من الصحف الاميركية
قال الرئيسان الأميركيان السابقان بيل كلينتون وجيمي كارتر إن جو بايدن لديه الخبرة والنزاهة لاستعادة أميركا التي دمرها الوباء، في الوقت الذي رشح فيه الديمقراطيون بايدن رسميا لخوض انتخابات الرئاسة.
فاز بايدن رسميا بترشيح حزبه الديموقراطي لمنافسة الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، وكما كان متوقّعا فقد صوّتت غالبية المندوبين لمصلحة نائب الرئيس السابق، وذلك في اليوم الثاني من المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي الذي تستضيفه ميلووكي، وتجري وقائعه بشكل غير مسبوق افتراضياً بسبب وباء كوفيد-19.
وخلال المؤتمر ألقى الرئيس الأسبق بيل كلينتون كلمة قال فيها إنّه في الوقت الذي تغرق فيه البلاد في أزمة اقتصادية وصحيّة خطيرة “يجب أن يكون المكتب البيضاوي مركز قيادة. لكن بدلاً من ذلك، هو عين العاصفة، لا توجد فيه سوى الفوضى“، بدوره ألقى الرئيس الأسبق جيمي كارتر (95 عاما) كلمة أشاد فيها بمزايا بايدن، ولا سيّما “خبرته وشخصيته وكياسته”، معتبرا إياه الشخص القادر على “توحيدنا واستعادة عظمة أميركا”.
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن اتفاق تطبيع العلاقات بين الكيان الاسرائيلي والإمارات جاء مفاجئاً، دون أن تسبقه تسريبات من مسؤول، كعادة ما يحدث غالبا قبيل الاتفاقيات الدبلوماسية المهمة.
وأوضحت الصحيفة أنه عندما بدأت الإمارات في التفكير في إقامة علاقات رسمية مع الكيان الصهيوني قبل عام، تلقى ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، نصيحة من أحد مستشاريه بأن يكون هناك شيء ما نيابة عن الفلسطينيين مقابل اتفاق السلام والتعامل مع الكيان على أنهم سكان شرعيون في المنطقة.
وأضافت الصحيفة: ان الموساد الإسرائيلي استثمر في علاقات سرية مع دول مجلس التعاون لسنوات، والتقى مديره، يوسي كوهين، بشكل متكرر نظراءه في الإمارات والسعودية وقطر والأردن ومصر، وفقًا لثلاثة مسؤولين في المخابرات.
وتابعت الصحيفة: “أجرى كوهين عدة رحلات سرية في العام الماضي إلى الإمارات لتعزيز التعاون، إضافة للتباحث بشأن تفشي فيروس كورونا، فقد تولى الموساد مسؤولية شراء معدات طبية يفتقر إليها الكيان الصهيوني، ووصلت الشحنات على متن رحلات جوية سرية من الإمارات“.
بعد ذلك بدأت أمريكا مناقشة الأمر مع دولة الإمارات، وكان الإماراتيون منفتحين على الفكرة، لذلك اقتربوا من الإسرائيليين، الذين أعربوا بالمثل عن استعدادهم للنظر فيها، ثم استمرت المحادثات إلى أن أعلن عن الاتفاق، في حدث فاجأ العالم، وفق الصحيفة.
قالت صحيفة واشنطن بوست إن تطبيع العلاقات الإسرائيلية الإماراتية يكشف عن الكيفية التي تحول فيها مفهوم السلام في الشرق الأوسط في ظل إدارة دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة في تقرير إن الإعلان المفاجئ لفتح العلاقات بين الإمارات وإسرائيل لم يكن المساومة الكبرى التي كان ترامب يأمل بتحقيقها في الشرق الأوسط.
وأضافت: “إلا أنه كان مثالا حول تغير فكرة السلام بالشرق الأوسط، التي دعمتها إدارته بحماس، فقد عبرت دول عربية، وبشكل متزايد، عن استعدادها لوضع مسألة الأرض الفلسطينية والحقوق جانبا، والبحث عن علاقات مع إسرائيل، القوة العسكرية والاقتصادية المهيمنة في المنطقة“.
ولفتت إلى أنه وفي الوقت الذي لا تلغي هذه العلاقات المطالب الفلسطينية، التي دعمتها الدول العربية ككتلة، إلا إنها تمثل رأيا ناميا من النزاع الطويل، وأثره على الفرص الاقتصادية والسياسية. فعلاقات الإمارات مع إسرائيل التي خرج منها الاتفاق الأخير سبقت إدارة ترامب، ومتجذرة في مظاهر الاهتمام الإقليمية.
ونقلت الصحيفة عن عمر غباش، الوزير المساعد للدبلوماسية العامة الإماراتية، قوله: “لاحظنا أن هناك فرصة للقيام بخطوة جريئة، واحدة تحمل إمكانية بناء معيار إقليمي جديد، وإدخال تفكير جديد براغماتي عملي، وبحث عن حل“.
ويرى أن هذا النهج قابل لتخفيف التوتر، وفتح فرص التعاون في مجالات التجارة والتكنولوجيا والتعليم.
وقالت الصحيفة إنه “لم يتم إخبار الفلسطينيين بالخطة، واتهموا الإمارات ببيعهم. ورفضوا تأكيد الإمارات أن الخطة تحمي مصالح الفلسطينيين من خلال اشتراط الاتفاق مع إسرائيل بتأجيل ضم أراضي الضفة الغربية“.
وقال ترامب وصهره جارد كوشنر، الذي اختاره لأن يقود جهود السلام في الشرق الأوسط، إن الاتفاق سيقود إلى خطوات جديدة بين إسرائيل ودول خليجية أخرى، مثل عمان والبحرين، وربما وقعتا قبل الانتخابات الأمريكية بشكل يعطي ترامب مساحة جديدة للتفاخر.
ورأت الصحيفة أنه من المحتمل أن المدخل الجزئي عبر الإمارات منح ترامب تعويضا عن عدم قدرته على جمع الفلسطينيين والإسرائيليين معا. وهو ما كان يأمله في بداية رئاسته، وخرج الفلسطينيون من المحادثات التي كان يديرها كوشنر، بعدما قرر ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وأبدت الدول العربية معارضة لاعتراف واشنطن بالقدس المحتلة، باعتبار مطلب الفلسطينيين لعاصمة في القدس الشرقية، لكن الدول العربية ظلت تتعاون مع كوشنر.
وفي حالة الإمارات وعمان والبحرين ظلت تتواصل مع إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن مسؤول خليجي قوله إن الاتفاق اعترف بتغير الشرق الأوسط عن ذلك الوقت الذي قدمت فيه السعودية مبادرة السلام العربية، 2002.
وقال المسؤول إن “وقائع الشرق الأوسط قد تغيرت بشكل كبير منذ مبادرة السلام”. و”تزايدت التهديدات ضد دولنا بشكل كبير، ومررنا باضطرابات خطيرة. ويفهم سكان المنطقة أنه حتى لو اعتبرنا الناس حلفاء اليوم، فسينسون غدا كل وعودهم وتركنا وحدنا“.
وتحدث المسؤول عن ما وصفه بـ”عدوان تركيا وقطر وإيران، والأوضاع السياسية غير الواضحة في الولايات المتحدة كعامل في إعادة التفكير لدى دول الخليج“.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل “كانت راغبة مثل أمريكا بعزل الفلسطينيين، ولكن لأسبابها الخاصة، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ظل يتفاخر بعلاقاته مع دول الخليج، قائلا إنها تريد التجارة والسياحة، فيما قال مسؤولون آخرون إن الأمن كان هو الدافع، ويعود لسنوات، ويدور في معظمه حول إيران“.
وقال السفير الإسرائيلي في واشنطن رون ديرمر: “اعتقد الكثيرون أن طريق السلام مع الدول العربية يجب أن يمر عبر رام الله.. لا يمر، فطريق السلام مع الفلسطينيين يمر عبر رام الله، ولكن طريق السلام مع الدول العربية يمر عبر القاهرة وعمان وأبو ظبي وغيرها“.
وكانت مصر أول دولة عربية تعقد سلاما مع إسرائيل عام 1979 ثم الأردن في 1994، وكلاهما برعاية أمريكية، وأشار كوشنر يوم الجمعة إلى أن ما حدث هو “خطوة تاريخية” ولا تحدث كل يوم.