الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

.

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

الأخبار : حكم الصرّافين

!

كتبت صحيفة ” الأخبار ” تقول : بعد حُكم المصرف، حلّ زمن حُكم الصرّاف. يوم أمس، أصدرت نقابة ‏الصرافين تعميماً حددت فيه للبنانيين “مصروفهم” الشهري: رواتب ‏العاملين الأجانب في المنازل، عدد الرحلات المسموح بها إلى خارج ‏البلاد، القسط الجامعي للطالب في الخارج، إيجار المسكن، الدفعة الشهرية ‏من ثمن المنزل… بتعميم واحد، وضعت نقابة الصرافين نفسها مكان مجلس ‏النواب والحكومة والقضاء ومصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف

لم يكن ينقص لبنان بعد الذلّ الذي فرضته المصارف وجمعيتها، والمصرف المركزي وحاكمه، والحكومة ومجلس ‏النواب، سوى أن “يبلّ” الصرافون أيديهم في سكان هذا البلد. بات يمكن، منذ اليوم، الحديث عن سلطة جديدة تجمع ‏الصلاحيات التشريعية والتنفيذية وتقوم بمهام لجنة الرقابة على المصارف، عبر اصدار “فرمان” يحدّد للبناني عدد ‏سفراته، والمبلغ المسموح باستخدامه للقسط الجامعي خارج لبنان، وإيجار المسكن، والحدّ الأقصى لقيمة القرض ‏السكني. هكذا نصّب الصرافون أنفسهم قيّمين على الشعب والحكام الأعلى مرتبة في الدولة اللبنانية، فشرعوا لأنفسهم، ‏أو بالأحرى شرّع حاكم مصرف لبنان لهم، فرض فتاوى على الناس عبر منح أنفسهم صلاحيات استثنائية يفترض أن ‏تكون من مهام المصرف المركزي نفسه والحكومة. الا أن ذلك ليس مستغربا في غياب السلطات جميعها، وانصرافها ‏عن لعب دورها الحقيقي في التشريع واعداد برامج مالية – اقتصادية – اجتماعية لتخفيف وطأة الانهيار، باختلاق ‏أزمات جديدة. فكان أن عززت، بعلمها أو بدونه، مصالح التجار ورأس المال – وليس اقتراح وزير الاقتصاد راوول ‏نعمة برفع الدعم عن المازوت والبنزين والخبز الا في هذا الاطار – على حساب مصلحة الفقير والعامل وأصحاب ‏الودائع الصغيرة. أما حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، المؤتمن على السياسة النقدية والاستقرار الاقتصادي، ‏فيمعن في المساهمة بتسريع الانهيار الشامل، تارة عبر فلت سعر الدولار، وطوراً عبر تعزيز خلق سوق سوداء ‏موازية، ليستغني أخيرا عن صلاحياته ويضعها في عهدة نقابة الصرافين. ويوم أمس، قرر الحاكم التفرغ لزيارة السفير ‏السعودي، وليد البخاري، مصطحبا الى اللقاء الرسمي نائبه السابق محمد البعاصيري!

التعميم رقم 4 الصادر عن نقابة الصيارفة أمس لبيع الدولار بالسعر الذي تحدده النقابة يومياً، حمل 6 عناوين:

1- تحديد راتب العمال الأجانب بـ300 دولار.

2- تحديد سعر تذكرة السفر بألف دولار كحد أقصى لمرة واحدة سنويا.

3- قسط الجامعة خارج لبنان يبلغ 2500 دولار.

4- 1000 دولار شهريا لتسديد قسط منزل في لبنان.

5- 500 دولار شهريا كحدّ أقصى لتسديد قسط دين بالدولار في لبنان.

6- 1000 دولار شهرياً لتسديد إيجار سكن الطالب في الخارج.

خطورة هذا التعميم تكمن في تواطؤ كل من نقابة الصيارفة مع جمعية المصارف والمطورين العقاريين والحلول ‏محل القضاء. اذ يقفز في البندين رقم 4 و 5 فوق دعوات القضاة والحقوقيين والنواب انفسهم بوجوب معالجة ‏مشكلة العقود والقروض والديون المنظمة بالدولار وتحديد اسس تسديدها وسعر الصرف الذي تحتسب على ‏اساسه. ويُصدر التعميم حكما مبرما باستحقاقها بالدولار الاميركي من دون تمييز بين القروض المصرفية او ‏سندات الدين المتوجبة لصالح المصارف والمؤسسات المالية وكونتوارات التسليف. من جهة اخرى، يخفي التعميم ‏تحايلا على مضمون اقتراح ومشروع قانون الكابيتال كونترول الذي سقط في مجلس النواب من باب تسهيل ‏جريمة المصارف في الاستيلاء على اموال المودعين بالدولار، عبر اقتباس نفس النص من اقتراح القانون الذي ‏ينظم التحويلات المصرفية للطلاب وللسكن في الخارج. لكنه في المقابل أيضا، يدرج مضمونا غير قابل للتطبيق ‏لجهة تذاكر السفر وتقييد حق التنقل المكفول دستوريا: فمن المعلوم ان أحد شروط الاستحصال على الفيزا الى ‏معظم الدول يكون بإبراز تذكرة سفر صالحة، بينما يأتي تعميم نقابة الصرافين لينص على ابراز الفيزا الصالحة ‏كشرط للحصول على ثمن تذكرة السفر!

واللافت أن نقابة الصرافين تسلّحت بصلاحيات تشريعية استثنائية، رغم اسقاط اتفاق الطائف ما يسمى بالمراسيم ‏الاشتراعية، وهي صلاحية الحكومة بالتشريع بناء على تفويض البرلمان. ورغم رفض مجلس النواب وقبله ‏مجلس الوزراء فرض الكابيتال كونترول بحجة انه من صلاحية المصرف المركزي… الا ان نقابة الصرافين ‏الخارج نقيبها للتو من مركز توقيفه، حلّت مكان البرلمان والحكومة، ونالت ما لم تنله الحكومة من صلاحيات ‏استثنائية، وما لم يمارسه مصرف لبنان من خلال فرض قيود على حركة الاموال في الداخل والخارج. كما ‏خصّت نفسها بصلاحية تشريع السياسات الغذائية والاقتصادية والاجتماعية. هكذا باتت التعيينات المالية بكلفتها ‏المالية والمعنوية والسياسية الباهظة لزوم ما لا يلزم، وكذلك كل الحكومة.

في معرض آخر، يبدو مستغربا تخلي مصرف لبنان عن دوره الذي نصت عليه المادة 70 من قانون النقد ‏والتسليف. فمهمة المصرف العامة هي المحافظة على النقد لتأمين اساس نمو اقتصادي واجتماعي دائم، وتتضمن ‏تلك المادة بشكل خاص ما يلي: “المحافظة على سلامة النقد اللبناني. المحافظة على الاستقرار الاقتصادي. ‏المحافظة على سلامة اوضاع النظام المصرفي”. كذلك نصت المادة 72 من القانون نفسه على أن “للمصرف ‏‏(المركزي) ان يقترح على الحكومة التدابير التي يرى أن من شأنها التأثير المفيد على ميزان المدفوعات وحركة ‏الاسعار والمالية العامة وعلى النمو الاقتصادي بصورة عامة. يُطلع المصرف (المركزي) الحكومة على الامور ‏التي يعتبرها مضرة بالاقتصاد وبالنقد. ويؤمن علاقات الحكومة بالمؤسسات المالية الدولية. تستشير الحكومة ‏المصرف (المركزي) في القضايا المتعلقة بالنقد وتدعو حاكم المصرف للاشتراك في مذاكراتها حول هذه ‏القضايا”. في مقابل هذه النصوص، يظهر من تعميم نقابة الصرافين أمس أن مصرف لبنان قد فوّض صلاحياته ‏للنقابة، عبر:

1- استبدال اولوية سلامة النقد اللبناني والاستقرار الاقتصادي وسلامة اوضاع النظام المصرفي – التي تتحقّق من ‏خلال تنظيم عمل مؤسسات الصرافة وتقييده – بأولوية تأمين استمرارية عمل مؤسسات الصرافة والحفاظ على ‏هامش ربحها.

2- إيلاء نقابة الصرافين دور تقديم المشورة في القضايا المتعلقة بالنقد واستبدال ما اصطُلِح على تسميته بأفضل ‏حاكم بنك مركزي بنقابة الصرافين.

يجري ذلك وسط غياب دور لجنة الرقابة على المصارف. فقد نصت المادة 9 من قانون تنظيم مهنة الصرافة في ‏لبنان (القانون رقم 42 تاريخ 21/11/1987) على انه: “يُعهَد بالرقابة على مؤسسات الصرافة الى لجنة الرقابة ‏على المصارف ولا تخضع سجلات وقيود ومحاسبة مؤسسات الصرافة لاحكام قانون سرية المصارف الصادر ‏بتاريخ 3 ايلول 1956 ولا الى احكام المادة 151 من قانون النقد والتسليف“.

وبالتالي، فإن لجنة الرقابة على المصارف هي المعنية بإصدار التعاميم وتحديد أصول تبادل القيم من قبل ‏مؤسسات الصرافة والرقابة على عملها. غياب او هروب لجنة الرقابة ذات التعويضات السخية ترك المجال ‏مفتوحاً امام نقابة الصرافين للحلول محلها واصدار التعاميم، وتعميم الفوضى بالسوق النقدية التي انسحبت على ‏العلاقات التجارية والسوق العقاري.

بموازاة الفوضى المالية، تمسك وزير الاقتصاد باقتراحه الرامي إلى حصر دعم مصرف لبنان للمازوت والبنزين ‏والقمح بفئة معينة من المواطنين من دون أي آلية واضحة، وانكبّ أمس على اعادة تسويق أفكاره “البرّاقة” ‏بتشجيع المواطنين على استخدام وسائل النقل العام. اذ يبدو أن أحدا لم يخبر نعمة بأن لا باصات ولا قطار ولا ‏مترو في لبنان، وأن السيارات الكهربائية التي يوصي بها تحتاج لكهرباء كي تشحن في بلد تخيم العتمة عليه ليلا ‏ونهارا. اقتراح نعمة، استدعى ردة فعل قاسية من عضو المكتب السياسي في حزب الله غالب ابو زينب الذي غرد ‏على تويتر قائلا: “هرطقة وزير الاقتصاد نمط تفكير موجود في الحكومة يريد اختزال الوقت وتحميل المواطنين ‏الثمن.

الوزير وأمثاله لا يعرفون وجع الفقراء ومعاناتهم، هم ارقام تجمع وتطرح، كأرباح وخسائر صافية. حلوله ‏الخاطئة وقراراته تخدم تجار الهيكل لا المجتمع. اعتمدوا علاجات تحمي الشعب ولا تسحقه”. كذلك أصدر رئيس ‏اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان بسام طليس بيانا حذر فيه “الحكومة من التهور والانزلاق إلى ثورة ‏الرغيف، إلا إذا كان لدى بعض من فيها نية استعجال الاضطراب الشامل في لبنان، فتعقلوا وتصرفوا بمسؤولية ‏قبل فوات الأوان”. بدوره حذر رئيس جمعية المزارعين أنطوان الحويك الحكومة من “المس بدعم المحروقات ‏والخبز تحت اي صيغة”، مهددا “باطلاق ثورة الفلاحين، عند اي تغيير بالوضع القائم”، ومؤكدا ان “المزارعين ‏ليسوا شحادين ولا يتوسلون المساعدة، وممنوع المس بكرامتهم، فهذه السلطة الفاسدة التي امعنت بافقار القطاع ‏الزراعي، ستحاسب وسيتم وضعها عند حدها“.

على مقلب آخر، نفى رئيس الجمهورية ميشال عون ان يكون “هدف انعقاد طاولة الحوار العودة الى حكومة وفاق ‏وطني”، مشيرا الى “أن النظام التوافقي يفتقد الى الديموقراطية في ظل غياب ما يسمى بالاقلية والأكثرية”. فيما ‏حسم رؤساء الحكومة السابقون قرارهم بعدم المشاركة في اللقاء، وقال رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة عقب ‏اجتماع الرؤساء أن “رفض المشاركة هو رسالة اعتراض صريح على عدم قدرة هذه السلطة مجتمعة على ابتكار ‏الحلول لانقاذ البلاد“.

الديار :المقاطعة “السنية” الوازنة تطيح “حوار بعبدا” وتقييم ‏سعودي “للساحة” اللبنانية ‏”كباش” الأرقام الى “حلبة” الصندوق… وبري يستغرب ‏‏”استسلام” الحكومة؟ ‏”الإرتجال” مستمر في معالجة انهيار الليرة… والدولار ‏يلامس سقف الـ 6000‏

كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : لا تزال البلاد تدور في حلقة مفرغة في السياسة، والاقتصاد، لا شيء يوحي ان ثمة من ‏يعمل جديا على وقف الانهيار، فيما يتأرجح عداد كورونا صعودا ونزولا ليستقر ‏بالامس على 16 حالة بعد يوم على تسجيل 51 حالة. سياسيا كرس رؤساء الحكومات ‏السابقين “القطيعة” مع الرئاسة الاولى، اجهضوا مساعي رئيس المجلس النيابي نبيه ‏بري، واللواء عباس ابراهيم، واعلنوا مقاطعة لقاء بعبدا الحواري الذي بات بحكم ‏‏”الميت سريريا” بعدما فقد “الميثاقية”. اقتصاديا، “الكباش” الحكومي المجلسي حول ‏ارقام الخسائر، سينتقل اليوم الى “حلبة” صندوق النقد الدولي، بعد “وشايات” متبادلة ‏استمرت طوال الايام الماضية، ما يضعف موقف لبنان وينذر بدخول التفاوض في ‏‏”نفق مظلم”، اما معالجة انهيار الليرة فلا يزال قيد “التجربة” والتخبط بعدما لامس ‏سعر صرف الدولار الـ6000 مع بدء العمل بآلية بيعه الجديدة عند الصرافين، وسط ‏توجه لوزير الاقتصاد راؤول نعمة لالغاء تدريجي للدعم على الخبز والنفط، وهو ما ‏وصفته اوساط مقربة من حزب الله بأنه “هرطقة” مرفوضة… وقد سجل دخول ‏سعودي على “خط” الأزمات المتفجرة في البلاد، وفي خطوة تحمل الكثير من ‏‏”الدلالات” و”الرسائل”، استقبل سفير المملكة العربية السعودية في بيروت وليد بن ‏عبد الله بخاري حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة ونائبه السابق محمد ‏بعاصيري الذي سبق للحكومة ورفضت اعادته الى منصبه على الرغم من الضغوط ‏الاميركية.‏

وفي هذا السياق، تشير اوساط دبلوماسية الى ان استراتيجية السعودية “بالانسحاب” ‏من الساحة اللبنانية لا تزال على حالها، الا ان الجديد هو في طلب الخارجية من السفير ‏السعودي في بيروت اجراء تقييم شامل وواف للوضع السياسي والاقتصادي لرفعه الى ‏السلطات المعنية بالملف اللبناني، “ليبنى على الشيء مقتضاه”، بعد الاحداث الاخيرة ‏في “الشارع”، وكان لا بد من الحصول على المعلومات حول الاوضاع النقدية ‏والمالية من حاكم مصرف لبنان الذي تربطه علاقة اكثر من جيدة بالرياض، وفي ‏الوقت نفسه توجيه “رسالة” جدية وواضحة للذين يريدون اقصاء سلامة من موقعه ‏بأنه “مش متروك” لوحده، وللدلالة على ذلك تقصد سفير المملكة وجود محمد بعاصيري ‏في اللقاء “العلني”، في دلالة على وجود تنسيق اميركي- سعودي في الموقف من ‏الحاكم.‏

المقاطعة “السنية” للحوار

في هذا الوقت، وكما كان متوقعا، اعلن رؤساء الحكومة السابقين مقاطعة اللقاء ‏الحواري في بعبدا، ما يضع هذا اللقاء في “مهب” التأجيل، وفيما تحمل مصادر بعبدا ‏المقاطعين مسؤولية اجهاض اللقاء لاظهار التضامن الوطني لانقاذ ما يمكن انقاذه ‏وابعاد لبنان عن “الفوضى”، تؤكد اوساط “المعارضة”، ان المشكلة مع العهد انه لا ‏يزال “يكابر” ويصر على انه لا يتحمل مسؤولية.‏

ما آلت اليه الامور في البلاد، وهو مسبقا “طفش” المتحاورين من لقاء بعبدا، بعدما ‏خرج رئيس التيار الوطني الحر موزعا اتهاماته على الحلفاء قبل “الخصوم” بانهم ‏وحدهم يتحملون مسؤولية الانهيار، كما انبرت اوساط رئاسة الجمهورية الى تحذير ‏المدعوين من المقاطعة، لان بعبدا حينها ستتخذ اجراءات حاسمة على طريقة “الامر ‏لي”، اذا لماذا يريد من الاخرين الحضور اذا كان وحده قادرا على اتخاذ الاجراءات ‏الضرورية للانقاذ؟ “يتفضل” من “كامشو”؟ وهل المعارضة من تقف في “طريق” ‏الانقاذ”؟ ام توظيف كل مقدرات البلد في معركة “طواحين” رئاسية يدعي احدهم ان ‏‏”حلمها” لا يراوده؟

النهار : إذلال الدولار إلى تفاقم… ولقاء بعبدا يترنّح

كتبت صحيفة ” النهار ” تقول : حتى “اللقاء الوطني” في بعبدا، سواء عُقد أو طار، تحوّل الى حدث هامشي تفصيلي أمام شروط ‏الصيارفة لبيع الدولار والتي تضيف الى إذلال الناس إذلالاً، وأمام “جنون” السوق السوداء للدولار ‏الاميركي إزاء الليرة اللبنانية بحيث عادت هذه السوق المتفلتة على كل المحاولات المتعاقبة ‏الفاشلة لضبطها تسجل قفزات قياسية جديدة في سعر الورقة الخضراء. وظاهرة تفلّت السوق ‏السوداء، وإن لم تكن وحدها طبعاً السبب الاساسي لمضي الدولار في التحليق في ارتفاعات ‏قياسية اضافية عادت ترخي بأثقالها بقوة أمس على الأولويات المالية في ظل الإخفاقات المتعاقبة ‏لكل الإجراءات التي اتفق على اتخاذها منذ الاجتماع المالي الموسّع في بعبدا قبل أكثر من أسبوع ‏وما تلاه من اجتماعات عدّة في السراي الحكومي، فقد تبخرت مفاعيل الاجراءات والترتيبات والتعاميم ‏المتخذة بالتوافق بين الحكومة وحاكمية مصرف لبنان ونقابة الصيارفة وحتى الأمن العام كجهاز ‏مراقبة وضبط.

لم “تأبه” السوق أمس، في مطلع الأسبوع، لكل الروادع والضوابط، فراح الدولار يسجل منذ ساعات ‏قبل الظهر قفزات عالية تجاوز معها سقف الـ 5200 ليرة لبنانية الى 5400 ليرة وما فوق. لكن القفزة ‏الأشد إثارة للقلق والمخاوف سجلت في ساعات المساء الأولى اذ بلغ سعر الدولار في السوق ‏السوداء سقف الـ 6000 ليرة وهو السقف الأعلى منذ بدأت قفزاته قبل انتفاضة 17 تشرين الاول ‏‏2019 وبعدها وصولاً الى الظرف الحالي. أما الشروط الجديدة لبيع الدولار، فهي لا تختلف قط عن ‏الشروط المذلة في المصارف أمام أصحاب الحقوق والودائع الامر الذي بات يُنذر بأوخم العواقب ‏الاجتماعية.

ويأتي هذا التطوّر النقدي، فيما عاد التجاذب على أشدّه في شأن الأرقام المالية للأزمة في ظل ‏إنجاز لجنة المال والموازنة النيابية تقريرها عن “مهمة تقصي الوقائع” التي قامت بها اللجنة الفرعية ‏المنبثقة منها برئاسة النائب ابرهيم كنعان الذي سيسلم تقرير اللجنة الى رئيس مجلس النواب نبيه ‏بري في الساعات المقبلة. أضف ان جلسة محادثات ستعقد اليوم بين فريق صندوق النقد الدولي ‏الذي يفاوض الفريق اللبناني ولجنة المال الفرعية حول الأرقام المالية التي توصلت إليها اللجنة ‏وتميزت بخفوضات كبيرة للأرقام الواردة في الخطة المالية للحكومة، علماً أن الصندوق أعلن تكراراً ‏قبل أيام موقفاً لمصلحة أرقام الحكومة. كما أن ارتفاع الدولار بدأ يزيد المخاوف من اضطرابات ‏اجتماعية في ظل الاتجاهات التي برزت في الأيام الاخيرة لرفع الدعم عن المحروقات والقمح.

اللواء : لقاء بعبدا يفاقم التأزيم: عون يرد على مقاطعة رؤساء ‏الحكومات استبعاد الحسيني يتفاعل.. والثنائي يتوعد بـ”ثورة” على رفع الدعم عن المحروقات

كتبت صحيفة ” اللواء ” تقول : بعدما أعاد رؤساء الحكومات السابقون كرة الحوار، منهجاً ودعوة إلى رئيس الجمهورية، ينتظر ان يباكر اليوم ‏الرئيس ميشال عون اتصالاته، تمهيداً لاتخاذ القرار الذي يراه مناسباً.

وستشمل الاتصالات الرئيسين نبيه برّي وحسان دياب، وأطرافاً أخرى معنية، حول ما إذا كان سيمضي بالدعوة ‏إلى اللقاء الحواري أو إلغائها..

ومن المتوقع ان يأتي الموقف من خلال بيان يصدر مساء اليوم عن قصر بعبدا، يتضمن نبرة عالية، بوجه ما ‏وصفته مصادر مطلعة على موقف بعبدا، المقاطعين للحوار، وتحميلهم ما يترتب من نتائج دراماتيكية للأوضاع ‏الجارية.

ولعلّ أبرز ما في بيان الاعتراض، الذي تلاه الرئيس فؤاد السنيورة من بيت الوسط، بعيد الثامنة من مساء أمس، ‏ان اعتذار رؤساء الحكومات عن المشاركة في اللقاء هي رسالة اعتراض صريح على “عدم قدرة هذه السلطة ‏مجتمعة على ابتكار الحلول التي تنقذ لبنان بكل مكوناته“.

الجمهورية : السعودية على الخط .. والصندوق يفاوض لجنة المال ..

كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : فتح الاسبوع على ثلاث علامات استفهام، الأولى حول اللقاء الحواري في بعبدا بعد غد الخميس، وما إذا كان ‏سينعقد بكلّ المدعوّين إليه، أو ما إذا كان عدم اكتمال نصابه الميثاقي والسياسي، سيفرض تأجيله الى موعد آخر، ‏وهو ما باتت كفته مرجّحة اكثر من الانعقاد تبعاً لمواقف القوى السياسية، والثانية حول إمكان لجم ارتفاع سعر ‏الدولار، بعد التجربة الفاشلة الاسبوع الماضي، التي جاءت نتيجتها الفاضحة بازدهار السوق السوداء، والثالثة ‏حول الحضور السعودي على الخط الداخلي، والذي تجلّى في الساعات الماضية في اللقاء الذي عُقد أمس، بين ‏السفير السعودي في لبنان وليد البخاري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة برفقه نائب الحاكم السابق محمد ‏بعاصيري.

سياسياً، 48 ساعة تفصل عن موعد اللقاء الحواري في القصر الجمهوري المحدّد بعد غد الخميس، وعلى الرغم ‏من تأكيدات الأوساط الرئاسية المتتالية بأنّ “الغاية منه ليست مرتبطة بأيّ حسابات او اعتبارات شخصية، او ‏لتحقيق مكاسب آنية، بل أملته المخاطر والتحدّيات المحدقة بلبنان، والتي تستوجب توفير مظلّة وطنية لحماية السلم ‏الاهلي ومنع انزلاق البلد الى الفتنة، وهو ما عاد واكّد عليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بقوله انّ الهدف ‏من الحوار هو تحصين السلم الإهلي تفادياً للإنزلاق نحو الأسوأ وإراقة الدماء، فإنّ كل ذلك لم يشكّل عامل إقناع ‏للقوى المعارضة المتحفّظة على اللقاء من حيث المبدأ، وخصوصاً تلك التي تُدرج العهد في موقع الطرف إلى ‏جانب فريقه السياسي، في الإشتباك الداخلي وليس الحَكَم بين اللبنانيين.

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى