من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : عون : الحرب على اليمن غير قانونية الحكومة تهتز ولا تقع.. وجنبلاط ينتصر لسلام
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثاني عشر بعد الثلاثمئة على التوالي.
ينعقد مجلس الوزراء اليوم في أجواء ملبّدة بفعل الخلاف على مواقف رئيس الحكومة تمام سلام “اليمنية” في قمة شرم الشيخ، لكن هذا الخلاف يبقى قيد السيطرة وقابلا للاحتواء، مع استمرار الاجماع حول ضرورة حماية الحكومة.. والاستقرار.
وتلتئم غدا الجلسة التاسعة من الحوار بين “حزب الله” و “تيار المستقبل” على وقع “عاصفة الحزم”، التي يُتوقع لها ان تمر مرورا ناعماً على عين التينة، لاسيما ان كلا من “حزب الله” و “تيار المستقبل” أدلى بدلوه في حرب اليمن، فيما كان لافتا للانتباه الرد الشديد اللهجة لحزب الله على انتقاد السفير السعودي في بيروت للأمين العام السيد حسن نصرالله، وهو سجال يعكس احتدام المواجهة المباشرة بين الطرفين.
أما جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقررة غدا ايضا، فلن يشعر بها أحد وسط ازدحام الاستحقاقات والتحديات الاقليمية التي من شأنها إبقاء الملف الرئاسي على رف الانتظار، الى حين اتضاح صفقة الاتفاق النووي وتبدد غبار الحروب المشتعلة في المنطقة.
وعشية اجتماع مجلس الوزراء، قال النائب وليد جنبلاط لـ “السفير” إنه لم يكن هناك من مبرر لاعتراض “حزب الله” على كلمة سلام في شرم الشيخ “لانها كانت كلمة موزونة”، متسائلا: “ماذا يمكن لرئيس الحكومة ان يقول غير ما قاله”؟ وأضاف ان سلام “لم يتكلم كما وليد جنبلاط، فما هو المطلوب منه أكثر من ذلك”؟
وانتقد جنبلاط لهجة الخطاب الاخير للسيد حسن نصرالله، قائلا: لاحظت انه لم يصدر عن الجمهورية الاسلامية الايرانية كلام كذاك الذي صدر في لبنان عن السيد نصرالله الذي اعتدنا عليه هادئا وموضوعيا في خطاباته، لكنه هذه المرة خرج عن الموضوعية والهدوء وبدا خطابه متشنجاً. وتابع: لا أفهم لماذا يذهب حزب الله أبعد من إيران، في حين ان ايران نفسها لا تتكلم بالطريقة ذاتها.
وأكد جنبلاط انه لن يستخدم بعد اليوم كلمة “فارس”، لأنها قد تستفز أهل المقاومة، موضحاً انه سيستبدلها بـ “إيران الاسلامية”.
الى ذلك، قالت مصادر بارزة في “8 آذار” لـ “السفير” ان من حق أي وزير ان يطرح ملاحظاته او اعتراضاته على أمر ما، داخل مجلس الوزراء، مشيرة الى ان الحكومة هي المكان الطبيعي لمناقشة كل الآراء.
ولفتت المصادر الانتباه الى ان “حزب الله” احتكم الى منطق المؤسسات عندما قرر ان يطرح مسألة تفرّد رئيس الحكومة في إطلاق مواقف من الحرب على اليمن ودور السعودية، من دون التشاور مسبقا حول هذا الشأن في مجلس الوزراء.
وشددت المصادر على ان السياسة الخارجية لا يرسمها رئيس حكومة او وزير لوحده، وإنما يحددها مجلس الوزراء مجتمعا، وهو الامر الذي لم يحصل قبيل ذهاب الرئيس تمام سلام الى القمة العربية في شرم الشيخ.
وفي سياق متصل، قال الوزير السابق سليم جريصاتي في أعقاب اجتماع “تكتل التغيير والاصلاح” برئاسة العماد ميشال عون إن “موقف الوزير حسين الحاج حسن كما فهمناه، هو موقف مؤسساتي بامتياز”، معتبرا ان “اللجوء إلى مجلس الوزراء أمر مطلوب في كل حين”.
وعلمت “السفير” ان احداث اليمن استحوذت على حيّز من النقاش في اجتماع التكتل، حيث اعتبر العماد ميشال عون ان ميثاقي الامم المتحدة والجامعة العربية يمنعان تدخل أي دولة في شؤون دولة أخرى، واضعا ما يجري في إطار حرب سعودية على اليمن، ومشيرا الى ان هذه الحرب غير قانونية، استنادا الى القانون الدولي.
وانتقد عون التخبط الرسمي العربي وازدواجية المعايير المعتمدة من قبل بعض الدول العربية في مقاربة أحداث سوريا والعراق ومصر وليبيا واليمن.
وأكد عون انطلاقا من خبرته العسكرية ان الغارات الجوية على اليمن لن تعطي نتائج عملية على الارض، مستشهدا بتجربة حرب تموز التي أخفقت في تحقيق أهدافها برغم كثافة الضربات الجوية.
وتم كذلك التطرق الى احتمال التمديد للقيادات الامنية، حيث رأى عون ان قول وزير الدفاع سمير مقبل انه من المبكر الخوض في هذا الملف هو قول غير مسؤول، مشددا على ان القصة ليست قصة وقت، بل هي مسألة مبدئية تتعلق بعدم قانونية وشرعية التمديد الذي حصل للقيادات الامنية، وقد يحصل مجددا.
وشدّد على ان من واجب وزير الدفاع تصحيح التجاوزات القانونية وعدم ارتكاب المزيد منها، مؤكدا النية بمواجهة هذا الخلل.
في هذه الاثناء، استمر الاشتباك السياسي بين “حزب الله” والسعودية، وردَّ أمس عضو وفد الحزب الى الحوار مع تيار المستقبل النائب حسن فضل الله على كلام السفير السعودي في بيروت علي عوّاض عسيري الذي انتقد الخطاب الاخير لنصرالله.
واعتبر فضل الله أن “تكرار عسيري تصريحاته التي يتعرض فيها لنصرالله، تشكّل خروجاً عن الاصول الديبلوماسية التي تحكم عمل السفراء”، مشدّداً على أنّ “مثل هذا السلوك يستدعي تنبيها عاجلا من الحكومة اللبنانية لوضع حد لهذا التدخل في الشأن الداخلي اللبناني”.
ورأى ان عسيري “توهّم انه يستطيع التطاول على هامة وطنية وعربية واسلامية من حجم السيد نصرالله”، لافتا الانتباه الى ان “ما ادلى به يعبِّر عن خيبته وإحباطه جراء فشل ديبلوماسية تعمية الحقائق”.
الديار : القصف السعودي على اليمن يصل الى حد الاجرام وقتل المدنيين بالمئات اقترحوا مشروعاً عربياً وواقع الحال انه مشروع أميركي ــ صهيوني
كتبت “الديار”: تحت عنوان وحدة عربية، واقتراح مشروع عربي واحد ضم السعودية ومصر بعدما كان الخلاف التاريخي السعودي ـ المصري يحكم العلاقات، توحدت جهود عشر دول عربية لشن حرب على بلد عربي آخر هو اليمن لمجرد وقوف شعبه مطالباً باطاحة رئيس انتهت صلاحيته هو الرئيس عبد ربه منصور هادي، ولمجرد ان اليمن وقفت وقالت لا للسعودية فتم تدمير مبان ومنشآت بـ150 طائرة تساندها الطائرات الاميركية بترسانة عسكرية بقيمة 600 مليار دولار، حيث تم رمي الصواريخ والقنابل والقذائف الحارقة ورميها على اليمن الذي اعادته قروناً الى الوراء اكثر مما اعادته السعودية الى الوراء دائماً، بينما الشعب اليمني يرفع رأسه عالياً بعروبته وصموده، فعدن هي عاصمة الثقافة العربية وكذلك في صنعاء وفي كل مدينة يمنية.
يقولون انهم يحاربون الارهاب، وليس في تاريخ الحوثيين اي عملية ارهابية واحدة، وليس في تاريخ الحوثيين قتل اي اجنبي واحد، وليس في تاريخ الحوثيين تفجير كنيسة او مسجد واحد لم يفجروا اي مركز حكومي يحاربون القاعدة التي كانت تقتل في كل مكان وتهاجم المؤسسات الحكومية ووزارة الداخلية والمستشفيات والمراكز التنموية، ومع كل ذلك اجتمعت عشر دول عربية لقصف الحوثيين وانصار الرئيس الثعلب علي عبدالله صالح، وكأن الحوثيين جالية خارجية موجودة في اليمن، وليسوا عرباً، من قال ان الحوثيين ليسوا عرباً بل هم في صميم العروبة ورأس حربتها، ومن قال ان الشعب اليمني ليس هو العروبة بحد ذاتها لتقوم عشر دول بزعامة المملكة العربية السعودية ودعم اميركي وصهيوني بقصف اليمن واعتباره بلداً غير عربي، وكأنهم بذلك يريدون اعطاء صورة بأن الحوثيين جالية ايرانية، فيما هم في صميم العروبة كما أن انصار علي عبدالله صالح وبقية الشعب اليمني انتفضوا على الرئيس عبد ربه هادي منصور فشنت عليهم الحرب عبر عشر دول وباتت السعودية ودول الخليج العربية هي التي تمثل العروبة.
ليس في اليمن قاعدة عسكرية لاي دولة اجنبية، وليس لايران مركز شرطة واحد في اليمن بينما القواعد العسكرية الاميركية والبريطانية منتشرة في السعودية وقطر والبحرين والامارات والاردن ومصر، وكلهم تابعون لمحور لا يريد الا مسايرة اسرائيل، وما معنى التطبيع وتبادل السفراء بين مصر واسرائىل وبين الاردن واسرائىل، وما معنى وجود كل الشركات الاسرائيلية في غطاء اوروبي واميركي في الامارات والسعودية وقطر، وما معنى الاجتماعات المستمرة والتطبيع القائم بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس واسرائىل.
وفي المقابل يقف الحوثيون واليمنيون ضد اسرائىل، ويقف الحوثيون في مشروع عربي فاذا بالدول العشر التابعة لاميركا والصهيونية والتي تقيم افضل العلاقات مع الصهيونية العالمية تتهم اليمن بانها ايرانية، بينما اليمن وقفت مع الرئىس العراقي صدام حسين في حربه ضد ايران والشعب اليمني ايّد الشعب العراقي في حربه مع ايران، فكيف اصبح هذا الشعب العربي اليوم ايرانيا، وهل لمجرد اقامة علاقة جيدة مع ايران، وهل لمجرد تسليح ايران للحوثيين أعتُبر ان الحوثيين جالية ايرانية جالسة في اليمن وتسكن في اليمن.
ان اليمن عربي قبل السعودية الذي تملؤه القواعد الاجنبية والفرنسية والاميركية، ان اليمن عربي الذي وقف مع الصومال بينما دول الامارات وقطر والاردن ومصر مليئة بالجيوش الاميركية والمستشارين الاميركيين والشركات الاسرائيلية.
وتجدر الاشارة على رغم كل مئات الغارات العسكرية ضد الحوثيين فقد استطاعوا السيطرة على باب المندب بعدما انسحب اللواء 17 وسلم كل الاسلحة للحوثيين الذين تمركزوا في باب المندب وبعرض 30 كلم وعمق 70 كلم. وهكذا سجل الحوثيون انتصاراً كبيراً رغم جنون عاصفة الحزم عليهم التي لم تجعلهم يتخلون عن نخوتهم وعزيمتهم وقوتهم.
الأخبار : بو صعب : تأجيل تسريح الأمنيين خارج الحكومة قد يطيّرها
كتبت “الأخبار”: لوّح تكتل التغيير والإصلاح بتطيير حكومة الرئيس تمام سلام في حال المضي بالتمديد لقادة الأجهزة الأمنية من خارج مجلس الوزراء، وبقرارات وزارية. وأكد أن التعيينات الأمنية “يجب أن تحصل في مجلس الوزراء”، و”لن نقبل أن تظل الأوضاع الشاذة مستمرة في ظل حكومة ليست بحكومة تصريف أعمال”
على الرغم من الانقسام اللبناني الحاد حيال الموقف من عدوان “التحالف العربي” بقيادة السعودية على اليمن، تؤكّد أوساط فريقي 8 و14 آذار أن التباين لن ينعكس سلباً على عمل الحكومة بشكلٍ يهدّد استقرارها. إلّا أن مسألة التمديد للقيادات الأمنية والعسكرية، وعلى رأسها التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، قد تضع الحكومة أمام مسار مجهول، في ظلّ إصرار التيار الوطني الحرّ على رفض التمديد من جهة، وإصرار وزير الدفاع سمير مقبل ومن خلفه فريق 14 آذار على التمديد لقهوجي، على غرار ما فعلته حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في مرحلة “تصريف الأعمال” من عمرها.
موقف “تكتّل التغيير والإصلاح” كان واضحاً بعد اجتماعه الدوري، حين أكد الوزير السابق سليم جريصاتي باسم التكتل أن “التكتل يصرّ على أن التعيينات الأمنية يجب أن تحصل في مجلس الوزراء”، و”لن يقبل أن تظل الأوضاع الشاذة مستمرة في ظل حكومة ليست بحكومة تصريف أعمال. لذلك يطالب مجلس الوزراء بالمبادرة إلى إجراء التعيينات العسكرية والأمنية وفقاً للقوانين والأنظمة المرعية”. ورداً على سؤال حول ردّ فعل التكتل “في حال لم تتم تعيينات قائد الجيش وفقاً لمشيئته؟”، قال جريصاتي: “إن مدى رد الفعل يكون على مدى إقدام الحكومة على التزام القوانين والأنظمة المرعية في التعيينات العسكرية والأمنية”.
إلّا أن الوزير إلياس بو صعب أكد في اتصال مع “الأخبار” أنه “إذا تمّ اتخاذ أي قرار من خارج الحكومة يتعلّق بتأجيل تسريح أي ضابط في أي سلك عسكري، واعتمدت الطريقة نفسها التي اتبعتها حكومة ميقاتي عندما كانت في فترة تصريف أعمال، يكونون عندها قد حكموا على الحكومة بالتحول إلى تصريف الأعمال”.
من جهة أخرى، ردّ بو صعب على كلام وزير الإعلام رمزي جريج الذي أكد أن “الاعتراض الوحيد على كلام الرئيس سلام في قمة شرم الشيخ جاء من وزيرين من حزب الله، في حين أن التيار الوطني الحر أبدى عبر الوزير بو صعب تأييده لمقررات القمة ولخطاب الرئيس سلام، فضلاً عن أن الوزير جبران باسيل كان شارك في أعمال القمة وكان مؤيداً”. وقال بو صعب لـ”الأخبار”: “لم أسمع مقرّرات القمّة حتى أوافق عليها، وما قلته عن كلمة الرئيس سلام هو أنه حريص على كلّ ما من شأنه الحفاظ على الحكومة بشكل عامٍ”.
وكان جريصاتي قد أكّد باسم تكتل التغيير والإصلاح أن “موقف وزير الصناعة (حسين الحاج حسن) هو موقف مؤسساتي بامتياز، أي إنه سوف يذهب إلى مجلس الوزراء الذي هو يمثل اليوم السلطة الإجرائية ويمارسها، كي يطرح أمام مجلس الوزراء سياسة الحكومة، وسياسة لبنان الرسمية تجاه الحدث اليمني”.
وفي حين لا يبدو أن طرح مسألة كلمة سلام في قمة شرم الشيخ على طاولة البحث في جلسة مجلس الوزراء اليوم من قبل وزيري حزب الله سيتعدّى “تسجيل الموقف” الى تفجير الحكومة، علمت “الأخبار” أن سلام أطلع عدداً من الوزراء، من بينهم الوزير بطرس حرب، على انفراد، على “موقف الحكومة اللبنانية من الأحداث في اليمن” قبل توجهه الى شرم الشيخ لحضور القمة العربية.
في المقابل، أصدرت كتلة المستقبل النيابية بعد اجتماعها الأسبوعي بياناً “عالي السقف”، وحيّت “الوقفة العربية المتقدمة والشجاعة والحازمة بقيادة المملكة العربية السعودية لمواجهة محاولات التسلط الفارسية على الوطن العربي”، وأيّدت “المقررات التي صدرت، وعلى وجه التحديد قرار إنشاء قوة عربية مشتركة”. ونوّه البيان بـ”الموقف المتزن الذي صدر في القمة عن رئيس مجلس الوزراء تمام سلام”، مستنكرةً “أشد الاستنكار الكلام الذي صدر عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بحق المملكة العربية السعودية”.
البناء : لوزان: 31 آذار + 1… وواشنطن ترى تقدّماً يكفي لتواصل التفاوض باب المندب: مدمّرات إيرانية بحراً… والحوثيون تسلّموا البرّ لبنان يتوحّد عراقياً بعد نصر تكريت… وينقسم يمنياً
كتبت “البناء”: الأسبوع الحاسم يستمرّ حاسماً، وتتقاطع ملامح النهايات للملفات العالقة، فالملف النووي الإيراني المفترض أن يكون قد انتقل إلى الفشل مع نهاية ليلة اليوم الأخير من شهر آذار من دون التوصل إلى الاتفاق الموعود، سيواصل اليوم دورانه بين أيدي المفاوضين الكبار، بعدما أعلنت إيران أن ليس لديها سبب لتوقف المفاوضات، وأنّ وفدها باق في لوزان ما بقي المفاوضون، فإذا بواشنطن تعلن أنّ ما تمّ التوصل إليه من تقدّم كاف لمواصلة المفاوضات، ليتضح من مواقف الفرقاء أنّ العقد المتبقية لا تستحق التضحية بالتفاهمات المحققة، لأنّ إعلان الفشل يعني أنّ كلّ فريق صار بحلّ من النقاط التي أعلن قبولها بموجب التفاوضات، وأيّ عودة مرة ثانية إلى التفاوض ستبدأ من سقوف جديدة ربما تكون قد فرضتها التطوّرات، والخطوات التي يقطعها كلّ فريق، سواء ما تنجزه إيران من تقدّم ستسعى إلى تحقيقه مع وقف التفاوض، كما حصل في كلّ مرة سابقة، أو على مستوى نوع ومستوى وحجم العقوبات التي تشكل الردّ الرئيسي المتبقّي بيد الأميركيّين وحلفائهم، والمخاطرة بالفشل لا تتوقف عند مفردات الملف النووي، كما يرى معلقو الصحف الغربية، على المناخ الذي تجري فيه المفاوضات، وتحوّلت معه إلى كابح لانفجار إقليمي يصير حتمياً، مع إعلان الفشل.
السعودية وتركيا و”إسرائيل” أبرز حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط في حال ضعف واشتباك عالي الوتيرة مع إيران، ويكفي أن تخرج واشنطن من التفاوض مع طهران حتى تنطلق شرارة مواجهات أشدّ عنفاً لا تبقي مجالاً وباباً للتسويات، خصوصاً في سورية ولبنان واليمن.
وكما يرى خبراء إيرانيون، فإنّ واشنطن المتريّثة في التوصل إلى التفاهم مع طهران بانتظار أن ينجز حلفاؤها تحوّلاً في موازين القوى الإقليمية، تبدو مصدومة ومفجوعة بحال الحلفاء، فـ”إسرائيل” منذ عملية حزب الله في مزارع شبعا وعلى رغم كلّ صراخ رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو ضدّ التفاهم النووي مع إيران وعلى رغم فوزه الانتخابي، لا يزال مردوعاً ومذعوراً خشية التورّط في أيّ مواجهة، ولا يملك إلا التصعيد الداخلي في وجه الفلسطينيين إرضاء لليمين المتطرف، وهو ما يزيد من ضعف واشنطن ولا يمنحها أيّ سبب للشعور بالمزيد من القوة. وتركيا التي تلقت إشارة الانتظار الأميركية، لم تستطع فعل شيء سوى الاستعانة بـ”جبهة النصرة” وحماية تقدّمها نحو مدينة إدلب شمال سورية، وهي تعلم حجم الإحراج الأميركي بـ”جبهة النصرة” كفرع رسمي لتنظيم “القاعدة” مصنّفة كفصيل إرهابي لدى واشنطن. أما السعودية التي بدأت قبل أسبوع بدعم أميركي، وحشد عشر دول وراءها لتقليم أظافر إيران في اليمن، فقد فقدت أسبوعها الحاسم في الحرب من دون تحقيق أي إنجاز باستثناء ارتكاب المجازر بحق المدنيّين مستعيدة سيرة الحروب الفاشلة لـ”إسرائيل”.
تابعت الصحيفة، إنجاز تحرير تكريت، كان فرصة ليتوحد اللبنانيون، الموجودة حكومتهم في الكويت، تحت عنوان مؤتمر النازحين السوريين، وطلب المساعدات، بعدما قسّمتهم حرب اليمن، ففي تكريت نصر يقول السعوديون إنه فشل إيراني ومسموح لحلفاء السعودية أن يفرحوا فيه حتى لو احتفل به حلفاء إيران، بينما اليمن حرب على إيران وعلى حلفاء السعودية أن يعلنوا دعمها.
وسط أجواء المواقف من العدوان السعودي على اليمن، ورفض حزب الله الموقف الذي أطلقه رئيس الحكومة تمام سلام في قمة شرم الشيخ حول هذا الموضوع، يلتئم مجلس الوزراء اليوم في السراي الحكومية للبحث في جدول أعمال من 47 بنداً عادياً بينها 12 بنداً مؤجلة من الجلسة السابقة. واستبعدت مصادر وزارية لـ”البناء” أن يؤدي رد حزب الله على الرئيس سلام إلى تعطيل عمل الحكومة، مشيرة إلى أن الجلسة ستشهد نقاشاً في هذا الشأن من دون أن يؤدي الأمر إلى توتير الأجواء.
وشددت المصادر على “أن الحزب يتجه إلى استيعاب الموقف على اعتبار أن البلد لا يحتمل المزيد من الفراغ، فالحكومة هي صمام الأمان الوحيد في البلد في ظل الفراغ الرئاسي وتعطيل عمل مجلس النواب”.
ولفتت مصادر مطلعة إلى “أن موقف وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمر وزراء الخارجية العرب أعطى الطابة لرئيس الحكومة الذي برر العدوان على اليمن، وأيد إنشاء قوة عربية مشتركة”. ولفتت المصادر إلى “أن موافقة لبنان على هذه القوة من دون معرفة من يحركها، ووفق أي دستور تشكلت وفي أي مجال ستستخدم، مدعاة استغراب، لا سيما أن بإمكان هذه القوة اللجوء إلى تأديب أي نظام لا ينسجم مع سياسة الدول المشكلة لهذه القوة”.
وفي السياق، رد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله على رد السفير السعودي علي عواض عسيري على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. واعتبر فضل الله مواقف عسيري تدخلاً في الشؤون اللبنانية يستوجب التنبيه. وقال: “إن تكرار السفير السعودي في لبنان تصريحاته التي يتعرَّض فيها للسيد نصر الله، تشكل خروجاً عن الأصول الديبلوماسية التي تحكم عمل السفراء، والتي تفرض عليهم عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبنان، ومن هذه الأصول عدم التعليق على مواقف قياداته، أو تحديد ما يجب على نوابه القيام به من خلال الادعاء بأن هناك من يمنعهم من النزول إلى المجلس النيابي، كما فعل السفير السعودي الذي توهم بأنَّه يستطيع التطاول على هامة وطنية وعربية وإسلامية من حجم سماحة السيد نصر الله، أو يؤثر على خيارات اللبنانيين المستقلة عن الإرادة الخارجية، ومثل هذا السلوك غير المتوافق مع مهامه الديبلوماسية يستدعي تنبيهاً عاجلاً من الحكومة اللبنانية لوضع حدٍّ لهذا التدخل في الشأن الداخلي اللبناني”.
في الأثناء، عرض رئيس الحكومة تمام سلام لملف النازحين من سورية إلى لبنان في الكلمة التي ألقاها خلال “المؤتمر الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية” في الكويت.
وأوضح سلام أنّ العلاج المطلوب لموضوع النازحين “يكمن في إدارة الوجود السوري بحزمة من الإجراءات العملية والفاعلة”، مشيراً إلى “خطة مفصلة للحكومة اللبنانية تفوق قيمتها مليار دولار، تتضمن قائمة برامج موزعة قطاعياً، ومترجمة في شكل مشاريع تنموية ضرورية”.
وأعلن سلام “أنّ هذا المقترح، القابل لأي تعديلات يأتي في إطار خطة الاستجابة للأزمة للعامين 2015 و2016، التي وضعت بالتنسيق مع المنظمات الدولية والتي تبلغ قيمتها مليارين ومئة مليون دولار”.
النهار : سجال لا يؤثر في الوضع الحكومي حصة لبنان لم تتقرر في الكويت
كتبت “النهار”: يعود رئيس الوزراء تمّام سلام من الكويت الى بيروت ليواجه جلسة سجالية لمجلس الوزراء الذي ينعقد اليوم استثنائيا بسبب موعد جلسة مفترضة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية غداً، بعد سجال دخل عليه السفير السعودي ورد عليه “حزب الله” أمس بلسان النائب حسن فضل الله الذي قال إن تصريحاته “تشكل خروجاً عن الاصول الديبلوماسية التي تحكم عمل السفراء والتي تفرض عليهم عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبنان”.
ومن المرجح ان يتراجع السجال بعد جلسة اليوم في ضوء التباين بين الحلفاء في المواقف من كلمة الرئيس سلام في قمة شرم الشيخ، إذ فيما اعلن وزير “حزب الله” حسين الحاج حسن ان سلام انما عبر عن نفسه، صرح عضو كتلة “التحرير والتنمية” النائب قاسم هاشم لوكالة “اخبار اليوم” بأن “سلام عبر عن موقف الحكومة ولبنان رغم تحفظنا عن بعض المفردات. لكنه كان حكيماً وحاول مراعاة الجميع”.
ومن المتوقع ان تنهي جلسة اليوم الاحتدام الذي سبقها في ظل تمسك الجميع بحكومة لا بديل منها راهناً الا الفراغ الشامل في المؤسسات. لكن قريبين من الحزب يلوحون بأن تمسكهم بالحكومة السلامية لا يعني حكماً عدم اتخاذ حليفهم النائب ميشال عون اي موقف تصعيدي منها.
وفي التفاصيل ان السجال الكلامي الذي سببه هجوم الامين العام لـ “حزب الله” على المملكة العربية السعودية، واستدعى موقفاً داعماً للمملكة من الرئيس سلام، سيستكمل اليوم في مجلس الوزراء. فبعد ان يتحدث سلام مكرراً ضرورة انتخاب رئيس للبلاد في اسرع وقت، سيطلب وزراء من “حزب الله” الكلام، ويبدأ السجال الذي، واستناداً الى مصادر مواكبة، لن يصل الى حد انسحاب او اعتكاف وزراء الحزب كما حصل في 11 تشرين الثاني 2006 في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. لكن المصادر أضافت: “إن المواقف الاخيرة لسلام تذكر بمواقف السنيورة عامي 2005 و2006 وبالتالي تشكل خروجاً على الثقة التي منحها الحزب لسلام في 5 نيسان 2013 أي عندما سمّت كتلة الوفاء للمقاومة تمّام سلام لتشكيل حكومة جامعة”.
اللواء : إرتياح لبناني لدعم مؤتمر الكويت لا تجاوز “للخط الأحمر” في مجلس الوزراء اليوم
كتبت “اللواء”: ترجح مصادر سياسية مطلعة ان تكون النتائج الطيبة التي حققها لبنان في المؤتمر الثالث للدول المانحة في الكويت، والتي من شأنها ان تساعده على مواجهة أعباء النازحين السوريين على أراضيه، بيضة القبان في الجلسة العادية لمجلس الوزراء التي ستعقد في السراي الكبير عند العاشرة من قبل ظهر اليوم، وعلى جدول أعمالها 47 بنداً بعضها مرجأ من الجلسة السابقة.
وأشارت هذه المصادر إلى ان الاتصالات التي جرت بين رؤساء الكتل المشاركة في الحكومة، اتفقت على تجنيب الحكومة، وبالتالي، الاستقرار أية خضة لا مصلحة لأي طرف في حدوثها، في وقت يحظى فيه لبنان المستقر بدعم عربي واقليمي ودولي، سواء في ما خص دعم الأداء السياسي للحكومة، أو تأمين ما يلزم من سلاح وعتاد للجيش اللبناني من خلال الهبة السعودية التي تدخل حيز التنفيذ في غضون الأيام المقبلة لمواجهة الإرهاب، أو لجهة الاستجابة للخطط اللبنانية لمواجهة أعباء النزوح السوري ودعم القرار اللبناني للحد من هذا النزوح.
الجمهورية : “حزب الله” سيُناقش سلام ولن يعطل.. وجلسة الحوار التاسعة غداً
كتبت “الجمهورية”: الترقّب سيّد الموقف في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة التي تتسارَع فيها الأحداث وتُخلط الأوراق بعد عملية “عاصفة الحزم” العسكرية في اليمن، في حين لم يتصاعد الدخان الأبيض بعد من لوزان في شأن الاتّفاق النووي المحتمَل، وأعلنَ المتحدّث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست أنّ المفاوضين الأميركيين لن ينتظروا حتى 30 حزيران المحدّد موعداً نهائياً لكي ينسحبوا من المحادثات النووية مع إيران إذا لم يتسنَّ التوصّل إلى تسوية سياسية.
وأكّدَت المملكة العربية السعودية أنّ عملية “عاصفة الحزم” مستمرّة “حتى تُحقّق أهدافها ويعود اليمن آمناً مستقرّاً وموحّداً”. وأوضح وزير الخارجية سعود الفيصل أنّ بلاده ليست من دعاة الحرب، ولكنّها جاهزة لها إذا قُرعت طبولها. واتّهم إيران بممارسة “سياسة تصدير الثورة والتدخّل السافر في شؤون دوَل المنطقة”، مؤكّداً أنّ “أمنَ اليمن جزء لا يتجزّأ من أمن المملكة والخليج والأمن القومي العربي”.
في هذا الوقت، استعجَلت اليمن تدخّلاً برّياً عربياً في أسرع وقت ممكن، وأكّد وزير خارجيتها رياض ياسين وجود قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني قاسم سليماني في اليمن “فعلاً”. وقال: “إنّ تدخّل إيران ورّطنا في مشكلات كثيرة”.
في هذا الوقت، أعلنَت إيران أنّ لديها مقترحاً لحلّ الأزمة في اليمن. وقال مساعد وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان لـ”رويترز” ردّاً على سؤال عمّا إذا كانت طهران تتواصل مع الرياض لحلّ الأزمة في اليمن: “نحن نحاول”. ودعا كافّة الأطراف اليمنية إلى “الهدوء والعودة للحوار”.
وفي غضون ذلك اختُتمت في الكويت أمس أعمال المؤتمر الدولي الثالث للمانحين للمساعدة الإنسانية في سوريا بإعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن وعود الدوَل المشاركة فيه بتقديم 3.8 مليارات دولار.
وقال رئيس الحكومة تمّام سلام في كلمته خلال المؤتمر، إنّ لبنان يستضيف حاليّاً نحو مليون ونصف مليون نازح سوري، أي ما يوازي ثلثَ عدد اللبنانيين المقيمين، معتبراً “أنّ النتيجة الأخطر للنزوح هي الوضع الأمني الذي شكّلَ ويشكّل تهديداً مباشراً للاستقرار”، مشيراً إلى “أنّ الثمن الذي يدفعه لبنان يتخطّى قدرتَه على التحمّل، ويَحتاج من كلّ أصحاب النيّات الطيّبة والحريصين على حفظ استقراره، وعدم خروج الأمور عن السيطرة فيه، إلى مقاربات جديدة تنطلق من قراءة واقعية بأنّ الأزمة السورية المسبّبة للنزوح، غير مرشّحة، للأسف، للإنتهاء في القريب المنظور”.