أميركا: قمع تظاهرات البيت الأبيض وترامب يستعين بالجيش
قمعت قوات الأمن الأميركية بقنابل الغاز المسيل المتظاهرين الذين احتشدوا أمام البيت الأبيض في العاصمة واشنطن احتجاجا على مقتل جورج فلويد اختناقا بعدما داس شرطي بركبته على عنقه حتى الموت.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في وقت كان فيه الرئيس دونالد ترامب يلقي خطابا إلى الأمة من حديقة الورود في البيت الأبيض، حيث وصف الاحتجاجات التي تشهدها منذ أيام عدة عشرات المدن الأميركية بأنّها “إرهاب داخلي” وأعلن نشر “آلاف الجنود المدججين بالأسلحة” في واشنطن لفرض الأمن والنظام فيها.
وتوعد ترامب من وصفهم بمنظمي الفوضى بأنهم سيعاقبون بسنوات طويلة في السجن، مشيرا بالاسم إلى منظمة “أنتيفا” التي تسعى إدارته لتصنيفها منظمة إرهابية.
وقال إن الاضطرابات التي قتل فيها حتى الآن خمسة أشخاص هي موجة عنف وفوضى وتدمير للممتلكات تقف وراءها مجموعات تريد إشاعة الفوضى حسب تعبيره.
كما قال إنه أقسم على أن يلتزم بالعدل والحق وإن موت فلويد لن يذهب هباء، لكنه شدد على أن الاحتجاجات السلمية ينبغي ألا يفسدها العنف.
وبعد أن أدلى ترامب بخطاب إلى الأمة من حديقة الورود في البيت الأبيض توجه إلى كنيسة القديس يوحنا التي يطلق عليها اسم “كنيسة الرؤساء” والتي أضرم فيها محتجون النيران ليل الأحد. ووقف ترامب أمام الصرح الأصفر رافعاً بيمناه الكتاب المقدس وقال “لدينا بلد عظيم“.
وانتقد الرئيس الأميركي رد حكام الولايات على الاحتجاجات في البلاد خلال اتصال اليوم الإثنين، وقال للحكام إنه يجب عليهم اتخاذ موقف أكثر صرامة وإن ردهم الحالي يجعلهم يبدون ضعفاء.
ونقلت محطة “سي بي أس” التلفزيونية أن ترامب خاطب حكام الولايات قائلاً: “عليكم السيطرة، إذا لم تسيطروا على الوضع فإنكم تهدرون الوقت. سيسحقونكم وستظهرون كمجموعة من الحمقى”.
وذكرت عدة وسائل إعلام أن حاكم ولاية إلينوي الديمقراطي جيه.بي بريتسكر قال لترامب إن كلامه يزيد الوضع المتفجر سوءا، لكن رد ترامب الجمهوري عليه كان غاضبا.
وفي العاصمة واشنطن، أعلنت السلطات فرض حظر تجول لمدة يومين، على خلفية ازدياد الاحتجاجات التي اندلعت عقب مصرع المواطن جورج فلويد.
وقالت رئيسة بلدية واشنطن موريل باوزر إن العديد من المحلات التجارية تضررت ونُهبت خلال الاحتجاجات. وأعلنت حظرا للتجول في واشنطن دي سي ليومين، اعتبارا من الساعة السابعة مساء الاثنين.
كما أعلن حاكم نيويورك أندرو كورو وعمدتها بيل دي بلازي حظرا للتجول يسري من الحادية عشرة مساء الاثنين حتى الخامسة صباح اليوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي، ويأتي القرار عقب أعمال عنف في الليالي الأربع السابقة.
أما مدينة مينيابوليس بؤرة الاحتجاجات التي عمت الولايات المتحدة، فتشهد حالة من الهدوء، تسبق مسيرات يعتزم المحتجون تنظيمها اليوم.
وكانت الاضطرابات بدأت عقب انتشار مقاطع فيديو لمقتل المواطن من أصل أفريقي جورج فلويد عندما جثم شرطي بركبته على عنقه أثناء اعتقاله في 25 مايو/أيار الماضي، وقد خلص تشريح طبي تم بناء على طلب عائلة الضحية فلويد إلى أن ما تعرض له جريمة قتل، مشيرا إلى أن قلبه توقف جراء الضغط على عنقه وظهره.