السيد يرفع التحدّي للإسرائيليّ… واللبنانيّين: ناصر قنديل
– اختار السيد حسن نصر الله كلمته في ذكرى استشهاد القيادي في المقاومة مصطفى بدر الدين ليكشف عن أن الغارات “الإسرائيلية” تستهدف كل ما يتصل بصناعة الصواريخ الدقيقة في سورية، لأن “إسرائيل” مذعورة من تنامي قدرة الجيش السوري، مثبتاً امتلاك الجيش السوري للصواريخ الدقيقة وقيامه بصناعتها التي يستفيد منها محور المقاومة، لكنه أشار ضمناً إلى أن الغارات لا تحقق المرجو منها، عندما حذّر من حماقة، قد تجعل الأمور تفلت عن السيطرة. وهذا يعني أن الحماقة لم ترتكَب بعد، ولذلك لم تخرج الأمور عن السيطرة. ولارتكاب الحماقة يلزم “الإسرائيليين” تصديق ترهات “الأبله” وزير حربهم، عن ربط أي تخفيض أو إعادة تموضع للمستشارين الإيرانيين ولقوى المقاومة، بنتائج الغارات “الإسرائيلية”، بينما هي في الواقع نتائج انتصارات سورية وإيران وقوى المقاومة. “فالناس تعود وتتموضع لأن المهمة نفذت”. والمهمة هي هزيمة المشروع الذي كانت “إسرائيل” أبرز داعميه، والذي شكلت الجماعات الإرهابية عموده الفقري.
– هدوء المقاومة، ومنحها الأولوية لمواجهة وباء كورونا والأوضاع الاقتصادية، يحب ألا يخدع كيان الاحتلال ويدفعه لبناء الأوهام حول فرص مؤاتية لتحقيق مكاسب، أو تغيير قواعد الاشتباك، فعندها ستكون الحماقة، وتفلت الأمور عن السيطرة، لكن وبمعزل مَن سيبقى في سورية ومن سيتركها، مع تحقيق انتصارها، كلام السيد يرمي حجراً كبيراً في البئر الإسرائيلية، وعليهم أن يأتوا بعقلائهم لا بمعاتيههم لفهم معناه، فهو يقول للإسرائيليّين، إن حربكم التي فشلت في سورية فشلت بمحاولة تغييرها، أو تغيير التزامها بتحرير الجولان ودعم حركات المقاومة في المنطقة، قد نتج عنها سورية جديدة، سورية قويّة بجيش مقاتل خبير ومضحٍّ، وبقدرات جديدة، أهمها قدرة صناعة الصواريخ الدقيقة وليس امتلاكها فقط، فماذا عساكم تفعلون؟ إن الأمر الذي كان يرعبكم كفرضيّة، أن يمتلك حزب الله الصواريخ الدقيقة، قد تمّ منذ زمن، والأمر الذي كان يقضّ مضاجعكم حول أن حزب الله يصنع هذه الصواريخ، أو الأجزاء الدقيقة منها، لم يتم عند حزب الله، لكن ما تمّ أخطر بكثير عليكم، فهو قد تمّ عند دولة تعرفونها، اسمها سورية، وتعرفون صلابة رئيسها، وقوة جيشها بعد الحروب التي خاضها، وتعرفون أنكم تحتلون جزءاً غالياً من أرضها، وهي كسند للمقاومة عندما تمتلك الصواريخ وقدرة التصنيع، فكأنما المقاومة تملّكتها. والفريقان، سورية والمقاومة خاضا معاً حرباً امتزجت خلالها الدماء بالدماء وتكاملت التضحيات بالتضحيات، فلا تضيّعوا وقتكم بمراقبة تنقلات وحدات هنا، وتجمّعات هناك وتتوهّموا نصراً يورطكم بحماقة. الأمر انتهى، ما تسعون لمنع حدوثه قد حدث.
– عندما يلتفت السيد نصرالله نحو لبنان، يخشى أن يقع البعض في أوهام ناتجة عن التفكير بالطريقة الإسرائيلية، فيقرأ القبول بالتوجه لخطة الحكومة للتفاوض مع صندوق النقد الدولي ضعفاً سياسياً للمقاومة أمام الأميركيّين، ويبني عليها استنتاجاً أحمق من نوع وجود فرصة لتحقيق ما فشلت مساعي تحقيقه بقوة الحرب في تموز 2006، أي نشر اليونيفيل على الحدود اللبنانية السورية، وفي خدمة ذلك يجري تكبير حجر المعابر غير الشرعية، ونتائج التهريب على الاقتصاد. فيوضح السيد، دعوا اللعب بالنار جانباً، ونحن مع منع التهريب وإقفال المعابر غير الشرعية وهذا يستدعي تنسيقاً سورياً لبنانياً عبر الحدود، واسألوا الجيش والقوى الأمنيّة، فهل توافقون؟؟؟ ويتابع، نحن مع دقّ كل الأبواب لطلب الدعم، ولم نمانع بالتوجّه لصندوق النقد الدولي، طالما أن الشروط ستناقش بمعيار السيادة، وبانتظار النتائج لنناقشها، هل من خيار طبيعي أمام لبنان غير التوجه نحو المدى الطبيعي الذي تمثله سورية والعراق؟ فماذا عساكم تنتظرون، واحسبوا قبولنا بالتوجه للصندوق تنازلاً من أجل لبنان، لا من أجلكم ولا من أجل أميركا، وهاتوا مثله بقبول التوجه نحو سورية، من أجل لبنان لا من أجلنا ولا من أجل سورية؟