من الصحف البريطانية
تحدثت الصحف البريطاني الصادرة اليوم عن أسباب “تراجع إيران عن التصعيد مع أمريكا ” وتحذير أكبر مسؤولة عن مكافحة وباء فيروس كورونا في أوروبا من “موجة ثانية من كوفيد 19″، و”العذاب المضاعف” الذي يعانيه الشعب الأفغاني.
تحدث أحمد أبو دوح في مقال بصحيفة الإندبندنت عما يعتقد أنه “تراجع للوراء” من جانب إيران في تصعيد الصراع مع الولايات المتحدة.
يشير الكاتب إلى أن تقارير كشفت هذا الأسبوع أن محادثات سرية بين الخصمين أسفرت عن تعيين مصطفى الكاظمي السياسي ذي الميول الأمريكية، رئيسا جديدا للوزراء في العراق.
ويضيف أنه بحسب ما ورد، لعبت إيران دورا محوريا في مساعدة واشنطن لتسهيل المصالحة الحاسمة بين المتنافسين الرئيسيين على السلطة في أفغانستان، الرئيس أشرف غني وخصمه عبد الله عبد الله. والآن يأتي الحديث عن انسحاب القوات الإيرانية من سوريا، وهو هدف استراتيجي طالما سعت إدارة ترامب حثيثا لتحقيقة.”
وفي المقابل يقول أحمد سحبت الولايات المتحدة أنظمة باتريوت للدفاع الجوي من المملكة العربية السعودية ووافقت على استثناء بعض الدول التي تتعامل مع إيران، من قوائم العقوبات الاقتصادية الصارمة.
ويعتقد الكاتب أن وباء فيرس كورونا خلق إجماعا بين الحزبين (الجمهوري الحاكم والديمقراطي المعارض) في الولايات المتحدة حول تحويل الموارد إلى مواجهة طويلة الأمد مع الصين. ولذا فإنه “ربما غيًر هذا الحسابات الاستراتيجية في إيران نحو التوصل إلى صفقة نووية جديدة وأكثر شمولا مع الغرب، والتي قد تشمل أيضا ترتيبات حول قضية نفوذها الإقليمي. ويمكن أن يثْبُت أن هذا هو الحل المثالي لإيران، حيث تسعى جاهدة لتجنب تحول نزاعها إلى ورقة في حرب باردة صينية- أمريكية جديدة.”
وخلص أحمد إلى القول بأنه “ليس من المفاجئ إذن أن المسؤولين الإيرانيين وصلوا إلى إدراك أنه يجب التفكير بشكل مختلف بينما تنتقل بلادهم إلى نظام عالمي جديد غير مؤكد. قد يبدو الاستراضاء خيارا جذابا، على الأقل في الوقت الحالي.”
أثيرت انتقادات كثيرة للقصور في التضامن بين دول أوروبا في مواجهة وباء فيروس كورونا، من الغارديان، أطلقت مسؤولة أوروبية بارزة صفارة تحذير من أن أوروبا ستواجه موجة ثانية من فيروس كورونا.
وتقول الدكتورة أندريا آمون، رئيسة فريق الاتحاد الأوروبي المسؤول عن التعامل مع الأزمة إن “على أوروبا أن تستعد للموجة الثانية”، من الوباء.
وجاء تحذير أندريا في مقابلة حصرية إجراها دانيل بوفي، مراسل الغارديان في بروكسل، مقر الاتحاد الاوروبي.
وتشغل أندريا منصب مديرة المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، وهي وكالة الاتحاد الأوروبي المسؤولة عن تقديم المشورة للحكومات – بما فيها الحكومة البريطانية – بشأن مكافحة الأمراض.
ووفقا لتقديرها فإن “احتمال حدوث موجة ثانية من الإصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء أوروبا لم يعد نظرية بعيدة التحقق“.
وتشير إلى أنه “متى وما حجم (الموجة الثانية)… هو السؤال من وجهة نظري“.
وتعلق الصحيفة قائلة “كانت مهمة العلماء التي لا يحسدون عليها هي الإبلاغ عن تطورات وباء فيروس كورونا. وبينما ضُبط السياسيون وهم متلبسون يقدمون تطمينات فارغة ، ظهر علماء الأوبئة، وهو وصف وظيفي جديد على الكثيرين، على أنهم هم من يحلون الأزمة، حتى بما يضر بهم في بعض الأحيان“.
ويشير دانيل إلى أن أندريا كانت مستشارة للحكومة الألمانية، ويقول عنها “إنها صريحة كما قد يتوقع المرء في أول مقابلة لها مع صحيفة بريطانية منذ بدء الأزمة.”
وتشرح العالمة الأوروبية السند التي يعتمد عليه تحذيرها قائلة:
“بالنظر إلى خصائص الفيروس، وما يظهر الآن من مختلف البلدان من حيث حصانة السكان ـ والتي هي ليست مشجعة وتترواح بين 2 في المئة و 14 المئة، الأمر الذي يترك 85 في المئة إلى 90 في المئة من السكان سريعي التأثر – فإن الفيروس حولنا، وينتشر أكثر بكثير من انتشاره في يناير /كانون الثاني وفبراير /شباط.”
وتضيف “لا أريد أن أرسم صورة ليوم القيامة ولكن أعتقد أننا يجب أن نكون واقعيين. هذا ليس الوقت المناسب للاسترخاء التام “.
ويأتي تحذير أندريا بالتزامن مع بدء الحكومات الأوروبية تخفيف قيود الإغلاق، بلغ في بعض الدول حد إعادة فتح الحانات والمطاعم قريبا.
وكان بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا، قد عدل رسالته إلى البريطانيين من “البقاء في المنزل” إلى “البقاء يقظين”، ويسعى إلى إعادة تلاميذ الصفوف التمهيدية والأولى والسادسة إلى المدارس خلال أسبوعين.
وفي الغارديان تلقي كيت كلارك الضوء على معاناة أفغانستان التي تقول إنها “لا تزال باقية رغم عملية السلام“.
وتضيف الكاتبة أن المشاركة الأمريكية ساعدت ترامب، لكنها لم تفعل الكثير للمدنيين الأفغان، كما يظهر الهجوم الوحشي (منذ أيام) على مستشفى الولادة“.
وتشير إلى أنه خلال حرب أفغانستان التي استمرت 42 عاما، ارتُكِب العديد من الجرائم الرهيبة. ومع ذلك “فإن الهجوم على جناح التوليد بمستشفى كابول في 12 مايو /أيار كان غير مسبوق ومدمرا بشكل خاص. فحتى في بلد أصبحت فيه إراقة الدماء مألوفة للغاية، كان هذا الهجوم لا يطاق“.
وتقول كيت إن “هذا يشير إلى أن الهجوم كان من تنفيذ تنظيم محلي تابع لتنظيم الدولة الإسلامية.” وتضيف أن هذا التنظيم المحلي نفذ العديد من الهجمات الطائفية المروعة على المدنيين في الماضي، في حين أن طالبان لم تفعل ذلك.
وتعتقد الكاتبة بأنه “بغض النظر عن مرتكب الهجوم، فإن العذاب الذي شعر به الشعب المكلوم تجاه هذا العمل الوحشي قد تضاعف لأنه جاء في منتصف “عملية السلام” التي بدأتها واشنطن، وجلبت حتى الآن مكاسب سياسية لإدارة دونالد ترامب، ولكنها لم تجلب سوى القليل من الحماية للمدنيين الأفغان“.
وتعمل كيت مديرة لـ “شبكة محللي أفغانستان”، وهي منظمة بحثية مقرها كابول، وتختص بشؤون أفغانستان منذ 20 عاما.