السلسلة الغربية للزبداني محرَّرة … ومجزرة في ريف سلمية أحمد حسان
بعد أقل من 24 ساعة على تقدمه في المرتفع 1715 ومنطقة شعيب الألد، بسط الجيش السوري سيطرته على كامل السلسلة الغربية من جبال الزبداني، في وقتٍ شهدت فيه منطقة سلمية في حماه مجزرة ارتكبها مسلحو «داعش» بحق مدنيين
ريف دمشق | انقشع غبار معركة الزبداني التي بدأها الجيش السوري بالسيطرة تدريجياً وخلال خمسة أيام، على عددٍ من الحواجز والنقاط العسكرية التابعة لفصائل مسلحة عدة في الجزء الغربي من الجبال. السلسلة الغربية للزبداني، وهي المنطقة الممتدة من حدود بلدة سرغايا شمالاً حتى قرى الأسد جنوباً، وعلى طول الحدود السورية ــ اللبنانية القريبة من معبر جديدة يابوس (المصنع)، خرجت عملياً من نطاق نفوذ المعارضة المسلحة، بعدما أكملت وحدات الجيش، ظهر أمس تقدمها من جنوب السلسلة حتى شمالها، مسفرةً عن مقتل العشرات من عناصر التنظيمات المسلحة، فضلاً عن الخسائر المادية التي تكبدتها.
وكشفت مصادر عسكرية مطلعة عن قيام «أعداد كبيرة من مسلحي البلدات بتسليم أنفسهم للجيش، بعد أن رفضوا سابقاً عدة هدنات جرى طرحها عليهم». وعن الأهمية التي ينطوي عليها التقدم الأخير، تضيف المصادر ذاتها، لـ«الأخبار»: «سيشكل التقدم هذا خطاً آخر للدفاع عن العاصمة ومواصلة التقدم فيها، ولا سيما في ريفها الغربي، كذلك بإعلان السيطرة على السلسلة الغربية نكون قد أعلنا عملياً أن استعادة الجيش لمدينة الزبداني باتت مسألة وقت». كذلك تعزل هذه العملية الزبداني عن الحدود اللبنانية، وتقفل طرقاً إضافية بين جبال الزبداني وبين جرود منطقة القلمون.
تقدم الجيش في الزبداني، كانت قد وازته الهجومات المتكررة على نقاطه في جرود فليطا، نفّذها مقاتلو «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة»، في سياق محاولة إشغال وحدات الجيش عن تقدمها غرباً. ولليوم الثاني على التوالي، كمن الجيش لمجموعات «القاعدة»، فأوقع 15 مسلحاً مع قائدهم بين قتيل وجريح. وفي مخيم اليرموك (جنوبي دمشق)، خطف التنظيم عدداً من مسلحي المخيم «لأن أصولهم تعود إلى بيت سحم وببيلا»، البلدتين اللتين طُرد مسلحو «القاعدة» منهما في إطار جهود المصالحة مع الجيش السوري.
في موازاة ذلك، نفّذ تنظيم «داعش» مجزرة في قرية المبعوجة في الريف الشمالي الشرقي لمدينة سلمية في محافظة حماه. وتوغّل التنظيم في القرى المحيطة بالبلدة، مرتكباً مجزرة بحق أكثر من 6 عائلات، موقعاً 40 شهيداً و20 جريحاً بحسب مصادر عسكرية. وتحدّثت مصادر محلية عن خطف مسلحي داعش عدداً من أبناء البلدة، قبل أن تشير إلى العثور على جثث متفحمة يُعتقد أنها لعدد من المدنيين المفقودين. ويوم أمس، استعاد الجيش واللجان الشعبية السيطرة على البلدة ومحيطها، وأجبروا مسلحي «داعش» على الانسحاب إلى ما بعد بلدتي قليب الثور وصلبة اللتين استخدمهما المسلحون منطلقاً لهجومهم على المبعوجة.
وفي حمص، واصلت المدفعية السورية استهدافها لمسلحي «داعش» في الريف الشرقي من المحافظة، حيث استهدفت عصر أمس ثلاثة تجمعات للمسلحين في محيط آبار شاعر للنفط والغاز التابعة لجبل شاعر، وتجمعاً آخراً في الجزء الشمالي من سد أبو قلة في الريف ذاته.
وفيما تكبد «داعش» خسائر كبيرة خلال المعارك التي خاضها ظهر أمس مع وحدات «حماية الشعب» الكردية في تل باز جنوب مدينة تل تمر التابعة إلى ريف محافظة الحسكة، قصف الجيش عدداً من مقار التنظيم وتجمعات مقاتليه في منطقة حويجة صكر بدير الزور وقريتي محيميدة وعياش في ريفها.
إلى ذلك، قتل عدد من عناصر «القاعدة» وفصائل أخرى تابعة لـ«الجيش الحر» خلال استهداف سلاح الجو السوري لتحركاتهم جنوب بلدة نصيب الحدودية في ريف محافظة درعا، بالتوازي مع الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين الجيش السوري ومقاتلي «الحر» على أطراف في مدينة الحراك في ريف المحافظة.
(الأخبار)