من الصحف الاسرائيلية
اعتبرت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم ان جهاز الصحة الإسرائيلي يعمل بشكل متخلف بما يتعلق بتحقيقات الانتشار الوبائي لفيروس كورونا المستجد. ففي هذه التحقيقات، تتصل الممرضات مع أي شخص أصيب بعدوى كورونا وبالأشخاص الذين خالطوه، والاتصال الواحد يستغرق ساعات، وذلك في حال وافق المصاب بالفيروس على التعاون مع الممرضة، إلا أن الإخفاق الأكبر هو أن الممرضات تسجل معطيات التحقيق الوبائي على ورقة، خطيا.
وكتب رئيس منظومة التحديث في صندوق المرضى العام، البروفيسور ران بليتسر، في مقال في صحيفة “هآرتس” “يبدو أن أداة التوثيق والأنظمة المحوسبة لدى الممرضات اللواتي تجرين التحقيق الوبائي مأخوذ من سنوات التسعين، وأمة الستارت أب، بمساعدة أفضل وحدات النخبة (العسكرية)، لم تنجح طوال نصف سنة تقريبا في بناء منظومة تجمع معلومات كاملة وموثوقة حول أكثر المواضيع أهمية”.
تستمر مداولات إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبحث إمكانية منح الحكومة الإسرائيلية ضوءًا أخضر للشروع بمخطط الضم في الضفة الغربية المحتلة، حيث يعقد “فريق السلام” الذي يقوده صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنير سلسلة من الاجتماعات في البيت الأبيض بهذا الشأن، ومن المتوقع أن ينضم إليها ترامب، في مرحلة متقدمة.
جاء ذلك حسبما نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مصدر خاص في البيت الأبيض مطلع على المشاورات، وأشارت إلى أن المداولات تبدأ يوم الأربعاء، مشددة على أن إمكانية تنفيذ الضم بالتنسيق مع إدارة ترامب خلال الشهر الجاري، أو الإعلان عن خطوات عملية في هذا الشأن، لا تزال قائمة.
ولفت تقرير الصحيفة إلى أن المداولات تعقد في أعقاب الزيارة التي أجراها وفد أميركي خاص إلى إسرائيل وإجراءه سلسلة اجتماعات مع مسؤولين في الليكود و”كاحول لافان” لمناقشة رؤية الحكومة الإسرائيلية حول حجم وموعد الضم، والمناطق التي يشملها.
ووفقًا للتقرير فإن الاجتماعات تعقد بمشاركة كوشنر والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي، آفي بيركوفيتش، وعضو مجلس الأمن القومي الأميركي ولجنة رسم الخرائط الأميركية – الإسرائيلية، سكوت فايث، ورجّحت المصادر أن ينضم ترامب إلى هذه المداولات في مراحلها المتقدمة.
ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله إن “تحرك الحكومة الإسرائيلية باتجاه فرض سيادتها على مناطق في الضفة لا يزال ممكنا هذا الشهر”، رغم التصريحات التي صدرت عن وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، الأسبوع الماضي، بأن “الأمور التي لا تتعلق بفيروس كورونا المستجد، عليها الانتظار إلى ما بعد انتهاء الجائحة”؛ والتي سارع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بالرد علبها بأن “الضم غير مرتبط بموقف ‘كاحول لافان‘”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر آخر أن الاتصالات بين الجانبين الأميركي والإسرائيلي تركزت خلال الفترة الماضية على “التعاون في مواجهة فيروس كورونا المستجد”، وذلك عقب تسارع وتيرة انتشار الوباء وتسجيل زيادة حادة في عدد الإصابات واتساع رقعة الجائحة.
يأتي ذلك وسط تصاعد الأصوات الدولية الرافضة لمخطط الضم، إذ شددت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية على أن الضم “يعتبر انتهاكا للقانون الدولي وسيكون لها تداعيات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة، وستعرقل الجهود الرامية لتحقيق سلام عادل وشامل“.
وكثّفت الحكومة الأردنية جهودها الدبلوماسية لحشد الرأي العام الدولي ضد مخطط الضم، وبحثا عن آلية لمنع الحكومة الإسرائيلية من تنفيذه، تمثلت بعقد وزير الخارجية الأردني، الثلاثاء، اجتماعين منفصلين، الأول مع 9 وزراء خارجية وآخر مع وزيري الخارجية الفرنسي والألماني، اليوم الثلاثاء.
في المقابل، قالت صحيفة “يسرائيل هيوم”، المقربة من نتنياهو، نقلا عن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، إن غالبية قادة الدول العربية نقلوا إلى إسرائيل رسائل مفادها أنهم غير مبالين تجاه مخطّط الضم، وأشارت إلى أن قادة دول عربية، بينها مصر والسعودية ودول خليجية، دعوا في محادثات داخلية مغلقة للاستعداد داخليًا لردّ الشارع العربي تحسبًا لمخطط الضم.
وكان الخبير في شؤون الإدارات الأميركية والمحاضر في جامعة بار إيلان، البروفيسور إيتان غلبواع، قد صرّح نهاية الشهر الماضي في هذا الشأن، قائلا إنه “توجد فوضى رهيبة في البيت الأبيض. وطاقم ترامب في حالة هستيريا. لا يوجد نظام ولا تحكم. وهم يخافون من خسارة الانتخابات والأغلبية في مجلس الشيوخ وكل شيء. ومن الجهة الأخرى، لا يمكنهم السماح بأن تخرج إسرائيل من هذا الوضع دون أي شيء“.
وأضاف غلبواع أن “إسرائيل لم تضم سنتمترا واحدا بعد وبدأت تتلقى انتقادات من مجلس الأمن الدولي. والعقوبات في الطريق. وفي أوروبا يتعاملون معنا كأننا قمنا بضم كل شيء. ونحن ندفع أثمانا على لا شيء. وليس بإمكان أميركا تجاهل هذا الأمر. وستكون هنا تسوية، وسيمنحوننا ضما رمزيا“.