من الصحف البريطانية
تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم عددا من القضايا من بينها اعتزام إسرائيل ضم مناطق في الضفة الغربية، ورد الفعل البريطاني إزاء تظاهرات “حياة السود مهمة” وقضايا التمييز ضد السود، والتغيرات المناخية التي تشهدها بريطانيا.
نشرت صحيفة الغارديان التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “ضم إسرائيل مناطق في الضفة الغربية غير قانوني وغير حكيم وغير أخلاقي“.
واعتبرت الغارديان أنّ ضمّ إسرائيل لمناطق في الضفة الغربية يبدو وكأنه ينفّذ حكم الإعدام بحق مقترح حلّ الدولتين، وأضافت أنّ ذلك سيكون قبل كل شيء ظلماً جديداً بحق الفلسطينيين.
وعلى الرغم من أنّه يمكن لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يبدأ الضم في الأول من يوليو/تموز، إلا أنّ الخطة قد تؤجل. إذ قال بيني غانتز وهو شريك نتنياهو في الائتلاف وغريمه السياسي، إنّ التاريخ المقرر ليس “مقدساً” ولا عاجلاً، بالنظر إلى وجود طفرة ثانية في حالات الإصابة بفيروس كورونا.
ونقلت الغارديان عن وسائل الإعلام الإسرائيلية قولها إنّ نقص الدعم الأمريكي يعيق بدوره الإعلان عن الخطوة إذ إنّ الرئيس الأمريكي ليس في أفضل حالاته.
واعتبرت الغارديان أنّ اتهامات الفساد التي يواجهها نتنياهو تجعله بحاجة إلى تقديم جائزة كبيرة للناخبين.
ورأت الصحيفة أن تعهد نتنياهو بضم تلك المناطق في الضفة الغربية، في حال إرجائه، سيتأثر بنتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني، إذ من غير المرجح أن يبدي المرشح الديمقراطي، جو بايدن، تأييده لضم تلك الأراضي، حال فوزه بالرئاسة.
وذكّرت الصحيفة بما قالته ميشيل باتشيليت، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان: “الضم غير قانوني. نقطة انتهى. سواء كان بضم 30٪ من الضفة الغربية أو 5٪ منها“.
وذكرت الغارديات أنّ أكثر من 200 من القادة السابقين من الموساد والشين بيت والجيش والشرطة قالوا إنّ الخطوة تخاطر بإشعال “حريق خطير”. وحذّر العاهل الأردني من “صراع واسع النطاق”. كما حذرت الأمم المتحدة من أنّ الخطوة ستزعزع استقرار المنطقة.
ومع ذلك يشير النقاد إلى أنّ نتنياهو وآخرين سيكونون قد أخذوا هذه القضايا بعين الاعتبار وسيكونون قد وضعوا في الحسبان أنّ الأردن ومصر، على سبيل المثال، سيدعمان في نهاية المطاف الاتفاقات التي تخدم مصالحهما الخاصة.
وما لا جدال فيه بحسب الغارديان هو أنّ ضمّ مناطق في الضفة الغربية خطوة خاطئة. إذ إنّ الأصوات الإسرائيلية التي كانت ترفضت بغضب المقارنة بين أوضاع الفلسطينيين وسياسات الفصل العنصري السابقة في جنوب إفريقيا أصبحت الآن تقبل بمثل تلك المقارنة، خاصة فيما يتعلق بالقرارات المتعلقة بعدم منح الجنسية الاسرائيلية للفلسطينيين في المناطق المعتزم ضمها أو مساواتهم في الحقوق مع الاسرائيليين.
نشرت صحيفة “آي” مقالا ليومي إدجوكي بعنوان “من المهم أن تتخذ الحكومة اجراءات ضدّ العنصرية، ليس فقط بادرات رمزية“.
قالت إنه مضى أكثر من شهر على مقتل جورج فلويد وعلى انطلاق احتجاجات “حياة السود مهمة” العالمية، ومنذ ذلك الحين ينتظر في جميع أنحاء العالم إن كانت ستختلف الأمور هذه المرة.
ورات بعض التغييرات قد حدثت. فعلى سبيل المثال، تعهدت مينيابوليس، المدينة التي قتل فيها فلويد، بحلّ جهاز الشرطة. ويخطط عمدة كلّ من لوس أنجلوس ونيويورك بقطع التمويل عن الشرطة.
وتضيف الكاتبة أن من التغييرات المستجدة أيضا حظر استخدام الضغط على العنق أثناء التوقيف في عدة مدن. وأخضعت عمليات إطلاق النار للمراجعة من قبل وكالات مستقلة، وعمد إلى التخفيف من وجود الشرطة في المدارس.
وتضيف أن بعض التطورات حدثت في المملكة المتحدة مع حذف بعض البرامج التلفزيونية بسبب اعتمادها “البلاك فيس” أو طلاء الممثلين وجوههم باللون الأسود. كما استثمرت بي بي سي مبلغ 100 مليون جنيه استرليني لزيادة نسبة التنوع على الشاشة، وشهدت الكتب المناهضة للعنصرية بشعبية كبيرة.
وتقول الكاتبة إن كل هذا مرحب به، لكن في المقابل، هناك قرارت أصعب بجب اتخاذها.
وترى الكاتبة إن رد فعل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إزاء الاحتجاجات اقتصر على إجراء تحقيق آخر من شأنه أن ينظر في التمييز ضدّ الأقليات في قطاعي التعليم والصحة وفي نظام العدالة الجنائية.