الشيخ قاسم: معادلة الردع قائمة مع العدو
أكد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن معادلة الردع قائمة مع العدو الصهيوني، وأن التهديدات الاسرائيلية لن تستدرج المقاومة إلى موقف لا تريده.
وفي مقابلة خاصة مع قناة الميادين، رأى الشيخ قاسم أن ما حصل في سوريا هو عدوان أدى إلى استشهاد الشهيد علي كامل محسن، وقال “لا جواب على السؤال بشأن الرد على استشهاد علي كامل محسن من جراء العدوان الاسرائيلي”.
الشيخ قاسم أكد أن معادلة الردع قائمة مع “إسرائيل”، مضيفا “نحن لسنا بوارد تعديل هذه المعادلة”، مشيرا إلى أن لا تغيير في قواعد الاشتباك.
وإذ أشار إلى أن التهديدات الاسرائيلية اعتدنا عليها وهي لا تقدم لنا رؤية سياسية جديدة وهي تأتي في إطار العنتريات، أكد أن هذه التهديدات “لن تستدرجنا إلى موقف لا نريده”.
وتابع قائلا “لا جواب عما سنفعل بعد العدوان الاسرائيلي الذي أدى الى استشهاد علي محسن ولن نعطي اجابات محددة”.
نائب الأمين العام لحزب الله قال “وردتنا رسالة عبر ممثل الأمم المتحدة”، مشيرا إلى أن الأجواء لا تشي بحصول حرب في ظل الإرباك الداخلي الإسرائيلي وتراجع ترامب في الداخل الأميركي.
وأكد أن محور المقاومة كان ولا يزال في موقع الدفاع وبالتالي استبعد أجواء الحرب في الأشهر المقبلة، مضيفا “إذا قرر الإسرائيلي شن حرب فإننا سنواجه ونرد وحرب تموز 2006 ستكون نموذجاً أولياً عن الرد”.
ولفت الشيخ قاسم إلى أن على الحكومة اللبنانية إعلان موقف من حادثة اعتراض المقاتلات الأميركية لطائرة الركاب الإيرانية، معتبرا أن الأميركيين يقولون باعتراض الطائرة الإيرانية أنهم موجودون لإعاقة أي حل سياسي ولحماية “إسرائيل”.
الشيخ قاسم لم يستبعد أن يكون في اعتراض الطائرة الإيرانية رسالة للرد على الاتفاق الاستراتيجي السوري الإيراني.
الشيخ قاسم قال “من خلال سوريا أرادوا ضرب محور المقاومة وإعادة إحياء مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي فشل في 2006″، معتبرا أن الأميركي يفتش عن البقايا في المنطقة لكي يؤسس لمشروع شرق أوسط جديد بنسخة ثالثة.
واعتبر أن الأميركي بلا مشروع متكامل في المنطقة وما يحاول القيام به تحصيل مكتسبات من هنا وهناك لتكوين رؤية، مشيرا إلى أن غياب مشروع متكامل لدى الأميركي يشكل فرصة لتحقيق محور المقاومة المزيد من الانتصارات والإنجازات.
ورأى الشيخ قاسم أن الاتفاق الاستراتيجي العسكري بين إيران وسوريا أكبر ردّ على “إسرائيل” وأميركا ويبطل كل مزاعمهما، لافتا إلى أن أحد أخطاء السفيرة الأميركية في لبنان، التي حاسبتها إدارتها عليه، تصديها لحزب الله بدلاً من أصدقائها، وتابع قائلا ” علمنا أن السفيرة الأميركية أبلغت عدداً من المسؤولين أن الولايات المتحدة لا تريد خنق لبنان”..
نائب الأمين العام لحزب الله رأى أن “لا شيء يشي بأن الولايات المتحدة ستساعد لبنان على المستوى العملي”، معتبرا أن مقولة “الإصلاحات أولاً” التي تطرحها الدول الكبرى هي حجة لتعجيز لبنان على أهمية إجرائها.
وحول زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، قال الشيخ قاسم أن المسؤول الفرنسي لم يطلب لقاءنا خلال زيارته كما لم نطلب لقاء معه.
الشيخ قاسم أشار إلى أن ترامب غير قادر على صنع الحلول ولا استعداد لديه لتقديم أي تنازلات والتفاوض معه غير مفيد، وأنه يريد التفاوض من أجل تحسين وضعه الانتخابي.
وفي جانب آخر، أكد الشيخ قاسم أن حزب الله التزم الصمت الكامل تجاه دعوة البطريرك للحياد بناء على قرار لديه بعدم التعليق، وقال “اتخذنا قراراً بعدم التعليق على كلام البطريرك بشأن الحياد لما فيه مصلحة للبنان”.
نائب الأمين العام لحزب الله أكد أن “إسرائيل” لم تخرج من لبنان إلا بالمقاومة ومنع اعتداءاتها وخروقاتها لا يكون إلا بالقوة، معتبرا أن الدول لا تريد منح لبنان أي مساعدات لأن المطلوب منه موقف سياسي يخدم “إسرائيل”.
الشيخ قاسم قال إن حضور حزب الله في الحكومة والبرلمان والشارع هو بقوتنا الشعبية وليس بقوتنا العسكرية الموجهة لـ”إسرائيل”، لافتا إلى أن الوايات المتحدة الأمريكية مؤثرة على نحو كبير في الأزمة الاقتصادية إلى جانب عوامل أخرى مرتبطة بتركيبة النظام.
وتابع قائلا أن “ما يُراد للبنان أن يكون معبراً ومتكأً سياسياً للمشروع الإسرائيلي وهذا لن نقبله”.
الشيخ قاسم رأى أن لتركيا طموح بأن يصبح للأشخاص المرتبطين بها شمال لبنان نفوذ ووزن ومن بينهم أشرف ريفي ونبيل الحلبي، وقال “لا أعتقد أنه يمكن لتركيا التوسع في لبنان لأن الدائرة التي يمكن أن تتحرك فيها ضيّقة جداً”.
وحول المطالب الأميركيّة بما يتعلق بتغيير مهمة اليونيفيل في لبنان، فاعتبر بأنها تعبّر بوضوح عن المطالب الإسرائيليّة، مشيرا إلى أن ما هو موجود من قواعد لليونيفيل لا يحتمل أي إضافة أو تعديل وهذه هي قناعة الدولة اللبنانيّة، لافتا إلى أن فرنسا وبعض الدول الأوروبيّة وروسيا والصين توافق رأي لبنان تجاه مهمة اليونيفيل، وتابع قائلا ” يريدون تحويل اليونيفيل إلى فرقة استخبارية أمنية تعمل لمصلحة “إسرائيل” ضد أهل الجنوب ولبنان”.
محليا، قال الشيخ قاسم “نحن مع التدقيق المالي الجنائي لكن صوتنا بورقة بيضاء نظراً لعدم معرفتنا بالشركات المطروحة”، مضيفا “نحن كمقاومة مستمرون بموقعنا وموقفنا وتصدينا للعدو الإسرائيلي ونصر تموز سيتكرر إذا تكرر تموز آخر”.