من الصحف البريطانية
ناقشت الصحف البريطانية “تسييس” الدراما العربية في شهر رمضان، ومساعي القائمين على الدوري الإنجليزي الممتاز لعودة النشاط حتى قبل القضاء على كوفيد 19، وأوضاع كبار السن في بريطانيا في ظل الوباء.
في تقريرمشترك من لبنان والأردن، تتحدث صحيفة الغارديان عن “دراما تلفزيونية رمضانية تشير إلى تحول في العلاقات العربية الإسرائيلية“.
ويقول التقرير الذي كتبه مارتن شولوف، من بيروت، ومايكل صافي، من عمان، إن “مسلسلين في الشرق الأوسط أثارا مفاجأة برسائل موالية لإسرائيل مدعومة من السعودية“.
ويشير إلى أنه بخلاف ما اعتيد في السنوات الماضية “تطرق منتجو البرامج ( الدراما) إلى موضوع جديد باستخدام الدراما الجماهيرية لتسليط الضوء على التطبيع مع إسرائيل.”
ويضيف التقرير “أثار مسلسلان يتم بثهما عبر المنطقة، في الأيام الثلاثة الأولى من شهر رمضان المبارك، مفاجأة وجدلا، أحدهما (أم هارون)، للتجرؤ على استكشاف التاريخ اليهودي للخليج، والآخر (مخرج 7)، من خلال الإيحاء بأن إسرائيل قد لا تكون عدواً وأن الفلسطينيين ناكرون لجميل دعم السعودية لقضيتهم“.
ويضيف التقرير أنه “تم بث الرسائل الموجهة بشكل غير معتاد على القناة الفضائية السعودية، إم بي سي، التي تسيطر عليها السعودية، ما لا يدع مجالا لشك كبير في أن قادة البلاد يقرون هذه الرسائل“.
ويشير إلى أن المسلسلين تركا بعض المشاهدين يعيشون في أجواء شهرٍ تحوّل إلى منتدى لعرض التحولات السياسية، بينما رأى آخرون أن المسلسلين تناولا، متأخرا، قضايا تخلو من تأثير الثقافة السعودية.
وفي سياق تسييس الدراما أيضا، يقول التقرير “أدرج الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الأعمال الدرامية في حملته على حرية التعبير، وضغط على صانعي الأفلام للتأكيد على مواضيع معتمدة مثل تمجيد الجيش وغدر جماعة الإخوان المسلمين المحظورة“.
وأضاف “ركّز مسلسل، أُنتج في عام 2016، وأُشيد به باعتباره “أول دراما سياسية” في الإمارات العربية المتحدة، على “شرور” الإخوان المسلمين.”
كما نقل التقرير عن وسائل الإعلام الإسرائيلية قولها، في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، إن السعودية سمحت رسميًا لمواطنين إسرائيليين بزيارة المملكة لأول مرة، شريطة أن يكونوا مسلمين يؤدون فريضة الحج وأن يكونوا حاملين دعوة من الحكومة ويتطلعون إلى القيام بأعمال تجارية.
ويضيف أن الديانة اليهودية تلقى معاملة أكثر دفئاً، في السنوات الأخيرة، حتى مع استمرار تصوير إسرائيل على أنها لا تزال عدوا. ويشير إلى أن مسلسلا، صُور في مصر عام 2015، عن الجالية اليهودية، أكد أن هذه الجالية عارضت بشدة تأسيس دولة إسرائيل.
في مقال في صحيفة الإندبندنت سأل ميجول ديلاني عن سبب حرص القائمين على الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم “بريميير ليغ” البالغ على العودة إلى النشاط بحلول منتصف شهر يونيو/حزيران المقبل.
ويقول ميجول وهو كبير الكتاب في شؤون كرة القدم بالصحيفة، إنه “كما بدأ الوضع يتغير، كذلك تغير المزاج، فقد أصبحت هناك فجأة ثقة جديدة داخل الدوري الإنجليزي بشأن إعادة كرة القدم في منتصف يونيو، ترافقها خطط أكثر وضوحا“.
ويشير إلى أن الدوري الإنجليزي “ينظر إلى الخارج باهتمام كبير، على وجه التحديد، لإيطاليا وإسبانيا وقبل كل شيء ألمانيا”، فمن المقرر أن يعود البوندسليغا، كأول دوري كروي رئيسي إلى النشاط، في خضم أزمة فيروس كورونا، وفق الخطط الموضوعة يوم 9 مايو/آيار المقبل.
على المستوى الرسمي في بريطانيا، يقول الكاتب “بعد الفترة التي غير فيها حجم الأزمة المأساوي، بشكل طبيعي، الأولويات، عادت وستمنستر ( الحكومة البريطانية) الآن إلى فكرة استعادة كرة القدم من أجل الرفاهية العقلية للأمة، وكذلك الاقتصاد“.
ونقل الكاتب عن مصدر، لم يسمّه، القول إنه “من الواضح أن الحكومة تريد عودة كرة القدم وستبذل قصارى جهدها في هذا الاتجاه“.
ويضيف “يريد الدوري الإنجليزي وجميع الأطراف المستثمرة فيه تقريبًا – من اللاعبين إلى الأندية – العودة إلى اللعب“.
ويشير إلى أنه “من الواضح أن الكثيرين قد تأثروا بعقود البث، ولكن الأمر أكبر من ذلك. فهناك أيضًا مخاوف من أن حوالي أربعة أندية في الدوري الإنجليزي الممتاز ستتجه نحو الإفلاس إذا استمر التأجيل لفترة أبعد من الصيف“.
وهذا بحسب الكاتب هو السبب في أن بعض مجموعات المشجعين أخبروا الإندبندنت، بشكل غير رسمي، بأنهم سيتفهمون على الأقل فكرة اللعب خلف الأبواب المغلقة.
ويختم الكاتب بالإشارة إلى وجود أسئلة كثيرة يبحث القائمون على الدوري الإنجليزي عن إجابات لها في الاجتماع المقبل يوم الجمعة.
غير أنه يقول إن المزاج هو ،على الأقل، أكثر ثقة مما كان في الماضي.
وفي مقال بصحيفة آي تتحدث ياسمين ألباهي- براون عن كبار السن في بريطانيا، وتقول إن “من تخطوا سن السبعين منّا يشعرون بأنهم كمٌّ مهمل وفائض عن حاجة المجتمع”، وتضيف: “سبب فزعنا المتزايد هو غموض الحكومة والخطاب الفظ من جانب العامة“.
وتضيف الكاتبة “أنا محظوظة بقدر يمكنني من الاستمرار في العمل. ولكن، لأول مرة على الإطلاق، أشعر كما شعرت أمي في الأشهر التي سبقت رحيلها بأني فائض عن حاجة المجتمع. وعندما أمر السياسيون كبار السن بالبقاء في المنزل لأول مرة ، كنت متحدية مبتهجة (لكنني اتبعت القواعد“).
إلا أنها تضيف “منذ أسابيع، أشعر، مثل الآخرين في السبعينيات من العمر أو أكبر، بالخوف والتعب والغضب في كثير من الأحيان. إنها حالة تراجع تام عما كنتُ عليه“.
وتشير إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لضيق كبار السن هو سلوك الحكومة والناس.
وتقول إن “الفزع الواسع النطاق والمتصاعد ليس ناجما عن حالة عدم اليقين، بل هو بسبب غموض الحكومة والخطاب العام الفظ.”
وتشير الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطني، الأسبوع الماضي، إلى أن عدد الوفيات الفعلي هو ضعف العدد الذي أعلنته الحكومة، التي لم تكن تحتسب الوفيات في دور رعاية كبار السن ضمن الحصيلة المعلنة للوفيات.
وتعلق الكاتبة قائلة “الوفيات في دور الرعاية لا يتم احتسابها في الإحصاءات اليومية. إنها ليست أسماءً، ولا حتى أرقاماً، بل مجرد أكوام من الحطام تُعبأ وتلقى كالنفاية“.
وتقول، بنبرة احتجاج غاضبة، إن “أقل وصف للغة المستخدمة في الأزمة هي أنها غير محترمة.. الوفيات عانوا من ظروف صحية كامنة ، ماذا يعني هذا؟ هل يعني أنهم كانوا مستعدين للموت؟ أم أنهم ببساطة يمكن الاستغناء عنهم؟“
في صحيفة الديلي ميل، كتبت سارة فاين عن الجانب الإنساني في أزمة وباء فيروس كورونا، وتستعرض الكاتبة بعض القصص الإنسانية الكثيرة التي لم تتمكن فيها بعض الأسر من احتضان المتوفين بالوباء اللعين.
تشير الكاتبة إلى بعض مادار في المؤتمر الصحفي اليومي الذي تعقده الحكومة البريطانية لإطلاع الشعب على تطورات الأزمة.
كانت سيدة قد أرسلت رسالة عبر البريد الإلكتروني، قرأها وزير الصحة، مات هانكوك، تستفسر فيها عن الوقت الذي قد تتمكن فيه من معانقة أحفادها.
وتقول سارة “كان جواب المسؤول الطبي، كريس ويتي، منطقيًا تماما: قال، إن ذلك سيعتمد على ما إذا كانت لديها “مشكلة طبية كبيرة“.
وتعتقد الكاتبة أن صاحبة الرسالة لم تكن تبحث عن مثل هذه الإجابة “لأنها بالتأكيد على دراية بالإرشادات المتعلقة بالمجموعات المعرضة للخطر”، والتي تمنع الاتصال المباشر بهم.
وتضيف سارة أن “ما كانت تطلبه (السيدة) حقًا هو بصيص أمل. شعور بوقت تعود فيه الحياة إلى طبيعتها“.
وتوضح الكاتبة أن هذه الحياة “ليست الوظائف والاقتصاد والمتاجر والخدمات.. ولكن ما يجعل الحياة في نهاية المطاف جديرة بالاهتمام هو الحب وحاجتنا للتعبير عنه“.
وتختم الكاتبة مقالها بالقول إن”الفيروس قد يكون حرمنا – في الوقت الحاضر – من حريتنا. لكن يجب أن نتأكد من أنه لن يسلبنا إنسانيتنا أبدًا“.