفليك، حيث كان ولمدة ثماني سنوات، في المركز الثاني لمدير المنتخب الوطني الألماني يواكيم لوف، إضافة إلى أنه يفتقر إلى الكاريزما التي يتمتع بها يورغن كلوب أو يورغن كلينسمان أو جوزيه مورينيو.
ويقول كامبل: “إلا أنه وفي المؤتمر الصحفي بعد المباراة، ومنذ بداية المؤتمر، كان (فليك) يسعى ليرجع الفضل في حصد اللقب إلى شخص آخر غيره. لم يكن الفوز فوزه. لقد كان الفريق، ولم يقصد بالفريق فقط من دخلوا إلى الملعب، بل كان يقصد أعضاء الفريق الذين لم يتم اختيارهم. لقد كان يقصد طاقمه في الجانب التدريبي، الذين حصلوا على العديد من الإشارات. كان يقصد مجلس الإدارة، وهو يعني الجماهير، الذين يلعبون دورا أكبر في أندية كرة القدم في ألمانيا مقارنة بنظرائهم الإنجليز.”
ويقول: إذا كنت لا تعرف كرة القدم ورأيت فليك، فقد تخمن أنه طبيب الفريق، أو حتى رجل المعدات. إنه لا يصرخ “أنا هنا”، “أنا الرئيس”. تنطبق عليه مقولة “يعمل كثيرا ويتكلم قليلا”، تماما كأسلوب ميركل، وليس أسلوب جونسون أو ترامب.
من الناحية النظرية يمكن لبوريس جونسون أن يتعلم الكثير من أفضل مدربي كرة القدم. إذ يعتقد كاتب المقال أن لدى هؤلاء القادة “عيبا أساسيا، هو النرجسية.”
ويقول إنهم “يعتقدون أن الأمر يتعلق بهم دائما. ينفرون من المسؤولية. يحيطون أنفسهم بأشخاص يقولون لهم نعم دائما بدلا من الأشخاص الذين يتحدونهم“.
وختم الكاتب بالقول أن النرجسيين الشعبويين مثل جونسون وترامب يروجون لغير الموهوبين لأنهم أقل تهديدا، وإلا كيف يمكن تفسير أنه في مجلس وزراء بريطانيا يتولى أشخاص مثل غافن ويليامسون ومات هانكوك وبريتي باتيل وروبرت جينريك أدوار رئيسية ناهيك عن الوزراء الذين لم يسمع بهم أحد من قبل؟، وكيف نفسر أن على ترامب أن يملأ ما يقارب من نصف مقاعد المتحدثين في المؤتمر الجمهوري بأفراد من أسرته؟
نشرت صحيفة الديلي تلغراف مقال كتبه وليام هيغ (وزير الخارجية البريطاني الأسبق) بعنوان “من المصلحة الوطنية للمملكة المتحدة أن يفوز جو بايدن في السباق الرئاسي الأمريكي“.
يرى هيغ أن الولايات المتحدة توقفت، في عهد ترامب، عن القيادة في القضايا العالمية وأظهرت ازدراء للقيم الديمقراطية.
يتساءل السياسي البريطاني: بينما تشرع الولايات المتحدة في ما قد يكون أكثر انتخاباتها قسوة، ما هي النتيجة التي ستكون في مصلحة المملكة المتحدة؟ يمكن القول إن الولاية الأولى للرئيس ترامب لم تكن سيئة للغاية من وجهة النظر البريطانية. إنه دافئ تجاه بريطانيا، ويحب رئيس وزرائنا ويؤيد اتفاقية التجارة الحرة. لقد دعمتنا إدارته في بعض اللحظات الحاسمة، مثل حادث تسمم سالزبري، أو خرق الصين لاتفاقاتها معنا بشأن هونغ كونغ.
يرى الوزير أن هذه الإجراءات يمكن تقديرها، وكذلك الجهود الدؤوبة للدبلوماسيين الأمريكيين للحفاظ على التعاون مع الحلفاء، على الرغم من أن ترامب لم يستطع الحفاظ على فريقه خصوصا مع التغييرات المتكررة لوزير الدفاع ومستشار الأمن القومي وكبار مسؤولي المخابرات، وهو ما كان مدمرا للعلاقات الثنائية. ولكن على المستويات الأدنى، كان النظام الأمريكي يعمل عن كثب معنا كل يوم، ويتبادل المعلومات الاستخباراتية القيمة، ويحافظ على جيوشنا متوافقة.
علاوة على ذلك، يمكن القول إن العديد من تصريحات السياسة الخارجية لترامب هي جزء من اتجاه بعيد المدى في التفكير الأمريكي، فموقفه من الصين دليل على استيقاظ واشنطن على صعود خصم استراتيجي جديد. والمحاضرات الموجهة للحلفاء حول الدفع على طريقتهم هي امتداد لنداءات أوباما، حتى وإن كانت على شكل تهديد. كما أن رغبته في إعادة القوات الأمريكية إلى الوطن من سوريا وأفغانستان هي أيضا جزء من إيقاف استنزاف أمريكي بعد العراق، حتى لو كان ذلك سيؤدي إلى مزيد من الاضطرابات.
يرى الوزير أن ترامب لم يدمر الناتو أو يفجر العالم. ومع ذلك، يتعين على البريطانيين أن يدركوا أن هناك خطأ جوهريا ما. شيء حيوي مفقود بالنسبة لبريطانيا، كدولة ديمقراطية متوسطة الحجم وعابرة للأطلسي. المملكة المتحدة بحاجة إلى أن تكون الولايات المتحدة القائد النشط لشبكة من التحالفات، وأن تجمع بين قوتها المالية والمادية الهائلة والسلطة الأخلاقية والقيادة العالمية المحترمة. وهذا ما ستحتاجه السنوات الأربع المقبلة، تماما كما كان الأمر منذ نهاية الحرب الباردة. ولا يمكن لأي بلد آخر غير أمريكا توفير ذلك. وقد رأينا ما يكفي الآن لنعرف أن دونالد ترامب لن يحقق ذلك.
فعلى سبيل المثال غاب الدور القيادي العالمي لأمريكا في أزمة فيروس كورونا عن الأنظار، كما يقول هيج، مشيرا إلى رئيس الولايات المتحدة هو الشخص الوحيد الذي كان بإمكانه حث الدول لأخذ الأمر على محمل الجد، وتنسيق السياسات، والتشاور بشأن إغلاق الحدود، ومشاركة أبحاث اللقاحات، والعمل على منع الأوبئة في المستقبل.
وفي الوقت الذي تستعد فيه المملكة المتحدة لاستضافة المؤتمر العالمي حول تغير المناخ، في العام المقبل، إذ سيكون الاجتماع أكثر أهمية ولحظة حاسمة في السعي إلى موافقة جميع البلدان لاتخاذ الإجراءات اللازمة، تظهر إدارة ترامب أنها غير مهتمة بمثل هذه القضايا بل إنها معادية لمعالجتها، إضافة إلى قضايا أخرى ذات أهمية كبيرة كالديمقراطية.
ويختم الوزير السابق مقاله بالدعوة التي وجهها 73 من مسؤولي الأمن القومي الأمريكي السابقين الذين عملوا في ظل رئاستي ريغان وبوش، الأسبوع الماضي، للجمهوريين إلى التخلي عن حزبهم والتصويت لجو بايدن. وهو ما سيشعر به العديد من المحافظين البريطانيين، حتى أولئك الذين تربطهم صداقات طويلة الأمد مع الجمهوريين بحسب الوزير.