الإنقاذ الصيني مقابل الخنق الأميركي
غالب قنديل
نعيش هذه الأيام تحت وطاة هستيريا اميركية تعبر عنها التصريحات المكشوفة والفاضحة التي ترتبط بشروط تضمن مصالح العدو الصهيوني لتقطير الإنعاش المالي المؤقت ولتبقي لبنان تحت الضغوط وتنتزع تنازلات عن السيادة الوطنية اقتصاديا وسياسيا في أبشع صيغة للوصاية الأجنبية الاستعمارية.
أولا الحملة التي تستهدف اقتراحات التفاهم مع الصين وأفكار التوجه شرقا تستهدف منع اللبنانيين من التفكير او البحث الجدي في خيارات ومشاريع اتفاقات تمويلية ضخمة لا ترتب اعباء مباشرة على الخزينة المستنزفة وتحترم مباديء السيادة والاستقلال والعروض الصينية تعالج اولويات يجمع الخبراء على مخاطرها وإلحاحها فعجز الكهرباء وحصتها من العجز المالي يعالجها بناء محطات التوليد والشبكات التي يمكن ان تنفذ بسرعة وفق العروض الصينية وتؤمن حلا جذريا لمشكلة اقتصادية ومالية عمرها ثلاثونعاما وبأقل كلفة متداولة ومن غير أي كلفة مباشرة.
الكهرباء ستكون خطوة نوعية إنقاذية للاقتصاد ولشروط عيش اللبنانيين وهي تنعكس مباشرة بخفض كلفة الحياة المرهقة بإنهاء وضع شاذ يتسنزف العائلات اللبنانية والصناعة والزراعة والسياحة اما حل مشكلة النقل بسكك الحديد والقطارات السريعة والحديثة فسوف يسهم في خلق واقع سكاني جديد وتحقيق ربط سريع للمناطق والمدن يتيح للبنانيين ان يجدوا فرص عمل جديدة ويخفض كلفة نقل المنتجات والسلع بين الأرياف والمدن عدا عن خفض التلوث وحماية البيئة اما تنقية الأنهار وشبكات الصرف الصحي الحديثة فهي مصدر لإنعاش الزراعة وإحياء الأراضي البور وإحياء البيئة الخضراء وتعظيم الإنتاج الزراعي والمحاصيل القابلة للتصنيع والاستهلاك بدلا من الاعتماد على الاستيراد.
ثانيا إن ما يدعونا إليه الأميركيون هو إدارة الظهر للعروض الصينية التي تحقق مصالحنا الوطنية والتخليعن حقنا السيادي في اختيار ما يناسب تلك المصالح لنرضخ لشروط الاستعباد الأميركي الصهيوني وندير الظهر لفرص بناء شراكات متكافئة تحترم السيادة والمشاركون في الحملات على الصين هم أبواق واوباش ومرتزقة عند السفارة الأميركية والمخابرات الأميركية لايريدون مصلحة البلد ويعملون لتركيع لبنان امام الأميركي البشع الذي كان الحاضن والداعم للحروب الصهيونية ضد لبنان منذ ما يزيد على نصف قرن وهو شريك في جميع جرائم التدمير والقتل الصهيونية التي ارتكبت بحق اللبنانيين.
القنابل التي قتلت شعبنا كانت اميركية بأيد صهيونية وألقتها طائرات اميركية يقودها صهاينة والقواتالأميركية ساهمت في تثبيت الاحتلال الصهيوني عام 1982 والإرهابيون التكفيريون الذين هاجموا المدنوالأحياء والقرى والبلدات اللبنانية في السنوات الأخيرة وحاولوا نشر توحشهم في قلب لبنان هم صناعة اميركية قال مسؤولون اميركيون بينهم السيدة كيلنتون والسيد ترامب بانهم من مدرستهم التي أقاموها مع عملائهم لتخريب البلاد العربية وغزوة التكفير الداعشي والقاعدي هي تنفيذ لخطة تدمير أميركية ولمشاريع الفتن الأميركية الدموية بينما كانت الصين تدعم دائما حقنا في الحياة الكريمة ولم تخرق السيادة اللبنانية إننانمارس حقنا السيادي عندما نختار شريكا يؤمن احتياجاتنا بدون إملاءات ومن غير شروط سياسية ونوايا
هيمنة أوتحكم بخياراتنا المستقبلية والأميركي البشع هو الذي يحظر على الجيش اللبناني تنويع مصادر السلاح وحماية السيادة الوطنية في الجو والبحر والبر من خطر الاستباحة الصهيونية والابتزاز الأميركي باستثمار الكارثة المالية والاقتصادية بادعاء محاربة الفساد هو تنصل من مسؤولية التبني الأميركي السافر للأبواق التي روجت للسياسات والخيارات الكارثية التي اوقعت البلد واقتصاده في المأزق ثم خنقته بالعقوبات الأميركية فأوصلته إلى الانهيار ويكفي ان يضع الأميركيون نصب اعينهم استهداف المقاومة قوة الدفاع والحماية التي هي ضمان السيادة الوطنية وحامية الاستقرار اللبناني منذ التحرير العظيم الذي كاننكبة على الخطط والمشاريع الأميركية في الشرق العربي.
ثالثا الأميركيون يريدون لبنان بؤرة لخدمة خططهم في المنطقة ضد سورية وضد إيران وضد قضية فلسطين ولمصلحة إسرائيل الساعية إلى تصفية حق العودة وفرض توطين اللاجئين الفلسطينين والنازحينالسوريين وهذه اهداف معلنة وليست اتهامات بدون سند وليسأل اللبنانيون جميع من تعاقبوا على وزراة الخارجية عن الشروط الأميركية التي طرحت في المؤتمرات الدولية وتبناها الغرب بمن فيه فرنسا وبريطانيا وألمانيا وواجهوا لبنان بها وما كانت عليه ردود فعل الأميركيين اتجاه أي موقف لبناني معاكس وهو سر تكالبهم ضد الرئيس ميشال عون وحملاتهم على الرئيس نبيه بري الذي أسقط مؤامرة فردريك هوف التي يدعونا شينكر لقبولها والخضوع اليوم لوصفة شينكر وفيلتمان وبومبيو بسد طرق التفاوض مع الصين على اتفاقات اقتصادية تحقق مصلحة لبنان وتؤمن احتياجاته سيكون خضوعا لمحفظة المشاريع الأميركية المدمرة التي ستفقر لبنان وشعبه وتمزقه بصراعات دموية لعيون واشنطن وتل أبيب.
الشراكة مع الصين تفتح أبواب الفرص الواعدة امام لبنان داخليا وإقليميا في ظل دور صيني متعاظم من خلال الاتفاقية الضخمة الموقعة مع العراق وقيمتها مئتي مليار دولار ومن خلال الدور الصيني المرتقب في إعمار سورية وبالتالي ستتيح انضمام اللبنانيين إلى ورش إعادة بناء بلدان الشرق العربي بعد الحروب الأميركية وهذا ما يسمح للكفاءات اللبنانية بان تجد فرص العمل والاستثمار في مناخ متحرر من الضغوط والابتزاز وبعيدا عن الهيمنة الأميركية الصهيونية وهذا الطريق السيادي الاستقلالي هو الخيار الوطني اللبناني في وجه طوابير العملاء الذين يريدون اخذ البلد مخنوقا إلى علبة التسخير والاستعباد تحت المشيئة الأميركية وفي خدمة مشاريع الهيمنة اللصوصية.
إن الموقف اللبناني السيادي يتلخص اليوم في حث الحكومة ودعوتها لتعجيل العمل على عقد اتفاقات مع المؤسسات الصنية الراغبة بالاستثمار في لبنان والمساهمة في إخراجنا من الأزمة الرابضة على صدورنا بدون شروط ليس فيها غير قيم الشراكة والمصالح المشتركة وشراكة القيم الشرقية الأخلاقية التي تحترم الصداقة بين الشعوب وكل التخرصات والأقاويل إلى سلة المهملات فبين الادعاءات والوقائع ينكشف كل قناع يريد ان يخضع البلد للص الأميركي البشع الذي لم يحترم حتى حلفاءه وأصدقاءه في الغرب وفي الشرق.